رواية اهلكني حبك كاملة جميع الفصول بقلم دينا نصر
بحديقة الكلية مع سلمي وكانوا يتسامرون سويا لاحظت سلمي ذلك الأمر معها فافتعلت سلمي موقف بالاتفاق مع حور للتأكد أن كانوا بالفعل مرسلون من قبل جدها لمراقبتها أم لا وبالفعل عندما تحركت حور بعيدا متظاهرة بالخروج من الجامعة وغير متجهة للمدينة الجامعية اتصلت بها سلمي علي الفور قائلة لها
لا تنظري للخلف لقد كان شكنا في محله إنهم يتبعونك فقد نزل الرجلان من السيارة علي الفور للحاق بك
وقفت سلمي تفكر قليلا ثم قالت
يمكننا خداعهم صدقيني ..بذلك اليوم يمكننا أن نعود للمدينة الجامعية كما اعتدنا بعد الامتحان وسيظنون أن الأمور علي ما يرام ثم
تخرجين أنت وأنت ترتدي نقاب يمكننا أن نستعيره من أحلام زميلتنا المنقبة وتخرجين ببساطة دون أن تثيري الشك بنفوسهم
ما الذي تقولينه يا سلمي ..أخاف أن يكتشف أحد هذا وسيعاقبني جدي وتلك المرة لن أتحمل أن يمنعني من إكمال الدراسة بعد أن قطعت شوطا طويلا فيها
فقالت سلمي بثقة
وكيف لهم أن يعلموا لا تكوني جبانة وتشجعي
فكرت حور بتلك الفكرة المچنونة ولما لا ستعيش مغامرة جميلة فهي لم ترفه عن نفسها يوما وأيضا لا بأس أن عادت الخميس بدلا من الجمعة وإن فشل الحراس في العثور عليها يوم الجمعة سيرون
إن هذا تقصير منهم في المراقبة وهذا ما سيفهمه جدها عندما تعود بموعدها مبكرا يوم الجمعة فلن يعلم أحدا من القصر حول ذلك أبدا ..لذا نظرت لسلمي وابتسمت قائلة
أنها فكرة مچنونة لكن أنا معك بها
صاحت سلمي بسعادة من موافقتها أخيرا فها هي حور سليلة عائلة الهلالي تفك أول قيد لها من القيود الملتفة حول رقبتها وفكرت سلمي بقلق عليها تري هل ستتمكن يوما من التخلص من كل قيودهم أم ستظل بهذا القيد حتى النهاية ..
يا الهي أشعر بالحرية تدب في عروقي فمنذ وقت طويل لم أشعر بالانتعاش هكذا لذا دعينا نستمتع باليوم كاملا يا سلمي فاليوم يوم تاريخي بالنسبة لي
فقالت سلمي لها بابتسام
شعرت حور بالخۏف يدب بها بسرعة وقالت بقلق
ماذا لو وجدت أحدا يعرفني وأخبر جدي..
ضحكت سلمي وقالت لتطمئنها
أيتها الحمقاء أفراد عائلتي علاقتهم ليست قوية بعائلة الهلالي لذا لن تجدي أحدا تعرفينه من معارفنا وحتى أنني لم أدعو بنت خالك مريهان بالرغم من أنها كانت صديقتي بالثانوية وهذا من أجلك لذا لا تقلقي
تنهدت حور بارتياح وبعدها قبل أن يصلوا لمنزل سلمي ذهبوا لأحد المولات التجارية المعروفة و تبتعد عن القرية بحوالي نصف ساعة فقط وهناك حظوا بكل المتعة فالتسوق حقا أمر ممتع للغاية وقد اشترت سلمي فستان جميل لحضور حفل الميلاد ولم تكن سلمي محجبة لذا اشترت فستان قصير الأكمام ويصل لبعد الركبة يفصل جسدها أما حور قد ارتدت الحجاب ولم تخلعه بالجامعة فهي التزمت به داخل وخارج الدوار لذا ستشتري شيء أكثر احتشاما وقد ادخرت مبلغا من المال لا بأس به فالشيء الايجابي الوحيد أن جدها كان يغدق عليها بالأموال منذ دخولها الجامعة لتشتري الملابس لذا لم تضيع المال وكانت تشتري ما تحتاج فقط ولا تبذر واليوم لأول مرة ستنفق منه وستستمتع و ستشتري
ما تحتاج وبالفعل لفت نظرها فستان أسود من الدانتيل الرقيق و به طبقات أنيقة من الشيفون الوردي وعندما ارتدته شعرت بشيء غريب شعرت لأول مرة شعرت أنها امرأة فاتنة فالفستان يلف جسدها ويظهر تفاصيل قدها وعندما رأتها سلمي صفرت وقالت
واو ما هذا الذي أراه تبدين جميلة للغاية وكأن الرداء صنع خصيصا من أجل قدك
ابتسمت حور بخجل وقالت بعدم ثقة
أحقا يا سلمي هل أبدو جميلة..
ابتسمت سلمي وقالت بتأكيد
أجل أنت جميلة لكنك تخفين جسدك بتلك الملابس الفضفاضة جدا و لا ترتدين سوي الجيب والقمصان الفضفاضة العملية حبيبتي حور أنت بالجامعة عالم مفتوح فلتجربي ارتداء ملابس أخري
قاطعتها حور قائلة باستياء
لا أستطيع أولا أنني لا أحب الملابس الضيقة فهي غير عملية بالجامعة وثانيا الحارسان سيخبران جدي إن فعلت شيء مماثل
تنهدت سلمي بأسي علي حالها ولم تعرف ما تقول لذا قالت
أنت منغلقة علي نفسك ولم تسمحي لنفسك بالانفتاح بالجامعة ولم تجربي الاختلاط مع الچنس الأخر ولو بأحاديث عابرة وهذا جعل منك فتاة لا تمتلك الثقة بذاتها ولا بجمالها ثم هيا بنا لنكمل شراء أغراضنا فالحفل بعد ثلاث ساعات من الآن هيا حتى لا نتأخر
إن سلمي محقة فعيشها بذلك الدوار اللعېن مع هذه العائلة يمتص روحها شيئا فشيئا فهي فقدت جراءتها وانفتاحها وجزء من كيانها بتظاهرها دوما أمامهم غير ما هي عليه فقالت لسلمي بإحباط
هذه قصة حياتي ..لذا دعك منها وأنا انتهيت تقريبا فقط سأقوم بشراء حجاب للفستان وأيضا الحاسوب الشخصي الذي أحتاجه للمذاكرة عليه
وبالفعل أكملوا شراء بقية الأغراض وقد اشترت حجاب رائع ملائم جدا مع الفستان .. فهي اليوم ستستمتع قدر المستطاع فهي سترتدي فستان
يلف جسدها لأول مرة لذا تشعر بالحماس وأيضا ستشتري الحاسوب الشخصي الذي سيسلي وقتها كثيرا داخل القصر بغرفتها أثناء الأجازة الصيفية ..وما أن انتهوا من شراء أغراضهم حتى ذهبوا مباشرة لمنزل سلمي وهناك استقبلتهم والدة سلمي بود ووجدوها قد نظمت الأمور جيدا للحفل ووضعت الزينة المبهجة بكل المكان وأخبرتهم أنها ستضع طعام الغداء لهما بغرفة سلمي وبالفعل صعدا الغرفة وارتمت كلاهما علي الفراش من الإجهاد وقالت سلمي
فلنأكل أولا فأنا أتضور جوعا وبعدها سأترك لك الغرفة لذا خذي حماما سريعا وبعدها تجهزي للحفل وأنا أيضا سأفعل فلم يتبقي سوي نصف ساعة ويبدأ الحفل
وبالفعل أكلا من أصناف الطعام الشهية وبعدها قبل أن تذهب سلمي لتتجهز قامت حور من مكانها ولفت حول نفسها وقالت بحماس
يا الهي أنا سعيدة للغاية يا سلمي هذه أول مرة
أشعر بتلك السعادة وأشعر أنني حقا علي قيد الحياة لقد كنت محقة لو لم أفعل هذا وأغامر لكنت فعلا مجرد جبانة فاتها الكثير اليوم
قامت سلمي وأمسكت يدها ولفت معها بفرحة وقالت
أنا أيضا سعيدة بوجودك معي وأتمنى لكي الاستقلال عن تلك العائلة الكريهة لتشعري حقا بالسعادة المطلقة
قالت حور بخجل
طبعا يا سلمي لن أذكرك فأنت لن تخبري أحدا أبدا بما قصته عليكي عن حياتي أليس كذلك
ردت سلمي بثقة شديدة
بالطبع يا حور أنتي صديقتي المقربة وأسرارك بأمان معي
وفكرت سلمي أنها حتى لم تخبر والدتها التي تعد أقرب الأشخاص إليها ولن تخبر أحدا فحياة حور لا ينقصها التعقيد يكفي ما هي به وهي تعلم إن تفوهت بكلمة عن عائلة الهلالي ستنتشر الشائعات وسيؤذي ذلك صديقتها حور لذا هي لن تتكلم أبدا فقالت لها بشقاوة
هيا ارتدي الفستان لقد تركت لك بعض مستحضرات التجميل لذا ضعي منها ولا أريد التذمر
وخرجت من الغرفة تاركة المجال لحور وبالفعل أخذت حور حمام سريع وخرجت من الحمام وهي تشعر بالانتعاش وكانت متحمسة جدا لارتداء الفستان وابتسمت بحب فهي تشعر بسعادة مطلقة اليوم وبعدها مشطت شعرها الطويل المتموج الذي يصل إلي أسفل ظهرها وعلي الرغم أنه يجهدها في ترتيبه لكنها لن تقصه أبدا فأمها كانت تحبه هكذا ولم تقصه لها يوما وجمعته كله ناحية اليمين وبعدها ارتدت الفستان وشعرت بالانبهار فهذه أول مرة ترتدي شيء بهذا الجمال فالفستان كان يلفها ويظهر جسدها بأناقة علي الرغم من بساطة تصميمه نظرت لمستحضرات التجميل أمامها فهي أيضا ستجرب شيء جديد لأول مرة اليوم وهي تعرف تماما كيف تستخدمها بالرغم من أنها لم تحاول وضعها يوما لذا وضعت الكحل الأسود علي عينيها العسلية الصافية الواسعة ووضعت بعض من أحمر الشفاه لونه وردي كلون الفستان لكن اللون لم يعجبها لذا خففته وبدت طبيعية وابتسمت لنفسها في المرآة فدق الباب في تلك اللحظة فقالت بعفوية
ادخلي
اعتقادا إنها سلمي وقامت من مكانها تتحرك في الغرفة بحرية تنظم أشيائها بحقيبتها لكن ما لم تتوقعه وجود صمت غريب منذ أن دخلت سلمي الغرفة فقالت بعد أن استدارت
هل انتهيت يا سلمي..لم يتبقي لي سوي...
من ..من أنت!!..
أما الرجل شعر بذعرها ورفع يده فوقه في الهواء قائلا ليطمئنها
لا تخافي أنا سراج ابن خالة سلمي
نظرت له بخجل ولم ترد فأكمل
لقد ظننت أن
سلمي هي من بالغرفة ولم أعرف بوجود أحدا أخر فقالت هي بخجل
أنا حور صديقة سلمي وسلمي ليست هنا لذا هلا تفضلت وبحثت عنها بعيدا عن هنا
قال مبتسما من خجلها الشديد وهو يمعن النظر بها
تشرفنا آنسة حور
أومأت له برأسها ولم ترد فخرج من الغرفة بينما ركضت هي بسرعة وأغلقت الباب عليها وهي تأخذ أنفاسها بخجل شديد لقد رآها هذا الرجل بدون حجاب .. فذهبت للمرآة وعدلت شعرها في كعكة كبيرة وارتدت الحجاب بطريقة مهندمة وخرجت من الغرفة بحثا عن سلمي أما سلمي كانت بالفعل أنهت اللمسات الأخيرة حتى سمعت صوت سراج ابن خالتها قائلا لها بشقاوة
أخيرا وجدتك أيتها الشقية عيد ميلاد سعيد
ابتسمت له سلمي بود فهو بمثابة أخيها تماما فهو يعتبر المسئول عن أسرتها بعد ۏفاة والدها وتجمعها به علاقة طيبة حتى انه يعلم علاقتها بخورشيد الذي سيتقدم لها مباشرة بعد انتهاء الدراسة الجامعية وقالت له
شكرا لك يا سراج لكن أين هديتي..
ضحك وقال
ألم يكن حضوري هو الهدية بذاتها أتعلمين
أيتها الشقية أنني تركت أعمالي بالقاهرة وأتيت مخصوصا لحضور حفل عيد ميلادك
ابتسمت بسخرية وقالت
ظريف جدا ها ها هل من المفترض أن أضحك
فأخرج من سترته علبة صغيرة