في قديم الزمان وسالف العصر والأوان عاش في البصرة تاجر توابل إسمه حبيب وكان له دكان صغير في السوق
يربح منها في تجارته فأحوال دكانه سيئة ولا يوجد عنده المال لملئه بالبضاعة فقال له سأحتال لحملك معي لكن عليك أن تسمع كل ما أقوله لك ولا تخالفني !!! مسح حبيب دموعه وأجابه لن ټندم يا سيدي قال له التجار لا يسمحون بطلوع أحد زائد فالطعام والماء على ظهر فالسفينة بالكاد يكفي وسأضعك في صندوق فيه سويق وتمر مع جملة بضاعتي وابق في مكانك وكل من ذلك الطعام هل فهمت والآن إذهب لتوديع أمك واحمل لها هذه الصرة من الدراهم وارجع مع الفجر هيا وكان الله في العون ...
...
في المساء حضر حبيب للميناء بعد أن ودع أمه وأعطاها المال ثم إنتظر قليلا وفكر هل تستحق تلك الزهرة أن يرمي بنفسه في البحار من أجلها وليس معه سوى صرة ملابس وبضعة أرغفة وقربة ماء ثم قال وما فائدة العيش محروما لا مال ولا زوجة جميلةفتحمس وقال من توكل على الله فلن يخيب. وفي هذه اللحظة ظهر عبد الصمد ومعه ثلاث عربات مشحونة بالبضائع المختلفة وفي الثالثة كان هناك صندوق كبير من الخشب فأومأ التاجر لحبيب فدخل وسطه ووضع الغطاء على نفسه وكان هناك ثقب يدخل منه الهواء وحمل العبيد البضاعة إلى عنبر السفينة وهم يشتكون من ثقل الصندوق .وفي الفجر أبحرت السفينة بحمولتها وبقي حبيب أياما وسط العنبر المظلم وأصيب بدوار البحر ولم يقدر أن يأكل أو يشرب وفي النهاية طلع للسطح فضړب الهواء وجهه وأحس بالراحة واتكأ على حافة السفينة ينظر إلى الأمواج فلقد كانت هذه أول مرة يبحر فيها ولم يكن يعرف أن ذلك شاق لهذه الدرجة.