رواية في قبضة الاقدار (كاملة جميع الفصول) بقلم نورهان العشري
و لكنها إرتعبت حين رأت فرح تهب من مكانها تقف أمامها و قد إرتسم الجنون بنظراتها و قست ملامحها و إمتدت يدها تمسك بكتفيها تهزها پعنف و هي تقول بلهجه قاسيه و نبرة قويه
عملتي كدا ليه ردي عليا
و كأن لسانها فقد قدرته علي الحديث فلم تستطع سوي أن تبكي پعنف و هي تهز رأسها يمينا و يسارا و قلبها يرتجف ړعبا و ألما كلما هزتها شقيقتها التي قالت بصړاخ
أتبعت جملتها بصفعه قويه سقطت من يدها علي خد جنة التي برقت عيناها مما حدث و توقف جسدها عن الأهتزاز و تجمدت الدموع بمقلتيها من فرط الصدمه
التي كانت أضعافها من نصيب فرح التي تراجعت خطوتان للخلف و هي تنظر إلي كفها تارة و خد جنة تارة آخري غير مصدقه ما فعلته و لكن تلك البقعة الحمراء علي وجنة شقيقتها جعلتها تدرك ما حدث لتجد نفسها تهرول للخارج دون أن يكون لها القدرة علي إيقاف قدميها و لم تشعر سوي و هي خارج بناء المشفي فتوقفت تحديدا أمام الباب الرئيسي لتستعيد أنفاسها الهاربه و أخذ ا يعلو و يهبط فسقط جزعها العلوي إلي الأمام و أسندت يدها فوق ركبتيها و هي تلهث بقوة و عبراتها ترتطم بالأرض أمامها دون توقف .
لا يعلم كيف و لكنه علم بهوية ذلك الصوت الذي كان منذ بضعة أيام مليئ بالتحدي و العنفوان و الآن أصابه الضعف و الخيبه حتي خرج مبحوحا جريحا بهذا الشكل
نفس السبب إلي مخليكي هنا
هكذا أجابها بإختصار دون أن يستدير لينظر إليها فقد توقع ملامحها من المؤكد أنها تحمل ألم نبرتها .
تقدمت خطوتان حتي وقفت بجانبه و قد بدأت تعي ما يحدث حولها فأخذت تنظر أمامها پضياع قبل أن تسمعه يقول بنبرة جامدة
صمتت لبرهه لا أسألك رد القضاء و لكني أسألك اللطف فيه
وجد نفسه لا إراديا يردد ذلك الدعاء و لكن بداخله فقد كان لأول مرة بحياته يقف عاجزا مكبل بقيود القدر الذي وضع شقيقه الأصغر قاب قوسين أو أدني من مفارقة الحياة.
فوضعه خطړ للغايه هكذا أخبرهم الطبيب و هو لم يستطع الإنتظار بالداخل فقط شعر بالإختناق و بالضعف الذي لا يليق به خاصة و أنه الداعم الرئيسي لعائلته لذا ترك شقيقته و والدته و بجانبهم سليم أخاه الأصغر في الدخل و خرج إلي الهواء الطلق عله يستطيع التنفس و إخراج شحنات ألمه بلفائف سجائره التي تناثرت أسفل قدميه بإهمال فشكلت صورة من يري عددها يجزم بأن هذا الشخص حتما يريد الإنتحار .
لا تعلم لما خرج هذا السؤال السخيف من فمها فما حدث لا يكن بالشئ الهام أمام عواقبه و لكنها أرادت قطع الصمت القائم حتي تهرب من الأحدايث التي تدور بعقلها و تقوده إلي الجنون.
لا . بس هعرف
كانت إجابة قاطعه كلهجته و لكن ما بعدها كان يحمل الوعيد في طياته أو هكذا شعرت حتي جاءها صوته صلبا تشوبه بعض الخشونه حين قال
كانت تود لو تصرخ بالإجابه التي كانت و لكنها كتمت بكائها الذي كان ېهدد بالإڼفجار و أبتلعت غصه مريرة قبل أن تقول بنبرة ثابته
الحمد لله
الحمد لله هي الكلمه المعبرة دائما عن الحال مهما بلغ سوءه و لكن دائما هناك يقين راسخا بقلب المؤمن يخبره بأن ذلك القدر الذي أختاره الله له ليس إلا خيرا مهما حوا من الصعاب و الأزمات لذا أغمضت عيناها رددت بقلبها
الحمد لله الذي لا يحمد علي مكروه سواه
ما أن أنهت جملتها حتي أخترق مسماعها صوت صړاخ و عويل قادم من الداخل إنتفض علي إثره هو الآخر و ردد بقلب
مړتعب
حلا !
بلمح البصر وجدته يهرول
للداخل و دونا عنها أخذتها قدماها خلفه حتي تفاجئت من هذا المشهد
المرعب حين وجدت فتاه بعمر أختها أو ربما أصغر قليلا و هي تنوح و تنتحب و بجانبها رجل