الإثنين 25 نوفمبر 2024

من نبض الۏجع عيشت غرامي(كامله جميع الاجزاء) بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 8 من 111 صفحات

موقع أيام نيوز


الوقت في كلية الصحافة والإعلام حيث كانت مكة تجلس مع صديقاتها المقربين إليها فقد أوجعوا رأسها وسببوا لها صداعا من أسئلتهم المتكررة عن ذاك المغنى 
فسالتها ميرام بحالميتها المعهودة
له احكي لنا كل حاجة بالتفصيل يامكة ومتقعديش تتنكي علينا إكده وتحسسينا إن احنا بنرتكب كبيرة من الكبائر لاسمح الله 

تأففت مكة من ثرثرتهم وأجابتها باختصار
يعني أخترع لكم حوارات يعني ولا ايه !
أهو لقاء زي أي لقاء بس بالنسبة لي فارغ وملهوش أي تلاتين لازمة 
اغتاظت رقية بشدة من كلامها وهتفت باستنكار
بذمتك ده حديت يطلع من خشمك عاد يامفترية !
ده إنتي كنتي قاعدة قدام الفنان ادم المنسي بجلالة قدره ياللي معندكيش ذرة إحساس إنتي 
وأكملت سمر صديقتهم الرابعة
والله إنتي بومة ووش فقر واحدة غيرك كانت مسكت في الفرصة دي بإيديها وسنانها واتدلعت عليه وأخدت رقمه وحاولت تفتح معاه حوارات ده إنتي ملكيش في الشهرة وانك تقبي على وش الدنيا ياوش الفقر إنتي 
هنا قد أرهقوها بكلامهن وأسئلتهن البائخة وأحاديثهن المهترئة وطاحت بهن جميعا 
والله انتوا اللى لابقي عنديكم ذرة دين ولا ايمان وقسما عظما اللي هتجيب لي فيكم سيرة التافه ده تاني مهكلمهاش تاني واصل بلا قلة حيا منك ليها وعقول فارغة وبعدين أني مش فقيرة ولا ناقصة مال بوى مېت أه لكن سايبنا مستورين وأحسن من الدنيا بحالها والستر ده نعمة عظيمة لاتفقهو عنها شئ 
ثم لملمت أشيائها وهى تردد لهم بسخط
وأدي القعدة اللى كلياتها ذنوب فايتهالكم وماشية 
أنهت كلماتها اللاذعة لهم وتركتهم وانطلقت إلي مكان هادئ كي تنهى فيه أشغالها فهي ستبدأ بتنزيل مقاطع لذاك اللقاء على صفحتها الموثقة على الانستجرام فقد مضي أكثر من ٢٤ ساعة المحددة لها بعدم النشر وبدأت تعمل على تقطيع الفيديو لكى تنشره على عدة مرات فهي قررت أن تنشر فيديوهين للقاء يوميا وبدأت بفحص المقطع الأول والذي كان عبارة عن سؤالها له 
امته بدأت مرحلتك الفنية وحسيت إن عندك موهبة تستحق الظهور 
كانت في اللقاء لاتنظر إليه مباشرة تقرا السؤال من المفكرة التي أمامها وتتابع الرينج لايت وتحاول ظبطه كي تتفادي أخطاء المونتاج التي وقعت فيها كثيرا ولوهلة قررت سماع الفيديو نظرت إليه وهو يتحدث ويجيبها لاحظت نظراته المثبتة عليها كما لاحظت اندهاشه وهو ينظر إليها بتلك الغرابة ولكن نفضت تفكيرها وتابعت المشاهدة وحقا كانت ردوده هادئة فيها نوعا من الكاريزما التي يجب أن تتوافر في أي فنان ولكن أكثرهم يصطنعوها أما هو كانت تخرج بتلقائية واضحة لمن يراه 
وأثناء مشاهدتها له كانت تحدث حالها
ماله يعني ماهو بني آدم عادي زي أي راجل له إيدين ورجلين وعنين وشعر زي أي راجل مفيهوش حاجة مختلفة تثير الإنتباه عاد 
ولكن نهرها عقلها أيضا في نفس
اللحظة فأكملت 
علشان وسيم وأنيق وأبيضاني وشعره كيرلي وطول بعرض بس بردو عادي ولا يفرق معاي واصل ولا يهزلي شعرة 
وفجأة نهرت حالها ككل وأردفت بسخط 
وه ياحزينة قاعدة تتغزلي في راجل وتتفرجي عليه كيف البنتة اللي مهيختشوش اظبطي حالك يامكة وفوقي عاد منقصاشي ذنوب من رب العباد 
عادت إلى رشدها وتابعت مهمتها وبعد نصف ساعة أنهت المقطع الأول وكادت أن تضغط على زر النشر تراجعت في لحظة وهي تفكر بصوت عال
بس كيف انشر مقاطع مغني على صفحتي وأغضب ربنا ! كيف علشان أعمل جمهور سريع ومتابعين كتيير أخالف أمور ديني 
لع مهنشرش حاجة على صفحتي من النوعية دي عمري وتغور الشهرة اللى تغضب ربنا دي 
وبالفعل قررت أن لا تنشر تلك المقاطع ابدا مهما كانت المغريات فعدم نشرها ماهو إلا ابتغاء مرضات الله وهاهي ابنة الصعيد الفتاة الجامعية صاحبة الرداء الاسود ترفض مالا يخطر على بال بشړ فبنشر ذاك الفيديو كانت ستنقل الي مرحلة جديدة وقوية في مشوارها الصحفي وهي في أولى بداياته ولكن في نظرها فلتذهب الدنيا بما فيها إذا فعلت شيئا يغضب ربها 
وبعد عدة أيام في نفس الجامعة أرسل إليها العميد فذهبت إليه فسألها باندهاش
ليه منزلتيش الفيديو على صفحتك لحد دلوك يامكة 
فركت أصابع يداها بتوتر وأجابته 
ها معرفاشي لااا بصراحة إكده وبدون كڈب مش هنزل حاجة من النوعية داي عندي ولا عايزاها 
سهم عيناه عليها مندهشا وأردف بنبرة متعجبة
كيف إكده مهتنزليش إنتي واعية لحديتك ده 
هزت راسها بموافقة واردفت
مش حابة أغضب ربنا وإذا كان على المتابعين اللى هياجوا من ورا الحوار ده معايزهمش أني الحمد لله صفحتي اتوثفت من شهرين وهكبرها بحاجة تليق بيا وبفكري 
مازال العميد على اندهاشه منها ولكن هي في الغالب حرة فاللقاء نشر علي صفحة الجامعة وتناولته جميع المواقع استأذنت من العميد وخرجت وجدت صديقتها سمر في انتظارها 
وهي تطلب منها ذاك الطلب الذي تتحايل عليها منذ أن علمت أنها لم تنشر تلك المقاطع
متجيبي الفيديوهات الأصلية بقي وأنشرها على صفحتي ينوبك صواب ياصاحبتي 
مطت شفتيها بامتعاض
عاملة كيف النحلة الزنانة بقي لك يومين وزهقتيني ياسمر حاضر هديهم لك وإنتي حرة بس خليت ضميري قدام ربنا واتبرأت منيهم 
انطلقت الفرحة العارمة من سمر وهتفت
بلاش تحبكيها للدرجة دي أمال ياموكتي ده مكانش فيديوهين تلاتة يخلوا الواحد يتشاف شوي 
أعطتها الفيديوهات وتركتها وغادرت المكان وقامت هي في نفس اللحظة بالعمل عليهم ونشرتهم علي جميع مواقع السوشيال ميديا على أنها هي التى أجرت اللقاء 
في نهاية ذاك اليوم علم راشد بتلك الفيديوهات من المسؤول عن إدارة الاعمال لدي آدم فاندهش للاسم الذي نزلت به فسأل أدم 
هي إللي كانت عاملة معاك اللقاء اسمها سمر ولا مكة 
اندهش آدم من استفساره وسأله 
بتسأل ليه السؤال اللي مش في وقته ده خالص عموما تقريبا اسمها مكة ليه بقي 
قال إجابته وهو يدعي عدم التذكر ولكن كان يجاهد حاله طيلة الأسبوع الا يحادثها ولكنه لم ينسى التفكير في أمرها يوما ويجاهد حاله أن لا يتنازل ويهاتفها 
أجابه راشد بلا مبالاة
فكك بلا ۏجع دماغ أصل اللي نزلت على صفحتها وبتقول أنها هى اللى عملت معاك اللقاء اسمها سمر مش مكة 
اندهش آدم وطلب منه
إزاي ده طيب وريني كده الفيديو اللى نزل 
أعطاه راشد الفيديو وشاهده مرارا وتكرارا وأخيرا وجد الحجة التي يهاتف بها تلك المكة ويستمع إلي صوتها الذي استوحشه بشدة ولأول مرة يشعر باللهفة لمحادثة إحداهن في سابقة لم تحدث بعد 
وترك المكان لراشد وجلس في مكان بعيد وفورا ضغط زر
الإتصال على تلك المكة 
ومن هنا ستنطلق شړارة الفتاة الصعيدية مع تسلية ذاك المغني فلنرى ماذا يحدث حين ذاك 
في منزل سلطان المهدي يجلس عمران في حديقة المنزل يراجع بعض الحسابات الخاصة بمزرعة الخيول الخاصة بهم فعمران لديه ماجستير في المحاسبة والمعلومات ويعشق الحسابات ومراجعة الميزانيات وهو المسؤل المالي عن جميع املاك والده فلما لا وهو ابنه الوحيد علي بنتين 
وأثناء انشغاله في المراجعة استمع الى صوت إحداهن تردد بدلع وهي تنظر له نظراتها المشتاقة كعادتها 
كيفك ياعمران وكيف احوالك 
عندما استمع الي نبرة صوتها التى يحفظها عن ظهر قلب ففضل أن يرد عليها دون أن ينظر إليها
مش بخير طول مااني شايفك قدامي ياملعونة إنتي 
مطت شفتيها بدلال وكأنها لم تسمع توبيخها منه ودارت بعيناها تمشط المكان لكي ترى إذا كان احدا يراها أم لا لم تجد أيا من زينب وبناتها فاقتربت منه وهي تهبط بمستوى جسدها إليه في حركة وضيعة منها كعادتها فهي تفعل ذلك لكي تغريه كما تظن ويذوب من رائحتها المفتعلة والتى هو يكرهها بشدة كمن يشم رائحة كريهة إلي أنفه حينما تقترب 
ثم همست له بدلال مفرط كعادتها
مبقيتش ملعۏنة إلا بسبب عشقك ياعمران منويتش بقي تقدم السبت وتاجي لحدي وتسلم راية العصيان وتفتح
قلبك لوجد 
انتفض من مكانه كمن لدغه عقرب ونطق پغضب وهو يجز على أسنانه
بعدي عني يامرة إنتي واياكي تقربي مني بالشكل ده تانى إنتي ناسية انك مرت عمى بس هقول إيه عاد صنف ميختشيش 
وأخيرا استفزتها كلماته وهتفت برفض
أرملة عمك الله يرحمه ودلوك اني حرة وأصلا إنت عارف أني رضيت أتجوز راجل كبير عني وقد جدي في السن علشان خاطر أقرب منيك ياحبيبي 
نظر لها باشمئزاز يكفي العالم أجمع وود لو يسحقها بين يداه ض ربا ولكن لم يريد أن يلفت انتباه أحد لتلك المرأة الملعۏنة وهتف بفحيح
الله في سماه ياملعونة إنتي لو لمحت خلقتك العكرة داي مرة تانية قصادي لاهضربك ولا هيهمني إنك حرمة 
بنبرة مستفزة بخت سمها 
طيب والله في سماه وحلفان على حلفانك ماهتكون لغيري ياعمران مفاتيحك في يدي وتحت قبضتي ومحلهاش غير لما تتجوزني وياتكون لوجد يامش هتكون لمرة غيرها واصل 
واسترسلت وعيدها وهي تردد بغل 
مانا معشتش ٣ سنين من عمري إللي في عز صباه مع راجل قدي ٣ مرات علشان اكون بس قريبة منيك وفي الاخر بعد ماربنا ينصفني وېموت تاجي إنت وبكل بساطة تقول لي بعدي عني نجوم السما أقرب لك من إنك تتجوز غيري وأني عارفة أني بقول ايه 
حقا استفزته بحديثها وأثارت رجولته فحدثها مؤكدا
طيب يمين بعظيم ياملعونة إنتي على آخر السنة داي لاهكون متجوز ست ستك وهخليكي ټموتي بحسرتك يافاجر ياأم وش مكشوف إنتي 
فجر كلماته وتركها تتآكل غيظا واتجه إلي الخارج كي يذهب إلى المشفى يقابل صديقه 
أما هى تحدثت بصوت عال وصل إلى مسامعه قبل أن يخرج من البوابة
لما نشوف هتعملها إزاي وإنت بحالتك دي ياولد أبوك الوحيد ومبقاش وجد أما شوفتك مذلول وبتترجانى أتجوزك 
أدار رأسه إليها من الخارج وبحركة أشعلت الڼار داخلها بصق عليها من بعيد وكأنها سلة قمامة ملقاه أمامه مما جعلها تستشيط ڠضبا أكثر من ذي قبل وتتوعد له أن تزيد من عڈابه ويلات وتسقيه من كيد النساء أهوال وغادرت الأخرى وعادت إلى منزلها المقابل أمامهم 
أما هو انطلق بسيارته الى المشفى وهو يحدث حاله متعجبا من تلك الكلمات التى خرجت من فاه تلك المرأة الملعۏنة وقرر أن يأخذ خطوة جدية في ارتباطه وما إن تأتي تلك الفكرة يشعر بالاختناق ولكن عزم الأمر ان يجبر حاله ويفعل كما يفعل الرجال 
وصل إلى المشفى وما إن دلف إلى البوابة حتى صارت عيناه تلقائيا تبحث عنها في كل مكان فقد مكث طيلة الأسبوع يفكر بها ولن تتوه عن باله تلك السكون التى سكنت وجدانه بطيفها الهادئ المريح للأعصاب ماإن ينظر إليها فقط 
أما هى لمحته في نفس توقيت دخوله وكأن عيناها أقسمت على أن ترهن نظراتها لذاك الباب فقط كي تتشبع من رؤياه وتسكن الجفون هدوءا لرؤية معشوق الروح 
تقابلت نظراتهم أخيرا ولكن هي خجلت أن تطيل النظرات له خوفا من سهم النظرة وذنبها يكفيها فقط شعورها بالراحة والأمان في وجوده 
فحقا عشق السكون للعمران عشقا فاق الحدود 
وجد قدماه تسوقه إليها بلا منطق أما هي استشعرت قدومه من رائحته التى حفظتها
 

انت في الصفحة 8 من 111 صفحات