عن العشق والهوى ( كامله جميع الاجزاء) بقلم نونا المصري
يا حبيبتي بعد قوله ذاك اجهشت مريم بالبكاء الشديد وانهمرت الدموع من عينيها كالسيل الجارف فغسلت وجهها وبللت جسمه ولم تستطيع التحدث او قول اي شيء فقط تعالت أصوات شهقاتها لتخترق قلبه كما لو انها سهام ملتهبة اشعلت الڼار في صدره فانسابت دمعة من عينه جعلته يحكم عناقها بقوة اكبر وهمس في اذنها قائلا ششش متعيطيش انا اسف والله العظيم اسف ولكن مريم استمرت بالبكاء في حضنه حتى اخرجت كل الألم والحزن الذان كانا يعتصران قلبها منذ سنوات واخذت تعبر عما في نفسها من لوعة وحسرة لذا بكت وبكت وبكت حتى احمرت عيناها وانفها واغرقت التيشرت التي كان يرتديها بالدموع وبعد ان هدأت قليلا ابعدها عنه لمسافة قصيرة ثم امسك ذقنها ورفع رأسها لتنظر اليه ثم مسح اثار دموعها عن وجنتيها قائلا انا اسف اسف على كل حاجة اسف لأنك سبتي مصر بسببي واهم حاجة اسف لاني طلقتك وسبتك تتعذبي لوحدك تدحرجت دمعة حارة من عينها اليسرى وهي تنظر اليه ثم رفعت يدها وابعدت يده عن وجهها ببطء قائلة بصوت مبحوح لما انت بتحبني زي ما بتقول وكنت عارف الحكاية من الاول يبقى ليه اتعمدت تجرحني مرة تانية لما طلقتني في نيويورك ليه چرحتني بكلامك يا ادهم في تلك اللحظة احنى ادهم رأسه ولأول مرة في حياته كلها وقف صامتا لا يعلم ماذا يقول عجز لسانه عن الكلام ووقف يحدق بالارض كوقفة سجين ينتظر حكم اعدامه ولم يبقى من عمره الا القليل واصابعه تعد ايامه فلم يقل اي شيء سوى كلمة واحدة مچروحة متوسلة نطق بها لتخترق قلب مريم وتصل إلى اعماق اعماقها سامحيني قال ذلك ثم رفع رأسه ونظر اليها بعيون حمراء اغرقتها الدموع وسرعان ما انسابت على وجهه فذهلت مريم عندما رأت ان ذلك الرجل القوي البارد الجبار قد بكى من اجلها هي لقد كانت تظن انه اقوى شخص قابلته في حياتها ومن المستحيل ان يذرف الدموع في يوم من الايام امام اي احد ولكنه بشړ ايضا بالاضافة لكونه رجل قوي واذا بكى رجل مثله لاجل امرأه فهذا يعني انه يحبها ولا يعيش الا لاجلها اذا بكى لاجل الحب فهذا هو الحب الصادق النبيل الذي يسمو فوق الكرامة وفوق كل الكلمات التي نصوغها عندما نقرر الفرار من الحب نعم يبكي ليس ضعفا ولا خذلان وانما لانه بشړ فليس البكاء كما يقال دوما هو للنساء فقط بل يبكي الرجل لان له قلبا وروحا واحاسيس يبكي لان البكاء يريح القلب وقلبه هو ارهقته مآسي الحب حبه لها اصبح هوس بل اكثر وقد تعدى الجنون حيث انه احبها اكثر من نفسه واكثر من اي شيء في الوجود والشخص الوحيد الذي من الممكن ان ينافسها على حبه لها هو ثمرة حبهما الصغيرة ابنهم الذي زرع برعم الفرح والسرور في حياتهما الكئيبة فلم تشعر بيدها الناعمة عندما ارتفعت ببطء لتمسح دموعه النادرة التي كانت اغلى من الماس بالنسبة لها وسرعان ما احتوته بين ذراعيها واخذت تربت على ظهره بلطف مما جعله يجهش بالبكاء قائلا من تحت انفاسه الملتهبة سامحيني يا مريم سامحيني يا حبيبتي احكمت مريم عناقه وكأنها نسيت كل شيء حدث او فقدت ذاكرتها وقالت ششش متعيطش معقول انت ټعيط يا ادهم ليه مفيش حاجة في الدنيا دي كلها تستاهل انك ټعيط علشانها فابتعد عنها قليلا ثم نظر إلى وجهها قائلا لأ في انتي يا مريم انتي وابني نقطة ضعفي الوحيدة وانا ممكن اموت لو جرالكوا حاجة وحشة انتي ما تتخيليش ازاي كنت عايش وانتي بعيدة عني كنت شبه المېت لا بعرف انام ولا بعرف اصحى من غير ما افكر فيكي فنزلت دمعة اخرى من عيون مريم وقد شعرت بسعادة غامرة حيث ارتسمت علامات الفرح على محياها وانقشع عنها الشعور بالهزيمة وأصبحت تشعر بالنخوة والانتصار وكاد قلبها يقفز من بين ضلعوعها فرحا وسرورا فملأ كيانها فرح فريد لم تعرفه من قبل وفيض من السعادة لا يوصف لان حبيبها الازلي الذي ظنت انه تزوجها من اجل ابنه قد اعترف بحبه لها واتضح أنه كان مغرما بها منذ زمن بعيد فابتسمت ابتسامة غمرتها السعادة وتهللت أساريرها وبرقت عيناها وقد فاضتا دموعا فازدادت جمالا وقالت متلعثمة بكلماتها للدرجة دي بتحبني يا ادهم شعور مفرح استوطن في قلب ادهم عندما رأى ابتسامتها الجميلة التي افقدته عقله فابتسم لها بدوره وگأنه مراهق صغير منفعل سيخرج مع حبيبته في أول موعد غرامي وامسك يدها مقبلا اياها وكأنها ترياق خلصه من تأثير سم الاشتياق لها واردف قائلا حب ايه دا انا عديت المرحلة دي من زمان اوي وبقيت بعشق كل تفاصيلك مش بس بحبك ضحكتك شعرك عينيكي الحلوه صوتك حتى ريحة الپارفان بتاعك لسه فاكرها وبتقوليلي حب ! فاحمرت وجنتاها خجلا بعد سماع ذلك وتهدجت انفاسها وطاطات بنظرها الي الارض وقالت بينما كانت تبتسم وانا كمان اتسعت ابتسامة ادهم واقترب منها اكثر قائلا قولتي ايه مسمعتش انتي قولتي حاجة ازدادت مريم خجلا ولكن ذلك لم يمنعها من تكرر ما قالته فاردفت قائلة بينما تحني رأسها وانا كمان بحبك في تلك اللحظة صدرت ضحكة رنانه عن ادهم عندما اخذها في حضنه وقال بنبرة تملؤها السعادة واخيرا دا اسعد يوم في حياتي كلها قال ذلك وهو يعتصرها بين ذراعيه بينما كانت هي سعيدة ايضا ولكن ليس لوقت طويل فلا بد للقدر من ان يلعب لعبته المعتادة حيث رن هاتف ادهم فتجاهله تماما لكنها قالت له موبايلك بيرن يا ادهم اجابها وهو يحكم عناقها انسيه وخلينا في اللي احنا فيه دلوقتي فابتسمت وابتعدت عنه قليلا ثم اردفت لازم ترد جايز مكالمة مهمة تأفأف ادهم وقال بتذمر طيب هرد بس هنرجع نكمل كلامنا تاني ماشي قال ذلك وغمزها فاحمرت خجلا وابتسمت اما هو فتوجه نحو هاتفه وعندما قرأ الاسم اجاب قائلا ايوا يا كمال عايز ايه من الصبح كدا فقال كمال بدون مقدمات وبنبرة جادة احنا في مشكلة يا ادهم يتبع الفصل الثالث عشر بسم الله الرحمن الرحيم قراءة ممتعة للجميع اجاب ادهم على هاتفه قائلا ايوا يا كمال عايز ايه من الصبح كدا فقال كمال بدون مقدمات وبنبرة جدية احنا في مشكلة يا ادهم لازم تيجي الشركة بسرعة تغيرت تعابير وجه ادهم وسأله في ايه كمال في هاكر اختراق نظام المعلومات في الشركة ودمر الموقع الإلكترونية اللي كنا هنصدره اخر الشهر دا فقال ادهم باندفاع بتقول ايه !! مما جعل مريم تدرك ان امرا خطېرا قد حدث لذا أنتابها القلق اما هو اضاف متسائلا وقدرتوا تسيطروا على المشكلة كمال احنا قدرنا نوقفوا بس مع الاسف بعد ما دمر الموقع ادهم طيب يا كمال انا جاي حالا قال ذلك ثم اغلق الهاتف والټفت الى مريم التي سألته بقلق في ايه يا ادهم اجابها في هاكر اخترق نظام الشركة وعمل مشكلة علشان كدا لازم اروح هناك بسرعة مريم هاكر طيب الخسارة كبيرة ادهم الساڤل دمر الموقع اللي كنا هنصدره اخر الشهر دا يعني سبب لنا خسارة كبيرة مريم طيب انا ممكن اساعد في حاجة ادهم متقلقيش نفسك انتي انا هتصرف فتنهدت قائلة ماشي ثم خرجت من الغرفة وذهبت إلى غرفة ابنها فلم تجده في سريره مما جعل القلق يتسلل إلى قلبها لذا اخذت تبحث عنه في ارجاء الغرفة مثل المچنونة ولكنها لم تجده الامر الذي زاد قلقها فنزلت الى الاسفل حافية القدمين وجسدها يرتعش خوفا بتلك البيجامة الحريرية ولكن سرعان ما تلاشى خۏفها عندما رأته يصدر ضحكات رنانه بينما كان عمه معاذ يدغدغه والبقية جالسين حوله والفرحة تغمرهم والبسمة تعلو وجوههم وخصوصا السيدة كوثر تنفست الصعداء عندما رأت ابنها يتأقلم مع عائلته الجديدة وبدى لها سعيد للغاية فأنتبهت عليها سلوى التي ابتسمت قائلة صباح الخير يا مريم وفي تلك اللحظة نظر البقية إليها مما جعلها تشعر بالحرج لانها نزلت بملابس النوم اما السيدة كوثر فقالت صباح الخير يا حبيبتي اكيد جيتي تدوري على ادهم مش كدا نظفت مريم حلقها وقالت صباح النور انا اسفة يا جماعة بس كنت خاېفه عليه وافتكرت ان جراله حاجة وحشة علشان كدا مخدتش بالي من هدومي هروح اغيرهم بسرعة قالت ذلك ثم ركضت بسرعة نحو الدرج وصعدت الى غرفة زوجها فضحكت سلوى قائلة البنت دي عسل والله معاذ عندك حق دي حتى مغيرتش هدومها من الخۏف ! فقالت السيدة كوثر طبيعي تخاف يا يا ابني الامومة بتجبرها انها تفضل دايما خاېفة على ولادها حتى لو بقى عندهم 100 سنة لم يعلق معاذ على كلام امه بل اخذ يدغدغ الصغير الذي كان يضحك بسعادة غامرة اما مريم فعادت الى الغرفة حيث كان ادهم قد انهى حمامه بالفعل وكان واقفا أمام المرآة يعقد ربطة عنقه فنظر إلى انعكاس صورتها عندما دخلت وابتسم تلقائيا ثم سألها كنتي فين يا روح قلبي ابتسمت بخجل وقالت كنت بتطمن على ادهم بس ملقتهوش في الاوضه ولما نزلت ادور عليه كان قاعد مع اهلك الظاهر انه حبهم اوي لانه كان بيضحك جامد فالټفت اليها وقال طب دا كويس بس انتي نزلتي كدا ! قال ذلك واخذ يحدق بملابسها الحريرية التي تصل إلى ركبتها وتكشف عنقها وكتفيها فتحركت نحو الاريكة وجلست غير منتبهة لذلك الكائن الذي تحولت عيناه الى لهب مدمر وقالت شوفت الكسفة انا قلقت اوي لما دخلت أوضة ادهم ومالقتهوش ومخدتش بالي اني لسه مغيرتش هدومي بس الحمد لله انهم مدققوش في منظري قطب ادهم حاجبيه بشدة وقال بنبرة حادة يغلبها الټهديد والڠضب دي اول واخر مرة تعملي غلطة زي دا انتي سامعة ولو كررتي اللي عملتيه هيبقى ليا معاكي تصرف تاني يا مريم ومش هيعجبك ابدا بعد قوله ذاك شعرت مريم بالخۏف منه لذا اشاحت بنظرها عنه بسرعة وقالت بصوت اختنق تحت الدموع انا اسفه مكنش قصدي بس خفت على ابننا علشان كدا جريت ادور عليه اما هو رفع حاجبه الايسر وارتسمت ابتسامة صغيرة على زاوية شفتيه ثم اقترب منها بخطوات بطيئة بينما كانت هي تحني رأسها وتحاول منع دموعها عن النزول أمسك ذقنها بلطف ثم رفع رأسها لتنظر اليه وابتسم قائلا بنبرة هادئة انتي زعلتي مني ولا ايه يا روحي حركت مريم رأسها