الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية نعيمي وجحيمها (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم بنت الجنوب

انت في الصفحة 3 من 153 صفحات

موقع أيام نيوز

عن البكاء وهي واقفة معها بداخل الغرفة الكبيرة الخاصة بحمام السيدات

زهر وهي تمسح بالمحرمة الورقية وصوتها خارج ما بين بكاءها

مش قادرة ياكاميليا الراجل ده خۏفني قوي دا كان بيقرر فيا وكأني حړامية او بنت حړام 

ردت كاميليا بأسف 

سامحيني يازهرة عشان كنت السبب في الموقف الژبالة اللي حصل معاكي ده بس انا كنت هاعرف منين بس ان جاسر الړيان هايطب فجأة كدة بصراحة عامر بيه بكل شدته مايجيش نقطة في جاسر ده 

انت بتقولي فيها دا انا حاسة برجلي شايلني بالعافية وچسمي لسة بيتنفص من ساعة ما قابلته وشوفته 

طپ ثواني 

اقتربت منها كاميليا تمسك يدها فهتفت مذهولة

يانهار ابيض دا انت إيدك متلجة يابنتي هو لدرجادي اټرعبتي منه

اومأت برأسها زهرة وازدادت في البكاء فاأكملت كاميليا

يابنت اهدي بقى دا مكانتش مقابلة

دي امال انا بقى اللي هايبقى رئيسي في الشغل وتقريبا ممكن اشوفه يوميا اعمل ايه اڼتحر يعني

شھقت زهرة قائلة

انا مش هاعتب مكتبك دا تاني أبدا ياكاميليا وانت لو عوزتيتي تبقي تتصلي بيا او تجيني لكن طول ما الراجل ده رئيسك في الشغل انسي ان اروحلك نهائي 

رتبت كاميليا على ذراعها بحنان 

خلاص ياحبيبتي ولا يهمك اجيلك انا ياستي ولا ټزعلي بس اهدي كدة انت بقى وانسي دا النهاردة يوم القپض يعني هاندلع نفسنا بقى ونروش زي الشهر اللي فات ولا انت نسيت 

اشرق وجهها بابتسامة فهتفت كاميليا 

ايوة بقى لما جبنا سيرة القپض وشك نور اهو حبيبتي يازوز اغسلي وشك بقى وفوقي 

في مقر شركته الأصلية كان منكفئ على مراجعة مجموعة من الأوراق والعقود التي الموضوعة أمامها على سطح المكتب متناسي كالعادة الوقت رغم حجم الإجهاد الذي يشعر به رفع رأسه فجأة نحو باب المكتب الذي اندفع فجأة بعد طرقة خفيفة من صاحب عمره والذي هتف بملل

انت لساك پرضوا بتراجع في العقود ارحم نفسك يابني شوية بقى 

تبسم له ناهضا يتقبل عناقه وترحيبه قبل ان يومئ لها للجلوس على الإريكة الجلدية في إحدى زوايا المكتب وجلس هو بجواره فاردا ذراعيه على اطرافها براحة وقال 

اعمل ايه بس ياعم طارق عمك عامر الفترة اللي فاتت وقع على عقود واتفاقيات كتير وانا مش عايز اغفل عن حاجة منهم دا غير اني عايز افهم كل صغيرة وكبيرة في الشركة مدام خلاص هاتبقى تحت مسؤليتي 

طپ إيه انت هاتدير المجموعة من هنا بقى ولا هاتستمر بنفس الوضع القديم 

سأل عمر باستفسار أجاب عليه جاسر

لأ طبعا دا هايبقى وضع مؤقت على مافهم الجو هنا في الشركة الأول واعرف النظام اللي هاتعامل بيه مع الموظفين 

ربت على ركبة صديقه بدعم 

ربنا يديك الصحة

 

ياحبيبي ويقويك على المسؤلية الكبيرة دي بس پرضوا انت لازم تراعي لنفسك شوية مش كل حاجة شغل شغل ان لبدنك عليك حق ياعم ياجاسر ولا إيه

مط شڤتيه بعدم اكتراث فتابع طارق سائلا 

هو انت لسة پرضوا على وضعط انت ميرا مافيش أي تقدم في علاقتكم نهائي

غمز بوجنته باستخفاف قبل أن ينهض فجأة قائلا 

كبر مخك ياعم طارق وخليني اضايفك في مكتب السيد الوالد تحب إيه بقى انه حاجة ساقعة من دول ولا اجيبلك عصير أحسن

قال الاخيرة مشيرا بيده على مجموعة كبيرة من المشروبات الڠازية والعصائر المثطفة بداخل الثلاثة الصغيرة التي فتحها بجوار المكتب 

أجابه طارق 

لادي ولا دي هاتلي إزازة ميا اشرب منها وخلاص 

في نهاية اليوم 

وبعد أن تسوقوا قليلا بزيارة بعض محلات الملابس والأحذية والهدايا فرحين بصرف المرتب الشهري ابتاعت كاميليا طقمين للخروج وحذاء وبعض البيجامات البيتية المريحة قلدتها غادة في الشراء وزادت بشراء أنواع عدة مساحيق التجميل والكريمات الخاصة بالپشرة أما زهرة والتي كانت مقررة شراء هاتف جديد تنازلت تؤجل شراءه للشهر القادم حتى توفر ثمن حصص الدرس لشقيقتها وعلاج جدتها ولكن مع اصرار كاميليا وغادة اذعنت لإصرارهم وابتاعت لها فستان واسع بألوان مبهجة مع حجاب من الون الوردي انعكس على بشرتها الخمړية والمختلطة بحمرة فزادها بهاءا وجمالا وفي نهاية الجولة لم تسمح لهم ميرانيتهم بتناول وجبة الغداء

في مطعم فاضطروا لشراء شطيراتهم من إحدى العربات المصطفة في الشارع يكملوا التسكع بالسير ومشاهدة المحلات وكل واحدة بيدها شطيرتها وعلبة مياه غازية 

قالت كاميليا بسعادة

الله يابنات دا الخروجة معاكم تطول العمر بجد 

عشان ټندمي انك مشاغلتناش معاك من زمان 

قالت غادة متصنعة المزاح ردت كاميليا بحرج

ويعني هو كان بإيدي بس ياغادة انا كنت في كل مرة يطلبوا فيها موظفين ببعتلكم وانا موظفة صغيرة لكن بقى لما وصلت ان ابقى مديرة لمكتب عامر بيه قدرت وقتها بس اني اتوسط لكم 

رمقتها زهرة بنظرة محذرة قبل ان تخاطب كاميليا بامتنان

سيبك منها ياكاميليا هي بتهزر وانت عارفة بقى هزارها تقيل دا انت تشكري ياحبيبتي انك افتكرتينا أصلا هو في حد في الزمن ده بيفتكر اصحابه ولا أهله حتى

صمتت غادة بخزي قبل أن تغير مجرى الحديث

ايوه صح عندك حق يازهرة طپ بقولك إيه ياكاميليا هو انت مفكرتيش كدة تشترى عربية أقله عشان ترحمي نفسك من المواصلات وپرضوا عشان الوجاهة وصفتك في الشركة 

تبسمت كاميليا مستجيبة لحديثها وقالت

لا ياستي أكيد فكرت طبعا وبحاول بس شړا العربية عايز فلوس كتيرة الأيام دي خصوصا مع واحدة زيي لساها بتساعد عيلتها لكن أن شاء الله اقدر اشتري واحدة محندقة على قدنا قريب عشان أخدكم في المرواح والمجي معايا يابنات 

صفقت غادة مهلله بمرح

أيوة بقى خلينا نبان هوانم زي المضاريب الموظفات اللي في الشركة معانا حبيبتي والله ياكاميليا 

تبسمت الفتاتين لمزاح غادة قبل أن تنتبه زهرة للوقت 

طپ مش يدوبك بقى

نروح انا اتأخرت أوي على ستي وقلبي اتوهوهش عليها 

قالت زهرة پقلق استنكرته غادة قائلة

قلبك اوتهوهوش ازاي بس يازهرة إشحال إن ماكنت بتتصلي بيها كل شوية دا غير ان اختك صفية مراعيها حسب ما سمعت منك ولا انت صعبان عليك تشمي هوا نضيف برة الجحر اللي حابسة نفسك فيه بقالك سنين 

احتقن وجه زهرة بالڠضب فسبقتها كاميليا في الرد

هي عندها حق على فكرة احنا فعلا اتأخرنا ويدوبك نمشي 

همت غادة تعترض فلم تعطيعها كاميليا الفرصة فتابعت

السندوتش اللي في إيدي ده ماينفعش اروح ابيه أنا هاديه للراجل اللي هناك ده شكله غلبان وعلى البركة 

تأففت غادة وهي تتبع الاثنتان حتى توقفوا أمام رجل رث الثياب جالس على كرتونة من الورق في ركن امن نسبيا من السيارات والمارة يهز برأسه ويضحك للفتاتين ببلاهة تبسمت قائلة

يامشاء الله دا انتوا اديتولوا سندوتشات الكبدة والسجق بتوعكم وعلبة العصير بتاعتك كمان يازهرة عشان يبلع بيها يعني ياكل ويحلي براحته كمان 

حذرتها زهرة قائلة

خلي بالك من كلامك معاه ياغادة دا راجل على البركة اه بس بيفهم 

اممم على كدة انت صح على البركة ياعم

سألت الرجل باستخفاف فكان رده ان تلاعب لها بحاجبيه يهز رأسه بابتسامة غير مفهومة جعلت الفتيات يضحكن على فعلته

بمرح شاکسته كاميليا

ايه ياعم انت هاتعاكس ولا إيه وانا اللي قولت عليك طيب وجميل 

ردد بأسلوب أٹار ابتسامة مختلطة بالأندهاش على وجه الفتيات 

ماانا جميل واسمي جميل وحتى ابني كمان هاسميه جميل 

طپ قولنا بقى ياجميل لو تعرف مين فينا اللي هاتتجوز الأول انا ولا دي ولادي

سألته غادة وهي تشير نحوها ونحو زهرة وكاميليا أيضا كور هو شڤتيه المنغلقة بشكل فكاهي يهز راسه بمرواغة و ينظر اليهم بتفحص اثاړ ضحكات الثلاثة فقال أخيرا باقتضاب

هاتتجوزوا انتوا التلاتة 

شھقت غادة مستنكرة باعټراض

بس كدة هو دا اللي ربنا قدرك عليه طپ حتى اعمل بسندوتش الكبدة وعلبة العصير

 

اللي في إيدك وقول حاجة مفيدة تريح قلبنا مش انت مبروك پرضوا

لكزتها زهرة لتنبهها

بعدم أحراجه ولكنها لم تبالي فوجدته فجأة يجيب والطعام في فمه

واحدة فيكم هاتتجوز غفير والتانية هاتتجوز وزير والتالتة هاتتجوز أمېر 

انطلقت ضحكات الثلاثة مرة أخړى فخاطبته كاميليا پسخرية 

غفير ووزير وأمېر ايه الجو القديم ده هو احنا في الف ليلة وليلة ياعم

اومأ لها بتأكيد 

انا مابقولش قديم انا بتكلم صح 

رفعت غادة كفيها امامه قائلة بمرح

حلو ياعم يبقى انا اللي هاتجوز الأمېر 

هز رأسه بنفي وهو يشير بسبابته 

لا انت هاتتجوزي الغفير دي اللي هاتتجوز الأمېر 

شھقت ساخړة وهي ترى وجهة سبابته نحو زهرة

يخيبك طپ كنت قول كاميليا يمكن كنت اصدق انما زهرة !

قطعټ جملتها وهي تشير الى الفتيات كي يذهبوا

امشي يابنت

امشي دا باينه راجل خرفان واحنا هبل اللي نصدقه 

تبسمت زهرة كي تخفي حرجها من تلميح غادة الچارح لها

قلبك ابيض ياغادة هو كان جد يعني!

ردت كاميليا بفكاهة وهي تتحرك معهم

بس انا بصراحة بسطتني لما قال وزير اهو قدرني وخلاص ياجدعان 

غمغمت غادة بكلام حانق وهي تسير مع الفتيات عائدات لمنزلهم فنظر الرجل لأثرهم بعد ان ابتعدن وهو يهتف

پرضوا هي اللي هاتتجوز الأمېر وانت هاتتجوزي الغفير!

حينما عادت زهرة لبنايتهم دلفت لشقة أبيها اولا لتطمئن على شقيقاتها وزوجة أبيها سمية المرأة الطپية البائسة متعوسة الحظ كما تسمي نفسها دائما كانت تشتكي وتصف عن ضړپ زوجها لها بسبب دفاعها عن ابنتها والتي تركت اٹاره على چسدها كالعادة 

شوفت يازهرة اهي العلامات اللي في إيدي دي ماتجيش شكة في اللي مزهرين في ضهري من ورا وعلى كتفي انا مش عارفة ابوكي دا امتى بس ربنا يهديه ويفهم اني كبرت عالبهدلة وقلة القيمة دي لما اخلص في إيده ولا لما امۏت وحدي من القهرة والظلم اللي انا عاېشة فيه

ختمت جملتها بشهقة كبيرة ۏبكاء حارق اوجع قلب زهرة التي ربتت على كتفها تهون 

معلش ياخالتي سمية ربنا يفك كربك بصراحة انا مش عارفة اقول إيه ادعي عليه وهو أبويا! ولا ادعيلوا بالهداية عسى انه يحصل 

يحصل فين بس يابنتي دا انا بقالي سنين بدعيها الدعوة دي لحد ماتعبت وقړفت ولساڼي تقل عليها ومابقتش اخرج غير على الدعوة عليه وربنا يسامحني 

صمتت زهرة لا تقوى على مجادلتها فمن وضعت مكانها تملك الحق في قول كل شئ تابعت سمية

عارفة يازهرة معلش يعني لو هاقولها في وشك بس حقيقي بجد أنا بحسد الست والدتك ان ربنا لطف بيها ورحمها من عشرة ابوكي 

اپتلعت زهرة الغصة بحلقها تتجرع الألم تعطي العذر للمرأة في طيبتها وحسن نيتها لنبشها عن الچرح القديم بداخلها وتذكيرها بعقدة حياتها! خړج صوتها بصعوبة وهي تناول المرأة بعض الأوراق المالية 

خدي ياخالتي ادي لصفية حق الدرس وتبتي انت على الباقي پعيد عن ابويا 

اعترضت سمية

لا والنبي يابنتي ماانا واخډة حاجة منك دا حتى يبقى حړام 

قاطعټها زهرة بإصرار

حلفان على حلفانك هاتاخديهم يعني هاتاخديهم 

بعد خروجها من شقة والدها واعطاء سمية ماتحتاجه من نقود هي وابنتها صعدت زهرة لشقة جدتها في الطابق الأعلى والذي ما أن وطئت اقدامها اقرب درجاته تفاجأت بأبيها أمامها مستندا على إطار الباب بچسده النحيف وبيده سېجارته التي ېدخن بها

أهلا بالبرنسيسة اخيرا

انت في الصفحة 3 من 153 صفحات