رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطميا يوسف
بتوضيح أكثر
لو رجع بقي واستقر هنا هنضطر نحط كل الفلوس إللي معانا في المكتب وتشطيباته ونستني بقي عقبال مانكون عملاء يثقوا فينا
وبعد سنين الغربة دي كلها يبقي الحال كما هو عليه .
استوعب أخيها حديثها وأردف بنبرة حنونة
فعلا سوق العمل هنا بقي فيه خمول رهيب وربنا يستر ومين عايش في الدنيا مرتاح ياأختي توكلي على الله وقلوبنا ودعواتنا محاوطاكم .
حبيبي ربنا يخليكم ليا وميحرمنيش منكم أبدا
ومسير الأيام هتجمعنا وساعتها بإذن الله مش هنفترق أبدا .
وما إن أنهت كلامها حتي سمعت أباها عائدا من البنك
هرول إليه أحفاده مسرعين باحتضانه
استقبل هم جميل بحفاوة مقبلا كل منهم من رأسه وردد بوجه يشع سعادة
يادي النور يادي النور أحفادك حبايبك منورين بيتك ياجميل
وأمسك كل منهم بكفاي يداه وأجلسهم علي الأريكة وهو متوسطهم مرددا بحزن
خلاص هتسيبوا جدوا وتسافروا .
احتضنوه وقبلوه من وجهه وقال مهاب
إنت كمان هتوحشنا أوي ياجدوا وأكتر
حاجة هتوحشني إنك تعملي كوباية القهوة التمام ونقعد أنا وأنت في البلكونة ونديها شطرنج لحد نص الليل
تصدق ياجدوا إني بجد هفتقد قعدتك ودروسك إللي بتديهالي في الحياة لما أسافر .
بس بقي يامهاب سيب لي جدوا شوية هو مفيش غيرك إللي حبيب جدوا...قالتها سما وهي تشدد من احتضان جدها الحبيب.
ابتعد جميل عن مهاب بحدة مصطنعة وأردف بنبرة حب لسما
ابعد يا ولد يامهاب خليني أشبع من سمكة حبيبة جدها إللي بتعمل لي أحلي كيكة وجمبها كوباية شاي
ياه ياجدوا إنت الوحيد إللي بتعمل لي قيمة وبترفع من معنوياتي إللي دايما حابطها لي الواد ده
وأشارت بعينيها الي أخيها وهي تخرج له لسانها علي سبيل المداعبة
وبدوره ألقي بالوسادة في وجهها واشتعلت الحړب
بينهم بمشاكسة
فضت والدتهم الڼزاع الأخوي المعتاد في كل منزل وكعادة كل ام رددت بصوت
بسسسس عيب يابنت عيب ياولد
ونظرت إلي والدها وقالت
يالا يابابا ادخل غير هدومك أنا وماما جهزنا الغدا
واسترسلت بحزن مصطنع
ولو إنك انشغلت مع
الأشقية دول ومسألتش علي بنوتك حبيبتك .
أجابها والدها وهو ينظر إلي أحفاده بحب
متزعليش مني ياروني دول بيخطفوا قلبي أول مابشوفهم
ثم ولج إلي غرفته لكي يبدل ملابسه ويخرج يتناول معهم الغداء
ثم أردفت
فريدة بحزن
مش كانت الست ريم هانم كانت جت اتجمعت معانا في يوم زي ده
إنتي كلمتيها
وعرفتيها ياماما
سألها رحيم وهو يشمر عن ساعديه ليتناول طعامه في أريحة
امتعضت ملامحها وأجابته بنبرة حادة
آه
طبعا كلمتها وبتقول إنها مش فاضية وإن وراها تصميم مطلوب تسلمه بكرة
وأنها هتبقي تروح لراندا تسلم عليها قبل ما تمشي
واسترسلت باستنكار
ومحليش التصميم إلا لما طلبت منها تيجي تتجمع معانا .
تفهم جميل حديثها وأجابها بتعقل
ماتبقيش أفشة كدة مع ريم ياأم رحيم البنت بتعشق التصميم وبتحبه جدا وبتحاول تتطور من هوايتها وتحقيق حلمها
المفروض مننا إننا تساعدها ونقف جنبها ومنكسرش مقاديفها .
استنكرت فريدة حديثه ونقده وأردفت بعتاب
يعني لما أكون عايزة أجمع ولادي مع بعض علي سفرة واحدة وناكل من نفس الطبق يبقي بكسر مقاديفها
واسترسلت بتوضيح
فيها إيه لما كانت تستأذن من التصميم أنها هتأخره يوم علشان أختها مسافرة آخر الأسبوع وكانت جت اتجمعت معانا وقضينا يوم مع بعض
ولا
علشان اتجوزوا وخلفوا بقي ملناش حق نضايق أو نطلب نشوفهم في أي وقت !
ضغط جميل علي يديها كنوع من التهدئة وتحدث بهدوء
ملقتيش إلا ريم أهدي واحدة في ولادك وتشني عليها الحړب
واسترسل بتعقل وهو يغمز لرحيم وراندا أن يصمتوا عن حديثه عن أختهم لكي يهدئ والدتهم
وبعدين البنت ملتزمة بعقد ومواعيد مع صاحب المصنع والعقد له شروط جزائية
علي التأخير وغير بيتها وولادها وأنتي قلبك كبير ياأم رحيم .
أيوة ياأخويا إنت هتيجي في صفي علشان الست ريم هانم آخر العنقود إللي أي حاجة بتعملها علي قلبك زي العسل
قالتها فريدة باستنكار لحديثه واستطردت بتهكم
وأنا بقي الأم الشرانية وأنت الأب الطيب الحنين
ابقي خليها تعمل لك بقي الرز المعمر إللي كنت هعمله لك .
أجابها بدعابة على الفور متراجعا
لاااا وعلي إيه ياأم الغالين البت ريم غلطانة والغلط راكبها من ساسها لراسها
واعملي فيها إللي علي كيفك بس متحرمنيش من الرز المعمر بتاعك إللي يعمر الدماغ ويسلطنها
وأكملوا سهرتهم في جو أسري ممتع وأثناء اندماجهم سمعوا صوت الجرس الخاص بفيلتهم الصغيرة يعلن عن وصول أحدهم
قام رحيم وفتح الباب وإذا بالصغار يقتحمون المنزل بمشاغبة تاركين آباهم مهرولين إلي جدهم الحبيب جميل
ابتسم رحيم وردد بمشاغبة
طيب مش تسلموا علي خالوا ياوحشين هو أنا كيس جوافة واقف يعني طب أنا زعلان
ومثل بعلامات وجهه التي أضحكت ريم وباهر بشدة
ثم ردد باهر بمداعبة
إحنا نقدر نزعل كيس الجوافة يوووه قصدي الدكتور رحيم علي سن ورمح
ثم أخذه في ه ليتبادلوا السلامات
ودخلت ريم سلمت علي والدتها واحتضنتها بشدة وعلي أختها بالمثل وسلمت علي أبيها وتحدثت بعتاب مصطنع
إيه ده متجمعين من غيري ياأندال وكمان بتاكلوا رز معمر من إيد ست الحبايب من غير ماتعزموا عليا
مكنش العشم ياوحشين أنا مخاصماكم .
تأففت والدتها وردت بحنق
آه يختي كلي بعقلنا حلاوة وعلي رأي المثل خدوهم بالصوت قبل مايغلبوكم
واسترسلت بتهكم
هو أنا مش متصلة بيكي وعازماكي وقايلالك إن أختك جاية هي ولادها علشان نتجمع كلنا قبل ماتسافر لجوزها .
أنبت حالها أنها فتحت ذاك الحوار وأصبحت متيقنة أن والدتها لم تمرر جلستها مرور الكرام قبل أن تفضي مافي جبعتها بالكامل
وعلمت أن أفضل رد الآن هو الإعتذار لتجنب المشاحنات فأردفت بإبتسامة يصاحبها الدعابة
انا إللي جبت
ده كله لنفسي ايه يا نبع الحنان كده تقسي علي ريما حبيبتك وآخر عنقودك مكنش العشم بردك
ثم احتضنت والدتها وأكملت بصدق
معلش يا أمي حقك عليا إنتي عارفة ڠصب عني والله أنا ملتزمة بتصاميم بوقت محدد لازم أخلصها وإلا هتعرض لشروط جزائية .
لوت شفتيها بامتعاض وهتفت بحدة
وأنتي إيه إللي يخليكي تلزمي نفسك وتحطي شروط تورطك مسبتيش نفسك حرة ليه
وقت ماتخلصي تبعتي علشان متضغطيش علي نفسك وتقصري في حق نفسك وحق إللي حواليكي .
رأي باهر
أن فريدة لن تصمت إلا أن تري دموع ريم بسبب تأنيبها لها فتدخل لكي ينهي الحوار مردفا بدعابة
ولا سلمتي عليا ياحماتي ولا رحبتي بيا ولا بأحفادك ولا كأنك شايفة حد غير ريما هانم
أنا زعلان جدا أنا زعلان خالص .
ابتسمت علي حركات وجهه وأومأت ببشاشة
لأ بقي ده إنت حبيب قلبي الغالي وأبو أحفادي وأخو رحيم
ثم نظرت إلي أحفادها واحتضنتهم بحب حقيقي وداعبتهم وانشغلت معهم ونسيت أمر ريم والتصميم في حضرة أعز الولد
ثم نظر جميل الي فريدة مرددا بفخر
سمعت إن بقي ليكي ماركة مشهورة ومكسرة الدنيا ياريما ستور ياعالمي
ابتسمت ريم علي فخر أبيها وتحدثت وهي تشير علي حالها بفخر مصطنع
أيون أيون أنا بقيت مشهورة بس للأسف مغمورة
والله أنا خسارة في البلد دي .
ابتسموا جميعا علي مداعباتها وأردف زوجها بجدية
مغمورة
آه قلتي لي طب متحلميش بقي ياحبي علشان ماتفقيش علي كابوس
إحنا في بينا شرط إنك لو هتشتغلي يبقي مش مباشر إنتي عارفة إني بغير عليكي من الهوا الطاير
ومش مستعد بقي لحوارات التصميم إللي معرفش مصنع مين مكلمك وآتليه مين عايزك وحوار الإغراء بالفلوس علشان تروحي للمصنع ده ولا المصنع ده
واستطرد وهو ينظر داخل عيناها بحب
أنا عايز نعيش أنا وأنتي وأولادنا في
هدوء
بعيدا عن ضوضاء السوشيال ميديا وعالم الأعمال إللي مبينتهيش
لم يعجب جميل حديث باهر وتحطيمه لآمال غاليته ولكنه
صمت لعدة أشياء أهمها أن ابنته موافقة علي حديث زوجها ولم تعترض
وأيضا لم يريد أن يحشر نفسه
بينهم هم أدري بشؤون بيتهم
أما ريم حزن داخلها لأجل تصميم زوجها علي غمر موهبتها داخل أركان منزلها فقط
وأعدت نفسها للتحدث معه في ذلك الموضوع علي انفراد
ثم التهت مع عائلتها في جو كله مرح وسعادة لاتريد هي إفسادها بمزاجها السئ .
في منزل مالك الجوهري
يجلس علي الأريكة وأمامه اللابتوب الخاص به يراجع بعض التصميمات المرسلة إليه من علي
وجد أن أكثرها يحتاج إلى تعديلات دونها أولا بأول لكي يرسلها إليه فهو المسؤول عن التصميمات الأون لاين ومتابعة أصحابها
إلي أن جاء أمامه التصميم المبهر الذي ينتظره كالعادة ويعرف صاحبته جيدا من أشياء كثيرة
من هدوئه الذي يخطف بريق العين
ومن اكتماله فنادرا ما يجد لصاحبة هذا التصميم أخطاء فهي
تنفذ تصميمها بحرفية عالية
ومن توقيعها أسفل التصميم توقيع خاص بتصميمها فقط
وحدث حاله وهو يتناول قهوته ويشرب معها السېجار المفضل لديه قائلا بإعجاب
ياتري عندك كام سنة ياريما ستور علشان تصميماتك إللي في منتهي الروعة دي
إللي زيك بالخبرة والإبداع ده اكيد عمرك معدي ٥٠ سنة
وأكمل متسائلا حاله بحيرة
ياتري ليه مختفية ورافضة الظهور واحدة زيك كان المفروض أقل حاجة يبقي عندها مشغل وأتيليه ويجي لها أشهر الناس يصمموا عندها
وبقي علي حيرته وتعجبه إلي أن خرجت والدته تدعوه إلي تناول العشاء
ذهب إلي طاولة الطعام وسأل والدته وهو يمسك الشوكة بيده اليسري والسکينة باليمني ويقوم بتقطيع الدجاج من أمامه بضيق
هو الأستاذ مازن سهران برة كالعادة كل يوم نتعشي من غيره
ونظر في ساعة يده مردفا بحدة
والساعة حاليا داخلة علي ١١ وهو ولا في دماغه .
ربتت أمه علي يده مردفة بحنان
أمنتك أمانة يامالك ماتعصب نفسك يابني كل لما تيجي تاكل لقمة وتنكد علي نفسك
وهو بردوا شاب يابني اعذره بيعمل زي أصحابه الشباب إللي من سنه .
أجابها متهكما بسبب دفاعها المستميت عن تصرفات ذلك الفاشل
لحد امته ياماما هتفضلي تبرري له أفعاله الژبالة دي
البيه السنة بياخدها بسنتين ومش حاسس ولا دريان بعمره إللي بيضيع في التفاهة والهيافة إللي هو عايشها
واسترسل بضيق وهو يتناول هاتفه لكي يتصل به ويري اين هو إلي الآن وما إن أجابه أخيه اڼفجر فيه بحدة
الأستاذ إللي بيصيع مع شلة المراهيق إللي زيه ناوي يجي امته إن شاء الله
توتر مازن من حدة أخيه وابتلع لعابه وأجابه بتوتر
أنا أنا خلاص راكب العربية وجاي أهو يامالك
وبعدين أنا متأخرتش يعني علشان تتعصب كدة دي الساعة لسة مجتش ١١ !
أنا مستنيك نص ساعة بالكتير ألقاك قدامي
قالها مالك بأمر وهو يغلق الهاتف في وجهه دون أن ينتظر رده .
وما إن وجدته والدته يمسك بالفوطة الخاصة بالطعام والتي بها يعلن عن انتهاؤه للطعام
حتي أمسكته
من ذراعه وأردفت بمحايلة
أستحلفك بالله لا تقعد تكمل عشاك إللي كل يوم والتاني متكملهوش بسبب
أخوك
وأنا والله لما يجي
هتكلم معاه وهشد عليه ياأخويا .
مالك بهدوء
لأ إله إلا الله أنا خلاص شبعت ياأمي مقدرش آكل حاجة تاني.
لا
والله ما هتقوم إلا لما