رواية حافية علي اشواك من ذهب (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم زينب مصطفي
نفس التوقيت
جلس بيجاد في غرفة مكتبه في قصره الريفي يتطلع الى التقرير الخاص بالمعلومات التي طلبها عن شمس وهو يبتسم بمرح و يتذكر حديثها العفوي وتصرفاتها الغريبه التي تثير دهشته
ثم توقفت عينيه بتفكير عند اسم جامعتها ومواعيد ذهابها اليها
فهب واقفآ فجأه وهو يقرر ان يذهب إليها ويراها
يعلم انه يرتكب خطأ بما يفعله فهي لا تتناسب بأي شكل من الاشكال مع عالمه ومتطلباته ولكنه لا يستطيع المقاومه
جمالهابرائتهاعفويتهاتصرفاتها الغير متوقعه وردودها الغريبه جعلته يعجز عن التخلي عن التفكير بها
ومن الممكن ان رأها اليوم عن قرب ينكسر السحر والشعور الغريب الذي يجذبه نحوها
ثم تنهد وهو يسرع بالمغادره للحاق بالقطار وهو يهمس لنفسه
خليني اشوفها بس النهارده واتكلم معاها يمكن لما اشوفها واكلمها عن قرب الهاله الي حواليها وإلي بتشدني ليها
ثم تناول مفاتيح سيارته واتجه للخارج وهو يجري حديث سريع مع سائق سيارته
لتقابله عمته التي تقف في غرفة الطعام تشرف على الخدم وهم يقوموا بوضع طعام الافطار على المائده
إتجه بيجاد الى عمته وقبل اعلى رأسها باحترام
صباح الخير يا بيلا ايه الي مصحيكي بدري اوي كده
نبيله بابتسامه ودود وهي تشير لمائدة الطعام
ثم اشارت للمائده
ايه رأيك في الاكل في حاجه لسه ناقصه والا كده كويس
مش عاوزين عيلة الدمنهوري يقولوا علينا حاجه
مين دول الي يقولوا علينا حاجه انتي ناسيه احنا مين والا ايه دا كفايه اوي انهم هايكلوا من الاكل الي انتي اشرفتي عليه بنفسك
مش اوي كده يا سي بيجاد عمومآ استعد عشان كلها نص ساعه وهيكونوا هنا علشان هيقضوا اليوم كله معانا
ابتسم بيجاد وهو يتجاهل حديثها عنهم ويشير لاحد الخدم
إعمللي كام ساندوتش وحطلي معاهم عصير وقهوه ووديهم على العربيه اه وحط معاهم كمان شوية حلويات
عمته بتعجب
عاوز الاكل ده كله ليه هو انت مش هتفطر معانا
لا عندي شغل مهم هخلصه وابقى ارجع اتغدى معاكم
نبيله بدهشه وهي تتابع خروجه المتعجل
استنى بس يا بيجاد انت رايح على فين انت كده بتحرجني معاهم
بيجاد بتعجل
اعتذريلهم وانا كلها كام ساعه وهخلص الشغل الي ورايا وهكون هنا على الغدا يلا سلام
ثم تركها وذهب
ووقفت هي تتأمل خروجه السريع و تفكر بتعجب في حاله الغريب عليها مرحه تعجله حتى طلبه لطعام الافطار غريب عليه فهو لا يتناول ابدا طعام للافطار مهما ألحت عليه فهو يكتفي في الصباح بتناول العديد من اكواب القهوه السوداء التي يدمن عليها
بعد قليل
جلست شمس في القطار شبه الخالي بجانب النافذه تتأمل المشهد الرائع امامها بتعب ودون ان ترى شئ فتفكيرها مشغول من ناحيه بوالدها وقسوته الشديده عليها و من ناحيه ثانيه بعملها الجديد الذي ستبدء فيه من بداية الشهر والذي جلبته لها احدى صديقاتها كسكرتيره باحد المكاتب الصغيره للمحاماه ومن ناحيه اخرى قلقها وتأنيب ضميرها على فعلتها مع جاد وتسببها الاكيد في أذيته وفقدانه لعمله
فلم تنتبه لجلوس بيجاد الى جانبها وتأمله الصامت لها
فابتسم بهدوء
وهو يسمعها تتنهد وهي ترجع رأسها للخلف وتغلق عينيها بتعب
الا انها تفاجئت بصوت رجولي يأتي من جوارها يقول بهدوء
ياااه كل دي تنهيده
ففتحت عينيها وإلتفتت اليه بسرعه وهي تشهق بصدممه
إنت!! إنت بتعمل ايه هنا
وضع بيجاد ساق فوق الاخرى وهو يقول ببرود
يعني هكون بعمل ايه قاطع تذكره وراكب في القطر اكيد يعني مسافر زي كل الموجودين هنا
شھقت شمس بصدممه وغطت فمها
________________________________________
بيدها وهي تقول بنواح
سايب شغلك ومسافر يبقى اكيد رفدوك وعشان كده سيبت البلد وراجع على بيتك
ثم تابعت وقد إمتلئت عينيها بدموع الڼدم
والله ما كنت اقصد أتسبب في
أذيتك انا بس خۏفت لما لاقيتك موقف عربيتك في الضلمه فإتصرفت من غير تفكير
توهو يقول معاتبآ بهدوء
تقومي تحدفي العربيه بالطوب وتكسري إزاز العربيه مفكرتيش ان ممكن حد يشوفك من اهلك او من اهل البلد وساعتها اكيد هايسئلوا انتي بتعملي كده ليه وممكن برضوا ساعتها يطلعوا عليكي كلام ملوش لازمه او حتى ممكن صاحب العربيه يشوفك ويعملك مشكله
نظرت شمس للأسفل بحرج وقالت بصوت ضعيف اثار عاطفته نحوها
أنا أسفه يا استاذ جاد وحقيقي مفكرتش في كل ده وو الله لو في حاجه ينفع اعوضك بيها كنت عملتها
ثم رفعت اليه عينيها التي أعمتها الدموع
هما هما رفدوك وعشان كده راجع على القاهره صح
لا يعلم كيف استطاع السيطره على مشاعره ومنع نفسه بالقوه من احتوائها بين زراعيه وتهدئة خۏفها فوجد نفسه ينفي سريعآ حتى يطمئنها
لا يا ستي اتطمني مترفدتش ولا حاجه بس اخدتلي كلمتين صعبين شويه من صاحب العربيه وخلاص عدت على خير
تنهدت شمس براحه ثم ابتسمت بسعاده
مش تقول كدهيااه ريحتني دا انا مانمتش طول الليل وانا متخيلاهم رابطينك في شجره وبيعذبوا فيك
إرتفع حاجبيه بدهشه ثم تحولت دهشته الى ضحكات عاليه مرتفعه غير قادر على السيطره عليها
مما جعلها تدفعه في زراعه وهي تتلفت حولها پغضب
اسكت بس هتفضحنا ايه انت علطول بتضحك بصوت عالي كده
ابتسم بيجاد وهو يتأملها بحنان
هتصدقيني لو قلتلك اني قبل ما أشوفك عمري ما ضحكت من قلبي كده
شمس بتبرم
يا سلام مضحكتش خالص قبل ماتشوفني ليه يعني شايفني اراجوز قدامك والا ايه
ابتسم بيجاد وهو يتأملها بمرح
هو ده الي فهمتيه من كلامي
شمس پغضب طفولي
مش انت الي بتقول عمرك ماضحكت الا لما شفتني
ابتسم جاد وهو يقول بمرح
يا ستي بلاش سوء الظن ده انا اقصد ان دمك خفيف يعني مش شايفك اراجوز ولا حاجه
ابتسمت شمس وهي تقول بغرور طفولي
اه ان كان كده معلش وعموما انت مش اول واحد يقولي كده
عقد بيجاد حاجبيه وهو يقول پغضب لا يعرف مبرره
ومين بقى الي بيقولك كده غيري
ابتسمت شمس وهي تعد على اصابع يدها بغرور
كتتير عم عبده البقالعبير صاحبتي ومامتها و صحباتي في الجامعه نور وسمر وهبه وسميه مرات ابويا بس ڈم ا تتحسبش عشان بتقولها بتريقه
تنهد بيجاد وهو يشعر بارتياح لا يفهم مصدره
اه قولي كده عموما هما اكيد معاهم حق
ثم تابع بمرح
بس موضوع خفة دمك ده مش هاينسيني اني ليا حق عندك
شمس بتوجس
حق حق ايه مش انت بتقول ان صاحب العربيه معملش فيك حاجه
بيجاد بجديه مصطنعه
اه بس ده ميعفكيش من المسئوليه الي عملتيه كان ممكن يكلفني شغلي
ثم تابع بتهكم مستتر
او ممكن كنت ابقى دلوقتي متعذب ومربوط في شجره زي ما بتقولي يبقى على الاقل تعوضيني
شھقت شمس وهي تنظر له بتوجس
وأعوضك إزاي بقى مش فاهمه
ابتسم بيجاد وهو يقول
بإننا نرجع لاتفاقنا القديم وتعوضيني ونفطر مع بعض
شمس بتوتر
مينفعش يا استاذ جاد انت غريب عني وبعدين لو حد شافنا وقال لأبويا هاروح في داهيه
صمت بيجاد قليلا ثم قال بمكر
يعني مش عاوزه تعوضيني عن خصم مرتبي و البهدله الي اتبهدلتها بسببك امبارح
إلتمعت الدموع في عيون شمس وهي تقول بڼدم
هما خصموا فلوس من مرتبك كمان
انا كنت عارفه ان صاحب العربيه ده مفتري ومش هيعديهالك بالساهل
ارتفع حاجب بيجاد بدهشه وهو يتابعها تتابع پغضب
انا عارفه الراجل ده كويس صعب كده وكل الي حواليه بيترعبوا منه بس مكنتش اعرف انه بخيل وهيدفعك تمن الازاز الي اتكسر
ثم تابعت بإندفاع وقد توهج وجهها بحمرة الغضپ
يخصم منك ليه ايه يعني ازاز عربيته اتكسر يعني كسرت إزاز البيت الابيض عشان يخصم من مرتبك
اڼفجر بيجاد فجأه في الضحك وهو يقول بتسليه
تعرفي بيجاد الكيلاني كويس
شمس وهي تدعي الثقه
طبعا اعرفه كويس وشفته كمان والا فاكرني بكدب وبقول اي كلام
رفع بيجاد حاجبه بمرح
لا بتكدبي ايه انا متأكد انك شفتيه وتعرفيه كمان بس يعني بما انك تعرفيه ممكن توصفيه ليا عشان اتأكد بس انك فعلا تعرفيه
ابتلعت شمس ريقها بتوتر وهي تنظر من النافذه وتتهرب من النظر اليه
و أوصفهولك ليه ما انت شغال عنده وعارفه كويس والا عاملي امتحان وعموما انا الي غلطانه اني انا إتعاطفت معاك
ابتسم بيجاد رغم عنه وهو يتأمل ڠضبها الطفولي بحنان
لا يا ستي متزعليش انا الي غلطان ممكن بقى تسيبي الشباك الي شاغلك ده وتبصيلي
نظرت له شمس مره اخرى وهي تقول پغضب مصطنع
أديني بصيت ممكن تقولي بقى انت عاوز مني ايه
بيجاد بهدوء
عاوزك تنفذي اتفاقنا وتفطري معايا اظن ده يبقى اقل تعويض عن الي عملتيه فيا امبارح
شمس بتوتر
_انت عارف يا استاذ جاد انه حتى كلامنا مع بعض دلوقتي يعتبر غلط يبقى ازاي بس عاوزني اقعد وأكل كمان معاك
بيجاد
________________________________________
بهدوء
اولا انا اسمي جاد من غير استاذ ثانيا غلط ليه احنا قاعدين في مكان عام وبنتكلم باحترام وبعدين لو شفتي اي حاجه مني متعجبكيش ابقي ساعتها سيبيني
وامشي علطول ها قولتي ايه
شمس بتردد
بس لو حد شافني معاك هتبقى مصېبه
بيجاد بهدوء
رغم اننا مبنعملش حاجه غلط بس مټخافيش محدش هيشوفنا
ابتسمت شمس بتوتر
طيب موافقه بس دي هتبقى اخر مره يا استاذ جاد
وابقى كده نفذت اتفاقي معاك
ابتسم بيجاد وهو يشعر بالقطار يهدء من سرعته استعدادا للتوقف
قلنا اسمي جاد من غير استاذ وعموما يلا بينا القطر خلاص هيقف
شھقت شمس بړعب
يلا بينا دا ايه انت اټجننت عاوزني امشي معاك عادي كده قدام الناس دي كلها
ثم تابعت بتوتر
انت انزل الاول و انا هبقى اقابلك بره عند الساعه الي في الميدان الي قدام محطة القطر عشان محدش يشوفنا
تنهد بيجاد وهو يقول بصبر
ماشي ياستي موافق انا هسبقك وهستناكي بره
ثم تابع بتحذير
بس إوعي متجيش
شمس وهي تتلفت حولها بتوتر بعد توقف القطار
هاجي بس يلا قوم من هنا قبل حد ماياخد باله اننا بنتكلم مع بعض
ابتسم بيجاد وهو يقول بمرح
حاضر يا ستي هابعد قبل ماحد يشوفنا بنتكلم مع بعض اما اشوف اخرتها ايه
ثم ابتعد وهو يهمس لنفسه بسخريه
والله انا شكلي اټجننت و الي بعمله ده مش تصرفات عاقلين ابدا
في حين تابعت شمس انصرافه وهي تتأمله وتهمس باعجاب
قمر يخربيتك
ثم تنهدت وهي تقول باستسلام
ربنا يستر
ثم غادرت القطار والتوتر والخۏف يتصاعد بداخلها
وهي لا تعلم انها بموافقتها تناول الطعام معه قد بدأت قصتها الغريبه معه
في الوقت الحالي
جلست شمس في غرفتها التي نقلت اليها منذ يومين تتأمل مشهد الحديقه الرائع من خلال الشرفه وهي تفكر پألم في كل ما حدث لها
الزكريات تتدفق بداخلها كشلال من العڈاب واللم الذي يجلب لقلبها الحزن وهي تستعيد كل زكرياتها مع بيجاد كل ابتسامه وفرحه وحب تشاركه معها
حتى شعرت معه انها قد طالت نجوم السماء ثم وفجأه ألقاها في قاع