رواية يليق بكي ملاكي بقلم كيان كاتبة كامله
أهدرتها بالفعل كيف طاوعها قلبها و كيف طاوعت شيطانها و تركت آذانها للشيطانة نجوى ! كيف سمعت لها ! كيف لم أتذكر ما كانت تفعله سابقا لتبعد عني زوجي والد احمد لتتزوجه هي ! لقد اخطأت و خسړت و لا يجدي الندم
دخل أحمد و معه عمه يحملان طعام الإفطار للجميع بعد طريق من الواضح أنه مليء بالحوار والمناقشات ليفاجئا پبكاء كاميليا الأم واڼهيارها
ولدوا بها صغارا و عاشوا فيها مع والدتهم رحمها الله انشغلت نعمة والصغار في تنظيف الأتربة و محاولة جعل المكان يصلح للعيش فلم تعد لهم حاجة للعيش مع والدهم و خالتهم لقد اختلفت كل المقاييس عن ذي قبل ولا حاجة لهم لتكرار تلك المأساة أو الإستمرار بها
نظرت لها نعمة مضيقة عينيها
على فكرة يا كوكي أنتي ڼصابة إذا كان التراب اللي انتي بټضربي فيه من الصبح لسة متعبش ياللا عشان نخلص قوام ونرتاح
تذمر عبد الكريم
لأ بقى أنا تعبت و جوعت وعايز أنام إحنا من ساعة ما جينا مقعدناش و بننضف ونصلح ونفرش على الأقل أكلونا الأول
يا ماما لا انتو تاكلو طبعا أخاف تاكلوني لا تاكلو متاكلوش إزاي ثم نادت بصوت عال يا علي تعالى عشان تتاكل معايا تاكل تاكل
خرج علي من الحمام حيث كان يحاول تصليح الصنبور و عندما نظر لها اڼفجر ضاحكا وهو يشير لها
أيه ده ! ههههههههههههه عفريت في وشك
إلتفتت له بدورها لتجده وقد احتل السواد وجهه و الصدأ و ملابسه مبتلة و ليس بأحسن حالا منها
نظر عبد الكريم وكاميليا لبعضهما بتعجب وضجر
أقعدوا اضحكوا وسيبونا جعانين
ردت نعمة
لأ طبعا مش معقول نسيبكم ضحكت ضحكة مسرحية شريرة وهي تنظرلهم باتساع عينيها إحنا هنتغدى بيكم
و رفعت يديها وهجمت ناحيتهم و هم يضحكون وكاميليا تصرخ و تجري وهي تضحك وشاركهم علي و أخذوا يدغدغونهم وهم يجرون في أنحاء الشقة و يضحكون ضحكات طال غيابها أحست نعمة بالاطمئنان و عادت إليها ضحكتها الغائبة و عادت طبيعتها المرحة التي غيبتها أحداث ثقال صحيح أنها بدأت تفقد أحمد بعد القرب الذي حدث مؤخرا بينهم و لكنها راضية بكل ما يحدث فأيا كان ما يحدث لن يوازي ألم الكرامة و يكفي أنها مع إخوتها ولم تفقد وجودهم أثناء جريهم و قفزهم وصراخهم و ضحكاتهم انطلقت طرقات قوية متتابعة على الباب لينتفضوا جميعا ويسرع علي جهة الباب يفتحه ليتفاجئ الجميع بوالدهم و خلفه أحمد نظر لهم والدهم بفزع
رد علي بهدوء
أهلا يا بابا اتفضل
نظر في وجوههم المتربة وملابسهم المليئة بالقاذورات و تفحص هيئتهم المزرية
أنتو كويسين يا ولاد كنتو بتصرخوا كده ليه و إيه اللي عمل فيكم كده
كنا بننضف و مفيش حاجة إحنا بس بنهزر
أنت عندك ډم أنت ! انا م الصبح بلف البلد من شرقها لغربها عشان أدور عليكم و أنتوا هنا بتهزروا ! خدت أخواتك ومشيت ليه يا علي و أنتي يا ست نعمة فيه واحدة محترمة تمشي من غير إذن جوزها أنتو عايزين تجننوني !
أدخل بس يا بابا نتكلم جوا
دخلوا و جلسوا فلم يتبق إلا أشياء بسيطة للعمل نحتها نعمة جانبا وهي ملتزمة الصمت و عيون أحمد تتابعها في كل حركة يا الله كم اشتاق إليها لم يكن يتخيل أن بضع ساعات تغيبها عنه سيشعر بكل هذا الشوق لرؤية عينيها الشوق لابتسامة كاد قلبه ېحترق رغبة في عودتها دلفت للداخل تحممت سريعا و ارتدت ملابس رقيقة و مرت بسرعة من أمام أحمد إلى المطبخ لتجهز الطعام لأخوتها فهم جائعون للغاية بعد يوم طويل من العودة من السفر ثم إحضار مستلزماتهم من البيت الكبير و تنظيف الشقة حقا كان يوم طويل و متعب و كان آخر ما تريده أن تحضر موقف كهذا قد يطول و هي
في حاجة ماسة للنوم فلم تنم الليلة السابقة بعد خبر
الترتيب لزواج زوجها و أنهكها البكاء قبل أن ينهكها ذلك اليوم العصيب بينما يديها منهمكة في تحضير الطعام و عقلها شارد في كل أفكارها عنه وعما سوف يقولون دخل أحمد بهدوء
سرحانة فيا مش كده
قفزت من المفاجأة
خضيتني اتفضل اقعد في الصالة عما أخلص تحضير الأكل
بتطرديني !
أنا أقدر ! أنا مش قليلة الأدب لدرجة أني أطردك
مش عايزة تكلميني و زعلانة مني طيب أنا ذنبي أيه ما أنا كنت معاكي كنت هعرف منين بس
طيب و أنا مطلوب مني أيه دلوقتي
تهدج صوتها و بدأت دموعها الخائڼة في الانزلاق بسرعة كأنها كانت تتحين الفرصة
تعالي بس ناكل و نتكلم شوية بس مكنتش أعرف أن شكلك بيبقى كده و أنتي بتنضفي لو كنت أعرف تؤ تؤتؤتؤ يا سااااتر مكنتش أبدا صمت ثواني و هي تنظر له مندهشة و متوقعة الأسوأ من كلماته و استطرد مكملا جيت قبل ما تستحمي هههههههه أنا مش ناقص خضة ههههههه
هيهيهي ظريف جدا خد الأكل ده معاك و أنت طالع
وتعبتي نفسك ليه أنا جايب أكل و ألا مخاصمة أكلي هو كمان
أنا مخاصمة ريحتك عشان بقت تخنقني
عيني في عينك كده دانتي بټموتي فيا
قبل أن تفكر في رد قاطعهما صوت والدها
ياللا يا ولاد الأكل هيبرد
خرجا يحملان ما بيديهما من طعام و جلسا وهي تحاول تجنب نظراته وقطع علي الصمت
عرفتوا منين أننا هنا
رد والده
بعد ما حاولنا نكلمكم و تليفوناتكم مقفولة سألنا عليكم ولفينا عند القرايب و المعارف و الجيران و لقيت عبد المعطي بيتصل بيا بيقولي إلحق يا حاج شكلهم بسم الله الرحمن الرحيم اللي ساكنين فوق متنرفزين النهاردة و هات يا دق و خبط و أصوات سامعينها من الصبح فعرفنا على طول أنكم هنا و أحمد جه معايا و جابلكم أكل قال أكيد بينضفوا من الصبح مكلمتنيش ليه يا علي و خدت فوشك ومعاك إخواتك ومشيت مش يمكن كنا اتفاهمنا يابني
توقف علي عن مضع ما بفمه و ترك ما في يده و أطرق قليلا بلع ما بفمه و شرب كوبا من الماء يروي جفاف حلقة من استرجاع ذكريات الأمس المؤلمة
مكنتش عايز أتكلم ولا عايز أشوف نفسي صغير أكتر من كده أنا سكت كتير و بقيت أقول مصلحة أختي أكيد بابا
عارفها بس لحد كده و مبقيتش عارف أسكت إحنا هنفضل عايشين هنا مكان أمنا الله يرحمها و مش هلوم عليك ولا أقولك مسيبتش مراتك ليه وسيبتنا احنا لأننا كبرنا و أنت بينك وبينها ولاد صغيرين بس متزعلش مننا معدش هينفع نستمر كده ولا نعيش يوم تاني مع مرات أب متزعلش مني يا أحمد عشان بقول على مامتك كده بس أنت شايف الوضع
يا علي إحنا مش أغراب عن بعض ومهما تحصل مشاكل هنفضل اخوات و والدتي دي أمك برضو وهي اللي ربتكم و البيت اللي انتوا سايبينه بيتكم مالوش لازمة نزود الخلاف كده
تدخل والدهم في الحديث بدلا من علي
أنا هسيبكم شوية تريحوا أعصابكم مش هضغط عليكم و هجيلكم كل يوم أنا مبرميش ولادي
هنا قامت نعمة واڼفجرت پغضب
أبقى أنا مش من ولادك على كده عشان حضرتك مصر ترميني مصر تخليني ماليش قيمة و عندك أي حد ليه قيمة عني ظلمتني ليه عملت ايه عشان أشوف كل ده ! أنا كنت طول الوقت صابرة و مستحملة عشان مضايقش حد فيكم كنت بشيل المطبخ كله لوحدي حتى في أيام الدراسة و مكنتش بشتكي ومكنتوش بتشوفو مني غير ضحكتي
يا بنتي متقوليش كده أنا يمكن غلطت لما اتعاملت معاكي بشدة بس أنا عمري ما أرميكي أبدا
إزاي مرمتنيش ! و حضرتك ما فكرتش يوم في حقوقي سألتني إذا كنت موافقة على جوازي من أحمد وألا لأ ! عمرك قلتلي محتاجة إيه ! سيبتني لمراتك تتحكم فيا وتقرر بدالي كل حاجة في حياتي مشفتهاش وهي بتجهز بنتها و بتتخانق عشان أوضة النوم اللي عريسها جابها غير اللي بنتها عايزاها ! مشفتهاش بتدافع عن ولادها ومش مهم أي حد تاني ! حضرتك بأه جهزتني زي ما جهزت بنتها ! اشترطت على أحمد يجيب شبكة زي ما اتفقتوا مع جوز نهى أنا حتى دبلة محدش فكر يجيبهالي اتجوزت في أوضته لا فكرتو تجيبولي شقة ولا حتى توعدوني إن قريب هتعملولي اللي بيتعمل لكل العرايس حتى فستاني اشتريته و أنا فاكرة إني بشتريه لواحدة غيري أنا مفرحتش يا بابا أنا أمي ماټت مااااااااااتت أنا لو ليا أم كانت دافعت عني و خدتني في حضنها كانت حاربت العالم عشان محدش يظلمني أمي ماټت عزوني عشان مكنتش فاهمة يعني إيه أمي ټموت دلوقتي حاسة باليتم اللي كنت بنكره
ماټت أمي و إنفطر قلبي پقهر المكسورين
رأيت الأمهات تحارب بقلوبهن كل الطامعين
وتنشبن مخالبهن في وتين كل الجائرين
و أنا يا أمي وحدي في ليل القاسين
حتى أبي لا يمتلك قلبك
ولا حل محلك قلب يمحي من عمري الأنين
ودعتك أماه في كل يوم بقلب حزين
ودعت حنانك و أمانك و دفء سنين
ودعت معك صبا لم أدخله بعد وبه كل أحلامي
وبه كل الأمل وجمال اليقين
أماه اليوم أبكي وكأني بالأمس فقدتك
وكأنك بالأمس فقط كنت من المفارقين
في بعدك أماه كل يوم رثاء
و كل يوم تقطر العين
بعد أن أنهت كلامها الموجع واسترسلت دموعها في الجريان كنهر شاب قوي لم تشعر سوى بذراعين تضمانها بقوة لصدر تسمع دقاته العالية بضجيج هادر كانت بحاجة لتلك الضمة كانت بحاجة لتشعر أن هناك من يتألم لألمها أغمضت عينيها واستسلمت لنوم حرمتها أفكارها و انكساراتها من الحصول علية لليال متواصلة
استيقظت لتجد نفسها نامت لليوم التالي حتى انتصفت الشمس قبة السماء قامت من فراشها تتألم من كل جسدها الذي أنهك من العمل و الأسى تسب نفسها سرا فقد أضاعت الفجر مرة أخرى في يومين و هاهو الظهر يقترب جرت نفسها وخرجت
صباح الخير
فوجئت بصوت أبيها من خلفها مصاحبا لصوت أخوتها
صباح