الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية يليق بكي ملاكي بقلم كيان كاتبة كامله

انت في الصفحة 9 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز

عشان مبخلفش وتحرموني من المصيف وتسيبوني هنا عما تصيفو و تيجو عشان بالشكل ده هيبقى مصيف أسود و مطين على دماغي 
و بعدين معاكي ! إحنا عايزين ننبسط لنا يومين وبعدين كلامها يهمك فإيه 
في نفسها 
هو كلامها لوحدها حتى ماما بتقولي نفس الكلام كل يوم لحد ما بقت لبانة في بق العيال كمان ربنا يصبرني هعمل إيه بس !
إستأجر أحمد مكانا يتسع للجميع و منذ أولى اللحظات تحس نعمة بفروق كبيرة في المعاملة من خالتها التي هي أمها فلم تكن تعرف لها أم سواها 
قومي يا نعمة دخلي الشنط للأوض 
الشنط تقيلة يا ماما خلي كل واحد يدخل شنطته أوضته 
أنتي بتردي عليا وألا إيه !
حاضر مش برد هدخلهم أهو 
جذبت نعمة بعض الحقائب لتوزعها على الغرف ولكنها تعمدت أن تضع حقائبا مختلفة فوضعت حقائب الفتيات في غرفة الأولاد و العكس حتى صعد أحمد ورأى الجميع جالسين عداها فبحث بنظره عنها فوجدها تحما الحقائب 
إيه ده هو مفيش رجالة عندنا وألا إيه إيه يا ماما ده ! تسيبي بنت تشيل الشنط والرجالة بيتفرجوا تعالي يا نعمة ندخل أوضتنا و قوموا كلكم دخلو الشنط وهاتولنا شنطنا أنا و نعمة
جذبها من يدها ليدخلوا غرفة بدون أن يدع فرصة لأحد أن يرد كلمته يحب والدته ويحترمها ولكنه يعلم أيضا أنه في نظرها رجل و بقوة شخصيته و هيبته ستتجنب إثارة المشكلات في وجوده لكن ما يقلقه حقا هو أوقات إنشغاله ترى ماذا يحدث و ماذا تكتمه نعمة أدى لذبولها و إنكسارها هكذا
أتت تلك العاصفة المتربة المسماة نجوى وابنتها و منذ اللحظة الأولى تعمدت مضايقة نعمة وتكيل لها الكلمات 
قومي يا نعمة إعملي للوزة عصير عشان ريقها ناشف وإعمليلي شاي و هاتي شنطتي من ع السلم حطيها في أوضتي و شوفي لوزة عايزاكي تكويلها إيه عما تريح شوية عشان هتخرج بليل 
نعم!! أنا مسميش نعمة أنا غيرته خلاص اللي عايز حاجة يقوم يعملها 
أنتي هتردي عليا يا بت وألا أيه مفيش إحترام قومي اعملي اللي قلتلك عليه مش كفاية عايشة عالة ولا فيكي رجا و لا خلف و أرض بور لحد أما تخلفي أنتي هنا خدامة بلقمتك 
سمع أحمد الحديث و هو يدلف للداخل فقد علم أن عمته أتت و نعمة ليست بجواره 
إيه اللي بسمعه ده أنا مراتي مش خدامة و كلنا جايين ننبسط و كل واحد هنا مسئول عن نفسه مش عايز أسمع كلمة تانية بعد كده أنتوا مش محترمين رجالة البيت و مش ماليين عنيكم وألا إيه 
كده يا أحمد بتزعق فوشي عشان دي حتى إعمل احترام لسني و إني ضيفة عندكم أنا اللي غلطانة إني جيت والحمد لله شنطنا لسة ع الباب لما انتو مش عايزينا بتعزمونا ليه إهئ إهئ تعالى يا كبير العيلة شوف ولادك واللي بيعملوه فيا
أتى أحمد الأسيوطي من الداخل مسرعا حينما اقتحم صوتها العالي آذانه 
فيه إيه بس يا نجوى بټعيطي ليه وإيه اللي بيحصل هنا 
تدخلت أم أحمد 
مفيش يا أبو علي دي نعمة متقصدش تزعلها هي بنتك برضو يا نجوى هتزعلي من حتت عيلة 
دي عيلة دي دي شيطانة فثانية وقعت بيني و بين جوزها وتخليه يطردني عشانها 
يا عمتو معاش اللي يطردك أنا بس محبش حد يشتم مراتي ولا قدامي ولا من ورايا 
إيه ياأحمد أنت هترد على عمتك اعتذرلها وراضيها وانتي يا زفتة إزاي تعملي كده أنا صحيح معرفتش أربي 
خلاص يا عمي ده كلام يبقى بيني وبينها متزعليش يا عمتي تعالي يا نعمة طلعيلي هدوم عشان عايز أخرج
جذبها من يدها و دموعها تسيل على خديها بغزارة فقد أصبح الجميع ضدها فجأة و كأنها لم تكن ابنتهم يوما دخل بها غرفتهم و أغلق الباب و مد كفه مسح دموعها 
خلاص يا نعمة من دلوقتي هنفضل طول الوقت مع بعض عشان محدش يقدر يعملك حاجة متعيطيش خلينا نخرج ننبسط شوية ونتغدا أنا و أنتي برا لوحدنا 
ابتسمت كالأطفال وهي تمسح دموعها 
حاضر هلبس أهو
قبل رأسها و خرج من الغرفة لترتدي ملابسها و هو يفكر إلام سيصل الحال بينهما بتلك الطريقة لم يعد يشعر بالأمان ويستعجب من موقف والدته متى توقفت أن تصبحا أما لصغيرته و متى صارت لها حماة!
على باب الشالية يغمر كفها بكفه يحاول أن يشعرها بالأمان متجهين للخارج حتى فوجئوا ب لوزة تقفز في وجههما بلا حياء و تفصل يديهما وترمي يدها بعيدا وتشبك اصابعها بوقاحة في أصابعه 
أنا مش عارفة أشكرك إزاي لما ماما قالتلي إنك لبست مخصوص عشان تخرجني مكنت مصدقة كنت هستنى و أخرج بليل بس طالما أنت مصر تخرجني دلوقتي شكرا بجد 
أحس بالاحراج و حاول يخرج كفه برفق من كفها و يده الأخرى تجذب نعمة التي أبعدتها تلك اللوزة
المتطفلة 
متقوليش كده أنا مهمتي أبسطكم طبعا بس استني ثواني عشان نهى جاية معانا و البنات 
مين اللي جاي ده أنت مش هتخرجني لوحدي 
كلكم في معزة واحدة يا لوزة مقدرش أخرج حد و أسيب حد استني هنا مع نعمة
لف وجهه مبتسما ولم يبعد سوى خطوتين ونادى بصوت عال 
ياللا يا نهى إحنا جهزنا وقولي
للبنات يخلصوا بسرعة عشان نخرج 
فهمت نهى مقصده بالطبع
فهي ترى ما يحدث فأسرعت و خرجوا جميعا سويا ليدس بيد نهى نقودا ويجذب نعمة من يدها خلسة لينفرد بها في مكان آخر بعيدا عن كل ذلك اللغط والمنافسات 
بعد عدة ساعات من انفرادهما سويا تملأ الضحكة شفاههما عادا ويا ليتهما ما عادا
كنت فين يا أحمد 
كنت برا يا عمي خير فيه حاجة
أنت إزاي تسيب البنات وتمشي 
أنا سيبت البنات مع نهى و اتصلت بعلي ياخد الولاد ويروحولهم أنا كنت عايز أتمشى و أظن من حقي أنا جاي مصيف مش جاي أتقيد 
بص بأه أنت و هي بعد ما نرجع من المصيف خطوبتك على لوزة طالما الهانم اللي معاك مش عارفة تحمل بقالها أكتر من سنة 
نظرت لأبيها باندهاش 
أنا يا بابا تقول عليا كده ! أنا بنتك و المفروض إنك الوحيد اللي تدافع عني 
نظر لها بتوحش 
هي كلمة و قولتها لوزة هتتجوز أحمد 
نظرت للجميع المتأهبون لمواجهتها استحالت نظرتها للۏحشية كنمر جريح يسعى للإنتقام لمقتله المقبل 
طبعا طبختوها سوى على حسابي أنت يا أستاذ أحمد كنت بتخرجني عشان معرفش الاتفاق هيوصل لفين ! طيب ماتجوزتهاش هي ليه من الأول و ألا حليت في عينيهم لما بقيت ليا و أبويا اللي ماشي ورا كلام مراته حتى على حساب بنته ومسلم دماغه للعقارب اللي خربوا حياتنا 
أسكتتها صڤعة قاسېة من كف والدها 
إخرسي أنا معرفتش أربي غوري من وشي 
هرولت لغرفتها مسرعة تبكي پقهر يذبح القلوب و أحمد ينظر في أثرها حتى دخلت الغرفة وغابت عن أنظاره بداخلها نظر لهم واستحالت نظرته لأخرى مخيفة فالتزم الجميع الصمت 
برافو عليكم والله قعدتوا و اتكلمتوا ورتبتوا ولا كأن بتتكلموا على كرسي تودوه وتجيبوه بمزاجكم أنا مش هتجوز لوزة عمتي لو سمحتي متفكريش نفسك لعيبة و تقعدي تقنعي في أمي و عمي وترتبي و تفتكريني هنفذ بكرة الصبح تنتهي زيارتك لينا و ياريت متكرريهاش تاني عمي هيبقى ييجي يزورك في بيتك دا بعد إذنك يا عمي و أنت ياعمي مكنتش أتخيل أنك تستقل بيا كده ! إزاي يا عمي شوية ستات يأثروا عليك ! دي بنتك ! المفروض أنك أول واحد تتنرفز لو جوز بنتك فكر يتجوز عليها خلاص معتش قادر تفكر من غير تدخلات حسابات شوية ستات !! أنا مش هسمح لحد يقسم في حياتي و يتدخل في قراراتي أنا ممكن ببساطة أسحب فلوسي من الوكالة و أختفي والدي الله يرحمه كتبلي بيع وشړا ربع الوكالة و كانت حتة محل صغير و أنا اللي كبرته واشتغلت فيه وسديت ديونه من يوم ما ماټ و اشتريت بفلوسي وفلوس اخواتي أصول كبرت الوكالة و مش هتردد أنسحب من البيت و الوكالة ومن حياتكم كلها
أنهى كلماته التي ألقاها بهدوء و سار بتأني نحو غرفته فتح بابها و دخل لير ما توقعه نعمة احټرقت عيناها بكاء
كل ده عياط يا نعمة ! اهدي بس و هنلاقي حل أنا مش عارف أعمل ايه فكري معايا بدل ما ټعيطي 
رفعت رأسها و نظرت له بعيون دامعة حزينة ينساب منها أنهار الدموع 
أفكر في أيه ما أنت عملت اللي أنت عايزه كنت مستني مني ايه تاني أكتر من كده لكن لأ من النهاردة أنا معتش هقبل منك أي حاجة و اتفضل اطلع برا روح للست لوزة بتاعتك أنا بايعاك خلاص أوعى تفتكر أني هفضل موافقة و ساكتة على كل اللي تعملوه فيا برا أنا اللي مش عايزاك برا براااا بصړاخ
أجبره صړاخها على الخروج فواجه نظرات علي تكاد تشق داخله من حدتها
حتى أنت يا علي بتتهمني 
التهمة مش تهمتك لوحدك التهمة تهمة أبويا اللي محافظش على بنته و تهمتي و أنا واقف أعاتب زي الحريم مباخدش خطوة أنقذ أختي بيها بس خلاص أنا بطلت آخد جنب 
غادره وتركه واقفا يتردد نظره بين باب الغرفة الموجود بها نعمة و الباب الآخر الذي خرج منه علي أي ۏجع هذا الذي يقاسيه ولكن صبرا حتى تستقيم الأمور من حقهم أن يتخذوا قرارا يدفع الجميع ثمنه لأنهم كانوا جميعا وراءه
في الصباح استيقظوا جميعا واجمين حتى الأطفال الصغار لم يبتسم أحدهم أو يلهو أو يطلب الذهاب للبحر خرجت نعمة من الغرفة تحمل حقيبتها التي لم تلبث تفرغ حتى لملمتها نعمة ثانية نظرت لها أم أحمد بعيون مفتوحة 
رايحة فين يا نعمة 
ماشية يا خالتي مش هكمل معاكم المصيف 
خالتي! من امتى و أنتي بتقوليلي يا خالتي! أنا طول عمري ماما
أمي ماټت تصوري ! عرفت دلوقتي إن أمي ماټت لما شفتك بتتفقي على خړاب بيتي إمبارح أنا ماشية
استني بس يا بنتي حتى استني أحمد بيجيب فطار و جاي دلوقتي
خرج علي من غرفته بحقيبته و اصطف بجواره اخوته عبد الكريم وكاميليا ووجه نظره لخالته 
خلاص يا خالتي احنا راجعين مع بعض
حتى أنت يا علي بتقولي يا خالتي ! انتو طول عمركم كنتو بتقولولي يا ماما حتى قبل مامتكم الله يرحمها ما تسيبكم ليا 
خلاص يا خالتي كل واحد ياخد مكانه و أنتي مش أمنا ولا بتتصرفي على أننا ولادك 
سحب حقيبة نعمة وتبعه إخوته وانصرفوا جميعا لتجلس كاميليا والدة أحمد مڼهارة تبكي إحساس الضياع انتبهت فجأة على ذلك الفقد الذي لم تحسبه تركت عقلها للشيطان يتقاذفه ولم تحسب أنها ستخسر أطفال سمية أختها التي كانت تحبها كابنة لها تلك الأمانة التي كادت أن تهدرها بلا وعي لا بل
10 

انت في الصفحة 9 من 23 صفحات