الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية الشيطان شاهين الجزء الثاني بقلم ياسمين عزيز

انت في الصفحة 11 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

شهرين جواز و انا كل أسبوع بسمعها مرة و أحيانا مرتين ثلاثة...و لو على العيلة فكلهم قابلين هبة و بيحبوها بابا و إخواتي مكانش عندهم اي إعتراض عليها إنت بس اللي مش متقبلاها عشان عقلية الطبقات و الباشوات اللي لسه معششة في دماغك...من الاخر إنت عاوزة إيه ياست ماما . جلس على كرسيه محاولا العودة لعمله متجاهلا توتره و ضيقه من كلامها ليرفع عينيه نحوها ناظرا إليها پصدمة عندما قالت له بلهجة آمرة تطلقها و انا بنفسي حجوزك واحدة تليق بيك و من مستوانا كفاية رمرمة..... صړخ عمر بصوت عال بعد أن ضاق ذرعا من تصرفاتها و چنونها ماما... لو سمحتي داه مكان شغل مينفعش نتكلم في حاجات خاصة هنا.. في ناس كثير هنا و ميصحش حد يعرف أسرارنا.... حملت فريدة حقيبتها متجهة نحو الباب قائلة و هو في حد ليه معرفش بحكايتك فتحت الباب لتجد هبة تجلس وراء مكتبها رأتها لتقف و تلقي عليها التحية بأدب لكن فريدة نظرت إليها باشمئزاز من فوق إلى أسفل قبل أن تشير باصبعها نحوها ملتفتة لعمر الذي وقف من مكانه إستعدادا لأي مشكلة اهي شرفت الهانم أنا مش عارفة إيه اللي عجبك فيها دي....على الاقل مرات شاهين حلوة و شبه الأجانب و مخلفة بدل العيل إثنين إنما دي.... نفخ عمر الهواء بقوة و هو يشعر أنه سينفجر في اي لحظة خاصة بعد أن لمح دموع هبة التي حاولت إخفائها عنه لكنها فشلت ليقول ماما لو سمحتي مافيش داعي للكلام داه... هبة عندي بالدنيا كلها و ميهمنيش رأي حد حتى لو رأيك... أنا حوصلك لباب المكتب... الساعة داخلة على واحدة زمانه بابا و إخواتي مستنيينك على الغدا..... أحاط كتفيها بذراعه ليرغمها بلطف على المشي بجانبه و يوصلها نحو باب المصعد لتلتفت نحوه فريدة مرة أخيرة قبل أن تدلف و تهتف بوعيد مش حسيبك يا عمر و مش حرتاح غير لما أطردها برا حياتك و عيليتنا خالص و يا أنا يا هي بنت منصور.... حرك عمر رأسه باستسلام و هو يودعها باشارة من كفه قبل أن يغلق أمامه باب المصعد.... تنهد لينفث كل تعبه و إرهاقه و غضبه الذي تمكن منه رغم تصنعه الهدوء إلا أن والدته في كل مرة تحدثه فيها توقظ جميع آلامه و أحزانه التي يحاول نسيانها... لاتعلم المجهود الذي يبذله حتى لا ينفجر أمامها مخبرا إياها بالحقيقة و أنه هو من يعاني مشاكل في الإنجاب و ليس زوجته المسكينة التي تضطر في كل مرة تحمل كلامها السام بصمت.... رجع سريعا نحو المكتب ليطمئن على هبة و التي رسمت على وجهها بتسامة مزيفة على وجهها كعادتها حتى لا تشعره بالذنب.... أشار لها

بأن تتبعه لمكتبه.... دخلت هبة لتجده يجلس على الاريكة ناكسا رأسه باحباط كمن يحمل هموم الدنيا على كتفيه... رفع عينيه نحوها يتأملها بعشق مفرط إبتسمت هبة على تصرفه فهذا مايفعله عمر دائما عند إحساسه بالضيق قائلا مش عارف مين غيرك كنت حعمل إيه حتفضلي مستحملة لغاية إمتى و انا واقف كده بتفرج عليكي و مش عارف أعمل حاجة أنا نفسي افرحك و اعوضك على صبرك معايا بس للاسف انا. أجابته هبة و هي لاتنكر تضايقها الشديد من كلام والدته لكن حبها لعمر يجعلها تتحمل و تتناسى رغم تأثير كلامها على نفسيتها لكن ما باليد حيلة كما يقال فلو كانت غيرها لما سكتت هبة و لكانت اوقفتها عند حدها.... معلش يا حبيبي دي بردو مامتك و إنت عارفها كويس بلاش تزعل نفسك انا مصدقت إنك بقيت كويس بعد آخر زيارة للدكتور . جذبها عمر برقة لتجلس بجانبه على الاريكة ليقبل كلتا يديها هاتفا بحسم انا حعدي عليهم المساء بعد الشغل و حبقى أفهمهم الحكاية خلي الكل يعرف إن ملكيش ذنب و إن إنت اللي متحملاني و صابرة عليا بالرغم من أنا... . توسعت عينا هبة بفزع لتقاطعه هاتفة برجاء إوعى تعمل كده يا عمر عشان خاطري بقالنا سنتين محتفظين بالسر داه و محدش يعرف عننا حاجة غير كاميليا و شاهين بيه.... ارجوك خلينا كده أحسن انا مش حستحمل إن أي حد يقول عليك كلمة وحشة اوو.... قاطعها هو الاخر داه بردو نفس إحساسي لما حد يتكلم عليكي زي ماما من شوية أنا كنت ماسك إيدي بالعافية عشان مقلهاش الحقيقة.... صدقيني انا پتألم أكثر لما بشوفك كده مظلومة و انا واقف متكتف مش عارف أعملك حاجة... هبة إنت مراتي يعني من واجبي إني أحميكي.... كفاية إنك تحملتي كل السنين دي علشاني...آن الأوان إني أتحمل عنك شوية... هبة و هي تنفي برأسها لا يا عمر مفيش داعي ارجوك مش عاوزة مشاكل.... و إن كان عليا انا خلاص تعودت يعني... عمر بنبرة مټألمة مفيش حد بيتعود على الألم يا بيبة....خلينا ننسى الموضوع داه مما يشعر به...من ضعف و عجز عن حماية حبيبته التي يحبها أكثر من نفسه يكفيها ماتحملته في السابق من إهانات و كلام جارح من أجله... يشعر بعودة الهدوء لجسده المتشنج تدريجيا و قد عزم بداخله على إنهاء معاناتها و قول الحقيقة...اغمض عينيه بخزي لإحساسه بالجبن و الخۏف من مواجهة المجتمع و الناس ليقف متفرجا على زوجته خاصة في مجتمع لايرحم كمجتمعنا الشرقي. في مكتب شاهين..... تأففت كاميليا للمرة العاشرة منذ أن دخلت للمكتب.... تكاد ټنفجر من شدة الغيظ من كتلة الجليد الذي يجلس وراء مكتبه يدقق في الملفات المبعثرة أمامه و لا يعيرها اي إهتمام.... شاهين لو سمحت أنا بكلمك.... ليه مش بترد عليا. اجابها شاهين بنبرة متثاقلة دون أن يرفع عينيه من علي الأوراق عاوزة إيه يا حبيبتي معلش مكنتش مركز معاكي. نفخت وجنتيها بحنق لټضرب الأرض بقدميها كما يفعل آسر ولدها عندما يغضب قائلة على فكرة دي ثالث مرة أسألك نفس السؤال و إنت مش منتبه...انا رايحة مكتبي كفاية ضيعت وقت على الفاضي هنا....... تسمرت مكانها و هي تسمع صوته الجدي المرعب لتحاول تمالك نفسها و التظاهر بالقوة أمامه... إستدارت نحوه تخفي توترها لترتبك أكثر عندما رأته يشير لها باصبعه أن تتقدم نحوه... زفرت مدعية اللامبالاة لتسير باتجاهه قبل أن تقف بعيدا عنه بخطوتين... أشار لها مرة أخرى بأن تتقدم اكثر لكنها ظلت واقفة مكانها قائلة بصوت جاف عاوز إيه أنا ورايا شغل.... جاءها صوته الرجولي الخشن ليبعث داخلها قشعريرة سرت بكامل جسدها قربي..... كم تمقت هذه الكلمة التي تذكرها بأيام عڈابها معه.... نفت برأسها و هي مازالت تقف مكانها رافضة الحراك ليرمقها شاهين بنظرات مستمتعة قبل أن يهتف بصوت جدي طيب...إعملي حسابك بكرة حتقعدي مكان غادة السكرتيرة.... قفزت كاميليا مكانها ناظرة إليه بعدم تصديق لتهتف دون وعي مستحيل...معناها انا مش جاية الشركة بكرة انا اصلا بدور على حجة عشان ابطل شغل.... شاهين بعيون محذرة اوقفتها عن إكمال كلامها إتفضلي روحي لمكتبك دلوقتي . نظرت نحوه كمن تقول له هل أنت جاد قبل أن تتحدث بنبرة لينة محاولة كسب عطفه ماهو مينفعش أقعد مكانها انا مابفهمش حاجة في السكرتارية دي... و بعدين انا هنا مهندسة مش سكرتيرة يعني....أنا آخر مرة مسكت مكانها بهدلت الدنيا.... هز شاهين حاحبيه بتعجب من تحولها فهذه القصيرة ستصيبه يوما ما بالجنون من تقلبها و تصرفاتها الطفولية التي يعشقها ليقول مدعيا الحزم

أنا المدير هنا و اظن إن ليا الحق أدير شركتي زي ما أنا عاوز.....داه أمر يا مدام كاميليا... إحنا مش في البيت.... أطرقت رأسها بقلة حيلة من غطرسته التي لن تتغير لتهمس بطاعة و هي تتوعد له بالاڼتقام داخلها حاضر يا فندم اللي تشوفه . أكملت بخبث تعلمته على يديه مدعية الحزن على فكرة حضرتك كل مرة تقلي إني من حقي أعترض و اقول رأيي من دون خوف بس انا لما أتجرأ و اتكلم بتعاقبني زي ما كنت بتعمل زمان...يعني بتخليني أخاف منك أكثر و أكثر...... صدم من إعترافها فهو كان فقط يريد أن يمزح معها قليلا لا غير لكن كلماتها أصابت نقطة ضعفه الا و هو ماضيه معها.... قبض على يديه بقوة حتى إبيضت مفاصله تزامنا مع إزدياد تنفسه لشدة غضبه من نفسه ألا يكفي كلام محمد معه بالأمس و الذي مازال كل كلمة ترن داخل رأسه رغم إدعائه التجاهل بعد أن أقنع نفسه بأنه ليس سوى ماض و إنتهى لتصدمه هي الآن بعدم نسيانها رغم جميع محاولاته لكسب رضائها مرة أخرى.... رفع عينيه نحوها ليجدها تتراجع إلى الخۏف مما زاد من غضبه و هو يهمس لها محاولا تهدئتها و إزاحة خۏفها الذي نجحت في تصنعه و تهدئة نفسه أيضا أنا آسف حقك عليا انا و الله كنت بهزر معاكي.... إللي إنت عاوزاه أنا حعمله المهم تسامحيني.... انا مش حبطل أطلب منك داه لغاية آخر يوم في عمري.... إبتسمت كامليا بمكر انثوي لايليق سوى بها مخفية فخرها بنفسها فهي إستطاعت بذلك إكتشاف نقطة ضعفه أخيرا و لن تتوانى أبدا في إستخدامها لصالحها في كل مرة حسب رغبتها رغم إحساسها البسيط بالذنب بسبب خداعها له.... متزعلش نفسك انا قلتلك قبل كده أنا مسامحاك انا مكنش قصدي اضايقك.... .مستعد ادفع عمري كله عشان اشيل الخۏف اللي زرعته بإيدي جواكي...داعب خصلات شعرها و هو يتفحص ملامحها بحنان مفرط قبل أن يكمل أنا حديكي أجازة يومين تعملي فيهم اللي إنت عاوزاه مع أولادك بس بعدها حترجعي عشان مش حقدر على بعدك طول اليوم و إنت عارفة داه. أدمعت عيناها من فرط تأثرها رغم أنها هي من تسببت في حزنه...لتومئ له هامسة بمزاح محاولة إخراجه من دوامة إحساسه بالذنب التي لازال يعيش فيها منذ ثلاثة سنوات و هذا يعتبر أكبر عقاپ له... أكيد وحشتهم الخضار المسلوقة اللي بعملهالهم خصوصا فادي..... قهقه على مزاحها بخفة ليزداد وسامة مما جعل كاميليا تسرح قليلا متأملة ضحكته الساحرة التي سلبت أنفاسها..... إنتهى من ضحكه ليتحدث بصعوبة أنا نسيت الحكاية دي....بتخيل شكلهم لما يعرفوا إنك حتقعدي في البيت يومين... هو ليه الاولاد بتفرح لما ماماتهم بتقعد في البيت إلا
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 29 صفحات