رواية سجينة جبل العامري (كاملة جميع الفصول) بقلم ندا حسن
إن إسراء مش قصدها
ڼهرتها پعنف ورفعت وجهها إلى الآخر تلقنها الحديث القاسې إليها وكأنها التي تأمر هنا
وأنتي مالك اخرسي خالص ومش عايزة أشوف الهبل ده في القصر تاني
ذهبت من أمامهم إلى الداخل بعد أن دفعت إسراء في كتفها لتعبر إلى الغرفة قائلة بغيظ وضيق
جاتكم القرف.. مش عارفه ايه البلوة اللي اتحدفت علينا دي
نظروا إليها الاثنين بذهول بعدما عبرت إلى الغرفة لقد تابعتها إسراء بعفوية ناظرة إليها وهي تتسائل أهي مچنونة أم مختلة الأمر يختلف..
يمينا ويسارا غير قادرة على استيعاب تصرفات وحديث تلك الغريبة..
في المساء بعد أن توجه الجميع إلى غرفهم بعد تأخر الوقت كان الجو هادئ للغاية في سكون الليل لا يصدر أي صوت إلا من الخارج أصوات الكلاب الذي تنبح في الطرقات..
وصوت ذئب مزعج للغاية يأتي إليهم ليمر عبر أذنهم من الغابة.. ككل يوم الحرس كل منهم في موضعه..
بداية من أكبر امرأة بهم وهي والدته التي أصبح وجود ابنة ولدها أمر حتمي لن تتنازل عنه وليحدث فعلى والدتها أن تتزوج بابنها الآخر.. كثير من الأمور داخل عقلها تدور حول هذا الأمر من مخاۏف قادمة بسبب زينة ووجودها معهم بعد أن علمت بعمل ولدها.. ومخاۏف أكبر من تصرفات جبل القاسېة..
وهي زينة ولم تكن تفكر في أي شيء سوى الفرار والهرب تركت كل ما خططت له وكل ما كان يعكر صفو تفكيرها وتلك التدابير التي لم تحسنها ووضعت كل تركيزها في طريقة للهرب من هنا الآن قبل الصباح..
وأخيرا وليس أخرا هنا فرح هي الأخرى من الأشخاص الذين يعيشون داخل القصر وتغير تفكيرهم وهذا حدث بعد أن نهشت الغيرة قلبها بسبب تلك الجميلة الرقيقة التي تتصنع كل ذلك كي تستحوذ على تفكيره.. وتفكير غيره.
لحظة واحدة كانت هي الفاصلة بين ذلك السكون وحالة المرج تلك حدثت عندما صړخ أحد الحراس على البقية وهو يرى النيران المشټعلة خلف القصر تصعد للأعلى مصحوبة بالدخان الذي صعد معها وسبقها..
كانت النيران نشبت خلف القصر وارتفعت للأعلى ولم يلاحظ أي حد منهم إلا عندما رصدها واحدا منهم بعينيه من الأمام بعد أن تعالت للغاية بدخنتها فصړخ عليهم جميعا وحدثت حالة غريبة من الهرج والمرج بينهم وكل منهم ترك سلاحھ في غرفة الحرس الصغيرة وسارعوا بالركض للنيران كي يخمدوها بالمياة..
استمع من في القصر جميعهم إلى ما يحدث وقد خرج جبل معهم هو الآخر والتفكير ينهش عقله كيف حدث ذلك ېصرخ عليهم من كل إتجاه خوفا من أن تتصاعد أكثر ويحدث ما لا يحمد عقباه
كانت قد اشتعلت ببنزين وتصاعدت للأشجار الذي سكب عليها هي الأخرى بنزين وتأكلت الأسلاك المتواجد وكل ما كان في محيط خلف القصر وجانبيه..
بينما في الخفاء وتلك الدوامة تأخذهم للقضاء على النيران في الخلف هبطت زينة مع شقيقتها وابنتها الدرج برفق دون إصدار صوت حتى لا ينتبه إليها أحد من الداخل وهم لم يخلدوا للنوم بعد إلا عندما يسيطروا على النيران..
ترتدي بنطال من الجينز الواسع وتيشرت بنصف كم أبيض اللون وخلف ظهرها حقيبة صغيرة ليس بها إلا جوازات السفر وقليل من النقود والهواتف..
لم تأخذ أي شيء آخر وقفت خلف البوابة الداخلية للقصر وهم خلفها تنظر إلى الخارج لترى أن كان هنا أحد يراها فلم تجد فسارعت معهم للخارج تركض إلى أن وصلت إلى البوابة الخارجية.. بوابة قصر العامري.. نظرت إليها بابتسامة واسعة وقلبها يدق پعنف وقوة.. مزيج من المشاعر كالخۏف والسعادة يمكثون داخلها..
فتحت البوابة وأخرجتهم استدارت تنظر إلى الخلف لترى النيران تبدأ بأن تخمد فابتسمت أكثر وهي تراهم من بعيد والجميع يركض ثم خرجت خلفهم سريعا..
خرجت من قصر العامري! خرجت بابنتها وشقيقتها الآن تراقصت السعادة والفرحة على أعتاب قلبها بدلا من ذلك الخۏف الذي أرهبها.. الآن تحررت من سجن جبل العامري.. الآن فقط تستطيع أن تقول إنها امرأة حرة قوية لا أحد يستطيع ترويضها..
كان الهروب أمر صعب للغاية الفرار من جزيرة العامري مستحيل ولكنها امرأة قوية نالت منها الصعاب ونالت هي من المستحيل..
قم بالتسجيل أيها التاريخ داخل كتبك زينة مختار هربت من سجنها قصر العامري ونالت من العائلة بأكملها أكتب أنها لازت بالفرار من جزيرة العامري ولن تكن مرة أخرى سجينة جبل العامري
أشعلت النيران بقلب
الجميع تتخذها سبيلا للهرب من سجنها تحلم بالفرار فانقلب كل شيء على رأسها وأشتعلت النيران بقلبها
وقفت زينة في منتصف الغرفة بين ابنتها وشقيقتها تنظر إليهم وهم يبادلونها النظرات المستغربة بعدما استمعوا إلى حديثها الذي لم يدلف عقلهم..
تقدمت منها إسراء تنظر إليها بغرابة تتسائل
قصدك ايه أننا هنمشي دلوقتي وبعدين فين حقك وحق وعد اللي جينا علشانه
تابعت النظر إليها هي الأخرى وقالت بجدية
أنا مش عايزة أسمع أي أسئلة ولا أي كلام
أشارت شقيقتها بيدها إليها وهي تود حقا أن تفهم ما الذي تريد فعله فتابعت
يعني ايه.. زينة إحنا جينا هنا علشان كده مش علشان نتمرمط ونرجع تاني
أكملت زينة مؤكدة على حديثها بقوة كما كانت
قولتلك لازم نمشي من هنا وكلامي يتسمع لحد ما نخرج من الجزيرة
تسألت إسراء باستغراب تحت أعين الطفلة الصغيرة التي تتابع ما يحدث
طب ليه كل ده
نظرت إلى ابنتها التي تقف معهم لا تريد أن تتحدث أمامها أو تشرح أي شيء لا يجب أن تعرفه.. عادت بالنظر إلى شقيقتها قائلة بجدية
هما مش ناويين يدوني حقي.. عايزين نقعد هنا ووعد تقعد معاهم لكن ناخد حقنا ونمشي لأ
تسائلت مرة أخرى بعين متسعة
يعني ايه
أردفت زينة بعد أن تنهدت بعمق
يعني لازم إحنا نمشي من هنا لأنهم مش هيسمحولنا نعمل ده
أقتربت منها إسراء ونظرت إليها بقوة.. تفوهت قائلة بجدية
زينة بس إحنا لو رجعنا دبي تاني هنعيش إزاي
تقدمت زينة من الفراش تجذب حقيبة ظهر صغيرة ثم أجابتها
هتصرف.. أنا هتصرف متقلقيش
نظرت إليها وتابعت قائلة بصوت جاد
يلا.. سيبي الهدوم مش هناخد حاجه غير الموبايلات والشواحن وجوازات السفر.. مش هنعرف نطلع من الجزيرة بحاجة
تذكرت إسراء أن لا طريقة للخروج من الجزيرة سهلة عليهم فسألتها
هنخرج من طريق النيل ولا الغابة
تنهدت الأخرى بضيق كبير وهناك ثقل تشعر به على صدرها ولكنها بدأت بفعل ذلك الشيء فعليها الانتهاء منه
النيل.. أنا مضمنش الغابة دي فيها ايه ولا هنخرج منها إزاي
أكملت وصلة الأسئلة الذي وقعت بها قائلة وهي تتابع حركاتها بعينيها الزرقاء
ومين هيعدينا النيل
ابتسمت بارتياح وهي تحاول أن تجعلها تطمئن مردفة
أول ما نخرج من القصر ونقرب على النيل هكلم عماد صاحب يونس يقرب مننا أنا اتفقت معاه أنه هينقلنا.. يارب بس محدش من الحرس اللي هناك يشوفه
تابعت وهي تتقدم من باب الغرفة بحزم
حطوا الحاجة في الشنطة أنا هنزل أعمل حاجه وطالعه
هبطت زينة على الدرج متجهة إلى الأسفل تتلفت هنا وهناك بعينيها لترى أي أحد من العائلة ولكن الجميع كانوا متواجدين في غرفهم بالأعلى..
توجهت إلى المطبخ وهي تسير سريعا دلفت إليه ولم تشعل الضوء داخله بل أكملت المسير في العتمة إلى أن وصلت إلى الباب المتواجد به لتعبر منه إلى خلف القصر مباشرة دون أن يراها أحد من الحرس..
فتحت الباب بهدوء وبطء شديد.. أخرجت رأسها لتنظر إلى الخارج ربما يكن أحد هناك ولكن لم ترى أحد فخرجت إلى خلف القصر تختلس النظرات بعينيها في كل إتجاه وقد كانت أحضرت من قبل ما ستحتاج إليه في مهمتها..
سارت بهدوء دون أن تصدر أي صوت إلى شجرة كبيرة متواجدة أمام سور القصر كان خلفها جردل كبير قليلا فتحت الغطاء ونزعته من عليه وهي ترفع رأسها تنظر إلى الأعلى خوفا من أن يراها أحد.. ثم حملته على يدها الاثنين وسارت تسكب ما به في كل مكان يقابلها.. على الأرضية والأشجار بأوراقها حتى جدران القصر من الخلف.. لقد كان بنزين سريع الاشتعال سيساعدها في الهروب من هنا.. تركته في الأرض ثم ألقت بعض الأخشاب وفوقهم قطعة قماش كبيرة..
توجهت لتحمل الجردل مرة أخرى وسكبت فوق الأخشاب ورائحته النفاذة تدلف إلى أنفها بقوة.. تركته مرة أخرى على الأرض..
عادت للخلف خطوة وتقدمت من باب المطبخ.. نظرت إلى كل ما فعلته ثم أخرجت القداحة من جيب بنطالها الجينز أشعلتها وألقت بها على الأرض فنشبت النيران سريعا دون أي مجهود.. نظرت إليها بعينين واسعة وهي تراها تصعد إلى الأشجار وتتأكل في الأرض متجهة إلى الجانبين وترتفع مع تلك الأخشاب الذي ألقتها في الأرض.. اتسعت شفتيها بابتسامة واسعة بات قريبا للغاية منها وستبتعد عن هنا في الحال..
دلفت
إلى الداخل سريعا وأغلقت الباب كما كان وكأنها لم تفعل شيء وسارت بهدوء وبطء لتخرج إلى ردهة المنزل تتلفت ثم عندما أدركت أن المكان أمن تحركت سريعا وقدميها تبتعد عن بعضهم بقوة لتصعد إلى الأعلى تنتظر ما سيحدث من مرج وهرج بعد قليل لتتخذ هذه الفرصة سبيلا للهرب..
مر كل هذا على ذاكرتها وهي تبتعد عن قصر العامري فقد حدث كل هذا قبل قليل قبل أن تخرج من القصر وتحصل على الحياة.. تود لو تصفق لنفسها لأجل حصولها على الفرار منه..
سارت بسرعة هي وشقيقتها وابنتها بيدها تبتعد عن هنا بفرحة كبيرة والإبتسامة على وجهها مرتسمة باتساع.. تتابع وهي تسير بخطوات اشبهت الركض البيوت الخاصة بهم الغريبة ككل
المناطق النائية..
يالا الفرحة.. أكان
يريدها أن تستمر معه هنا على هذه الجزيرة الغريبة هي وكل سكانها.. الذين يضعون الثوم والبصل مربطين بأحبال في شرف المنازل
لقد لازت بالفرار وما بقي