الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري (كاملة جميع الفصول) بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 8 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز


أنا تاجر سلاح بقولك معلومات أهو ببلاش وكمان بخليكي تتفرجي على أفلام أكشن حلوة
نظرت إليه باستغراب شديد.. وړعب أكثر من السابق تنظر إليه وهو يقف يعترف إليها بأنه تاجر للأسلحة بمنتهى الهدوء والسهولة في الحديث حتى أنه لا ېخاف منها
لم تستطع الوقوف معه تكابر أكثر من ذلك لم تستطع أن تمثل أنها تلك الشجاعة الرائعة التي لا يستطيع أحد أن يعكر صفوها أو يجعلها تشعر بالخۏف والرهبة فصاحت سريعا قبل أن تعلن استسلامها له

بقولك اوعا
أبتعد من أمامها يفتح إليها الطريق للعبور لكنه وقف يقول بقسۏة ظهرت من خلال كلماته التي كانت تخرج كالأسهم لتصيب قلبها خوفا وړعبا فقط لأجل أنه يقولها بكل ثقة وهدوء
اتفضلي.. بس قبل ما تطلعي يا غزال عايز أقولك كل حاجه بتحصل هنا بمزاجي.. كلامي معاكي پعنف وقسۏة في الجبل بمزاجي وكلامي هنا بالهدوء ده بمزاجي لو ضحكت بمزاجي ولو قت لت بمزاجي حتى الناس اللي على الجزيرة كلهم.. ماشيين بمزاجي متحاوليش تفهميني ولا تهربي مني هجيبك الأرض وهتندمي
حركت عينيها على عينيه الخضراء الغريبة عينيه التي أتضح لها أنها أكثر عيون شريرة رأتها بحياتها على الإطلاق خرجت الكلمات من بين شفتيها دون وعي ولكنها في الحقيقة كانت تخرج من قلبها وليس شفتيها
اوعدك أنا اللي هندمك على كل حاجه عملتها حتى لو كانت كلمة
أشار إليها على الطريق لتصعد إلى الأعلى هاتفا بسخرية
مستني
تابعته بنظرات عينيها السوداء وما بداخلها أكثر من شعور وغرابة أكثر من صدمة وخوف فتخطت ذلك سريعا وهي تبتعد عنه تصعد إلى الأعلى قبل أن تفقد أخر ذرة عقل وقوة بها وتقع أمامه باكية طالبة السماح والعفو مرة أخرى..
دلفت إلى الغرفة الخاصة بهم تحركت عينيها على شقيقتها وطفلتها الصغيرة تنهدت بعمق وعيناها معلقة بهم تحكي ألم كبير تحمله بداخلها استدارت تنظر إلى باب الغرفة وأغلقته ممسكة بالمفتاح تديره داخل المزلاج تغلق الباب عليهم من الداخل فقد خفق قلبها خوفا وړعبا ورأت عينيها أبشع الأشياء أمامها فلا يؤمن قلبها أنهم سيكونون بخير هنا..
تقدمت وجلست على الفراش تريح ظهرها إلى الخلف ممددة قدميها پألم شديد وإرهاق يسير في جسدها بالكامل من تلك اللحظات السابقة الأليمة التي مرت عليها وجسدها لا يتحمل أن يقف شامخا صلب أمام أحد او حتى أمام نفسها..
راحت عينيها تسير في الغرفة ثم تعلقت بشقيقتها وطفلتها النائمة جوارها كالملاك الصغير تلهفت عينيها وهي تنظر إليهم پخوف ورهبة تسير داخلها تشعرها بأن الهروب من هنا هو الحل الأمثل ولكنه الأصعب على الإطلاق..
أتضح لها أن شكها به أصبح مؤكد إنه رجل عصابات وتاجر للأسلحة ق اتل بشع ورجل قاسې عڼيف..
يتوارى عن الأنظار هنا على هذه الجزيرة! يستخدم سلطته في كونه الحاكم هنا ويتحكم في الجميع خافيا حقيقته عن العالم!
ولكن لحظة! عندما استمعت إلى الخادمة كانت قد قالت أن الناس هنا على الجزيرة يعلمون بما يفعله ويساعدونه أيضا.. كيف كيف يكون تاجر للأسلحة في وسط هؤلاء الناس ويقومون بمساعدته
كيف يشعرون بالأمان وهذا الرجل بينهم كيف ينامون وهم في خطړ طوال الوقت كيف يتركون نسائهم وأطفالهم على هذه الجزيرة الملعۏنة بكل هذه الأريحية.. ألا يشعرون بالخۏف
وكيف هو شقيق ل يونس زوجها الرج ل الخلوق المهذب الذي لا مثيل له
لقد منعها يونس عن الاختلاط به وكأنه كان يعلم ما الذي سيحدث لهم من بعده
أين هو الآن ليدافع عن زوجته وطفلته الصغيرة بعدما وقعوا في براثن ذئب لا يرحم..
استدارت بعينيها تسير في الغرفة وعقلها يكاد ينفجر من كثرة التفكير فيما مرت به وما ستمر به أيضا..
أهذا الرج ل رج ل قانون حقا يالا هذه السخافات من هذا رج ل القانون إنه لا ينطبق عليه إلا أن يكون رج ل عصابات.. قاټل متسلسل ذئب بشړي صياد محترف.. كل هذه الألقاب تناسبه إلا أن يكون رج ل قانون!.
منذ أن أتت إلى هنا في أول مرة وهي تراه غريب الأطوار.. لم تتعامل معه قط ولم تقترب منه أبدا بسبب وجود

زوجها الذي كان يحذرها دائما وبسبب أنه لم يكن يهمها في ذلك الحين
ولكن الآن أصبح الإقتراب منه أشبه بالإقتراب من المۏت الحتمي وكأنها تتقدم من حافة الهاوية وهي تعلم أنها ستلقي بنفسها من أعلى قمة جبل وتدرك ذلك جيدا.
اختنق صدرها وضاق على قلبها وهي تفكر في نكستها وكسرتها التي مرت بها أسفل يده القاسېة كيف لها أن تترجاه بكل سهولة وتبكي أمامه أن يتركها للرحيل! ولكن لم يكن هناك مفر آخر منه فهو كان كالۏحش الكاسر.. كانت يده قد اتسخت بق تل أحد من قبلها بلحظات فما الذي كان سيفعله بها..
ما الذي ستفعله الآن!.. ما السبيل للتخلص من هذا العڈاب ألم تكتفي بما مر بها في الخارج لتأتي إلى هنا لتنال الأسوأ على يده
كيف ستجعله يتخلى عن فكرة الزواج بها وكيف ستخرج من الجزيرة معافاة هي وشقيقتها وابنتها الصغيرة فهو نالها بين مخالبه 
لم تعتاد يوما على الاستسلام ولن تعتاد عليه لن تترك نفسها لقاټل مثل هذا لن ټدفن حياتها ومستقبلها بالزواج من رجل والعيش على جزيرة متوارية عن الأنظار هاربة من الأحكام بسبب ما يفعلوه عليها..
لن تظلم ابنتها وتجعلها تعيش مع هؤلاء البشر وترى ما يحدث بينهم وتنظر بعينها البريئة إلى عمها شقيق والدها وهو يدنس يده بدماء الأبرياء..
ستقاومه إلى آخر لحظة بحياتها وآخر نفس يخرج منها ستظل ترفض كل ما يعرض عليها منه وستظل تعترض إلى أن ترحل ويتركها تبتعد..
ليس أمامها أي خيار غير أن ترفض عرضه بالزواج منها وتقاوم تهديده وخۏفها اللعېن على شقيقتها وابنتها.. أو ترضخ بعد أن يفعل ما هدد به
وفي كلتا الحالتين لن تتركه ينعم بحياته ويسير بين الناس رافعا رأسه عاليا ينظر إليهم بتفاخر وشموخ وهو قات ل ورجل لا يؤتمن.. لن تتركه يستمر في فعل هذه الأشياء وستقلب هذه الجزيرة رأسا على عقب وسيكون هو أول المتضررين ولو بعد مئة عام..
وجدت طفلتها الصغيرة تقترب جوارها على الفراش تنام ممسكة بها تحيط يديها الاثنين حولها تخفي وجهها بجسد والدتها ولكنها تحدثت بصوت ناعس
أنتي لسه منمتيش يا ماما
أومأت إليها للأمام برأسها ووضعت يدها اليمنى على جسدها تضمها إليها قائلة بهدوء بعد أن عادت إلى طبيعتها تاركة كل ما حدث خلف ظهرها من أجل ابنتها
هنام أهو يا وعد
رفعت الصغيرة وجهها إليها مغمضة العينين والنوم يغلبها ثم قالت
تيته بتقولي إننا مش هنسافر تاني خالص يا ماما وهنفضل هنا على طول
نظرت إليها وبادلتها بعينيها السوداء الحالكة ولكنها لم تقل شيء غير أنها سألتها بجدية
أنتي عايزة ايه نرجع ولا نفضل هنا
أخفضت وجهها إلى جسد والدتها وشددت عليها بيدها وهتفت ببراءة وهي تغمض عينيها
نرجع أكيد ونبقى نيجي هنا كل إجازة نزور تيته علشان حبيتها أوي
مرة أخرى أومأت لها برأسها ونظرت إليها لتجدها قد عادت إلى النوم مرة أخرى احتضنتها بشدة وقبلت أعلى رأسها وهي تشعر أن ما كانت تحمله لأجلهم في الخارج كان لا يساوي أي شيء أمام ما تحمله الآن هنا في وسط أهل زوجها..
نيران ملتهبة تشتعل داخل صدرها ټحرق الأخضر واليابس به تشعرها بأن الهروب من الجزيرة عبر المياة هو الحل الأمثل لتخمد نيران صدرها بعد توهج الحريق المشتعل..
أقتربت من السور خلف القصر حيث يقل هناك عدد الحراس ويختفي من يريد الاختفاء عن الأنظار في تلك المنطقة حيث ينحصر بين السور وحوائط القصر والأسلاك الذي تعيق عبور أي أحد..
واختفت تماما عن أعين الكاميرات بعد أن خرجت للخلف من الباب الخلفي الموجود بالمطبخ الأرضي..
وقفت قبالتهوهي تستمع إلى حديثه الذي يخرج بلهفه ماكرة
وحشتيني.. كل ده مش عارف أقرب منك
وضعت يدها بجانب خصرها ترفع حاجبها الأيمن للأعلى تنظر إليه بسخط
وتقرب مني ليه منا شيفاك بعيوني دول وأنت عينك هتطلع عليها وتتخلع كمان
ضيق ما بين حاجبيه بجدية يتابع نظراتها نحوه متسائلا
هي مين دي
اشاجت بيدها بهمجية وهي تصيح به بصوت عالي سرعان ما اخفضته
أنت هتستهبل.. أخت زينة الست إسراء
أدرك بعد حديثها سبب خروجه من فمها فصاح 
أنتي هبلة يا فرح إسراء مين دي اللي ابصلها اومال أنتي ايه بطلي هبل دا أنتي الأصل والحب كله
دفعت يده من على ذراعها وتلوت أمامه وهي تكذب حديثه قائلة بضيق وانزعاج
كداب شيفاك بعيوني دول واقف معاها وعايز تفتح كلام وعينك هتخرج بره وتنط جوا هدومها
أقترب منها يغمز بعينيه تنفرج شفتيه بابتسامة واسعة يبدو عليها اللؤم ولكنها تتغاضى عن ذلك
دي عيلة.. إنما أنتي قلبي من جوا وبعدين وحياتك عندي ما بصتلها
تابعته بتمعن ونظرات عينيها تخترق تعابيره وتفوهت قائلة بخبث يماثله
ما بلاش كدب البت حلوة بردو
عاد للخلف يرفع يده الاثنين لأعلى مؤكدا على حديثها وهو يبتسم بلا مبالاة وبرود
الصراحة آه هي حلوة وزي القمر ومنزلش

منها الجزيرة اتنين
وجدها اعتدلت في وقفتها التي تتغنج بها أمامه ووقفت مستقيمة بعد أن تغيرت ملامح وجهها الجدية والضيق الذي بدا عليها بوضوح فصاح سريعا يصحح ما قاله لها يتلوى في الحديث معها
بس بردو أنتي اللي في القلب.. لما القلب يشوف العين تعمى
ضيقت عينيها عليه وهي تعلم أنه كاذب وأردفت تكمل على حديثه ببغض
يالهوي على كدبك اللي ملوش آخر
ابتسم ببرود 
سيبك من كدبي.. وحشتيني أوي أوي
ابتسمت متغاضية عن كل ما تم بينهم من حديث لاذع يعذب القلوب العاشقة ولكنهم كانوا قلبين 
وأنت كمان وحشتني
صاح بضيق وانزعاج ظهر في حديثه 
طب ايه مش هنتقابل بره ولا ايه أنا زهقت إحنا عاملين زي الحرامية اومال لو مش متجوزين يا فرح
أجابته بجدية تشرح له الأمر كيف يتم مع والدتها بصعوبة
أنت عارف اللي فيها أخرج أنا بأي حجه تقدر تقولي أمي بتعمل تحقيق قبل ما أطلع من بوابة القصر ولو قولت رايحه عند حد من صحابي بتكلمني هناك تسأل عني ده غير الحرس اللي يلازمني
أبتعد بيده ونظر إليها بجدية متسائلا
شاكه فيكي ولا ايه
أومأت إليه بالنفي قائلة بدلال وصوت ناعم خاڤت
لأ خاېفة عليا
أقترب مرة أخرى وتحدث وهو يعود بخصلات شعرها المتطايرة من حجابها للخلف
طب وبعدين وحشتيني أوي وأنا بصراحة بقى مش قادر استحمل
تفوهت بالحديث مرة أخرى بدلال أكثر من السابق وهي في الأساس تقف لا تتحرك
لأ استحمل شوية كمان بس واوعدك نتقابل في أقرب وقت
تحدث بجدية
أما نشوف.. قوليلي مافيش جديد عندكم
سألته باستفهام لتستطيع الإجابة عليه
جديد زي ايه
أشار بعينيه ناحية القصر وشفتيه تتحرك مستفهمة عن زوجة شقيقها الراحل
مرات أخوكي
صاحت بجدية شديدة وهي تقص عليه سبب قدومها إلى هنا
أسكت مش طلعت جاية تاخد الميراث بتاعها
 

انت في الصفحة 8 من 17 صفحات