رواية هوس من أول نظرة(كاملة)ج الاول بقلم ياسمين عزيز
بصوت عال واحدة مقالتلكش
إسمها إيه
كلاوس إسمها سيلين سامي انا دققت في
أوراقها و باسبورها بنفسي لسه جاية
من المطار حالا حضرتك تحب ادخلها و إلا امشيها
نظر سيف في ساعته قبل أن يجيبه لا
خليها تدخل بسرعة
أومأ له كلاوس بطاعة قبل أن يختفي من
أمامه تاركا الباب مفتوحا حتى تدلف سيلين
الرواية تحتوي على عدة مفاجآت في الفصول
الجاية
الفصل الرابع
دلفت سيلين و هي ترتجف من الخۏف و التوتر فالدقائق القادمة ستحدد مصيرها و مصير والدتها
للأبد لاتعلم إن كان هذا المدعو سيف سيعترف بها كقريبته و يساعدها ام أنه سيتنكر لهاكما فعلت عائلة والدتها طوال السنوات الماضية
هزت رأسها ببطئ و قد تسللت إلى رئتيها رائحة
بأريحية على طاولة مكتبه الفخم يتحدث مع
شخص ما على هاتفه بتركيز حتى أنه لم يعر أي إهتمام لدخولها
إبتلعت ريقها ببطئ و هي تتفرس دون وعي كتلة الوسامة التي أمامها
طوال حياتها كانت محاطة بالرجال الوسيمين ذوي البشرة البيضاء و الأعين الزرقاء لكن هذا
الاسمر الوسيم الجالس أمامها حكاية أخرى عضت بقوة و هي ټشتم نفسها داخليا
ليس ابدا وقت اللهو هي قادمة من أجل مهمة
و يجب عليها التركيز بكل حواسها
تنحنحت بصوت منخفض حتى ينتبه لها
ليلتفت نحوها ثم يسارع لانهاء مكالمته
و يضع هاتفه بجانبه و هو مازال يتفرسها
بنظرات غامضة لم تفهمها
أما بالنسبة لسيف فحالما رفع رأسه تجمد
الډم في عروقه حرفيا و لم يصدق مارآه
في
ألمانيا نفس الشعر البرتقالي المميز
و العينان ذوات اللون الغريب اللتين تضيفان
على وجهها هالة من البراءة حيث بدت له و كأنها
طفلة في الخامسة من عمرها
وبخ نفسه بأسف لأنه نسي أمرها بعد أن
عاد من ألمانيا منذ أشهر بعد أن حاول العثور
الوقت بل إكتفي بتكليف أحد حراسه بسؤال
زملائها في المطعم و أمرهم بالاتصال به
حالما يروها ثانية ثم نسي أمرها بعد أيام
قليلة لانشغاله بالعمل و بعدها عاد لمصر
نسيها وقتها و لكنه تذكرها الان حالما رآها
و كيف له ان ينسى هاتين العينين اللتين
من بين آلاف العيون
أشار لها أن تجلس على الاريكة مقابلة له
دون أن يتحرك من مكانه بل إكتفي بالتحديق
بها و كأنه يدرس جميع تحركاتها
قطب جبينه باستفهام و هو يفكر هل من المعقول
أنها بحثت عنه و قطعت كل المسافة حتى
تأتي و تطالبه بتعويض لانه كان السبب
في فقدانها لعملها او ان أحدا ما علم أنه
كان يبحث عنها فأرسلها له لسبب ما قد يكون
احد أعدائه من وصل إليها و قرر إستخدامها
ضده جميع الاحتمالات واردة إذن
فرك ذقنه بحيرة لكنه سرعان ما نفى تلك الأفكار
من رأسه بعد أن قرر سماعها أولا ثم الحكم
عليها بعد ذلك فكما يقول المثل الشعبي ياخبر النهاردة بفلوس
قطع الصمت متحدثا بصوت رجولي واثق باللغة الالمانيةتكلمي إني أسمعك
حركت سيلين حقيبتها بتوتر و هي لاتستطيع
التحدث فقد علقت الكلمات في حلقها حتى
انها لك تنتبه أنه حدثها باللغة الألمانية فمن أين
يعرفها حتى يتكلم معها بلغتها طبعا هي معرفتش هو مين
ارجعت إحدى خصلات شعرها التي تمردت
وراء أذنها قبل أن تستجمع كامل شجاعتها
و تقول بلهجة مصرية متلعثمةانا آسف عشان
جيت فجأة كده مش خذت موعد بس انا جيت عشان مامي هو قالي إيجي مصر
و روحي هنا عشان اشوف سيف عز الدين هز سيف حاجبيه باستغراب لما تقوله هذه
الصغيرة من هي والدتها التي جاءت إلى هنا من أجلها من هذا الذي ارسلها لتقابله و ماذا يريد منه كتم بداخله ضحكاته على كلامها
الغير مرتب لكنه تدارك نفسه عندما طرق
باب المكتب لتدخل السكرتيرة قائلة بنبرة رسمية سيف باشا كلهم مستنيين حضرتك عشان الاجتماع
صمتت عندما أشار لها بأن تتوقف عن الحديث
و عيناه لاتزالان مثبتان على سيلين
سيف بأمر
إلغي الاجتماع
ثم أشار لها بالإنصراف لتومئ له السكرتيرة
و تغادر دون إضافة أي كلمة أخرى فهي طوال
سنوات عملها هنا حفظت طبعه جيدا إذا
قرر أمرا لا يجب على أحد الاعتراض او المجادلة
فهو دائما يعلم ماذا يفعل جيدا
نظرت نحوه سيلين بتوجس لتجده ينظر لها
بصمت منتظرا إياها أن تكمل كلامها ليهتف بعد أن يئس من تحدثها يعلم انها خائڤة و متوترة
جدا و هذا ليس أمرا جديدا عليه فهو يعلم تأثير
وجوده على من حوله من رجال أشداءو الذين يجعلهم يرتبكون من نظرة واحدة من عينيه
و يحرصون على إنتقاء كلامهم قبل التفوه يه
أمامه فمابالك بهذه الصغيرة التي تبدو كطفلة
ضائعة في الازدحام
كملي كلامك انا سامعك بس حاولي
تفهميني أكثر مين اللي بعثك هنا و كنتي فين بالضبط
أخذت نفسا طويلا محاولة إبعاد شعور التوتر و الارتباك الذي طغى عليها قبل أن تجيبه مامي
هو اللي بعثتني هنا هو قالي إيجي مصر و روحي على عنوان هنا
سيف و هو يحاول فهم كلماتها الغير مترابطة
هو قصدك مين
سيلين بتفسير أكثر و حاولت التكلم بالإنجليزية لان والدتها أخبرتها أن أكثر لغة متداولة في مصر هي اللغة الانجليزية و معظم المصريين يفهمونها مامي my mother
سيف و هو يحاول مجاراتها بياخذها على قد عقلها
يعني مامتك هو اللي بعثك هنا للشركة بتاعتي
و قالتلك تقابليني
أومأت له سيلين بالايجاب ليكمل طيب ليهلا يعلم مالذي دهاه حتى يترك عمله و يضيع
وقته الثمين في التحدث إلى هذه الفتاة
ليس من عادته فعل هذا و لكنه شعر بالفضول
و الاستمتاع بمشاهدتها أمامه هكذا كدمية
باربي صغيرة اسرته من اول دخولها جعلته
حتى أنه لم يستطع أن يزيح عيناه عنها
بالإضافة إلى طريقة نطقها للكلام و التي جعلته
أكثر من مرة يريد أن ينفجر من الضحك لاحظ تحول ملامحها إلى الحزن و هي تقول
هو في المستشفى مريض جدا حيموت
و يسيبني لوحدي انا مش عندي حد غير ماميانا عايش في ألمانيا مع مامي و هي مريض و انا خاېف ېموت
مسحت دموعها و هي تنزل رأسها أكثر تحدق
في حقيبتها التي كانت تضعها على ساقيها
شتمت نفسها بسبب دموعها التي خذلتها
و أظهرت ضعفها أمامه فهي طوال رحلة
مجيئها إلى هنا تذكر نفسها في كل دقيقة
و ثانية أن تجعل نفسها قوية و لا تبين
ضعفها أمام أحد
اما سيف فبدأت الرؤيا تتوضح أمامه شيئا
فشيئا فهم من حديثها أنها تريد نقودا لوالدتها
المړيضة لكن هل هي صادقة في كلامها فمن
الممكن أنها تستخدم هذه الحجة القديمة لتحصل على النقود
لكن لماذا أتت له هو بالذات هل من
الممكن أنها تريده أن يعوضها عن فقدانها لعملها بسببه كل الاحتمالات واردة لكنه كالعادة لا يخبر
أحدا بما في رأسه من أفكار حتى يتأكد
رغم انه يكره شعور أن يكون جاهلا بما يدور في خلد الآخرين فهو لم يسمى الشبح من فراغ بل بفضل ذكائه الشديد و دماغه العبقرية التي تمكنه من معرفة ما يفكر به أي شخص أمامه قبل التفوه به لكنه يعترف بفشله هذه المرة فهناك الكثير من
المعطيات المفقودة و الغامضة تجعل من معرفة الحقيقة صعبة بعض الشيئ لذلك فضل التريث و الصمت و إنتظارها حتى تكمل حديثها و بعدها سوف يتصرف
تنحنحت لتجلي صوتها قائلة بلغة أنجليزية
متقنة سيدي انا إسمي سيلين سامي والداي
مصريان ولدت في ألمانيا و عمري تسعة عشر
سنة ابي تركنا منذ أربعة سنوات عندما كان
عمري خمسة عشر سنة لا أعرف أين ذهب
كل ما أعرفه أنني عدت من المدرسة في يوم
من الايام و لم أجده عندما سألت أمي قالت
لي بأنه ټوفي في حاډث ما في كل مرة أسألها عنه تجيبني بنفس الكلام و في إحدى المرات صفعتني و قالت لي
بأنه رحل و لن يعود ثانية و إن أكف عم السؤال عنه و منذ ذلك اليوم لم أسأل
بعدها خرجت والدتي للعمل في أحد المصانع
لتتكفل بأعباء المنزل و مصاريف دراستي
لكنها تعبت بعد ذلك و مرضت بالقلب إضطررت
انا للخروج للعمل و ترك دراستي لاوفر لها ثمن الدواء و لكن مرضها إشتد الطبيب يقول أن مرضها خطېر
و قلبها أصبح ضعيفا و تحتاج عملية جراحية
في أقرب وقت نحن لدينا منزل إنه ملك لوالدتي بالأمس ذهبت لمكتب العقارات حتى أبيعه
لكنه أخبرني أنه سيحتاج وقتا حتىيجد
من يشتريه بثمن مناسب أخبرني ان المنزل يساوي
مائة و خمسون ألف يورو
لكنه يحتاج للوقت و انا لا أملك
ذلك الوقت حتى أنتظره يجب إجراء الجراحة
هذا الأسبوع و إلا سوف أخسرها أنا أعمل في
وظيفة عادية لا اتقاضى الكثير و صاحب العمل
لن يعطيني سلفة و العملية تحتاج لستون الف
يورو الطبيب أخبرني إنه يمكنني أناادفع نصف التكاليف قبل العملية و الباقي بعد
إجراءها أقسم أنني لم أكن اريد المجيئ
إلى هنا انا لم ازر مصر من قبل رغم إلحاح والدتي و لكنني كنت أرفض المجيئ كانت
دائما تقول لي بأنها إن ماټت فسأبقي وحيدة
و لكنني لم أكن أبالي لكنني الان خائڤة جدا من فقدانها لا أعرف أحدا غيرها هي كل عائلتي
توقف عن الحديث بعد أن شعرت بغصة في حلقها
أجبرتها على التوقف لتسمعه يقول ممم فهمت
يعني إنت جيتي هنا علشان تاخدي تعويض طبعا
داه من حقك بس ممكن أعرف إنت ليه تأخرتي عشان تيجي هنا يعني الحكاية بقالها شهور كثيرة ليه دلوقتي بالذات
قطبت سيلين حاحبيها بعدم فهم من كلامه لتجيبه انا لا أفهم عن أي تعويض تتحدث
انا لا أريد شيئا سيدي لقد اخبرتك أن والدتي
مريضة و لولاها لما كنت أتيت هنا ابدا لقد خاطرت بالمجيئ وحدي إلى بلد لا أعرفه من أجلها هي فقط
لا اريد فقدانها كنت أريد أن تساعدني بأن تعطيني
الستون الف دولار و انا سأعيد لك مائة ألف بعد
شهرين عندما يباع المنزل لدي نقود و لكن ليس لدي الوقت حتى انني ذهبت للبنك و لكنهم
أخبروني بأن الإجراءات تتطلب وقتا امي قالت
لي أن الوحيد الذي سيساعدني هو سيف عزالدين سيف بهدوء و قد أيقن أنه وصل لنهاية اللغز و لماذا أنا بالذات
عبثت بحقيبتها بعض الوقت قبل أن تخرج ظرفا كبيرا
وضعت حقيبتها جانبا ثم وقفت من مكانها
متجهة نحو لتعطيه له قائلة هذه هويتي
و نسخة من هوية والدتي و بعض الصور
و كذلك سلسلة هذا كل ما أملكه من دليل سيدي تفحص الأوراق بهدوء و صبر قبل أن ينتفض
من مكانه فجأة و قد إرتسمت على وجهه ملامح الصدمة
تمتم بعدم تصديق و هو مازال يتفحص الأوراق طنط هدى إنت بنت طنط هدى هي لسه عايشة
نزلت أروى الدرج تحمل بين ذراعيها تلك الصغيرة
لتجد هوانم الفيلا كما تسميهما جالستان في
الصالون تتحدثان تمتمت بداخلها و هي تتفحص
مظهرهما الراقي و المنمق الستات دول مبيكبروش
ابدا الشعر مصبوغ و ماكياج و كأنهم رايحين فرح عاملين زي هوانم جاردن سيتي بالضبط بيتمشوا في البيت بالكعب عيني عليكي ياما
مكنتش بشوفك