رواية "احفاد الچارحي" الجزء الخامس من الفصل الأول حتي الثالث
تكمل الفاتورة واطلب منه يجي يدفعلك..
القى الورقة عن يده وهو يصيح بعصبية بالغة
_بتهرجوا انتوا الاتنين ولا ايه.. اطلب من مين يدفعلي الفاتورة!!!
اجابته مليكة بعناد
_بانكل يحيى.. هتكلمه وتقوله معيش فلوس ادفع الحساب..
منحها نظرة قاټلة قبل ان يصيح
_مش هعمل كده أنتوا اكيد اتجننتوا.
_انت قبلت اللعبة بشروطها وقوانينها ولازم تنفذ العقاپ مش كده ولا أيه يا شباب!
أكد رائد حديثه
_معاك جدا اطلبه حالا..
اتجهت نظراته تجاه عدي يستنجد به بقوله
_انت عجبك الوضع ده يا عدي... اكيد يعني بابا مش هيخيل عليه اني خارج من غير ما يكون معايا مبلغ او الكريدت كارد!
_الحقه قبل يا ينام.
تعالت الصيحات المحمسة فيما بينهما فجذب الهاتف ثم حرر زر الاتصال والسماعة الخارجية بغيظ من نظراتهم جميعا فما هي سوى دقيقة حتى اتاه صوت ابيه الناعس
_الو ياسين!
تردد في اجابته فاشارت له مليكة پغضب فقال بتردد
_مساء الخير يا بابا.. كنت نايم ولا ايه
كبت عمر وجاسم ضحكاته بصعوبة فلكمهم احمد وهو يشير لهم بالصمت ضغط ياسين على شفتيه السفلية بغيظ اتبع نبرته التي نقلت له حرجه الشديد
_بصراحة يا بابا كنت محتاج مساعدة حضرتك..
بكل جدية اجابه
_في ايه يا ياسين قلقتني انت كويس!!
_حضرتك عارف اني عزمت الشباب برة وطلبوا اكل كتير جدا كأنهم بيأكلوا في اخر حياتهم وبصراحة الميلغ اللي معايا مش هيكفي الفاتورة ونسيت الكريدت كارد بتاعي.. ولو مجتش تلحقني من الموقف ده هتلقيني واقف بغسل الاطباق في المطعم..
صمت خيم على المكالمة والجميع يتطلع لبعضهم البعض وفجاة اتاه رده المنصدم
طب لو ينفع حضرتك تدخل اوضتي وتجبلي فيزا من بتوعي آ..
قاطعه بحدة
_ليه ابوك مش هيعرف يدفعلك الفاتورة!!... اقفل انا جايلك حالا.
أغلق ياسين الهاتف ثم وضعه على الطاولة وهو يتأمله بصمت وصدمة على ما فعله ورفع عينيه تجاههم ثم قال بجدية جعلت الجميع يتوقف عن الضحك
اجابته مليكة پشماتة
_مفيش تراجع يا حبيبي ولسه اللعبة طويلة.
_اعتبر الفاتورة مدفوعة يا ياسين... ومعنديش مانع أشاركم في اللعبة دي بس بطريقتي وقوانيني!
اتجهت جميع الأعين تجاه المقعد الاساسي للطاولة پصدمة كممت الافواه فنطقت مليكة بصعوبة بالحديث
_بابا!!
اتجهت نظرات ياسين الچارحي تجاه عدي الذي يتأمله بدهشة فابتسم وهو يتابع صډمته بوجوده بذلك الوقت ثم قال بثبات اتبع بصرامته
_تحب تبدأ اللعب ولا أبدأ أنا!
أحفاد_الجارحي...ترويض_الشرس!...
الفصل_الثالث.
إهداء الفصل للقارئة الجميلةنسرين عبد العظيم شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة
اعتاد الجميع على مفاجأة ظهور ياسين الچارحي بأوقات يراها هو مناسبة لظهوره ولكن تلك المرة لم يتوقع أحد ظهوره لسفره بصحبة آية على متن اليخت عودته الآن أمرا چنونيا للبعض والسؤال الذي تردد بذهن عدي أين والدته إن كان أبيه يجلس أمامه
تنقلت أعين ياسين بينهم وكأنها تبحث عن لقاء متلهف لرؤياه فابتسم حينما تعلقت عينيه بابنته الحبيبة التي أدمعت عينيها بعدم تصديق فهز رأسه لها بأن وعده لها قد تحقق جلست مليكة محلها والابتسامة والفرحة لا تفارقها أيعقل أن يقطع أباها آلاف الأميال لأجعل وعده لها مازالت تتذكر أخر مكالمة بينهما كانت بالأمس وأخبرته بأنها بحاجة ماسة إلى صديقها وأخاها وأبيها فاتاها مهرولا وتحمل عناء ساعات السفر لأجلها هي وكان مستعدا لخوض آلاف الحروب لأجلها تحمست لوجوده وودت لو انفردت به فهز رأسه بخفة وكأنه علم بما يجوب بخاطرها اشارته منحتها وعد مجددا ولكنها تعلم بأنه سيوفي به حينما يختار وقته الصائب عادت نظرات ياسين لحدتها فور أن التقت بشبله الصغير الشرس وجده يتأمله بصمت كسره حينما قال
_فين ماما
تجاهله ياسين عمدا ثم أشار للنادل بيده فأتى وهو يردد
_تحت أمرك يا فندم.
اشار باصبعه على الطاولة فعلم ما يوده لذا أسرع بمعاونة زملائه باخلاء الطاولة من أطباق الطعام والمشروبات عاد الصمت يفرد سيطرته عليهم ولكن تلك المرة بترقب لسماع أي شيء قد يخرج على لسان من تتبعه النظرات المهتمة حرك ياسين السلة التي تحمل أوراق العقاپ بين يديه ببسمة ساخرة اتسعت على شفتيه وهو يقرأ ما دون لياسين على الثلاث ورقات فوجدهم جميعا تحمل نفس العقاپ حانت منه نظرة جانبية تجاه الجانب الذي يشمل الفتيات فاخفينا وجوههم بحرج انفلت عن وجوههم حينما أعاد الورقات داخلها من جديد بقرار عدم الافصاح عن سرهم وكأنه يؤكد لهن بأنه يساندهن وليس ضدهن استند بجذعيه على الطاولة واستمتع بلحظة تأمله البطيء الذي يزرع القلق في نفوس الشباب ليختم سطور صمته القاټل حينما
تحرك لسانه لينطق عما يود قوله
_اللعبة اللي اختارتوها مسلية بس للأسف مفهاش إثارة!
وحينما أشار بأصبعه لمن يقف على بعد مسافة منه هرول السائق إليه ثم وضع من أمامه ملفين قد أتى بهما من السيارة تعمد ياسين أن يدفعهما بقوة على الطاولة لتصل للمقعد الذي يعتليه ابنه فتفحص الملفين وهو يتساءل بدهشة
_ده أيه
تركه يفتحهما على مهل ثم قال والمكر يتراقص بين حدقتيه
_زي ما أنت شايف صفقتين مهمين جدا لشركتنا.. ويهمني أننا ناخدهم الاتنين.
مال ياسين وعمر برأسهما تجاه الملف الذي يحمله عدي الجالس بالمنتصف فانعقد حاجب ياسين بذهول اتبع قوله المندهش
_بس يا عمي الصفقتين بينافسوا بعض أكيد المناقصة هترسى على عرض واحد من الاتنين!
واكمل عمر على حديث ابن عمه
_وبالتالي صفقة واحدة منهم اللي هتم فيهم فازاي حضرتك بتقول ناخد الاتنين لشركتنا!!
مازالت عينيه تراقب من يتطلع له بصمت وكأنه يحاول استكشاف ما يود أبيه صنعه تلك المرة وأتاه صدق ما يشرد إليه عقله حينما قال ياسين ومازالت عينيه تتعمق بالتطلع للأخير
_ازاي دي بتاعت ولي العهد اللي اختار مكاني في الادارة.. ولازم يكون أد منصبه ويحل أي مشكلة ممكن تواجه المقر زي ما انا كنت هعمل بالظبط.. والإ مش هيكون جدير بالمنصب ده ولا أيه
اړتعب الجميع من خوض عدي حربا ضد ياسين الچارحي من جديد فامتعضت الوجوه حينما أجابه بكبريائه اللعېن الذي لم يتخلى عنه أبدا
_اعتبر الصفقتين تبعة لشركات الچارحي.
ووضع الملفين على الطاولة ثم أخذ يراقب ردة فعل أبيه حينما يكرر سؤاله على مسمعه مجددا
_هي ماما مرجعتش مع حضرتك!
مال ياسين بمقعده جانبا وبحركة فزعت الجميع جذب أحد المقاعد المصفوفة على طاولة فارغة من خلفه ثم وضعه قريبا من مقعده وهو يشير لعدي بأن يعتليه فعلم بأنه يود الحديث معه دون أن يستمع إليهما أحدا فنهض واتجه للمقعد القريب من أباه للغاية جلس وهو يراقب ما سيقوله فمنحه ياسين بسمة خبيثة ختمها بقوله الساخر
_شايفك قلقان على مراتي وهي معايا المفروض قلق تحديك ليا هو اللي يسيطر عليك ومن بعده الخۏف من اللي جاي لانك لو خسړت الصفقين دول مكانك جوه الشركة أنا اللي هحدده.
تهدلت شفتيه بابتسامة حملت معنى اللامبالة فهمس لابيه بصوت منخفض
_مبقتش أخاف من الحړب اللي هواجهها مع حضرتك.. تقدر تقول اتعودت عليها والتعود بيولد خبرة يا باشا.
اتسعت ضحكة ياسين حتى باتت مسموعة فازداد قلق الجميع لما يحدث بينهما من منواشات سرية خطېرة وخاصة خينما توقف عن الضحك وبملامح جادة للغاية قال
_والتعود ده بقى مسيطر عليك حتى وأنت شايف شخص متدني عينه زاغت على والدتك وأنت واقف وراضي عن كلامه الحقېر ده.
رمش بعينيه بتوتر من معرفته بما حدث بالمشفى حينما مرضت آية على طريق سفارها مع عدي لشراء بعض المستلزمات فاسترسل ياسين حديثه بتوعد مهلك
_أنت دلوقتي بتواجه عقاپي... زي ما ناله الحقېر ده.
احتدت نظراته تجاهه فجذب ياسين عصيره ثم ارتشفه على مهل وهو يجيبه ببرود
_مش كل العواقب بتكون برفع الأيد يا حضرة الظابط.. في قرصة ودن بتعلم من غير ما ټأذي الجسم.
وغمز بعينيه بمكر
_وأنت أكتر واحد فاهم الكلام ده ولا أيه!
اشټعل الڠضب بداخله لاستهزاء أر مرضية بالمرة وخاصة لشخص مثل ياسين الچارحي كانت كافية عاد لينتصب بجلسته بشموخ فقال بجمود سيطر عليه فجأة وصوت مسموع للجميع
_وجودي هنا النهاردة بالرغم من سفري عشان أكدلكم أني حتى لو بعيد فأنا أقدر أكفي بواجباتي كويس والمرادي مجاليش شكوة واحدة.. سبق وقولتلكم اللي هيزعل بنت من بناتي هحول حياته لچحيم واللي بيحصل ده لازم يتحطله حد..
ابتلع رائد ريقه بش مهم المهم ان حضرتك رجعت.
رغما عنه ارتسمت بسمة صغيرة
على وجهه الجامد فأحمد بمثابة ابن حقيقي له فقال بمحبة اتبعت نبرته الدافئة
_أنا راجع تاني يا أحمد.. بس حبيت أبين للاساتذة اني موجود حتى لو كنت بعيد!
ارتبك الشباب في وجوده بينما رفعت الفتيات رؤؤسهم بتفاخر بوجود حليفهم القوي والسند الذي لا يستهان به وكأنهن أتين بمن نصفهم على الظلم القابع عليهن كالطفل الصغير الذي تعرض لعقۏبة وظلم طائل فلجأ لوالده الذي لم يخيب ظنه فعاد لمن تسبب له بالأڈى متبخترا لاتباع أبيه له وحرصه على رد العقۏبة لمن فعل أذيته بابنه الصغير!!
عاد صوت ياسين يزلزل مسمع الجميع من جديد حينما أضاف
_ الزوجة عمرها ما كانت مطالبة انها تكون خدامة ومربية للاولاد عشان تيجوا انتوا وتهينوا بناتي على أخر الزمن.. مفيش أكتر من الخدم بالقصر وكان بإمكاني اجيب للاولاد مربية بس أنا مش حابب ده.. زي ما أنا مش عايز الشغل ياخدكم عن اولادكم عشان تقدروا تزرعوا فيهم اللي ربناكم عليه مش عايزكم كمان تقصروا مع زوجاتكم.. لان الاتنين زي بعض.. علاقتك مع ابنك مش هتكون قوية وفي اضطرابات ومشاكل بينك وبين مراتك ياريت نفهم ده كويس.
وبهدوء استرسل
_أظن كلامي اتفهم كويس
وحينما لم يأتيه رد اعتراضي عما قال.. هز رأسه وهو يردد
_عظيم.. ودلوقتي حابب أكون مع بنتي شوية.
تفهم الجميع طلبه الخاص فبدأ الحضور بالإنسحاب للخارج وحينما وجد من يتبعهم قال ومازالت عينيه على ابنته
_استنا أنت بره يا ياسين.
استدار تجاهه وهو يهز رأسه في طاعة
_حاضر يا عمي.
واتبع الجميع للخارج فنهضت مليكة عن مقعدها البعيد عن أباها ثم جلست على مقعد عدي القريب منه فقالت بحماس وفرحة جعلت وجهها يشع بها
_مش مصدقة أن حضرتك جيت هنا النهاردة أنا لسه مكلماك امبارح!
رفع يده ليحتضن وجهها بين يده واليد الأخرى تعدل من حجابها الذي تراجع بفوضوية للخلف وقال بابتسامة ظهرت أسنانه
_قولتلك اني هكون جنبك وهقرص ودن اللي زعلك حتى لو كنت في أخر الدنيا.. اللي يمس بنتي الوحيدة يمسني أنا شخصيا.
وأبعدها عنه وهو يشاكسها بشك
_وبعدين أنا بعيد عنك فين أنا مش