الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية "احفاد الچارحي" الجزء الخامس من الفصل الأول حتي الثالث

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

بكلمك كل يوم! 
هزت رأسها بتأكيد فعاد ليخبرها بمميزات ما يفعل لأجلها 
_حد في اخواتك كلهم بيعرف يتواصل معايا غيرك 
هزت رأسها بالنفي فابتسم وهو يخبرها 
_عشان تعرفي أن مفيش حد في غلاوتك عندي.. ياسين الچارحي معندوش غير بنت واحدة وممكن يهد الدنيا عشان دمعة واحدة من عنيها ولا أيه 
ابعد الدموع بأصبعه عن عينيها فابتسمت بفرحة اتنقلت اليه فقال وهو يشير لها بخبث 
_يلا نهد الدنيا مع بعض! 
فشلت بفهم المغزى من حديثه الغامض فلم تعي بما يقول الا حينما وجدته
يشير لياسين الذي يترقب اشارة منه من خلف الباب الزجاجي التابع للمطعم فما أن وجده يشير له حتى ولج للداخل وأسرع إليه وهو يردد باحترام 
_تحت أمرك يا عمي. 
أشار بعينيه تجاه المقعد الذي يقابل مليكة 
_اقعد. 
انصاع لأمره وجلس على الفور فتعمق تجاهه بنظرة مطولة اتبعها نبرته الخشنة 
_كل أب في الدنيا أناني في حب أولاده وأنا كمان بالرغم من إني بعتبركم كلكم أولادي بس ڠصب عني عندي الأنانية دي.. اكتفيت باللي عملته مع ولاد عمك لكن معاك أنت لأ! 
ازدرد ريقه بتوتر وخاصة حينما استرسل حديثه الغامض الذي يتخلله المرح بالرغم من حدته 
_بنتي لو اشتكتلي منك تاني يا ياسين مش هحارب عدي بس سامعني! 
اتنقلت نظراته لزوجته التي اعتلى وجهها الخۏف بالرغم من أنها من دفعت لكل ذلك فبدأت ملامحها بالارتخاء حينما قال أبيها 
_أنا مش راضي عن تصرفاتك كلها يا ياسين وخصوصا باللي بتعمله أنت وأحمد بالمقر. 
اندهش من معرفته بالأمر ففجأه ياسين مجددا 
_اوعى تكون فاكرني مش عارف باللي بيحصل جوه شركاتي أنا سايبك كل المدة دي عشان تراجع نفسك وتفوق ومن واجبي لما ألقيك اتماديت أفوقك انا. 
وأشار له بحدة وتعصب طال نبرته المنفعلة 
_سبق وجيت على نفسك وبيتك وبنتي وعشان كده نقلت عدي وعمر للمقر وبعد اللي عملته ده لسه مصمم تبذل مجهود يفوق طاقتك وكل ده ليه فهمني! 
واسترسل باستهزاء وعينيه تتابع الفراغ 
_كنت فاكر أن وجود البيه هيفرق بس الظاهر إني كنت غلطان لأنه زاد من أحماله عليك وعلى أحمد! 
أجابهياسين بهدوء 
_صدقني يا عمي عدي بيبذل مجهود كبير عشان يكون أد المنصب ده لو حضرتك شوفت هو بيدرس أيه أو مهتم يوصل لايه هتقدر تفهم إن آآ.. 
استوقفه عن الحديث عن أمره 
_أنا اللي عايزك تفهم إن سعادة بنتي مرتبطة بيك يا ياسين وأنا مش هسمحلك تحرمها من أبسط حقوقها... كلامي انتهى هنا ومش هيتفتح تاني اتمنى تكون استوعبته وفهمته. 
نهض حينما وجده ينهض عن مقعده فلحقت به مليكة وهي تتساءل بلهفة 
_حضرتك هتسافر تاني 
استدار ياسين تجاهها وقد انقشع قناع الصلابة والجمود عن وجهه فمنحها ابتسامة هادئة وهو يخبرها 
_لازم يا حبيبتي.. أنا سبت ماما في اليخت لوحدها بتمنى انها متقلقش من نومتها غير بكره الصبح والا حالة الړعب اللي هتكون فيها مستحيل هسامح نفسي عليها. 
راقبته وهو يغادر والابتسامة مرسومة على وجهها السابح في بحر من الهيام لم تفق منه الا على صوت زوجها المتساءل 
_مش هنمشي ولا هنقضي الليل هنا! 
حاوطها الغيظ ليبدد كل تلك القلوب المنعكسة من عينيها وهي تراقب أبيها يغادر لسيارته الخاصة فصاحت بانفعال ساخر 
_الناس اللي بتفهم بالرومانسية مقضين ليلتهم على يخت في عرض البحر وإنت بتقولي هنقضيه بالمطعم.. جو رايق. 
ابتلعت ريقها الجاف بتوتر جلي اتبع اشارتها الصارمة له 
_متفكرش إن عشان بابا رجع إن ماليش حد.. تليفون صغير وهتلاقي عدي وعمر في انتظارنا بالبيت. 
تعالت ضحكاته الرجولية الساحرة فصمد بعد محاولات مستمية وهو يخبرها 
_ياسين!! 
نداء يستنكر قربه الغريب في مكان كذلك ربما قلة من يتواجد به لغسق الليل الذي استحوذ على مسائه الليلي من جعل المطعم شبه خالي من حولهما ابتعد عن وجهها وهو يتفحص مدخل المطعم الجانبي فجذبها من خلفه وهو يشير لها 
_تعالي. 
حاولت ان توقفه وهي تخبره 
_باب الخروج مش من هنا! 
لم يبطئ من خطواته أو حتى الټفت اليها ليجيبها عما يضمره وجدت مليكة ذاتها أمام استقبال خارجي يؤدي للفندق الاساسي التابع للمطعم فوجدته يحجز غرفة لهما به التقط ياسين مفتاح الغرفة من العاملة ثم صعد بصحبتها للغرفة فما أن ولجوا معا للداخل حتى عاتبته باستنكار 
_أنت ازاي متقوليش على حاجة زي دي هنفضل هنا ازاي ويحيى ابني لوحده! 
تغاضى عن أي شيء ستذكره في تلك اللحظة التي يواجه بها طوفان سيغرقه حتما يصارع لمۏت يجده بقربها نجاة! 
دنا منها ليقتبس من ريحق ما تخفيه خصيصا له وحينما ابتعد همس وهو يلتقط أنفاسه 
_يحيى مبقاش ولد صغير عشان تخافي عليه! 
ثم قال بابتسامة خبيثة وهو يقترب منها 
_مش عايزك تفكري في حد تاني غيري! 
بالخارج.. 
وجده يستند على سيارته بانتظاره فما أن رآه يحيى حتى دنا منه وهو يسأله بضيق متعجب لما يحدث 
_أنا مبقتش فاهم حاجة.. الصبح اتكلمنا وقولتلك عن الصفقين بليل اتفاجئ بيك بتكلمني وبتقولي احضرلك الملفين وأقابلك في نفس المكان اللي فيه الاولاد!... والأهم من ده كله انت جيت هنا ازاي وهترجع لليخت ازاي! 
بسمة ياسين الثابتة جعلته ينزوي غيظا من طباع رفيق دربه التي لن يغيرها الزمان فقال بيأس 
_أنت ناوي على أيه يا ياسين! 
ضيق حاجبيه بسخط وهو يتأقلم مع سؤاله المعتاد فقال بنفاذ صبر 
_يحيى أنت مملتش من سؤالك اللي كل ما تشوف وشي تسأله ده.. أنت ليه شايفني عميل سري!! 
نظرة ساخرة حانت منه قبل أن يلحقه قوله 
_عميل المخابرات وشه مكشوف جنبك يا ياسين يا جارحي! 
ابتسم وكأن جملته نالت استحسانه ثم عاد ليتساءل 
_فين ياسين! 
أشار على السيارة وهو يجيبه 
_نام في الطريق.. الوقت متأخر جدا. 
لم ينتظر لسماع باقي جملته بل اتجه لسيارته ثم صعد للمقاعد الخلفية تاركا الباب من خلفه تبسم وجهه وهو يتأمل حفيده يغفو بهدوء صنعه لنفسه بتلك المساحة الآمنة قرب ياسين يده منه فمررها على رأسه بحنان وحب كم ود بألا يوقظه بتلك اللحظة ولكنه بحاجة للحديث معه قبل أن يغادر بطائرته الخاصة فناداه بصوت منخفض حتى لا يفزع 
_ياسين.. 
مجرد سماعه 
تلاشت السعادة المحفورة على وجهه الشبيه لملامحه بشكل كبير فقال بحزن 
_يعني حضرتك راجع تاني! 
أجابه ومازالت الابتسامة مرسومة على وجهه 
_بالظبط.. وطلبت من إنكل يحيى يجيبك هنا لاني محتاج أعرف منك حاجة مهمة بالفترة الجاية.. ومتحاولش تغلط وحد يحس انك على تواصل معايا. 
تساءل باستغراب 
_حاجة أيه 
علت بسمة المكر على وجهه فضيق عينيه تجاه الصغير ببسمة خبيثة ستمكنه من معرفة ما يخطط عدي فعله طوال الفترة التي سيبعد بها عنه وخاصة من سينوب عن الصفقتين أو بالأحرى سيضع
من بوجهة الأخر! 
بالقصر.. 
اللجوء لياسين الچارحي كان بمثابة الصڤعة التي طالت وجوه الشباب جميعا وترتب على ذلك خوف من القادم لذا بمجرد توقف السيارات بالخارج هرولت الفتيات سريعا لغرفهم خوفا من المواجهة الصاډمة بين الاطراف أما الشباب فجلسوا جميعا بالحديقة وحالة الصمت تعود لتسيطر عليهم من جديد إلى أن كسرها صوت أحمد المتساءل 
_هتعمل أيه يا عدي.. الموضوع مش سهل! 
استرخى بجلسته على الأريكة وهو يقول بغموض تام 
_مفيش حاجة بيختارها ليا الا لما بتكون صعبة ومستحيلة يا أحمد.. ده المتوقع. 
قال رائد بمهنية باحتة 
_هو مش مشروع وهتجتهد فيه عشان تكبره دي صفقة يعني مكسب وخسارة.. أنا بقالي بالمجال ده سبع سنين وعمري ما سمعت أن المناقصة ممكن ترسى على نفس الشركة في عرضين! البديهي العرض التاني بيكون من شركة منافسة. 
اكد معتز على حديثه 
_عشان كده بقولكم الموضوع ده مش سهل. 
ما كان يناقصهم سوى غباء هذا الأحمق الذي قرر الحديث 
_بقولك أيه يا وحش ما تفكك من جو الحړب المندلعة بينك وبين الباشا دي وعيش في أمان الله وكنفه مش لاجل سلامتك ده لاجل انك تربي العيلين أحسن ما يجرالك حاجة وتدوشنا بتربيتهم واحنا اساسا محدش عارف يربي عياله! 
رفع عدي
رأسه عن حافة المقعد ليرمقه بنظرة ڼارية استهدفته فكادت باحراقه اړتعب حازم بجلسته فنهض وهو يطرق بيده على ساق عمر الجالس لجواره 
_طب استأذن انا بقى لحسن يدوب ألحق الشوط الاخير. 
منحه عمر بسمة ساخطة
_أمن بابك وأنت نايم.. محدش ضامن ممكن يجرالك أيه! 
جحظت عينيه پخوف اتبعه في خطاه السريع للداخل ضحك معتز وهو يلحق به قائلا 
_استني يا حسنية خديني معاكي . 
هز رائد رأسه بملل ثم نهض وهو يشير اليهم 
_اشوفكم بكره يا رجالة.
وغادر هو الأخر فلم يتبقى سوى احمد وعدي وعمر مرت عليهم ساعة كاملة ومازال أحمد يطرح اقتراحات مبدائية لحل تلك المعضلة حتى عمر حاول جاهدا بإيجاد أي حل قد يناسب أخيه وحينما فشل أخبره 
_عدي محدش فينا اتولد وهو عنده الخبرة الكافية اللي تخليه يبقى الليدر.. مش عيب انك تطلب مساعدة بابا وتسمع اقتراحاته عشان نكسب الصفقتين دول أنت عارف انه أكتر منك خبرة وأكيد عنده الحل. 
حانت منه نظرة جانبية غاضبة وبحنق شديد قال 
_أنا معنديش غرور الا في أي شيء يخص ياسين الچارحي.
وتطلع للفراغ وهو يردد بامتعاض 
_لو حلول الدنيا كلها خلصت مستحيل هلجئ لحلك ده. 
كبت عمر ضحكاته وتمتم باستهزاء 
_ده لو ضرة هتتحب أكتر من كده.. يا جدع ده أبوك والله أجبلك البطاقة! 
بنظرة صارمة وتعابير جادة 
_اطلع نام يا عمر وسبني في حالي.. أنا راجع مش طايق الهوا اللي قدامي. 
رفع حاجبيه بسخط 
_أنت طول عمرك مش طايق حد.. يا حبيبي انت محتاج علاج نفسي يؤهلك انك تتقبل الهوا والماء ثم البشر اللي حوليك. 
خشى أحمد أن تتصاعد الامور فيما بينهما وياسين ليس لجواره لمعاونته لفض الڼزاع وخاصة هذا العمر الذي اختار وقت غير مناسب بالمرة للمزح القارص لذا قال سريعا 
_عمر اطلع أنت نام عشان ورانا شغل كتير بكرة. 
انصاع إليه وغادر بصمت تام بينما ظل أحمد جواره يحاول التواصل لحل فباغته عدي بسؤال انتابه وهو يتفحص الاوراق بين يده 
_هو مين المنافس العربي اللي ممكن ياخد صفقة من دول يا أحمد 
أجابه على الفور 
_احنا لينا منافسين كتار بره مصر وجواها يا عدي. 
هز رأسه رافضا لما قاله وهو يبدي وجهة نظره الذكية حول نظرته السريعة 
_لا المناقصة دي لو حد هيعرف ياخدها هيكون عربي.. 
ابتسم وهو يفكر بحديثه قليلا ثم شرح له تفاصيلا عن منافسين شركات الچارحي فانتهى عند ذكر اهمهم 
_وأخرهم رجل الأعمال مهاب أبو العزم الراجل ده من عتاولة السوق وبينافس حاليا شركاتنا.. المخيف ان مفيش مناقصة ډخلها الا وكسبها.. سمعت كمان انه مش لوحده ليه أكتر من شريك من جنسيات مختلفة ومبيظهروش.. يعني من الآخر محدش عارف مين اللي بيحركه. 
سأله باهتمام وكأنه يستعد مجد التحقيقات لعمله السابق 
_عايش في مصر 
نفت اجابة أحمد ما قال 
_لا في دبي بينزل مصر كل فين وفين. 
لاحت على وجهه بسمة ماكرة فتابع تأمل الورق بشرود جعله مغيب عن سماع باقي حديث أحمد حتى حينما أخبره بأنه سيصعد لغرفته لتأخر الوقت وبعد رحيله بدقائق أخرج عدي هاتفه ثم اختار احد الارقام ومرر زر الاتصال وهو ينتظر سماع

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات