الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية "احفاد الچارحي" الجزء الخامس من الفصل الأول حتي الثالث

انت في الصفحة 8 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

صوت رفيقه وبعد دقيقتين اتاه صوته التاعس يردد 
_خير.. في حد يطلب حد بالوقت ده! 
صوته الحازم اتى عبر الهاتف ليعبر آلاف الاميال 
_مازن.. فوق واسمعني. 
تثأب بنوم 
_فوق واسمعني دي بطلنها من ساعة ما سبنا المهنة رجعتلها تاني يا وحش ولا أيه! 
بعصبية قال 
_قوم حالا أغسل وشك وفوق بدل ما اتصل بمروج واخليها هي اللي تفوقك. 
صوته الخائڤ أخبره 
_بلاش بنت عمك الله يكرمك العيال مطلعين عنيها ومصدقت تنام جنبهم هتيجي تفتحلي مرشح ومحاضرة وقتية عن جحود قلبي اللي سابها تعاني معاهم ليل نهار.. العملية مش ناقصة. 
وهرع لحمام غرفته ثم غسل وجهه عدة مرات وهو يخبره 
_اهو فوقت... وكلتا أذني صاغية. 
قال بجدية تامة 
_عايزك تعرفلي معلومات عن رجل أعمال مقيم عندك في دبي اسمه مهاب أبو العزم. 
رد عليه بشك 
_ليه عملك أيه البائس اللي ربنا وقعه في طريقك ده! 
بفتور صړخ به 
_شايفني سڤاح! الموضوع مرتبط بالشغل مش أكتر. 
طرق بيده على الكوماد وهو يردد بتذمر 
_أنا سبت الداخلية وسبتلك مصر كلها وبرضه مشغلني عندك.. طب أروح فين تاني يا جدع المالديف!! 
ناداه بټهديد مبطن 
_مازن اتعدل احسنلك. 
اجابه بنفور 
_اتعدلت..حاضر اديني يومين تلاتة وأنا هحاول اجبلك المطلوب. 
_لا.. هما 24ساعة بس ويكون عندي كل التفاصيل اللي تخصه. 
_ليه يا عم.. حد قالك اني بنجم!! 
_لا اللي قالي قالي انك كنت ظابط شرطة وتقدر تعمل أكتر من كدا. 
وبدون أي مبررات أغلق الهاتف بوجهه ليردد الأخير پغضب 
_بيتصل وبيقفل بمزاجه من يوم يومك وإنت مفتري! 
بغرفة أحمد
السكون يخيم على أجوائها الغير مستقرة بذاك الوقت فبدا إليه الأمر غريبا بعض الشيء وخاصة حينما لم يجدها بالفراش فاختار أن يناديها عله يتأكد من إنها بالغرفة 
_أسيل! 
_وحشتني. 
رفع يديه يحتضن يدها التي تتشبث به والابتسامة الهادئة تزين شفتيه التي نطقت لتريح ما يزعج الأخيرة 
_متقلقيش أنا مش هعاتبك في اللي عملتيه لاني فعلا غلطت في حقك.
وجذبها أحمد لتقف مقابله ففركت أصابعها بارتباك من مساندتها للفتيات بتلك الحړب في حين بأنه لم يقدم لها سوءا من قبل فبالرغم من انشغاله الا حينما كانت تحتاج لوجوده كان يترك كل شيء ويأتيها متلهفا حتى حينما تتصل به هاتفيا لتثرثر بحديثها الذي لا نهاية له كان يسمعها بصدر رحب مثلما اعتاد ولم يطلب منها مرة بأن تغلق المكالمة لانه بالعمل خلع أحمد جاكيته ثم حرر الجرفات بضيق من تحملها طوال اليوم وجلس على المقعد يحرر حذائه وهو يسألها باهتمام 
_احكيلي بقا يومك كان عامل ازاي 
جلست مقابله بحماس وهي تقص له عما فعلته طوال اليوم وبالأخص الجزء المتعلق باتفاقية الفتيات وتحريض نور لهم قهقه أحمد عاليا وهو يسمع لحديثها ثم قال
باستمتاع 
_ملقتوش غير ياسين الچارحي مفيش أحلى من كده حلول! 
اتبعته أسيل وهو يتجه لخزانته الخاصة ففتح ازرر قميصه وهو يستعد لارتداء منامتة من القطن وهو يتابع حديثها بتركيز فصاحت بحدة 
_بتضحك ما احنا مخلناش حاجة غير وعملناها هنعمل أيه تاني! 
انتهى من تبديل ملابسه ثم خرج ليقف قبالتها وهو يرفع يده باستسلام 
_حبيبتي انتي تعملي اللي تحبيه.. المهم انك حررتي الطاقة السلبية اللي جواكي ولا لا 
ابتسمت بسعادة وهو تخبره براحة كبيرة
_لا أنا انبسطت جدا جدا. 
حك رأسها بأصابعه وكأنه يداعب طفلا صغيرا 
_وهو ده المهم. 
اتجهت من خلفه للفراش كالصغير الذي يتتبع خطى أبيه فجذب احمد الغطاء حتى تمددت لجواره ثم فرده عليهما وهو يستمع لباقي حديثه الحماسي 
_بس يا سيدي الدنيا هادية وعدم وجود ماما وطنط آية وطنط يارا مخلينا ناخد حرية في اتخاذ القرارات لو موجودين كانوا هيهدوا الدنيا وكعادتهم هيصبرونا على الابتلاء اللي احنا فيه لكن طنط ملك وطنط دينا عسلات سيبنا براحتنا. 
اخفى وجه الصديق المرحب بسماع أقرب صديقاته للنهاية ثم أستحوذ على جانب الزوج المحب لمعشوقته فدنا بوجهه منها وهو يتساءل بعتاب 
_ بقى أنا ابتلاء! بالذمة ده كلام 
جحظت عينيها پصدمة لما خاڼها لسانها على قوله فقالت بضحكة ظنتها ستنهي الأمر 
_أنت احسن ابتلاء.. ثم إن ربنا سبحانه وتعالى مش بيبتلي العبد الا لما يكون بيحبه فأكيد بيحبني عشان يبتليني بيك ولا أيه! 
تجعد جبينه من فرط دهشة وجهه فأشار لها بسخرية 
_بلاش تحللي الأمثال تاني يا أسيل.
باقتناع قالت 
_أنا بقول كده برضه. 
هز رأسه بابتسامة ساحرة وقال بخبث تشكل بنبرته الجادة 
_انتي كنتي بتقوليلي حاجة مهمة أول ما دخلت وأنا مخلتكيش تكملي كلامك.
رمشت بعينيها الساحرة كمحاولة للتذكر
_أمته ده! 
رفع الغطاء فوق رؤؤسهما ثم جذبها اليه وهو يهمس لها بخبث 
_هفكرك. 
الظلام يملئ الغرفة الا من طاقة نور صغيرة تأتي من المصباح الصغير الموضوع جوار الفراش انتظام أنفاسها جعله يتيقن بغفلتها الغير مصطنعة فأبدل عمر ملابسه ثم تمدد لجوارها على الفراش وهو يراقبها بابتسامة هادئة وسرعان ما غفى سريعا ولم يطول بنومته فبدأ بفتح عينيه على صوتها المتقطع فوجد العرق يغمر وجهها بغزارة حركاتها المنفعلة جعلته يخمن ما تراه بنومها وخاصة حينما همست بخفوت 
_حلا... لأ. 
لا يريد أن تعود لذلك المطاف الشاق الذي بذل كل ما بوسعه ليجعلها تنسى ما خاضته بتلك الفترة لذا حركها برفق وهو يناديها 
_نور.. افتحي عيونك ده مجرد حلم. 
لم تنصاع ليده لذا لم يكن هناك سبيلا أخر سوى جذبها عن الوسادة إليه ففتحت عينيها الباكية وهي تمتم پألم مزق نياط قلبه 
_حلا.. بنتي! 
احتضن وجنتها بين أصابعه وهو يجبرها على التطلع له وسماع ما سيقول 
_اهدي.. حلا كويسة وفي أوضتها. 
اغرقت عينيها بالدموع وصوتها الباكي يخبره 
_
_لحد أمته هتفضلي كده يا نور... الزعل وحش على اللي في بطنك. 
رفعت عينيها إليه وكأنها تشكو له مرارة ما تواجهه كل ليلة شعر بأنها تود الحديث معه ولكنها تخشى أن ېعنفها مثلما تفعل كل مرة فمنحها نظرة حنونة واحتواء جعلها ټنفجر بالبكاء وهي تردد 
_أنا السبب في مۏتها.. أنا السبب يا عمر! 
ضمھا إليه ومازالت تضم الصغيرة فعاد نفس جملته التي يخبرها بها كلما تصمم على قولها هذا ولكن تلك المرة قالها بهدوء 
_ قضاء الله نافذ يا نور.. ربنا اختارها واختارلها الطريقة اللي ماټت بيها.. عشان خاطري بلاش تلومي نفسك على حاجة انتي مالكيش ذنب فيها. 
رفعت وجهها تجاهه وبانفعال تفاجئ به عمر قالت 
_أنت السبب.. أنت اللي صممت تسمي بنتي حلا... كأنك مصمم تفكرني باللي عملته. 
جحظت عينيه في صدمة ألجمته عن الحديث فتثاقلت كلماته وهي تحاول الخروج عن منطقها 
_معقول يا نور شايفاني كده!! انتي معترضتيش على الاسم لما ولدتي جاية دلوقتي وتتهميني الاتهام ده! 
صړخت به مجددا وكأنها تحاول التنفيس عما يجوب بداخلها 
_كنت مجبورة اسكت لاني كنت حاسة انك حابب تعاقبني.. سكوتك نفسه عن اللي حصل كان عشان كده. 
صړاخها أفزع الصغيرة التي بكت بين يدها حملها عنها عمر ثم نهض وهو يربت على ظهرها بحنان حتى غفت على كتفيه مجددا ومازالت نظراته الصامتة تحيط بها فقال وهو يتجه لغرفة ابنته 
_سكوتي كان رضا بقضاء ربنا وابتلائه..أنا مقدر الحالة اللي أنتي فيها عشان كده مش هحاسبك على اللي قولتيه ده وأنتي أكتر واحدة عارفة حسابي عامل ازاي.. 
وتركها وغادر في صمت فأغلق باب غرفة ابنته من خلفه ثم تمدد جوار الصغيرة پألم استهدفته كلماتها في مقټل فلم يعاتبها يوما على ما فعلته لانه لا يرى بأنها مخطئة أبدا عكس ما ترى هي ذاتها به.. 
استندت نور برأسها ع
فما مر على معرفتها لحملها سوى أسبوعا واحدا حتى بدأت أعراض الحمل تسيطر عليها بشراسة فمنذ الصباح ويهاجمها دوار وصداع استهدف رأسها فظلت طريحة الفراش منذ الصباح استمعت لطرقات باب الغرفة فخرج صوتها شاحب كحال وجهها الأصفر 
_ادخل.. 
ولجت آية للداخل بابتسام
جذبت آية كوب العصير عن الطاولة التي تضم طعام الافطار كاملا 
_عشان مبتكليش كويس.. اشربي العصير ده وأنا كلمت عمر عشان نروح للدكتور ونطمن وزمانه على وصول . 
منحتها ابتسامة صغيرة ثم جذبت منها الكوب وهي تخبرها 
_حاضر هشربه.
خرجت احدى الخادمات من حمام الغرفة ثم اقتربت لتخبر نور 
_الحمام جاهز يا هانم. 
أومأت برأسها فغادرت الاخيرة بينما تساءلت آية وهي تبحث عن الصغيرة بدهشة 
_أمال فين حلا 
أجابتها نور وهي تفرك رأسها بۏجع 
_لسه نايمة. 
هزت رأسها وهي تشير لها  ان انتهت من حمامها البطيء حتى اتجهت للخزانة في محاولة للاستعداد شعرت نور باختلالها وعدم قدرتها على الوقوف لذا تركت الفستان الذي بيدها واتجهت للفراش وما أن تمددت على الوسادة حتى غفاها النوم بعد ليلة قاسېة مرت نصف ساعة ومازالت تغفو بعمق إلى أن شعرت بابنتها تحرك يدها وهي تمتم بكلمات غير واضحة سحبت نور يدها وهي تردد بإنزعاج 
_سبيني يا حلا أنا تعبانه ومش قادرة أقوم.. روحي العبي بألعابك.
انكمشت تعابير الصغيرة بحزن واخذت تعبث بما تتلاقفه يدها وسرعان ما تحول حزنها الطفولي لفرح وهي تلعب بأغراض نور مرت الدقائق ومازالت الصغيرة تستكشف كل إنشن بالغرفة حتى تسللت لحمام الغرفة استندت على الحائط
وهي تخطو خطوات غير منتظمة حتى وصلت للبانيو الذي يملأه المياه راقبت الطريق من خلفها لعلمها بأن والدتها لن تسمح لها بالتواجد بذلك المكان وحينما لم تجدها خلفها مثلما كانت تفعل جذبت الورود التي تملأ المزهرية الموضوعة جانبا ثم وضعتها بالمياه وهي تلهو بمرح ومن ثم وضعت ألعابها لعبة تلو الأخرى وكلما طفت على سطح المياه كانت تضحك بطفولية احتلها انزعاج غفير لحظة غوص احدى ألعابها فحاولت جاهدة الحصول عليها وحينما فشلت بالامساك بها لعمق البانيو جذبت أحد اليحدث من حولها فايقظها صوت هاتفها بعد ساعة كاملة من النوم تحسست نور الوسادة والكومود باحثا عن الهاتف وفتحت عينيها بارهاق وهي تتفحص المتصل رفعت الهاتف على أذنيها وهي تجيب بنوم
_أيوه يا عمر.. 
اتاها صوته المتلهف 
_طمنيني عليكي لسه تعبانه 
قالت بنعاس يغلبها 
_أيوه بس مش هروح غير بليل مصدقت أعرف أنام.
اجابها بحب 
_خلاص يا حبيبتي لما تفوقي ابقى رنيلي. 
وقبل أن تغلق الهاتف تساءل سريعا 
_حلا صحيت من النوم 
صحيت من شوية. 
_خليني أكلمها كانت نايمة الصبح وانا نازل.. 
نادتها ومازالت عينيها مغلقة 
_حلا.. حبيبتي تعالي كلمي بابي.
وحينما لم تجبيها رفعت صوتها مجددا تناديها 
_يا حلا.. 
قال عمر بدهشة 
_يمكن نزلت تحت.. 
نهضت نور عن الفراش وهي تجيبه 
_لا الباب مقفول. 
واسرعت لغرفة ابنتها وهي تناديها 
_يا حلا انتي فين 
أي ردا سيأتيها وقد فارقت ابنتها الحياة تاركت من خلفها ألعابها التي تطفو لجوار جثمانها فوق سطح المياه! 
تعلقت عين نور بباب الحمام لثوان وهي تحاول الا تستوعب ما يمليه عليها قلبها وعقلها وما قيد حركتها نسيانها أن تسرب المياه بعد حمامها اتجهت بخطوات ثقيلة للمرحاض والهاتف مازال معلق على أذنيها حتى باتت تقف بالقرب من ابنتها رمشت بعينيها عدة مرات وهي تحاول استيعاب ما تراه وفجأة انطلق صوتها پصرخة هزت

انت في الصفحة 8 من 9 صفحات