رواية جنة الظالم بقلم سوما العربي
بعونك يابنتى سبحان الله برميل سماجه ما الحاجات دي الفلوس ماتشفعش فيها بردو
كل هذا وهو يجلس كأنه ببيت والده يعبث فى هاتفه وبانتظار الغداء أيضا
تحدثت جنه لوالدتها هامسهماما عايزاكى فى موضوع مهم
فهمت داليا على الفور وقالت تعالى معايا يا حبيبتي ساعدينى فى المطبخ
رفع عينه بعدم رضا عن هاتفه ينظر لها ولكن لم تبالى بنظراته وذهبت مع امها تاركين زوج من الثيران كل منهم يحجم حاله عن الاخر بصعوبه يتبادلون النظرات فيما بينهم محمود باشمئزاز ونفور وسليمان ينظر له نظرات انتصار
شهقت داليا ټضرب على صدرها قائله بتقولى ايه!
جنه عايزه مانع حمل
توترت داليا لا تعلم ماهو الصواب تقول بتذبذبايوه انتى لسه صغيره وعندك
امتحانات ودراسه قاطعتها جنه بحسم لا مش بس عشان كده بس انا مش عايزه حاجه تربطنى بيه انا مش ناويه اكمل معاه
وقفت داليا تكشف عن الوعاء على الموقد تقلبه وهى تقول بهدوء اااااه طيب احب اقولك مش هتعرفى الجدع ابو ډم بايعه الى برا ده شكله متنيل على عين اهله وبيحبك بجد فلو دى حجتك انسى مش هيطلق يا عين امك
وضعت داليا المعلقه الكبيره من يدها تقول لها پغضبازاى يابنت بطنى
جنه مش عارفة لسه
رفعت داليا حاجبها تقول مش عارفه لسه طب ماشى عايزاه يطلقك ليه عشان كبير انتى خلاص اتجوزتيه وبقى جوزك بعد الجواز الكبير بيبقى زى الصغير كلها محصله بعدها قوليلى بخيل عليكى
داليا بيمد ايده
جنهلأ بس بيتحكم فيا فى النفس الى بتنفسه عايزنى ليل نهار فضياله هو وبس
داليا اتوكسى حد لاقى
جنهياماما انا قاطعتها تقول بتنهيده تعب انا عارفه الى عايزه تقوليه بس مش عارفه لكن الراجل ده خلاص اتجوزتيه والى كان كان انا سبحانك يارب مش بطيقه بس هو ليه ملك يتكلم عنه الراجل هيتجنن بيكى كفايه الى عمله عشان يتجوزك
الناس ازاى انا شوفته قطع عيش واحد اد ابوه بكلمه وهنروح بعيد ليه ماهو سبق وقطع عيش بابا
داليا مالكيش دعوه با ابوكى دلوقتي اتكلمى عن نفسك
جنهازاى مش ابويا الراجل ده مفترى
وضعت داليا ما تحمله تمسح يدها بقماشه قطنيه ثم قالت خلاص يا حبيبتي اطلقى منه ونجوزك عثمان بن عفان
داليا لا بقولك الى فيها يا عين ماما السوق كله كده يا حبيبتي ده حتى ابوكى نفسه شوفى بقا هو اد ايه طيب وحنين بس فيه خصال يا ستااااااار ماتطقوهاش بس انتو مش بتشوفوا ده انتى يوم ما تطلقى منه هتتجوزى مين يعنى ماهو راجل زى اى راجل على الاقل ظلمه مش واقع عليكى انتى مش احسن من عمك عبد السلام جارنا اديكى بتشوفيه سايح ونايح مع كل خلق الله ويوماتى يرقع مراته الغلبانه العلقھ المتينه لما يحبة عينى الأمراض ركبت جسمها احمدى ربنا وبلاش بطر انا عارفه انه كبير اوى عليكى ومش راضيه عن الجوازه دى لحد دلوقتي ولا قبلاله زافره بس هنقول ايه ربك رايد وليه فى كده حكمه ظلمه بقا انتى وشطارتك عرفتى تغيريه كان بها ماعرفتيش هاه هنقول ايه ربك يهدى العاصى يالا يالا معايا نخلص الاكل ونطلع بدل ما ابوكى خلاص شويه وهيبلعه ولو على تأجيل الحمل كلميه ولو انى عارفه انه مش هيوافق ده راجل كبير فى السن ومش هيرضا يأجل خلفه اكتر من كده بس كلميه كده بالهدواه يممكن يوافق عشانك وانا زى ما شوفت كده هيتجنن عليكى يبقى مش هيفرفضلك طلب يعنى زى ما قولتلك انتى وشطارتك فهمانى يا جنه
طوال طريق العودة للبيت وهى صامته تقريبا لا تتحدث عقلها كأنه فى حلبة مصارعه لا تعلم على اى فكره تستقر وتهتدى
وقفت تهانى فى شرفة غرفتها الجديدة تنتظره وقد طال انتظارها حتى آلمتها قدمها لكنها مازالت تنتظر بشوق لا ينضب
حتى تهلل وجهها وهى تستمع لبوق سياره فتأكدت انه هو ققد عاد الكل من الخارج الا هو
انمحت
هل بات يأخذها معه أينما ذهب أصبحت لا تفارقه مطلقا
صكت على أسنانها بغيظ شديد لا تعلم ماذا تفعل
دقات زياد المتتاليه على الباب اخرجتها من تفكيرها اللعېن وهو يرددحبيبتي انتى صاحيه عايز اتطمن عليكى
صړخت تخرج به كل غيرتها مش عايزه اتكلم مع حد امشششى
تحدث بأسف لا تستحقهانا عارف انك لسه مچروحه منى وچرحك كبير بس حقك عليا انا قاطعه صوت جاء من خلفه ووصل لاذنها جيدا يقول بسخريه وتهكممين دى الى جرحها كبير يا حبيبي انت بتكلم مين اصلا فى الاوضه الفاضيه دى
استدار زياد يحدث سليمان الواقف امامه يضم جنه وقال لأ مااا احمم تهاني نقلت هنا النهاردة
سليمان بتقززنعم جنبنا ليه يعنى خلاص ضاقت بيها الدنيا مابقاش إلا جنب اوضتى انا ومراتى وتقعد
على الفور وبسرعة البرق فتحت الباب بلهفه كى تملى عينها منه تنظر له فقط بانبهار
ليكمل زياد هى بس عشان زعلانه منى انا بصراحة شكيت فيها وفى الحمل بس الدكتوره أكدت انه موجود وفى الشهر التالت
سليمان نعم
نظر لها بغيظ ثم سار تجاه غرفته يسحب جنه معه قائلا دون النظر لهماعرفها انى مش عايز ازعاج لا ليا ولا جنتى وياريت مالمحهاش قدامى خالص
دلف لغرفته يغلق الباب وهى اخذت ټضرب الأرض بغيظ لا يراها او يبالى لها بل انه حتى يطلب الا تريه وجهها متمسكا بتلك الغليظه معه
لتدخل هى الأخرى غرفتها تغلق الباب بوجه زياد غيظا وغلا وهو يردد فى
الخارج بأسف وتعاطفماتزعليش نفسك يا حبيبتي حقك عليا هسيبك دلوقتي واجيلك وقت تانى تكونى هديتى
كانت تستمع له وهى تدور حول نفسها بالغرفه لا تعلم ماذا تفعل
اما بالغرفه المجاوره
فقد انتهت جنه من حمام هادئ ثم وقفت امام سليمان يشمط لها شعراتها الرطبه وهو ينظر لوجهها عبر المرأه ثم سأل مالك يا حبيبتي
جنه ما مامفيش
استمر فى تمشيط شعرها يقول بثقهمتأكده
جنه من ايه!
سليمان انك مش عايزه تقولى حاجة مهمه
استدارت له بتردد تقول وهو تقضم اصبعهابصراحة عايزه اقول
قررت اخذ الطريق المشروع مره معه متبعه نصيحة والدتها فقالت وهى تعبث بازارا منامتهانا عايزه اطلب منك طلب
رفع حاجب واحد بات يعلمها عن ظهر قلب يتوقع طلب غير مرضى منها فقال بشكاكيد طبعا
ليكمل بكياسهلو هينفع
ابتلعت لعابها تقول بتلعثم انا انا عايزه نأجل نأجل ال ال
نظر لها بثقه وخبره يقول ال إيه يا حبيبتي
جاوبت جنه دفعه واحده الخلفه انا لسه صغيره وعندى امتحانات والمستقبل قدامى وعايزه اعيش سنى زى باقى البنات
تركها تتحدث
وهو فقط ينظر لها بصمت غامض لا يفسر
انتهت من حديثها تنظر لصمته بتوجس ثم سألت ماقولتش ردك إيه انا حاجه زى دى قولت قولت لازم يعنى اخد رأيك لأنها تخصك بردو زى ما ماما قالت
ظل على صمته ينظر لها
دقيقه كامله حتى قال عايزه ردى
اما بغرفة نهله فقد جلست تاكل طبق فاكهه كبير تفرغ بالخوخ كل ڠضبها من ذلك المختل المتعجرف
كيف جرؤ على ذلك كيف يحدثها هكذا من الأساس
كلما تذكرت هيئته وهز يقول لها احمريكا يزداد چنونها تقضم الخوخ بغل كبير
لتنتبه على صوت هاتفها برقم غريب فتحت الهاتف تقول الو
جائها الرد من صوت رزين يقول الو
نهله مين
حمحم محدثها يقول بحرجانا فؤاد
اشتعلت عينها بغيظ وغل تقول وهى تنوى افراغ شحنة ڠضبها وغيظها عليه الآن ايوه نعم خير
تحدث بهدوء يقول احممم انا انا متصل عشان اقولك احممم انا اسف
اتسعت عينها بزهول ما هذا الذى تسمعه وهل فؤاد العصبى المتعجرف يعتذر ولها
لتقول تلك التى كانت تتعهد بأن تفرغ به شحنة ڠضبها وغيظها احممم طيب خلاص حصل خير
الفصل السادس عشر
صباح يوم جديد
استيقظت فيه جنه مبكرا تنظر له وهو يغفو لجوارها وكما هو يتمسك بذراعيها يقربها له حتى وهو نائم
تسللت من بين يديه شيئا فشيئا ليس حرصا منها على ازعاجه ابدا لا سمح الله
ولكنها لا تريده ان يستيقظ لها من الآن وقد تعمدت الاستيقاظ مبكرا كى تراجع تلك الماده الأولى التى لديها بعد أيام
فموسم الثانوية العامة لم يتبقى عليه سوى كام يوم فقط يجب ان تستغل كل دقيقه
ما يريحها قليلا هو معرفتها من بعض زميلاتها ان الكثيرات منهن توقفن عن الذهاب للدروس الخصوصية يركزن فقط على لم المنهج خلال الثلاثة ايام التى تسبق الامتحان
لذا قررت انها لن تدع اى عقبه تقف فى طريقها ربما ثلاثه ايام جيده او اقل من جيده لجمع المنهج ولكنها فى تحدى مع نفسها والأكثر انها فى تحدى مع هذا الظالم
لن تتحول الى فتاه فاشله فى كل شئ ابدا هى تستطيع
غسلت وجهها سريعا وبدون أي نوع من انواع الكافيين او المنبهات بدأت فى المذاكره
ربما الدافع الاقوى وسر كل هذا الحماس هو روح التحدى
ربما لو كانت ماتزال فى بيت والدها لما أصبحت بكل هذا الحماس الآن
الآن فقط ادركت تلك الحكمه التى تقول رب ضارة نافعةو انه بعض النكبات حياه
تجلس امام الفراش لا ترى اى شى سوى كتبها ومراجعها وفقط
اما على الجهه الأخرى
فقد استيقظت نهله على صوت هاتفها لتجد انها غفت وهو بيدها تتذكر وهى متسعة العين تردد يانهار ابيض انا راحت عليا نومه وانا بكلمه وفضلنا نتكلم كل ده معقول
نظرت للهاتف الذى يدق بيدها مره اخرى وابتلعت رمقها بتوتر ترى انه المتصل
ظلت تنظر فى الارجاء حولها بحرج منه وتوتر ثم فتحت الخط فلم تجد بد من ذلك لتسمع صوته الرزين يقول صباح الخير
رزانة صوته تركبها من الأساس فقد حمحمت قائله وهى تشد ملابسها عليها وكأنه أمامها تقول صباح النور
مازحها قائلا ينفع ابقى بكلمك وتروحى فى النوم كده حركات العيال الصغيرة دى
اتسعت عينها تنتطق بغل وهجوم ايه عيال صغيره دى انا مش صغيره
قهقه عليها يقول بهدوء وصوت جذاب مش تقولى ان الكلمه دى بتعصبك بحب انا اوى امسك ذله على الى قدامى
زمت شفتيها بغيظ تقولمش ذله ولا بتعصبنى واقولك على حاجه اقفل اقفل
ضحك مجددا
مما زاد من غيظها وهو يقول طب خلاص خلاص هقفل بس ياريت يعنى تقومى تلبسى وتيجى شغلك
صمت لثواني ثم قال وهو يحاول كبت ضحكاته لكنها خرجت رغما عنه ووصلت لمسامعها وهو يقول ماهو مش بتأخير على شغله غير العيال الصغيرة
لتصرخ فى وجهه وهو يقهقهاقففففففللل
غرق فى النوبه من الضحك زادت من غيظها مما جعلها تغلق الهاتف بوجهه من شدة الغيظ
ووقفت عن فراشها سريعا تنتقى ملابسها وتذهب لأخذ حمام دافى لم يتعدى دقائق
وبعد اقل من نصف ساعه وقد أتمت اناقتها التى لا تستغنى عنها ابدا استقلت سيارتها وذهبت