رواية عيناي لا تري الضوء بقلم هدير محمد
منه أبدا... مش هقولك إني معتمد على شركة بابا... فيه حاجة بحضرها هنا في مصر... شغال عليها حاليا... لو نجحت... مستقبلي من هنا لغاية ما مۏت هيبقا مضمون...
ايه هي
والله يا عمو... مقدرش اقولك دلوقتي لأن محدش يعرفها غيري... ومش حابب حد يعرف دلوقتي... هخليك تعرف لما تنجح...
طب لو فشلت
احتمال نجاحها 95 بالظبط... معقتدش انها هتفشل في مقابل التعب اللي بتعبه فيها... متقلقش يا عمو... اسبوعين بالظبط وهقولك كل حاجة بالتفصيل...
لا أبدا... عندنا في كندا طالما الواحد تم سن ال 20 يبقا
مسؤول عن نفسه... وانا من أول ما عديت سن ال 20 بتنقل من بلد ل بلد... يعني بحب السفر وبحب اعرف ثقافات جديدة...
لو اتجوزت بنتي هتقعد في مصر... انا مبحبش أولادي يبعدوا عني... ف سفرك الكتير ده مش هيمشي مع بنتي...
اجازات بس ماشي مفيش مشكلة...
الجوازة دي مينفعش تتم...
ليه بقا يا حبيب ابوك
عش... عشان هو من كندا ف اكيد هو مسيحي... مينفعش مسيحي بيتجوز مسلمة...
انت مسيحي فعلا يا ابني
مين قال كده... أنا مسلم...
بصوم رمضان وبصلي...
بس رمضان عدى...
خلاص لما يجي رمضان الجاي ابقا اصورلك نفسي وانا بحضر السحور وبعلق الزينة...
لا يا بابا ده مسيحي... ده حتى لابس كم كامل مع ان الجو حر النهاردة عشان يداري الصليب...
هو خطيئة ألبس كم كامل طب بالعقل كده هسيب بنات كندا اللي كلهم مسيحيين اصلا... واجي اخطب وحدة مسلمة ! بعدين أنا لابس كم عشان متعود ان الجو في كندا برد أوي وجسمي اتعود على كده وشايف ان النهاردة هوا مش حر...
ماشي معنديش مشكلة... رفع أكمامه الاتنين اتأكدت كده
طب بنصلي كام فرض في اليوم
five... خمسة يعني
صلاة التهجد امتى
في العشرة الأواخر... بنصليها قبل الفجر أو بعد التراويح بكام ساعة...
القرآن فيه كام سورة
114 سورة...
60 حزب...
كام سورة مكية في القرآن
85 سورة...
كام سجدة في القرآن
13 سجدة...
خلصت يا سليم الإمتحان اللي عملتهوله
اتكسف سليم وقال
كنت بتأكد اذا كان مسلم بجد ولا لا...
واهو اتأكدت... اسكت بقا... قولي يا بني... يعني ماشاء الله عندك معلومات حلوة... انت اتولدت مسلم ولا لا
اسلمت ازاي
زي ما قولتك يا عمو لما بقيت بسافر كتير واعرف ثقافات دول تانية... ف عرفت دين الاسلام... بحثت عنه وعرفت حاجات كتير... في شيخ عرفته في تركيا... يعني بقا صديقي ومقرب مني واسلمت على ايده من 9 سنين...
حلو ربنا يحفظك... طب عيلتك اعترضت او اضايقوا
لا... الشاب طالما تم ال 20... يبقا مسؤول عن نفسه وقراراته تخرج من نفسه دون تدخل حد... ف مفيش حد في عيلتي اعترضوا... وقولتهم هتجوز وحدة من نفس ديني وهم قالوا ماشي براحتك... بس كده... والله أنا عيلتي لطيفة جدا واتمنى يأسلموا بس كل واحد مسؤول عن نفسه ومقدرش اجبرهم على كده لانهم مأجبرونيش ارجع عن أي قرار اخدته...
ربنا يهدينا جميعا
...
يارب... ويارب يهدي الخازوق اللي معترض على الجوازة دي...
سليم بصله پغضب مكتوم... إلهان ضحك وكمل كلامه مع والد رهف
عندك كام سنة يا إلهان
في شهر 9 الجاي هتم 29 سنة...
رهف بنتي عندها 22 سنة... مش شايف الفرق كبير ما بينكم
أنا شايفه عادي... لو حضرتك شايفه كبير خلاص اروح ازور تاريخ ميلادي واصغر نفسي شوية... وبالمرة ارجع لايام ثانوي عشان احسن درجة الفيزياء اللي اخدت كذا شتيمة بسببها...
ضحكوا كلهم في صوت واحد
دمك خفيف والله... طب نقوم نسيبكم شوية تتكلموا مع بعض وتقرروا...
خرجوا كلهم ما عدا سليم...
منور يا نسيبي...
بنورك يا غالي...
جه محمد وسحب سليم بالعافية وخرجوا...
اخوكي ده ماشاء الله عليه... دماغه ناشفة...
عادي... هو بيغير عليا ف بيتصرف كده... لكن هو طيب أوي...
آه طيب أوي... ايه اخبارك في الجامعة
الحمد لله...
اجتهدي واطلعي من اوائل القسم وليكي عندي مفاجأة كبيرة...
اللي هي ايه
دي مفاجأة... خليها لوقتها...
أنا عندي سؤال بس... أنت بتقول إنك سافرت كذا دولة... ده معناه انك شوفت بنات كتير اشكال وألوان... اشمعنا جاي تخطب من مصر
ودي حاجة غريبة
اه طبعا... احنا المصريين بنطفش بره اساسا... ف كونك واحد اصلك امريكي وناوي تستقر هنا... دي الغرابة في حد ذاتها...
ضحك إلهان وقال
أنا عندي اجابة مقنعة أوي ل سؤالك ده... بس هأجلها... خليها لوقتها... لما تكوني في المكان المناسب ابقا اقولك...
لما اكون فين يعني
في بيتي...
رهف اتكسفت ووشها احمر وبصت للأرض بكسوف... إلهان ضحك على شكلها... هو بيتعمد يكسفها عشان بيحب شوفها وهي مكسوفة وشبه القطط... فضلوا ساكتين شوية
احم... حابب اشكرك على العصير... طعمه حلو أوي
مش أنا عملاه... ده الشغالة...
بس انتي اللي قدمتيه... عشان كده بقا حلو
على فكرة... أنا معلوماتي تحت الصفر في الطبخ... أخري اسخن الأكل بس...
مفيش مشكلة... ابقا اعلمك أنا... معاكي الشيف إلهان...
بطل تطبيل لنفسك...
أنا مش فاهم المعنى... بصي عمتا كلميني عادي من غير مصطلاحتكم المصرية دي... لاني بقع في دوامة لما احاول اتعمق في كلامكم...
قصدي يعني بطل تعظم في نفسك...
هو أنا قولت حاجة غلط ما ده حقيقي... تعرفي أنا مليش اخوات بنات ولا ولاد وكنت بساعد ماما في التنضيف والمطبخ... وكنت دايما ملزم بغسيل المواعين... ده مش تعظيم في نفسي... أنا بفهمك إن معنديش أي مشكلة إني اساعدك في شغل البيت...
احلف !
آه والله...
يلهوي على الراحة... كنت خاېفة اتجوز واحد ېقتلني لما يعرف إني مش بعرف افلفل الرز...
متقلقيش... انا رعرف افلفله...
ضحكت رهف وإلهان متابع ضحكتها وسرحان فيها...
تعالى نتكلم بجد شوية...
اتكلمي...
يعني لو اتجوزنا... مش شايف إن ممكن تحصل مشاكل بسبب فرق الثقافات ما بينا تمام أنت اتعرفت على ثقافات كتيرة... بس برضو ثقافتك الأصلية هتفضل متأثر بيها في شوية حاجات... صح
صح...
بالتالي ده هيؤدي ل مشاكل...
لا...
ازاي
فكك من ثقافات العالم كله... مش أنا انسان ربنا منحني عقل افكر بيه
صح...
يبقا هقدر اميز اللي ينفع وعكسه... مثلا مثلا... مينفعش تحطي صورك على مواقع التواصل الاجتماعي... مع إن ده عادي جدا في ثقافتي الأصلية... بس أنا شايفه مش عادي وغلط كمان... اللي هو مينفعش نمشي وراء الثقافة في كل حاجة... الثقافة يعني تقاليد وطريقة احتفال... طريقةجواز... طريقة اللبس... اما الباقي لا...
بس أنا حاطة صورتي على الفيس...
ما انتي هتشيليها...
ليه بقا لسه مفيش أي حاجة رسمي ما بينا...
لما يبقى فيه هتشيليها... ويكون في علمك معنديش حوار محجبة طول السنة وتيجي في المصيف تقلعي الحجاب أو تبيني رقبتك... معنديش الكلام ده... أنا عايز مراتي تكون ملكي وبس ومحدش يشوفها غير صدفة في الشارع...
غيور يعني !
غيور أوي...
قالها كده بنظره من عيونه بيقصدها هي... رهف فهمت وبصت للسقف وسكتت...
ايه قرارك
أنا شايفة إن تفكيرك متزن وكلامك صح... لسه مقررتش يعني...
مفيش مشكلة... فكري براحتك... بس قدامك اسبوعين بس...
ليه اسبوعين
عشان هسافر على أول الشهر الجاي... بقالي فترة هنا ولازم امشي عشان بابا محتاجني وكده... أنا شايف إن اسبوعين ده وقت كويس تفكري فيه وياريت متحطيش نفسك تحت أي ضغط... مش مرتاحة خلاص عادي...
انت ازاي مقنع كده ده أنا لو رفضتك ابقا غبية...
بتقولي حاجة
لا لا... مفيش حاجة...
هكلم والدك معاكي لغاية أول الشهر تفكري فيه نكمل ولا لا... لو وافقتي هنعمل الخطوبة قبل ما اسافر... ونستمر في الخطوبة الوقت اللي انتي تحديده بنفسك...
اهلك ممكن يعترضوا
لا... أنا اصلا قولتلهم إني هتقدملك النهاردة...
ماشي نشوف بابا...
يعني موافقة
نادت ابوها والباقي ورجعوا قعدوا...
هاا قررتوا ايه
يستحسن تسمع من بنت حضرتك...
هاا يا بنتي... موافقة ولا لا
كله مستني رهف تتكلم ما عدا سليم مستني يسمع منها الرفض... فضلت ساكتة شوية وسليم قال لنفسه طالما سكتت كده يبقا هترفض... ابتسم ابتسامة انتصار ل إلهان...
أنا موافقة...
كله فرح وسليم اټصدم... أيلين حضنتها... رهف حضنت ابوها واخوها... إلهان اخد كوباية المية شربها وبص بإبتسامة ل سليم اللي كان واقف بيشيط من جواه...
قعدوا شوية مع بعض كمان وبعد كده إلهان ومحمد مشيوا... أيلين طلعت مع رهف كملوا السهرة مع بعض...
أنا مش فاهم... أنت واقفت عليه ليه
ده أنا مش فاهم... انت رافضه ليه
عشان ده مجرد واحد صايع...
مين قال كده... ده الشاب في قمة الإحترام...
محترم ! ده محترم !
أنا عارف إنك خاېف على اختك... بس متقلقش أنا هسأل عنه وهجيب اصله من فصله... واهو طلع جدع ومديها فترة كويسة تفكر فيها...
كلكم موافقين طيب ماااشي... طالما راضيين عنه كده... بس أنا هقفله على الغلطة وهحاسبه على كل حاجة... ولو زعل اختي... تبقا ليلته طين... ومش هسكتله...
طلع سليم على اوضته... كان متعصب أوي... فضل يلعب رياضة يطلع عصبيته فيها... ولما هدي دخل الحمام أخد دش وخرج... أيلين رجعت عند سليم... فتحت باب الأوضة بالراحة ودخلت على طراطيف صوابعها... مفكرة إن سليم نام... بتتسحب بهدوء... لفت لقيته في وشها... كان شعره مبلول ولافف الفوطه على وسطه... اتكسفت أيلين وبصت لوراء
ايه ده يا سليم... ما تروح تلبس...
لسه خارج من الحمام...
امم... طب يلا روح ألبس هدومك...
كانت بتبص للسقف ومستنياه يمشي... شافها مكسوفة منه ابتسم بخبث وشدها خبطت فيه... مسكها من وسطها وقال
مفكرتيش برضو في حوار الحفيد
قالت أيلين وهي بتحاول تفلت منه
لا مفكرتش وابعد عني... أنت بتوترني بحركاتك دي...
زادت ابتسامته الخبيثة... فك طرحتها وقال
متخبيش شعرك مني...
أنا كنت بره... طبيعي ألبس طرحة... ايه الغريب في كده
أول ما تدخلي هنا تفكي الطرحة... خلي شعرك يتنفس شوية...
بقولك صح... هو احنا مروحين ولا هنبات هنا
هنبات هنا... بس لسوء حظك مفيش كنبة في الأوضة دي... هتضطري تنامي في حضڼي النهاردة...
ده أنت مزاجك رايق بقا... كنت مفكرة لما ادخل هلاقيك قالب الأوضة هنا... معقولة مضايقتش إن اختك وافقت عليه
اضايقت وكنت لسه مضايق ومتعصب... بس لما شوفتك عصبيتي كلها اتبخرت في الهواء...
أنا هقول اللي شيفاه... لو ربنا كاتبلهم نصيب مع بعض هيكملوا حتى لو ظهرت مليون مشكلة في طريقهم... ولو ربنا مش كاتبلهم نصيب مع بعض... كل واحد هيروح في حاله...
انتي صح...
قرب من قربتها وبيشمها بتوهان... نفسه بيصطدم في رقبتها... فجأة باسها في رقبتها... أيلين اټصدمت وضړبته على كتفه وقالت بعصبية
يا سليم لم نفسك وابعد عني !!
بيقفل عليها أكتر ورفع رأسها