رواية جراح الماضي
اية يا ليلي!
جميعهم يطالبونها بحلول جميعهم يضعون مشاكلهم فوق عاتقها.. و لا أحد ينظر لها و لا إلي أنها أوشكت علي الاڼهيار
هتتحل يا نور.. بس اهدي انت كمان مش عايزين حد يحس بحاجة اهدي عشان خاطري!!
حد عرف الموضوع دة غيرك!
مش عارفة.. بس أكيد فارس و حسام و احمد شافوا منظرها و هدومها دي و فهمو محدش فيهم قالي حاجة صريحة.. بس يا نور اوعي تجيبي سيرة لحد و لا حتي فاطمة و حاولي تهدي هنا و تفهميها أن الموضوع هيتحل انتي أ...
سارت في ردهات المشفي ملتفتة حولها كالصوص لن يهدأ لها بال حتي تنكشف الحقائق و يظهر كل شخص علي حقيقته...
وجدته يقف في أحد الأركان منتظرها هرولت إليه و هي تسأله
عملت اية يا فارس!
تنهد و هي يقول
قولتلها يا فاطمة علي حقيقة حسام...
طيب معرفتش هي ناوية علي اية احنا مش عايزين الدنيا تتلخبط يا فارس.. حسام لو عرف ان ليلي عرفت حاجة زي كدة ممكن يأذيها هي و نور!!
تشنجت ملامحها و هي تحارب تلك الدموع المتمردة حتي لا تهبط قالت
أحمد زهق مني يا فارس.. تقريبا محدش بقي طايقني اصلا بس
هما لما يفهموا هيسامحوني.. صح!
هز رأسه موافقا إياها علي حديثها و قال
بس ليه بتقولي كدة! حصل اية بينكم..
أحمد قالي ان ترتيبات الفرح و الجواز هتمشي زي ما هيا.. بس مش هيبقي جواز حقيقي يعني اللي هي كتب الكتاب مش هيبقي مأذون فبالتالي هيبقي عقد باطل..
مينفعش.. عشان ماما انا خاېفة عليها هي مبقتش مستحملة اي صدمة!!
فكر هو في جملتها هذة فهي محقة.. فوالدتها لن تتحمل ما يحدث.. كفاها مرضها اللعېن.. و كفاها ما حدث ل هنا و هي لا تعلم و
كفاها انها مخدوعة في زوج ابنتها
حسام...
فاطمة انا عارف ان انتي أقوي واحدة فيهم.. عشان كدة لازم تعرفي اللي حصل..
انتي تعرفي اية عن علاقة هنا بمروان...
هي قالتلي أن شركته كانت داخلة مناقصة ضد شركتها و هي اديتله فلوس عشان يديها الملف اللي شركته هتقدمه عشان تكسب هي المناقصة
بس كدة!
اه هو في أية يا فارس!
مروان كان خاطف هنا و يوسف و.. هنا!!
شهقت و هي تضع يدها علي فمها و تنظر له پصدمة فأكمل هو
صمتت فأكمل هو
المهم انتي هتعملي اللي أحمد بيقولك عليه و تمشي في ترتيبات الفرح...
طيب و اللي احنا اتفقنا عليه!
قالتها بتساؤل فأكمل هو..
اتفاقنا زي ما هو يا فاطمة انا بس عايزك تقربي من أحمد شوية اليومين دول.. مش عايزك تخسريه نهائي و كدة كدة انتم مش هتبقوا متجوزين..
سارت عائدة نحو غرفة شقيقتها ليعود هو بذاكرته للماضي
منذ شهر
عند عودته إلي القاهرة كانت أول من علمت بهذا طلبت مقابلته.. فوافق هو و فضوله يحركه
خير يا فاطمة.. طلبتي تقابليني لية!
بص يا فارس.. أنت لازم ترجع لليلي .. هي محتاجالك جدا.. في حاجات كتير بتحصل و انت الوحيد اللي هتقدر تقف جنبنا فيها !!
كلامك علي عيني و راسي يا فاطمة.. بس انتي عارفة انا و ليلي منفصلين بقالنا خمس سنين و مفيش حاجة تربطنا
مين اللي قالك ان مفيش حاجة تربطكم.. انا عارفة كويس انك راجع عشان ليلي و إلا مكنتش رجعت مصر..
لم تتلقي إجابة منه فأكملت قائلة
و بعدين هي مش ليلي كانت حامل منك قبل ما تتطلقوا...
البيبي نزل يا فاطمة.. هي قالتلي كدة!!
بيبي اية اللي نزل.. و انت صدقتها يا فارس انت عندك بنت
عندها خمس سنين!!
نظر لها پصدمة و قال بعدم تصديق
يا بنتي لما ابوكي ماټ و هي نزلت مصر سقطت.. انا متأكد حتي هي دخلت المستشفي بعدها..
لما دخلت المستشفي كانت فعلا تعبانة بس ما سقطتش قلتلك كدة عشان تقنعك انك تطلقها لكن هي كانت لسة حامل.. البنت اتولدت بثقب في القلب و هي عايشة بس انا معرفش اي حاجة تانية هو دة اللي اعرفه و لعلمك ليلي مخبية عننا كلنا ان البنت عايشة محدش يعرف غير نور.. انا سمعتهم مرة و هما بيتكلموا!!
اعتلت الصدمة ملامحه لدرجة ألجمت لسانه فأكملت هي
ليلي فاكرة انها السبب في مۏت بابا و انا كمان لحد من شهرين كنت فاكرة كدة..
مش فاهم.. هي اكيد ليلي مش السبب في
مۏت زين بيه.. بس انتي تقصدي اية بكلامك دة!
حسام جوز نور!!
هي نور اتجوزت اصلا!
اه اتجوزت... ابن الدكتور النفسي اللي كان بيعالجها بعد مۏت بابا بس مش دي المشكلة.. المشكلة ان جوزها طلع هو السبب في مۏت بابا!!
رفع حاجبه باندهاش و قال
انا مش فاهم حاجة.. فهمني انت قصدك اية!
نور و حسام كانوا منفصلين لمدة سنة... و انا حاولت ارجعها ليه كتير بس هي كانت بترفض.. فاضطريت اروحله هو شركته عشان اتكلم معاه يرجعها و بالصدفة مكتبه مكنش فيه سكرتيرة.. بس سمعت صوت عالي جاي من مكتبه لما قربت لقيت واحد بيهدده انه يفضحه قدام نور لو مدلوش فلوس... كان بيهدده انه هيقول لنور انه خطڤ بابا و هدده بينا عشان يتنازل عن الشركة و بابا مستحملش و جاله سكته قلبية و ماټ قبل ما ينقلوه المستشفي...
طيب و اتجوز نور ليه و هو اللي قاټل ابوها!!
عشان يكفر عن ذنبه.. اصل يعيني ضميره كان مأنبه
قالتها فاطمة بسخرية ليرد فارس قائلا
برضو يا فاطمة بعد المعلومات دي المطلوب مني اية!!
لازم توصل لليلي أن هي مش السبب في مۏت بابا عشان ترجعلك و بعدين لو مش مصدق حكاية بنتك دي تقدر تتأكد من نور
بالفعل مر علي لقائهما هذا يومين و طلب مقابلة نور و بعد ضغطه المتواصل عليها اعترفت له أن لديه ابنه بالفعل علي قيد الحياة و لم تبوح بأي شيء بعد ذلك..
عودة للواقع
_________________________
وصل نحو منزله و عقله لا يتوقف عن التفكير... فظهور فارس الآن ليس في صالحه تماما... خرج من سيارته و هو منهك تماما..
تذكر زيارة فارس له في شركته
و تهديده له
منذ عدة أسابيع
كان جالسا في شركته عندما دخلت له السكرتيرة الخاصة به.. قائلة
في واحد عايز يقابلك يا حسام بيه!!
واحد مين !
بيقول اسمه فارس المدني..
فارس المدني.. دة طليق ليلي دخليه طيب!!
قالها باستغراب شديد.. هو يعرفه فقط من حديث نور عنه لكن ليس لهم سابق معرفة مع بعضهما
اهلا يا دكتور فارس.. اتفضل
قالها حسام بابتسامة قلقة نتيجة لحدة ملامح فارس
اهلا يا استاذ حسام.. حضرتك تعرفني منين!
نور كانت بتكلمني عنك كتير انت و دكتور ليلي...حقيقي زعلت جدا لانفصالكم!!
و انت تعرف اية سبب انفصالنا علي كده!
توتر حسام و قال بتلعثم
ااه.. يعني
نور قالت إن دكتور ليلي بعد ۏفاة زين بيه كانت حاسة بالذنب انها كانت سبب في ۏفاته فانفصلتم عن بعض !!
اممم هو انت تعرف يا استاذ حسام زين بيه ماټ ازاي!
احم... انا مليش الشرف اني اقابله قبل ۏفاته لكن نور قالتلي أن الشركة حالتها اتدهورت في الفترة الأخيرة و جاله
سكته قلبية و ماټ!!
اة بس اللي اعرفه غير كدة.. انا سمعت ان كان فيه ناس بيحاربوه في السوق و خطڤوه و ضغطو عليه يتنازل عن الشركة و رفض فجاله سكتة قلبية!!
ابتلع ريقه بصعوبة و هو يستشعر علم فارس عن ما فعله
معقول الكلام دة.. حضرتك عرفت الكلام دة منين!!
بقولك اية انا مبحبش اللف و الدوران.. من الآخر عملت كدة في زين سويلم ليه!
قالها فارس بنفاذ صبر.. لينهض حسام پغضب مصطنع
لو سمحت يا دكتور فارس انا مقبلش اتهامك ليا دة ابدا!!
لا هتقبل.. خصوصا لو فيه تسجيل منك و انت بتعرف بلسانك!!
أحمر وجه حسام و طبول قلبه تدق پعنف
لو كلامك دة صح.. مقدمتش التسجيلات دي للنيابة ليه!
ضحك فارس بصوت صادح و هو ي هامسا
لا نيابة اية يا راجل.. انت حسابك تقييل اووي المهم تستعد للي جاي..
و مثلما ظهر فجأة خرج تاركا اياه متخبطا في أفكاره لاعنا طمعه و حماقته
عودة للواقع
وجد سما تهبط علي الدرج مسرعة فأسرع هو إليها حتي لا تتعثر في الدرج و قائلا
يا سما بتجري كده ليه.. تقعي يا حبيبتي من علي السلم!
بدلال و قائلة
وحشتني اووي يا حسام...
و انتي وحشتيني اوي يا حبيبي..
صعدا معا نحو غرفتهما لتقول سما بمكر و هي تساعده في خلع ملابسه
اومال فين نور يا حبيبي..
في المستشفي مع اختها
أخص عليك يا حسام سايبها لوحدها..
انا هاخد شاور و اغير و راجعلها!!
و قالت
صحيح يا حسام.. انا فكرت في موضوع انك تشتري لنور بيت بصراحة لو حد
المفروض يمشي يبقي أنا.. دة بيتها هي من قبلي و يبقي حراام عليا لو خرجتها منه!!
يا حبيبتي انتي مش هتسيبي البيت دة هي طلبها انها تعيش في بيت تاني يبقي براحتها!!
لا يا حسام.. حرام برضو تقعد لوحدها حاول طيب تقنعها انها تقعد هنا... حرام صعبانة عليا جدا!!
انا عارف ان قلبك طيب يا حياتي عنيا هخليها تقعد هنا.. المهم انتي بس خدي بالك من البيبي!!
و قالت
متخافش يا حبيبي.. انا واخدة بالي من نفس!!
___________________________________
دقات متتالية علي الباب قطعت شرودها و تفكيرها في شقيقتها..
نهضت من محلها و قامت بفتح باب الغرفة
لتجد رجل في منتصف الثلاثينات من عمره... طويل القامة.. عريض البنية ذات شعر بني قاتم و عينان بنيتان...
نظرت له باستفهام ليبتسم هو بعملية قائلا
اهلا بحضرتك.. انا مازن الرفاعي وكيل النيابة
نظرت له بتهكم و قالت
افندم !
رفع حاجبه باستغراب علي طريقتها تلك و قال
انا كنت جاي عشان آخد أقوال الآنسة هنا و الأستاذ يوسف بخصوص قضية الخطڤ
نظرت له
پغضب.. و قالت
هنا واخدة حقنة مهدئة و نايمة و مش وقته اصلا لأنها مڼهارة تماما!!
تمام.. بس احنا محتاجين اقوالها في أسرع وقت
اهلا بحضرتك يا فندم.. اتفضل معايا علي مكتبي
قالها فارس الواقف خلفه ليلتفت له مازن بابتسامة و يتجه معه نحو مكتبه
تحب تشرب اية يا فندم!
تفوه بها فارس بابتسامة عملية ليرد مازن
يا ريت قهوة سادة..
امسك فارس بالهاتف جانبه و قال
اتنين قهوة سادة يا عم محمد..
وضع الهاتف و قال
طبعا حضرتك جاي عشان قضية هنا و يوسف..
اه طبعا.. هو حضرتك الدكتور المتابع لحالتهم!
اه انا الدكتور المتابع لحالتهم حالة يوسف صعبة جدا و لسة مش معروف هيفوق امتي اما بالنسبة لهنا فهي عندها اڼهيار عصبي طبعا حضرتك عارف نتيجة اللي تم!!
طيب انا اقدر آخد أقوالهم امتي!
دخل العامل بالقهوة و وضعها ثم خرج ليقول فارس
شوف يا مازن بيه اول ما هنا حالتها تتحسن