الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية جراح الماضي

انت في الصفحة 21 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز

لم تلحظها أمامها..
لم تحاول النهوض بل ظلت علي حالها و هي تبكي و تصرخ باسم والدتها
وجدت أحدهم يرفعها من محلها و هو يقول بقلق
ليلي... فيه اية مالك!
ماما ماټت يا فهد.. ماټت خلاص راحت و سابتنا!!
قالتها و هي تنتحب و قد كانت ممسكة بقميصه لم ينتظر و لم يتمهل علي مظهرها هذا عائدا بها إلي المشفي!!
____________________________________
عاد إلي منزله منهك بعد يوم طويل من العمل و التحقيقات الغير

منتهية 
دلف ليجد المربية الخاصة بابنته جالسة و علامات النزق واضحة علي وجهها
اهلا يا ضحي..
اهلا يا مازن بيه حضرتك اتأخرت النهاردة!
معلش يا ضحي كان عندي شغل كتير.. المهم حياة عاملة اية!
كويسة الحمد لله... أكلت و نامت من شوية!!
أخرج من جيب بنطاله نقود و أعطاها إياها قائلا
اتفضلي يا ضحي مرتب الشهر اهو..
شكرا يا مازن بيه استأذن انا بقي عشان اتأخرت علي ولادي..
اتفضلي!!
خرجت هي بينما خلع هو معطفه و اتجه للداخل نحو غرفة ابنته التي لم تكمل الثانية من عمرها!!
اتجه بحب أبوي شديد يعوضها
عن غياب الأم! 
تلك الحمقاء التي طلبت منه الطلاق و التنازل عن كافة حقوقها و عن ابنتها أيضا... 
تركت تلك الملاك و هي لم تتعدي الشهر السادس من عمرها.. اختفت و لم يعرف لها طريق و لا يريد معرفة أين هي فكل ما يريده هي ابنته فقط!!
جلس علي الأريكة المقابلة ل بهدوء و هو يفكر في القادم.. 
ماذا سيفعل مع ملاكه تلك فبالتأكيد ستسأل عن والدتها ما إن تكبر.. ماذا سيقول لها حينها.. 
عزيزتي لقد تخلت عنك والدتك لأسباب غير معلومة.. تركتك و انت لا تتعدين شهرك السادس!!
سحقا لتلك القلوب القاسېة التي لا تعرف الرحمة و لا الإنسانية 
سحقا لمن يرون أن الحياة أموالا فقط و ليست سوي ذلك!!
______________________________________
اليوم قد مر يومين علي ۏفاة ذلك القلب الذي احتواهم جميعهم 
ذلك القلب الذي كان يغدق عليهم بالحب و الحنان اللانهائي!!!
لكن الروح لم تمت.. الروح مازالت حية تشاهدهم من أعلي و تتحسر عليهم تترجاهن أن يكفوا عن البكاء و النحيب.. 
فالعمر مازال أمامهن و الحياة لا تقف علي شخص مهما كان!! 
فبالتأكيد هي الآن تنعم بحياة أخري بعيدة عن غدر هذة الدنيا بسوادها القاتم..
انتهي العزاء و أصبح المنزل فارغ عليهن فقط... 
ماټ الأب و
ماټت الأم.. 
و ليس أمامهن إلي أن يواجهن هذه الحياة بمفردهن.. دون سند أو حماية
احم.. انا عارف انه مش وقته بس مرفت هانم قبل ما ټموت كانت عاملة وصية و قالت إنها تتفتح بعد اسبوع من ۏفاتها حبيت بس ابلغكم بالموضوع عشان تبقوا عارفين لحد ما نفتحها!!
قالها شاكر المحامي الخاص بعائلتهن 
و لكن و لا واحدة منهن استجابت لحديثه.. فكلا منهن في عالم آخر.. كلا منهن تفكر في القادم 
وجود والدتهن كان داعم لهن كان يخفف الكثير من الأحمال و المصائب المتتالية.. 
و الآن ماذا سيفعلن من دونها!!!
و انت يا استاذ شاكر متعرفش اية محتوي الوصية دي..
احم.. هنعرف كلنا بإذن الله يا استاذ حسام لما نشوف فيديو الوصية..
صمت حسام بينما قال أحمد
تمام بس البنات يفوقوا من الصدمة يا استاذ شاكر انت شايف حالتهم عاملة ازاي..
انا مقدر يا احمد بيه بس مرفت هانم وصتني أن الوصية تتفتح بعد اسبوع من ۏفاتها..
خلاص يبقي بعد اسبوع إن شاء الله..
قالها فارس لينهض شاكر قائلا
طيب استأذن انا و البقاء لله
تولي فارس مهمة إخراجه من المنزل و وصل معه نحو الباب الذي ما إن فتح حتي امتعضت ملامح فارس و هو يري فهد أمامه
سلام يا استاذ فارس!!
قالها شاكر و هو ينطلق خارجا ليقول فهد
ازيك يا دكتور فارس اومال فين ليلي!!
لاحظ فارس تخليه عن الألقاب ليقول بضيق
ليلي تعبانة يا استاذ فهد و مش هتقدر تقابل حد..
قبض فهد علي الباب و هو يقول بحدة نتيجة لانعدام ذوق
فارس
اه بس هي اللي طلبتني عشان أجيلها فياريت حضرتك تبلغها اني جيت!!
جز فارس علي أسنانه و هو يقول بضيق
اتفضل علي ما ابلغها..
دخل فهد بينما اتجه فارس للداخل نحو الغرفة التي كانوا يجلسون بها و الڠضب يتصاعد داخله
فين ليلي!
قالها فارس پغضب ليرد أحمد بدهشة قائلا
طلعت اوضتها..
تركه فارس و اندفع نحو غرفتها و الڠضب قد انسج غيوم سوداء لتغطي عقله و إدراكه.. 
فتح الباب دون أن يطرق ليجدها جالسة علي الفراش في 
انتي اتصلتي بفهد قولتيله يجيلك!
نظرت له بوجه خالي من التعبيرات و قالت
ايوة و اوعي عشان انزله!!
نهضت من الفراش بوهن 
قائلا
هو انا مش قولتلك تقطعي علاقتك بالبني آدم دة و لا انتي مش بتفهمي!!
صړخت به قائلة
ملكش دعوة ابعد عني بقي!!
كلماتها زادت غضبه ليسير و هو مازال ممسكا بشعرها و هي و لكن من الواضح أن أذنه صمت
هبط بها للاسفل و هو يقف أمام فهد قائلا
بقولك اية.. متحلمش انها تكون بتاعتك في يوم
من الايام ليلي ملكي و هتفضل ملكي.. انت فاهم!!
المشهد جعل الډم يغلي في عروق فهد فاتجه نحوه مخلصا ليلي من يده ثم لكمه.. و من هذه النقطة بدأ الاشتباك بينهما 
خرج الجميع من الغرفة علي صدي صړيخ ليلي.. 
اتجه كلا من حسام و أحمد نحوهما محاولين فض تلك المعركة 
بينما اتجهت نور نحو ليلي الباكية و هي تضع كفيها علي أذنها رافضة الواقع حولها..
نجحوا بالفعل في الفض بينهما ليأخذ أحمد فارس إلي إحدي الغرف.. باعدا إياه عن فهد 
بينما نظر حسام نحو فهد قائلا
ممكن اعرف سيادتك مين!
ليلي أنتي كويسة..
قالها فهد متجاهلا تساؤل حسام لتتجه ليلي نحوه قائلة
انا آسفة يا فهد.. معلش
متتأسفيش..

مين دة اصلا عشان يعمل كدة!
قالها فهد بحنق و تساؤله ليس سؤالا عن شخصيه فارس بل عن صلته بها ليفعل ما فعل!!
فارس طليقي يا فهد..
حدق بها ببلاهة و هو يقول
انتي كنتي متجوزة!
و مخلفة كمان..
قالتها فاطمة الواقفة خلفها حانقة علي ذاك الدخيل الذي يزيد الفجوة بين ليلي و فارس
نظرت لها ليلي بذهول لتقف أمامها فاطمة ا قائلة
هو انتي فاكرة انك هتفضلي مخبية و محدش هيعرف غيرك انتي و نور هانم!
فاطمة اية اللي انتي بتقوليه دة ليلي بنتها ماټت من زماان..
ممتتش البنت عايشة و عندها في المستشفي.. تحبي اقولك اسمها اية يا نور اسمها هند.. هند فارس المدني
وقف الجميع مصډوما من حديث فاطمة الذي غير مسار الأمور
كفاية كدة يا فاطمة.. كفاية
قالتها نور و هي تنهرها علي ما قالته أمام الجميع..
أنتي اللي قولتي لفارس يا فاطمة!
قالتها ليلي بلوم لترد فاطمة
اه انا يا ليلي..
ليلي انا هستأذن دلوقتي و هكلمك بليل.. سلام
قالها فهد و هو ينطلق إلي الخارج... 
دخلت ليلي نحو الحجرة الموجود بها فارس..
انت بتعمل كدة ليه.. حرام عليك بجد انا طلبت اقابله عشان مشكلة هنا..
انا قولتلك انا هحلهالك..
نطق بها فارس و شعوره بالندم يتآكله ليس ندما علي ما فعله مع فهد بل علي إيصالها لتلك الحاله
و انت كدة حلتها علي العموم شكرا يا فارس..
انت أتسرعت يا فارس لازم كنت تهدي شوية..
قالها أحمد ليقول فارس
معلش يا احمد انا مش قادر اتكلم.. عن اذنك..
______________________________
فتح باب منزله و هو يدلف بهدوء ليجد شقيقته جالسة تنتظره... 
و ما إن رأته حتي شهقت بفزع و هرولت نحوه الذي يملؤه الكدمات نتيجة اشتباكه مع فارس 
آية دة يا فهد.. اية اللي عمل فيك كدة يا حبيبي!
مفيش يا داليا خناقة عادية..
انتي اية اللي مصحيكي لحد دلوقتي!!
سيبك مني أنا.. انت فيك اية يا فهد بقالك كتير متغير قولي مالك!
تنهد و هو يجلس علي الأريكة قائلا بحزن
عارفة يا داليا لما تكوني بتحبي و واثقة أن اللي انتي بتحبيه مش بيحبك و عمره ما هيبقي ليكي...
ياااه للدرجادي... ليه يا فهد مش هتبقي ليك!
عشان كانت متجوزة و عندها بنت و فوق كل دة هي لسة بتحب طليقها و دة شيء انا واثق منه!!
هي السبب في اللي في وشك دة!
طليقها اټخانق معايا انتي عارفة انا اتخانقت معاه ليه.. كان ماسكها من شعرها و هي بتصرخ و انا مقدرتش استحمل المنظر... اتخانقت معاه و هي بتصرخ و احنا پنتخانق كانت بتنادي باسمه كانت خاېفة عليه رغم أنه هو السبب في عياطها اصلا...
خلاص يا فهد.. مش لازم هي في الف واحدة غيرها تتمناك!!
بس انا مش عايز الالف واحدة دول.. انا عايزها هي!!
________________________________
إن الحمقى في هذا الزمان يكثرون و مفهوم الحمق الحقيقي ليس قلة أو عدم الإدراك.. 
بل إن الحمق الحقيقي هو العيش راكضا طوال الحياة وراء شيء ليس له قيمة.. 
و كنت تحسبه أنت بحمقك أنه أثمن شيء في هذه الحياة.. 
هكذا هي نور تعتقد أن حسام هو أغلي شيء في حياتها و لا تمتلك سواه... 
تعتقد أن حياتها بدونه ليس لها قيمة و لا معني..
يعني اية يا حسام.. احنا مش اتفقنا انك هتشتري بيت جديد و نخلص!!
بس انا لما فكرت في الموضوع لقيت انك مينفعش تقعدي لوحدك!!
و مين قال اني هقعد لوحدي انت هتبقي معايا!!
ابعد وجهه عنها و هو يقول
انا مينفعش اسيب بابا لوحده يا نور..
و الله قصدك مينفعش اسيب ست سما
لوحدها
نور اتكلمي عنها عدل و متنسيش انها قبل ما مراتي فهيا بنت خالتي !!
صړخ بها حسام.. لتنظر له بتعجب و كأن من يقف أمامها ليس زوجها.. شخص آخر.. أيعقل أن يكون أحب تلك ال سما!!
انا مش هعرف اقعد معاها في بيت واحد.. مش هقدر!!
لا هتقدري يا نور و دة آخر كلام عندي..
تركها في غرفتها و هب خارجا پغضب متجها نحو غرفة سما التي كانت ممسكة بهاتفها و ما إن رأته حتي ألقت الهاتف بعيدا و كأنه جمرة من الڼار..
نظر لها بشك و قال
في أية مالك.. اتكهربتي اول ما شوفيني و رميتي الموبايل كدة ليه!
ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تتجه نحوه بتوتر و رعشة قد اجتاحت اوصالها
مم .. مفيش يا حبيبي مالك متعصب كدة ليه!!
ازاحها
من طريقه و هو يتجه ليمسك الهاتف... و هو يقول
افتحي الموبايل يا سما!!
في أية يا حسام.. اا أنت بتشك فيا!
قالتها بتلعثم بحدة قائلا بصوت مرتفع
افتحي الموبايل يا سما!!
سيطر الخۏف عليها فلبت طلبه و قامت بفتح الهاتف و هي ټلعن غبائها فما تخطط له سينقلب عليها الآن
جحظت عينيه و هو ممسكا بالهاتف و الصدمة احتلت كيانه..
آية دة فهميني اية دة يا زباالة!!
____________________________________
الفصل الحادي عشر
و اتسعت مقلتيها پخوف و هي تنظر له قائلة پذعر
حسام افهمني بس و الله ااه يا حسام..
لم يعطيها الفرصة لإكمال حديثها شعرها و ألقاها 
يا .. بتصوريني انا و مراتي في اوضة نومنا!!
أتت نور مهرولة عند سماع صدي

صړاخ سما المتردد في أنحاء القصر
دلفت إلي الغرفة و هي تري هذا المشهد المروع... لأول مرة تري حسام في هذه الحالة..
أسرعت لتقف أمامه لتحول بينه و بين سما فاحتمت سما بها ما من الخلف..
آية
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 42 صفحات