الجزء الاول بقلم ماجده بغدادى
تاني يعني هقعد من غير جواز
لا يا حبيبي إتجوز بس إتجوز ست ستها مش دي
مانتي اللي مرضيتيش بست ستها وأنا خلاص معتش عايزها زهقت منها وقرفت أنا عايز واحدة قوية مش تضعف وتغضب وتطلب الطلاق أنا خلاص هتجوز دي مش عايز غيرها وألا كل ده عشان مامتها بتلف حوالين بابا عايزاني أسيبها
أبوك أنا هتصرف معاه ميقدرش أصلا يبص برا كنت قطعت رقبته أنت يا حبيبي أهم عندي من الدنيا دي كلها
وأنتي مبتفكريش غير في اللي يتعسني سيبيني أجرب يمكن اللي مش عاجباكي دي تقدر تستمر بدل ما أنا فاشل ومش نافع أفتح بيت أنا تعبت ومش عايز كل يومين أطلق عشان تتبسطي
خبطت بيدها على صدرها
آه صح بأمارة لما كنت بفكر أصالحها عشان ابني ميترباش بعيد عني وانتي اللي رفضتي وقلتي لا تبقى ابني ولا أعرفك أنا زهقت من الټهديد أنا عايز أتجوز واحدة تعيش أي واحدة مهما كانت بس ما أوصلش معاها للطلاق تاني أنا تعبت ومعتش راجل قدام نفسي يا أمي وأنتي اللي عملتي فيا كده
مش هتجري يا أمي مش هتعبرني أصلا حتى لو رحت أطلب رجوعها لأنها كرهتني و مش شايفاني راجل كل يوم أسمع عن العرسان
اللي بيطلبوا إيدها وترفضهم عشان ابنها يفضل في حضنها مسيرها هتتجوز وواحد تاني يبقى جوزها ولما تعيش معاه تقول ربنا كرمني واتجوزت اللي أحسن منه
اللي مش هيخليها تطلب الطلاق يا أمي ولا تصمم عليه اللي مش هيخلي أمه تشتمها وهو
واقف ويسكت اللي مش هيخليها تخدم حد ويعمل نفسه مش شايف عشان أمه متزعلش سيبيني يا ماما أشوف أي حد يرضا بيا قبل ما عمري يجري وأنا لوحدي
لأ يا حبيبي أنت هترجع لمراتك وتربي ابنك دي متنفعكش روح يا حبيبي ردها وهاتها وليك عليا مش هعمل معاها حاجة أنا ميهمنيش غير سعادتك
لأ مش هترفض ولو رفضت هاجي معاك تاني وتالت ومش هسكت
طيب وبابا دي الست شبطانة فيه أكتر ما بنتها شبطانة فيا تقريبا كده غاصبة على البنت تتجوزني عشان بس تجيب رجل بابا
أبوك !!! سيبه عليا هو وهي إن ما كنت أمسحله بخلقتها تراب الشوارع مبقاش أنا
أتى اليوم المنتظر أتي اليوم الذي انتظرته بمزيج من الخۏف والفزع يخالطهما الأمل حزمت كل ملابسها لتنتقل للأعلى لم تكن تعلم أن وداع تلك الغرفة صعبا إلى هذا الحد ما هو أصعب من هذا اعتقادها أن غريمتها ستأتي لتنال هذه الغرفة التي شهدت أمواج حبها و بدأت فيها السكن في عش زوجها وكنفه والنيل من حنانه بقلم ماجدة بغدادي ترى هل سيتذكرها وهو بين أحضان تلك اللعوب أم أنها ستتغلب على كل ذكرى أخوية من جانبه
حاضر يا ماما أنا خلصت أهو
مسحت دمعة أصرت على الهطول واتباع صويحباتها السابقات اللاتي لم يتوقفن عن الهطول طيلة ليلة كاملة رأتها خالتها فاتجهت إليها تضمها
متعيطيش يا بنتي اطلعي وأقعدي في الشقة و افرحي و إدعي على اللي عايزين يهدو بيتك منهم لله ربنا المنتقم الجبار
صعدت معها للأعلى ووضعت في المبرد فواكه أوصى ولدها أن تأتي بها واطمأنت عليها
أنا هسيبك دلوقتي ترتبي هدومك وتاخدي شاور قبل ما ييجي أحمد متخليهوش يشوفك بټعيطي وتبوظي فرحتك بالشقة وفرحته
حاضر يا ماما
دعت لها بالتوفيق وانصرفت للتجه لغرفة النوم فوجدتها مغلقة بالمفتاح فتعجبت وكادت تنادي خالتها مرة أخرى إلا أنها وجدت ورقة صغيرة مطوية على المرآة في مدخل الشقة فتحت الورقة
حبيبتي نعمتي ونعمة الله اللي بعتهالي أيوة حبيبتي وأنا عند وعدي ليكي أنا قبلت شرطك إني ملمسكيش غير وأنتي حبيبتي بجد أيوة أنتي الوحيدة اللي تستاهل الحب اللي فقلبي مش هتكلم كتير بس فيه فستان زفاف على ذوقي على السرير عايزك عروستي الليلة دي و ماليش عروسة غيرك ومفيش فقلبي ولا على ذمتي غيرك تقبلي تتجوزيني
أغلقت الورقة لتجد المفتاح على المرآة كادت تطير وارتبكت يداها وهي تفتح بابا الغرفة دخلت والفرحة تنطلق من عينيها دموعا ليست حاړقة مؤلمة هذه المرة بل دموعا تغسل كل ألم وتغسل الذكريات المرة جلست لتتزين لزوجها وحبيبها الليلة هي أول عهدهم بحياتهم معا الليلة حقا كما وعدها يسعدها ويفاجئها بقلم ماجدة بغدادي ويمحو كل ألم مر في حياتهما معا
دخل بعد صلاة العشاء لم يطرق الباب بل فتح بمفتاحه كان يحمل طعاما شهيا يليق بعروس وضعه على المائدة ثم اتجه لغرفتهم وطرق الباب ثلاث طرقات بخفة لتفتح له الباب ليطلق صافرة إعجاب طويلة من جمال ما رأى
بعد أن انتصف الليل بثلاث ساعات والجميع غارق في النوم ينتفض على جرس هاتفه ملحا تناول الهاتف وهو يلعن في سره ذلك الداعي الذي قطع نومه رد وهو مازال يتثاءب ويفرك عينيه
مين
اصحى يا أستاذ أحمد المخزن الكبير الڼار ماسكة فيه
وقف في وسط الحطام وآثار النيران يحاول أن يحفظ اتزانه ولا ينهار كما انهار سقف مخزنه جراء الحريق آلاف الجنيهات وآلاف الأيام تعبا وجهدا احټرقت بكل بساطة شرر واحد أحرق كل ما كان يسعى للوصول
إليه ماذا ينعى الآن فرحته التي لم ينعم بها حتى الصباح ! أم تعب السنوات ! أم ماله الذي كان يقوي كرامته ويشد عضده !
البوليس قال السبب إيه
لسة التقرير مطلعش بس البحث الجنائي لما كانوا هنا
قالوا في الأغلب بفعل فاعل لأنهن لقوا سلك مقصوص وده اللي احتمال يكون سبب الماس اللي بدأ الحريقة
تفتكر يا عبد المنعم حد من التجار اللي في السوق عملها عشان احنا شغلنا كبر و هما خايفين نقطع عليهم
مقدرش أقول الكلام ده يا أستاذ أحمد الناس مشفناش عليهم حاجة وحشة بس برضو ميعلمش النوايا إلا الله
أنا هتجنن يا عبد المنعم مش عارف أعمل إيه هقول لعمي إيه
على مهلك عليه هو مش حمل صدمات
ما ده اللي مخوفني صحيح عمي يبان جامد بس مبيستحملش وإحنا بقالنا فترة طويلة بنطلع من مشكلة ندخل التانية
طيب هتتصل بيه وألا هتعمل إيه
هروحله في الشقة اللي فوق الوكالة مش هينفع أبلغه بالكلام ده في التليفون ادعيلي يا عبد المنعم أقدر أفهمه اللي حصل بهدوء وربنا يعديها على خير
عمي هو حضرتك مبتفكرش ترجع البيت تاني
بتسأل ليه يا أحمد والدتك اللي باعتاك
هي بتسألني عليك على طول بس أنا اللي عايز أعرف كنت زعلان عشان نعمة دلوقتي أنا وهي كويسين و اتخلصت من الجوازة اللي كانت هتخرب علينا و بقت ليها شقتها و عملتلها كل اللي نفسها فيه أمي صالحتها وراضتها لسه إيه ناقص عشان ترجع بيتك
مش عارف يا أحمد أنا بعد ما سيبت البيت وقعدت هنا مع الولاد لوحدنا حسيت أني أتسرعت لما اتجوزت بعد خالتك سمية الله يرحمها وبعدت عن الولاد ومكانش فيه بيني وبينهم حوار ولا كلام يمكن كان بقى أحسن لينا لو كنا فضلنا من غير جواز
يمكن عندك حق بس ده كان يبقى قبل ما تتجوزو دلوقتي فيه 3 أطفال لسة عايزينكم انتوا الاتنين مع بعض عموما يا عمي مش هو ده الموضوع اللي عايز أكلمك فيه
خير يا أحمد قلقتني
مش عايزك تقلق هو أنا عايز أسألك تفتكر مين من التجار اللي في السوق ممكن يكون شړاني ويفكر أنه يعملنا حاجة عشان بقينا أكبر في السوق
بصراحة معنديش فكرة تفتكر حد بيفكر يئذينا
إحنا نعرفهم من زمان محدش فيهم عمل حاجة أكتر من شوية كلام بس الوضع دلوقتي اختلف وبقينا لينا سيطرة على السوق أكتر من الأول
إيه اللي خلاك تفكر في الحكاية دي حد وصلك كلام
لا محدش وصلي كلام بس فيه حد عايزنا نرجع للفقر تاني وبيحاول يضرنا
حد! مين ده ! وعمل إيه يعني
عشان يضرنا !
عمي أنا عايزك تتماسك كلها حاجات بسيطة واحنا بدأنا من تحت الصفر قبل كده مش هيأثر فينا شوية كلام فارغ
أنت قلقتني يا ابني قول على طول إيه اللي حصل
مفيش هو بس حصلت حريقة في مخزن من بتوعنا بس الحمد لله مفيش حاجة خطېرة حصلت بس البحث الجنائي بيرجحوا أنها بفعل فاعل عشان بس نعمل احتياطات عشان لو بالفعل حد بيفكر يضرنا ميعرفش
حريقة ! إزاي ! أي مخزن فيهم يا ابني ! أوعى يكون المخزن الكبير دا لسة داخله بضاعة جديدة دافعين فيها ډم قلبنا
يا عمي خير متقلقش بإذن الله خير
ما تقول يا ابني هو
أيوة يا عمي
جلست تبكي بحړقة رغم أنها كانت تتوق لرجوعه إليها إلا أنها لم تكن تتمنى أبدا أن يعود إليها بصحته العليلة وحزنه الدفين كانت تتمنى أن يعود إليها راغبا مشتاقا لوجودهما معا كانت تتمنى لو أن قلبيهما ظلا شابين بحبهما تعلم أنها أخطأت ولكن من لا يخطئ ! قطعا تريد أن تظل رهينة تحت قدميه حتى تعود له صحته تدعو الله أن يمن عليه بالشفاء في كل لحظة يشفى فقط وستفعل ما يريده حتى لو كان فراقها فقط تريده سعيدا معافا
انتزعها من شجونها طرقات على الباب الخارجي التحفت غطاء رأسها ومضت ببطء من ثقل همومها لتفتح الباب
خليل أهلا يا ابني نورتنا
أهلا بيكي أمي جاية معايا عايزة تشوفك
أهلا بيها دا بيتها اتفضل يا ابني في الصالون أنا هنزل لوالدتك
تركته يتجه للصالون بينما هبطت بضع درجات لتستقبل والدة خليل
يا أهلا بالناس الطيبين نورتي يا ست أم خليل
الله يخليكي يا أمأحمد البيت منور بأصحابه
صعدت المرأتين و جلستا في الردهة
يا سمية اطلعي يا بنتي اندهي أحمد قوليله
خليل ووالدته عندنا
صعدت الفتاة و التفتت لضيفتها
شفتي اللي جرالنا مبنلحقش نفرح منهم لله اللي كانوا السبب
متزعليش يا حبيبتي شدة وتزول وبإذن الله الحاج هيقوم ويبقى زي الفل الزعل وحش خليكي جامدة دول من غيرك يلوصو
نفسي أمسك نفسي ومزعلش بس مش قادرة اللي يجيبه ربنا إحنا راضيين بيه بس يصبرنا عشان صعب أوي
هتعدي على خير وبكرة تقولي أمخليل قالت
يارب يارب
نزل أحمد و رحب بوالدة صديقه و دخل ليرحب به رمى بنفسه في أحضان صديقه الذي ربت على ظهر مواسيا
إجمد يا أحمد كله هيعدي تماسك عشان كل
عيلتك مسنودة عليك ومالهمش