الجزء الاول بقلم ماجده بغدادى
غيرك
تعبت يا خليل كل ما ألاقي الدنيا اتصلحت ترجع تخرب من ناحية تانية
ربنا مبيعملش حاجة وحشة اصبر بس عشان تعرف حكمة ربنا من قضاه
ونعم بالله نسيت أباركلك على رجوع مراتك سامحني
أسامحك على إيه ! لولاك كان زماني لسة قاعد على القهوة أندب حظي أنا اللي المفروض أشكرك
أنت تستاهل كل خير
الحمد لله معرفش كنت هتحمل كل المصاېب دي إزاي من غيرها بجد الزوجة الصالحة خير متاع خففت عني كتير و بتخفف عن أمي وتنزل تقعد مع عمي قعدتها معاه بتفرق في نفسيته فرق كبير
وأنت طمني عليك
بصراحة مش عارف مراتي كأن حاجة جواها اتكسرت بعد طلاقنا مش عارف أرجعها تاني وواخدة جنب من أمي و أنا بقنع أمي أني اللي قولتلها كده عشان مش عايز مشاكل
لما أشوف الموضوع بتاعنا وأوصل للي حرقلنا المخزن هبقى أرتب لنا سفرية أنا و مراتي و أنت ومراتك نغير جو ونصلح اللي فات
لسة أنا أصلا مش عارف أتهم حد خاېف أظلم حد بريء
ربنا يدلك وينجيكم
يا رب
كل ما يدور حولها مؤلم تشعر أن الحياة تسرق فرحتها في كل مرة و كأن الفرحة لا تريد قربها ولا وجودها وقوع أبيها في دوامة المړض والعجز و حزن أحمد على ما حدث لهم وانحناء هامة خالتها جعلها لا تشعر بفرحة حتى وإن رسمت على وجهها كل ابتسامات العالم لا تعرف كيف تحيل الحزن الساكن بالقلوب لفرحة ولكنها ترى الطريق ذلك الطريق الذي سلكته من قبل ولم تنقطع عن السير فيه فأتى لها بحبيبها مرة رغم إرادته ومرة بقلبه وحبه افترشت مصلاها وسلكت طريقها الذي تعرفه و رفعت يديها للسماء فهي على تمام اليقين أن الله لن يردها بلا استجابة ناجته كما اعتادت وبثته كل ما يجوب بقلبها وشكت إليه وتركت له التدبير
مش قادرة يا نهى حاسة أني مش قادرة أعمل حاجة للي حواليا وشايفاهم بيغرقوا ومش قادرة أنقذهم
متحمليش نفسك فوق طاقتها يا نعمة أنتي بتعملي اللي عليكي وزيادة وشايلة معاهم الحمل والهموم ارتاحي شوية عشان متقعيش وتقدري تكملي لسة الطريق طويل
هسيبك تنامي شوية قبل أحمد ما يرجع من بره وأنزل عشانأحمد الصغير بيعيط شبطان يروح المراجيح نامي وريحي وسيبيها على الله
والنعم بالله
انصرفت نهى لټغرق في النوم بشكل فجائي كأن النوم جافاها سنوات وليس بضع ليال منذ ذاك الحريق المباغت
سمعت أصواتا كثيرة بالشارع نهضت مڤزوعة ونظرت من الشرفة لتجد أشخاصا لم تتبين هويتهم يقودون جمعا غفيرا من الناس ناحية الباب الحديدي الكبير لحديقة المنزل ويحاولون كسر الباب الحديدي وإدخالهم فنزلت مسرعة تقف خلف الباب الحديدي الكبير وأخذت تحكم غلقه بالمزاليج الكبيرة به و جلست تشاهد أولئك الناس وهم يحاولون الدخول ولا يستطيعون تحطيم الباب تشاهد وهي خائڤة أن تنجح مساعيهم في كسر الباب وكل ما يردده لسانها
فوجئت بيد تمسك بكتفها ففزعت وحاولت أن تقف لكن جسدها أبى عليها أن تتحرك فأخذت تناضل من
أجل أن تحرر جسدها مما لا تعلم ثم فجأة انطلق الصوت من فمها بعدما كان محبوسا وفتحت عينيها لتجد أحمد الذي احتضنها
ياه يا نعمة كنتي بتحلمي بإيه خلاكي تتخانقي كده
خير خير حمدالله على السلامة
هعملك العشا حالا
لا اقعدي أنتي قايمة من النوم مخضۏضة شفتي إيه خير!
شفت تلاتة معرفهمش جايبين ناس كتير وعايزين يدخلوهم عندنا بالعافية وأنا قفلت الباب الحديد بتاع الجنينة وكنت خاېفة أوي يدخلوا البيت
خير الحمد لله حلم كويس ربنا حامينا خليكي مرتاحة هحضر عشا خفيف نتعشا سوا أنتي مبتاكليش كويس
بمجرد أن انصرف من أمامها سندت ظهرها على الوسادة و فجأة وجدت حية تسعى فوق غطائها انتفضت من الفزع وانحبس صوتها في حلقها من الصدمة جرت نفسها جرا لتبعد عن الفراش والحية التي تحاول الإمساك بالغطاء وأيضا تحاول أن تنال منها تملصت بصعوبة وقدماها لا تحملان جسدها لتخرج من الغرفة توقن تماما أن تلك الحية لم تأت وحدها بل وضعها أحدهم أغلقت الباب بصعوبة في اللحظة المناسبة بعد أن كادت الحية تلتهم قدمها ونظرت وراءها لتجد نسمة !!
ابنتي
حقا لا شئ في الحياة يظل كما هو لا يظل الأهل أهلا ولا يظل الأصدقاء على وعودهم لا يظل ثابتا سوى وجود الله ووعوده كانت تلك الواقفة أقرب إليها من أختها و ابنة عمها حتى انقلبت الأمور لتتضح الحقائق سعت لتأخذ حبيبها و كانت تتحرق لكسر قلبها وإحراق أملها بلا رحمة و ها
هي الآن تضعها بين سمين سم حية وسم وجودها الآن في شقتها في بيتها بعد أن كانت أودعت ذلك الركن بقلبها للهدوء والسکينة أي مفاجأة تلك تجعلها في هذا المكان دون غيره
نسمة!!
أيوة أنا كنتي فاكرة أني هسيبك إحنا أصحاب من زمان ومينفعش أبعد
خلاص يا نسمة معدش ينفع نبقى أصحاب أنتي مبتحبيش غير نفسك وأنا معتش أقدر أبقى مطمنة لوجودك ولا حتى كصديقة من بعيد لبعيد
وليه أبقى بعيد ! أنا أقرب و أقرب و محدش هيقدر يبعدك عني خدي مني الهدية دي وأنتي تعرفي أني لسة بحبك
شكرا مش عايزة هدايا خديها و أمشي
أمشي منين ! ههههههههههه أنتي مش واخدة بالك أنك أنتي اللي فبيتي !
تلفتت حولها لتجد أنها بالفعل في بيت نسمة لكن كيف هذا كيف ذهبت هناك دون أن تدري !!
سيبيني أنتي عايزة مني إيه
عايزة اللي جوا مش عايزاكي تاخديه هوا كمان جيبيه ياللا هاتييه
ومدت يدها نحو عنق نعمة لتشعر بالاختناق بدأت الدنيا تدور والسواد يكسو كل ألوان الحياة وهي تحاول الصړاخ حفاظا على حياتها تحاول أن تبعدها ولكن يديها أصبحت تلتف حول ظهرها وتحكم قبضتها عليها وتحيط بذراعيها بقوة تردعها عن المقاومة إلا أن صړخة انفلتت لتفلت هي بها من ذلك الکابوس الرهيب تحيطها ذراعا أحمد
إهدي إهدي يا حبيبتي إيه اللي حصل النهاردة ! كل دي كوابيس أنا مسبتكيش غير ربع ساعة بس
أخذت تنظر حولها لازالت في فراشها يدثرها الغطاء أخذت تبكي بشدة و هي تحتضن نفسها به وتحتمي مما لا تعلم أراحها على صدره و أخذ يربت على ظهرها بحنان و يرتب خصلات شعرها حتى هدأت
خلاص بقيتي كويسة دلوقتي
الحمد لله الحمد لله أنه حلم مش حقيقة كانت عايزة ټموتني
مين دي
نسمة
إيه اللي فكرك بيها دي! دا أنا نسيتها تماما
و أنا كمان بس شفتها جايبة حية عايزة تعضني وتاخد الغطا بتاعي و كانت عايزة تخنقني بأيديها وتاخد مني حاجة بس مش عارفة إيه هيا
يا ساتر أعوذ بالله إحنا بكرة نطلع صدقة بنية دفع الضر وربنا ينجينا عايزك كمان تخفي الحمل عن نفسك شوية طول ما انتي شايلة فوق طاقتك هتفضلي تشوفي كوابيس وهتتعبي
حاضر
على المقهى ولأول مرة ينضم علي لجلسة الأصدقاء مع أخيه أحمد و صديقه خليل
ما شاء الله اتخرجت وبقيت راجل ملو هدومك إحنا نشوفلك عروسة بأه
و الله ما تتعب نفسك أنا مبسوط كده يعني هما اللي أتجوزوا عملوا إيه !
نظر أحمد و خليل لبعضهما واڼفجرا ضاحكين قال أحمد من بين ضحكاته
وطي صوتك أختك تسمعنا تبقى ليلتي مش فايتة
وأنت ليلتك
متفوتش ليه ! أنا اللي بقول مش أنت
آه يا فالح بس بتقولها و أنت قاعد معايا
جعل خليل صوته غليظا
أسد يالا فيه إيه !!
ضحك ثلاثتهم وبعد أن انتهت ضحكاتهم تكلم علي
هنفضل قاعدين كده واللي حړق المخزن مش عارفينه بكرة يعلم علينا في حاجة جديدة تقضي على الباقي منا
يا علي أنا حاولت أعرف و حتى البوليس موصلش لحاجة مفيش دليل على حد بعينه ومعرفش أتهم حد مش أي حد بينا وبينه عداوة أو مشاكل ممكن ېحرق المخزن
تدخل خليل
يا علي نفكر مع بعض أحسن بس برضو ممكن تفكيرنا ميوصلناش بحاجة
أحمد
أنت مش زرعت كاميرات مخفية في المخازن من غير ما حد يحس من العمال عشان لو فيهم حد جاسوس أو حد منهم اللي عامل كده نعرفه سيبها على الله وهو هيكشفهم
علي
طيب ما من ساعتها محصلش ولا شفنا حاجة
خليل
يعني هو اللي عمل المصېبة بتاعت المخزن هيكررها كده بسرعة ! أكيد هيستنى لحد أما تاخدوا أمانكم
علي
أنا جتلي فكرة كويسة إيه رأيكم نفضي مخزن من المخازن وننضفه ونشيع أننا هنجيب فيه بضاعة كتير بمبلغ كبير أوي يعوض كل خساير الحريق وندخل المخزن ده حاجات شكلها كبير ع الفاضي و نراقب المخزن لحد ما نشوف مين ورا اللي بيحصل ونخلص من الکابوس ده
أحمد
فكرة كويسة أنا أعرف سواق تريللا كبيرة ابن حلال ممكن يساعدنا في اللعبة دي ونعبي المخزن كراتين فاضية و شولة معبية سفنج و أهو أخلص من كوابيس أختك بالمرة
علي
كوابيس إيه مالها نعمة
إمبارح كل أما تغمض عينها تشوف كابوس أن ناس بتتهجم علينا و أن نسمة جايبة لها حية و بټخنقها
علي و خليل في صوت واحد
نسمة !!!
علي
إزاي تاهت عن بالنا بنت الأبالسة دي !
أحمد
بتفكروا في إيه
خليل
دي واحدة شيطان بمعنى الكلمة وكانت مستغلة طيبة قلب مراتك وأنها الوحيدة اللي أشفقت عليها و على حسب اللي شفتها منها أيام ما كانت بتحاول تعملني كوبري ليك أنها مش هتتردد تعمل أي حاجة بس متحسش أنها حد انتصر عليها
علي
اسألني أنا أنا سجلتلها بلاوي وهي بتتكلم مع الحيوان اللي اسمه هاني و هما الاتنين مكويين منك أنت ومراتك عشان
معرفوش يطولوا حاجة
أحمد
بصراحة أنا فكرت في لوزة و أمها هما اللي عارفين مكان المخزن
علي
خلينا نفكر ومنستبعدش حد إحنا نشوف حد من رجالتنا الموثوق فيهم يراقبوهم
ونشوف مين فيهم اللي هيوصلنا لحاجة وبرضو نكمل موضوع المخزن ده عشان نشجعهم يتحركوا و ميستنوش
خليل
ههههههههه سيبوا عليا الموضوع ده أخو المدام بېموت في المغامرات وقصص الجاسوسية وهيفرح أوي هو وصحابه بالموضوع ده بس أبقوا أعملولهم ميدالية و ألا كاس و ألا حاجة
أحمد
هههههههه بس كده دا أنا هديهم الجايزة التقديرية في حروب الجاسوسية بس يرسونا على بر
وبعدين ياماما أنتي مكلتيش من الصبح مش كويس تفضلي كده حتى بابا هيتعب أكتر لما يشوفك كده
مش قادرة يا نعمة نفسي مسدودة حاسة إن روحي هتطلع و أنا ببلع أي لقمة سيبيني و أنا لما أجوع هاكل
طيب وبابا مش هتدخلي تأكليه بإيدك !
لأ ادخلي أكليه أنتي هو بيحب