الجزء الاول بقلم ماجده بغدادى
حسيتها ظالمة بصراحة معتش عارفة و اللي أقنعني أني مقدرش آخد قرار من غير موافقة كل الناس هنا
طيب ما تشوفي أنتي إيه اللي كان من حقك وإيه اللي ممنوع وفكري كده هو منطقي وألا لأ
إزاي مش عارفة
يعني أبيه أحمد محرم عليكي كل اللبس
لأ بس هو بيشوف أنا لابسة إيه وساعات بيعترض عليه
إيه بأه اعتراضه
هو اللي بيختار اللبس وألا أنتي
اللي بتختاريه بس في حدود اللي بيطلبه
لأ أنا اللي بختار و بلبس الألوان اللي أنا عايزاها
طيب و دراستك أنتي اللي بتختاري و ألا هو اللي بيختارلك تدرسي إيه
لأ هو بيسيبني أدرس
اللى عايزني يوم ما علي زعقلي وقالي آخد درس كمبيوتر و أنا مش حاباه وكنت عايزة أرسم قاله مالكش دعوة هي تعمل اللي يعجبها طالما هو إختياري
لأ بس بيقولي متصاحبيش غير المؤدبة
طيب مش دي حريات بيديهالك ولمصلحتك حاطط قوانين كمان دي مش قوانينه هو دي قوانين دينك و مجتمعك و أهلك يا
حبيبتي الحرية المطلقة دي كلام فارغ بيضحكوا بيه على الناس والنتيجة حد زي لوزة ضايعة مش عارفة طريقها وكل أهدافها في الحياة تستمتع بس إنما لو إحتجتيها في حاجة عمرها ما هتبقى حد يعتمد عليه وتغرقك وتضيع منك احترامك ومستقبلك الصديق يا حبيبتي هو اللي يساعدك تبقي أحسن مش يغرقك ويقنعك زي الشيطان اللي أقنع آدم أنه يعصى ربنا ويخرج من الجنة لمجرد أنه ياكل من شجرة برغم أن الشجر عنده مالي الجنة بس زينله الشجرة دي وهي مش أحسن شجرة ولا حاجة
أولا تعتذري لأبيه وتوعديه أنها غلطة وعمرها ما تتكرر ثانياوتبعدي نفسك عن أي حد يئذيكي ثالثاتشغلي نفسك في مسئولياتك عشان الفراغ هو اللي هيشجعك تغلطي رابعا و أهم حاجة دايما تشوفي اللي بتعمليه ده ربنا راضي عنه و ألا لأ و ساعتها هيبقى أبيه و كل الناس راضيين و أنا دايما جنبك وتقدري تيجي تحكيلي كل اللي أنتي عايزاه و أنا هساعدك على أد ما أقدر
طبعا هيقبل و هيبقى مبسوط منك لما يشوف أنك اتحسنتي في تصرفاتك بالفعل
بس دي غلطة متتنسيش
مفيش حد مبيغلطش بس فيه حد بيقاوم وميكررش الغلط عشان بعد كده العقاپ هيبقى أشد من مجرد شوية زعل
انتهت ليلة ثقيلة ونام فيها ثلاثتهم نوما مټألما لا يحوي الاطمئنان وأتى صباح مرهق على قلوب لم تر راحة ولم تر سوى أحلام مزعجة قاموا يجرون أقدامهم على الأرض وإن صح التعبير يجرون قلوبهم المثقلة بهمومهم و مخاوفهم و حتى آمالهم المرتعشة غادر أحمد سريعا حتى لا يرى أحدا و يحاول أن ينسى ما رآه ولكن هيهات فقد حفرت في ذاكرته صورة أخته أو بالأحرى ابنته و هي تدخن السچائر ولم يفعلها هو أو حتى أي من أخوانه الفتيان يلوم نفسه ويلوم أمه و عمه على وجود تلك المفسدة التي أطاحت بأعوام من التربية في بضع أيام
مفيش حاجة اسمها فرق بينهم لأنهم الاتنين بيمروا بنفس الظروف لكن إحنا اللي بنعمل الفرق ده بندي الولد صلاحيات بنمنع منها البنت لا لشيء سوى أنها بنت و نقبل من المراهق أخطاء منقبلهاش من البنت في المراهقة أو حتى نشجع عليها الولد وممكن نقتل البنت بسببها
فيه طبعا تأثيرات بتختلف ولكن زي ما قولتلك في الأول و الآخر هما واحد وعشان ترتاح لازم المعاملة يكون فيها إنصاف
طيب إزاي أعمل الإنصاف ده
إن كل واحد فيهم يبقى عليه مسئوليات مطالب بيها ناحية التاني و كمان ما نعينش واحد على التاني أو نفرق في المعاملة على نفس الغلطة صحيح نوع العقاپ بيختلف من شخص لشخص حسب شخصيته أو اللي بيفضله بس أوحش حاجة أنك تضطر تهينه أو تتحكم فيه بشكل مبالغ فيه و تمنعه من أي اختيارات حتى لو اختياراته متهورة لازم تكون واعي وتحاول تفهمه أضرار اختياراته لو ماستجابش وده بيحصل بشكل عام أو مش عارف يستجيب ساعده ولو بشكل عقاپ بس بعد فترة هيدرك أنه كان حماية مش عقاپ لأنهم مش أغبيا احنا اللي بفترض أنهم مش فاهمين زينا الأهم وجود حوار عشان هيلخص و يوفر عليك كتير
طيب إزاي أصلا أتخلص من مشكلات المراهقة و أخلي الولاد ميقعوش فيها
أهو ده كلام غلط جدا
إزاي
مفيش حاجة اسمها مراهقة متمرش بمشكلات ولو حتى بسيطة لكن لازم تمر كلمة مراهقة في حد ذاتها وصف للإرهاق اللي بيمر بيه المراهق و أهله كمان لحد ما يوصل لمرحلة الشباب بأمان إديله الفرصة يتعلم لأن محدش بيتعلم من غير ما يغلط ويتعلم من غلطه لو حصل وأقنعت نفسك إن مفيش مشاكل يبقى أنت بټدفن راسك في الرمل و لو بالفعل شايف المراهق معندوش مشاكل يبقى يا إما بيمثل عليك أنه كويس و هو بالفعل عنده مشكلات نفسية خطېرة يا
إما عنده مشكلات و هموم بيخبيها عنك ومش قادر يستأمنك على أسراره لأنك يا هتفضحه يا مس هتفهمه أو لأنك بعيد عنه ومقتنع أنك عمرك ما هتتفهم شعوره لأنك معملتش معاه حوار وعودته يتكلم معاك وتسمعه ويسمعك
الكلام ده للولد والبنت مع بعض و ألا الولد لازم الأب والبنت لازم الأم
أهي دي أكتر نقطة غلط
الناس مش فاهمينها فيه ناس كتير فاهمة أن الولد مش محتاج أبوه وأن الأم هي اللي مسئولة عن التربية لوحدها وفيه ناس بتقول الأم تهتم بالبنت و الأب يهتم بالولد أو أن التربية أننا نعمل لولادنا كل حاجة وينسوا أنهم محتاجين حضڼ الاتنين محتاجين الأب و الأم مع بعض في حياتهم عنصر السلطة الوالدية المزدوجة بس فيه تفاصيل صغيرة مهما كانت البنت قريبة من الأب لازم في حياتها عنصر نسائي تلجأ ليه ونفس الحال للولد
طول عمري مهتم بتربية أخواتي كلهم بشكل عام و مع ذلك حاسس أني أول مرة أفهم يعني إيه تربية معنى كده أن الناس كلها بتربي غلط
مش بالظبط يعني بس اللي بيربوا دول بشړ برضو بمميزات و مساوئ البشر واللي مهتم بيجتهد ولكن في الأول و الآخر ربنا اللي بيوفق ويهدي لأن حياتنا مش قائمة على التربية وحدها و إن كانت أساس متين لحياتنا و مبادئنا
أنا آسفة يا آبيه أنا معرفش إزاي أثرت عليا و عملت زيها
أنا زعلان جدا يا سناء زعلان عشان كنت واثق فيكي مية في المية و كنت فاكر أنك هتقوليلي أو حتى هتقولي لنعمة أي حاجة مهما كانت مكنتش فاكر أن كام يوم يخلوكي تتخلي عن مبادئك اللي اتربيتي عليها بسهولة زعلان عشان هبقى طول الوقت
خاېف عليكي وخاېف حد يقنعك تعملي أخطاء تضرك
مع كل كلمة تتساقط دموعها فأمسك يدها و أجلسها إلى جواره و احتضنها
أنا عارف أن ضميرك معذبك عشان أنتي مش وحشة و لا اتعودتي تغلطي المهم دلوقتي عندي أن الغلطة اللي اتعملت نتعلم منها أنا عايز أعرف اتعلمتي إيه
اتعلمت إني مشربش سجاير ولا أسمع كلام لوزة
بس كده!
و اتعلمت كمان إني مقلدش حد مهما شفت اللي بيعمله شكله حلو وإن اللي بيحبني ميخلينيش أعمل حاجة غلط
و إيه كمان
وإني مخبيش عنكم حاجة عشان لو هتوقعني في الغلط تفهموني
الله ينور عليكي هي دي سناء اللي أنا عارفها
هتعمل إيه مع لوزة
متقلقيش أنا مش هعرفها أني عرفت عشان متفكرش أنك فتنتي عليها وتضايقك بس هتصرف
قلت إيه يا عمي
إنت بتقول إيه ! بأه أنا بحاول أشوف حد يتجوزها عشان أخلص منها تقوم أنت عايز تجيبهالنا الشغل !
أهو نمسكها حاجة ملهاش دعوة بالفلوس ولا الشغل زي شئون العمال حضورهم وانصرافهم بحيث تبقى مشغولة طول النهار على الأقل نبعدها شوية عن الولاد في البيت محدش ضامن ممكن تعلمهم إيه ويمكن حد يشوفها يتجوزها ويريحنا منها
أقوم أجيبها هنا !
عندك مكان تاني نشغلها فيه و تبقى تحت عينيا بدال ما تعمل كوارث وتتحسب علينا
طيب و نعمة
أهي دي اللي حامل همها عشان مش هتسيبني بس مفيش قدامي حلول غير كده
أنت عايز تجنني ! بقى أنا قرفانة من وجودها وسطنا في البيت و أنت تاخدها معاك الشغل وتبقى في وشك في البيت و الشغل !
يا حبيبتي ده حل مؤقت قلنا يمكن حد يشوفها ويتقدملها ونخلص منها من غير ضميرنا ما يئنبنا إننا اتخلينا عنها
ضمير مين اللي يأنبه ! دي هي و أمها كانوا عايزين يخربوا بيتنا ده عقابهم وعليهم يستحملوا نتيجة عمايلهم السودا
أنا مقدر أنك مش قادر تنسي ومش هطالبك تسامحي لأني أنا نفسي مش قادر أسامح و أصفى بس ببساطة كده لو سيبناها أكيد هتبقى أسوأ وتتمنى خرابنا أكتر خلينا نعمل آخر محاولة بحيث أنها لما تخرج من حياتنا نبقى متطمنين أنها مش هترجع أو لما تتجوز تبقى اتعلمت تعيش بما يرضي الله ومتنطلناش كل شوية
آه يا خويا يا بو قلب حنين يمكن ليك مزاج تاخد فيها ثواب وتتجوزها بالمرة يمكن تجيبلك العيل اللي نفسك فيه
تاني يا نعمة
هو إحنا كنا خلصنا منه أولاني !
احتدم
الموقف بين أحمد و نعمة بعد ذهاب لوزة للعمل معه وتعمدها الذهاب معه والرجوع معه وبأسلوبها المستفز فقد كانت تلك اللوزة تتعمد أن تتأبط ذراعه برغم مقاومته التي تراها نعمة مصحوبة بنظرة منه تتبرأ من الضلوع في تلك العلاقة وتتعمد أيضا في العمل أن تجلس إلى جواره كلما أتيحت لها الفرصة ووجدته جالسا إلى مكتبه أصبح الغليان يملأ البيت من تدخلات لوزة المتكررة وكذلك أصبحت سناء على عداوة معها فقد كان البيت عبارة عن كتلة مشټعلة من المشكلات و أثناء هذا الزخم الهادر من العقبات في طريق الراحة والتفاهم تتغير سير التحقيقات حيث استغل التأمين أقوال المتهمين بأنهم حرقوا المخزن بالاتفاق مع المالكين للحصول على أموال التأمين و خرجت نجوى و كادت نسمة أن تخرج و لكنها كانت متهمة بقضايا أخرى و أتت نجوى تبكي كما أتت ابنتها من قبل وانضمت للحشد مٹيرة العديد من المشكلات التي لم يكن البيت بحاجة للمزيد منها
بيت ده وألا مورستان ! ما تشوفلك حل أنا معتش قادرة اتحمل
يعني أعمل إيه يا نعمة
أنت بتسألني أنا ! واحدة حړقت مخزنكم ولما اتمسكت تاني اتبلت عليكم
وضيعت عليكم فلوس التأمين