الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية رياح الألم ونسمات الحب بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 47 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز

 


جيت عليهم بصحتي وقوتي ومرحمتش حد    فضل سايبني اتمتع بالدنيا وانا مش حاسس بالشبع منها    ونسيت ان كل نعمه هو أدهالي ليها حق عليا    وضحك وهو يتذكر كل شئ مر بحياته هحس بمرضي ازاي    ووقت الحساب الدنيوي جيه 
ثم افاق صالح من شروده وهو يقول خلي كريمه تروح لحالها يازينب    هي ملهاش ذنب كانت في ايد اب طماع رماها لزوج طماع    خليها تروح تشوف حياتها يمكن ربنا يعوضها 

دلف هشام الي داخل شقته وهو مازال يدندن بأغاني خطبته وعقد قرانه ليتأمل كل ركن في زواية شقته ناظرا الي ذلك المظروف الكبير الذي اعطاه له حارس بنايته فيقول بصوت يملئه الفرح وانت حكايتك ايه كمان 
فسار بخطي بطيئه حتي صعد درجات السلم المعدوده بثلاث درجات ذاهبا في ذلك الممر البسيط الي غرفته يخفف من حدة رابطة عنقه الزرقاء بيديه التي تشبه فستانها الازرق    وضعا ذلك المظروف جانبا    متسطحا علي فراشه بكامل ليتأمل السقف بأعين سعيده    حتي تذكر تلك الليله التي لا يعلم كيف سيخبر بها سميه هل سيتركها مثل الذنوب التي نفعلها ويسترنا الله من ذنبها عندما نتوب ونستغفر    اما لابد ان وقت الاعترافات ان تأتي    فهو يعلم تماما بأن سميه تعرف قصة جوليا معه    ولكن ليلتهم تلك لا احد يعلم بها سوى الله 
فأغمض عيناه خجلا عندما تذكر رب العالمين ليتمتم من بين استغفر الله العظيم استغفرك واتوب اليك يارب العالمين 
ثم ابتسم وهو الي بطنها التي اوشكت علي الظهور وبصوت يملئه الحب وعشان اريحك ياستي    انا عرفت بالصدفه لما جيت اخدك من عندها قبلت مازن قدام فيلته    يعني مجرد صدفه    ثم قال بمرح قد اكتسبه منها ومن هشام تصدقي انا برضوه اتفجأت ان عندي صديق اسمه هشام وكتب كتابه كان النهارده 
واعطاها ظهره واغمض عينيه علي وسادته وهو يبتسم قائلا يلا نامي بقي عشان غلط علي صحتك 
تأملت ريهام صفح تلك الروايه التي تقرأها حتي أدمعت عيناها وهي تقرء في سطورها معاناة البطله حينما فقدت حبيبها في احدي الحروب التي كانت تقيم في بلدتهم ليدخل مازن عليها كما اعتاد كل يوم ناظرا اليها مطمئنا علي حالها مازن انتي لسا صاحيه 
فنظرت اليه ريهام وهي تزيل دموعها بأطراف اناملها كنت مندمجه مع الروايه 
فضحك مازن وه
فأدمعت عين ريهام مجددا قائله بتأثر الفقد صعب اوي انك تفقد حد جزء منك وهو كل حياتي    شئ مؤلم 
فتذكر مازن والديه    حتي شرد في سنوات عمره القليله التي قضاها معهما فتطلعت اليه ريهام وهي لا تعلم سبب شروده هذا    فنظر اليه مازن بعدما عاد لرشده ثانية حبيت اطمن عليكي قبل ما انام تصبحي علي خير 
فعتدلت ريهام من نومتها حتي اصبحت ركبتيها تتكئ علي الفراش قائله مازن 
فألتفت مازن اليها    وقبل ان تنطق بكلمه كانت هي الاسبق قائله خليك جنبي ممكن 
 ان تخرج من غرفتها وتجلس معهم جميعا كان حدثا اسطوريا في بيتهم الكبير ان تجتمع العائله جميعها زوجاته وبناته تذكر عندما استعدت ثريا وفاطمه للخروج معه وهي تقف وسط بناته مکسورة مذلوله محپوسه في بيته الجميل بأثاثه ولكن قلبا وليس قالبا    رأي دموعها تسيل وهو يقول لها بغلظت حديثه اهتمي بمنظرك وبنتك شويه لو كنتي نضيفه وتشرفي كنت اخدتك فرح اولاد الاكابر اللي معزوم عليه    ولا انتي صحيح اخرك افراح الفلاحين 
فنظرت سلمي الي تلك العبائه الورديه التي ترتديها ونظرت اليه بأعين دامعه حتي أقتربت منه ثريا بشماته و تشبثت بذراعيه مش يلا ياسي منصور ده انا نفسي اوي احضر حفلات البندر    بيقولوا انها حلوه خالص وترد الروح كده ولا الناس اللي بيحضروها كلهم بيبقوا حلوين وبيلمعوا ايوه كده احنا عايزين بقي نطلع ونشوف الدنيا 
فيبتسم منصور لها ولفاطمه ويسير بهم نحو سيارته الفاخمه ليتستقلوها سويا تاركينها بحسرتها 
ليفيق منصور من شروده بعدما نهض من جانب ثريا تاركا الغرفه ذاهبا لسجينته فيفتح باب غرفتها متأملا ظلام الغرفه
والتف منصور كي يخرج ويتركها قائلا كلها خمس شهور وهترجعي لاهلك تاني وولادي انا اللي هربيهم وانتي حره في حياتك يابنت صالح    غلطتي ان بعد كل السن ده ضعفت قدام حتت عيله بتستغفلني 
فنهضت سلمي من جانب ابنتها كي تقف امامه الصغير   وارتمت بين ذراعيه قائله بضعف متكسرنيش بظلمك ليا يا منصور 
فنظر اليها منصور طويلا حتي قال بجمود هتكفل بمصاريف تعليمك    لحد ما تقدري تدخلي الجامعه اللي نفسك فيها وبكده يكون عملت اللي وعدتك بي    
ويبعدها عنه برفق    ناظرا لها طويلا وكأنه يخبرها من نظراته انها بالنسبة اليه قد اجتاحه بعدما انتهي الشباب 
نظر الي عمته الشارده التي تحتسي فنجان قهوتها بشرود قائلا بعدما اقترب منها الجميل سرحان في ايه
فنظرت اليه امال بأعين شارده قائله بنغزه في قلبها حاسه ان نيره فيها حاجه يافارس صوتها تعبان وكل ما اسأل يوسف وقوله طمني عليها يقولي مفيهاش حاجه 
فتطلع اليها فارس بقلق وهي يتذكر اخر مكالمة كانت مع اخته ولم يعجبه صوتها في الحديث معه فأخبرته بأنها تعاني من بعض الالام في معدتها 
حتي اقتربت منهم هنا بأرهاق واضح بسبب الحمل وهي تحمل احد كتبها ناظرة لهما    ليقول فارس ليطمئن عمته انا هتصل بيوسف وهطمن عليها متقلقيش انتي ولو حكم الامر هسافر عشان اطمن بنفسي    ثم نظر الي هنا الواقفه امامه وتتنفس بصعوبه مدام السلم بقي يتعبك خلينا ننقل اوضتنا لأوضة المكتب    ولا انتي اللي تخنتي وبقيتي شبه الكوره عشان كده مبقتيش قادره تتحركي 
فضحكت عمته علي مزاحه هذا رغما عنها ونظرت الي هنا التي تتأمله غيظا قائله بطل هزارك ده معاها يافارس وكمان مش برضوه اللي في بطنها ابنك او بنتك وكل التغيرات اللي حصلتلها ديه بسببه هو 
فنظر
اليها فارس بعدما امتلئت عين هنا بالدموع بسبب مزاحه علي شكلها    حتي قال بحب اي كلمه بقولهلها بتزعل منها علطول     عشان لما اشكيلك منها متبقيش تدافعي عنها 
فنظرت اليه هنا قليلا   وتأتي الخادمه قائله الفطار جاهز 
فتتأمل هنا الي نظراته اليها    حتي يضحك فارس عارف ياحببتي ان الحمل هو السبب    روحي اللي بقي الاول والاخير وهو الطعام 
فنظرت اليه هي بعدما ابتعدت عنهما امال التي ملت منهم    وبصوت يملئه الڠضب متبقاش تيجي تصالحني بعد ما تزعلني 
واقتربت منه كي تغيظه وعلي فكره انت كمان تخنت    ومبقتش فارس الوسيم 
وركضت من امامه قبل ان تري ابتسامته التي ظهرت علي محياه وهو يقول بعد ان حرك يده علي ذقنه المشكله اني برخم عليكي    عشان طولت لسانك ديه    
وسار خلفها الي طاولة الطعام    فوجدها جلست وافرغت كل شحنة ڠضبها في طبقها وكوب عصيرها الطازح       
وقبل ان تلتف اليه وتترك طعامها    كان قد اسرع بخطاه الي غرفة مكتبه مناديا علي خادمه كي يصنع له فنجان قهوته
تأمل محمود صورها بين يديه وهو يرتشف من كأسه نبيذه الاحمر المفضل فظل يتخيل نفسه هو من ويراقصها    ليتأمل الصور قليلا الذي اخبره احد رجاله بأنه التقاطهم لهما في ذلك المطعم الذي حجزه فارس لهما فقط    فرتشف نبيذه ثانية وهو يتذوقه ببطئ   قائلاا بضحكه يمتلئها الكرهه كل حاجه حلوه ليك انت    اخدت ايناس بس ايناس طلعت خاينه وانا فرحت فيك    بس هنا     هنا لاء يافارس   احد الصور التي بمفردها الي قائلا هتبقي قريب اووي في ياحببتي    انا اللي استهلك مش هو
وزي ما ابوك زمان دمر حياتنا واتجوز امي في السر    انا 
قلبك علي مراتك وابنك ومش هتعرف طريقهم    لسا يافارس دورك جاي 
تأمل هشام المظروف الذي تركه اسبوعان دون ان يكلف نفسه    كي يري ما به    ونظر الي تلك للفحوصات التي يحتويه المظروف ولا يعرف كيف يفهمها    حتي رئي رسالة تخصه    ليسطر القلم كلماته     وتسقط العين علي ما ترغب    وتصبح الاوراق التي بعثرت ارضا هي من تكشف عن تلك 
فيهوي هشام علي اقرب مقعد قائلا بصوت تائه جوليا حامل !!
الفصل الثلاثون
_ رواية رياح الألم ونسمات الحب 
_ بقلم سهام صادق 
ساد الصمت للحظات في ذلك التجمع الذي لا يدل سوى علي الاستقراطيه لتتنفس ريهام بصعوبه متطلعه الي والديها اللذان كل واحد منهما منشغل بطبقه بعد ان اجتاحتهم ثورة اسريه وهم يتعاتبون فيتأمل مازن زوجته بأشفاق وهو يري الحسره في عينيها رابطا علي يدها بحنان    لتقول هدي والدتها السبق الصحفي اللي عملناه من شهرين كان هايل ومرسي خالص علي العربيه يامازن بجد هدية ماكنتش متوقعاها 
فنظرت ريهام الي والدتها    لتبتسم هدي شايفه جوزك لما بيحب يهادي بيهادي بي ايه    لتنظر الي اسورتها الذهبيه التي اهدتها هي ايها قائله هتسافر امتا يافريد 
فيتطلع اليها فريد ساخرا قائلا بيأس من تلك الزوجه التي مهما طلب منها ان تصبح ام وزوجه    تنفذ طلبه يومان وتعود كما كانت هدي هانم الاعلاميه المشهوره هذا كل مايهمها اظن انك مسافره باريس بعد يومين فمش هيفرق معاكي اسافر امتا 
فأبتسمت هدي كعادتها غير مباليه بشئ    لينهض مازن بعدما اشعل سيجارته البنيه ناظرا الي فريد مستأذنا منهم بأن يذهب الي مكتبه كي يتابع اعماله    فنهض فريد هو الاخر بعدما مسح بفوطته ايضا وذهب معه كي ينفرد به ويشرح له مشاريعه التي يرغب بأن يشاركه فيها مستخدما نسبه النقطه القويه بينهم لتبقي في صالحه 
فتتأمل هدي المكان حولها قائله بأستقراطيه وهي تنظر الي الخدم ونظام قصرهم الفخم شايفه اللي كنتي رفضاه معيشك
 

 

46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 56 صفحات