الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية رياح الألم ونسمات الحب بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 49 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز

 


ان يري الحقيقه بأعينه حتي لا يصبح ظالما ولكن ظل يفكر طويلا بأنه اذا علم الحقيقه ورئها مع عشيقها قبل ان فشرب منصورفنجان قهوته بعدما تأمل تلك الساعه التي امامه وقد تجاوز الوقت منتصف الليل واصبح الظلام دامس بشده لا يحيطه سوى ذلك القمر الذي ينير تلك الحجره
التي اتخذها له كي يريح فيها اعصابه عندما يزهق من ضجيج الحياه التي صنعها لنفسه فشعر بقلبه يخفق بشده كلما تذكر بأنه اليوم قد جعل باب غرفتها مفتوحا دون ان يغلقه بمفتاحه كما اعتاد منذ ان علم بخيانتها وانها تقابله ليلا    فمر الوقت حتي شعر بأنها كشفت مخططه ولن تخرج لمقابلة عشيقها    ولكن صوت الاقدام التي تسحبت بجانب غرفته المظلمه جعلته يشعر بأن الحقيقه قد حان وقت ظهورها ولن يصبح احدا مظلوما 

فوقف منصور امام خزنته ليخرج متنفسا بصعوبه وهو يخطي بخطوات بطيئه خلف الاقدام ويخرج من باب المنزل ناظرا الي ذلك الباب الذي احدث صوتا عند غلقه    فتأمله منصور قليلاا    وهو يعلم بأنه باب ذلك المخزن الذي يخزن فيه طعام مواشيه 
فأقترب بقدميه من الباب لتهتز يده حتي يسقط ذلك منه وهو يسمع صوت يعرفه تماما 
انت لازم تيجي تتقدملي في اسرع وقت ياعبدالله    انا حامل 
نظرت اليه نسرين وهي تتأمل تذكرة سفره الي امريكا ثانية قائله انت هتسافر   طب وهنا ولا ديه كانت محطه وخلاص خلصت
فأبتسم محمود بخبث وهو   انا هرجع اكمل شغلي تاني بره بس مش في لندن في امريكا    ثم نظر اليها بخبث شديد قد فهمته هي علي فكره شوقي باشا عينه منك    شوية دلع بس وهتقدري تخليه يتجوزك
وتعيشي ملكه    مش ده اللي انتي عايزاه 
فأبتسمت نسرين وهي تتذكر اخر لقاء بينهم عندما طلب منها الزواج علي زوجته العجوز التي لم تصبح كما كانت في شبابها 
فنظر اليها محمود بعد ان اقترب من كأسه المثلج وظل يتذوق طعمه بأنتعاش قائلا لو احتاجتي حاجه يانسرين اطلبيها من المحامي بتاعي وكده مهمتك معايا انتهت   
نظر اليها فارس طويلاا قبل ان اليه قائلا بحنان خلاص ياهنا هنسافر النهارده المزرعه حضري نفسك 
فأقتربت منهما امال بأشفاق قائله زينب قالت لابراهيم    انه عايز يشوفك ياحببتي    هو بقاله مده عيان    وابراهيم النهارده كلمني من المزرعه وقالي 
فهبطت دموعها لتمتد يد فارس كي يزيلها   
فتشبثت فيه هي اكثر وبصوت ضعيف مش هيبقي ليا حد يافارس 
  ناظرا الي اعينها بحب وبصوت حاني طول ما انا معاكي عمري ماهخليكي تحسي انك وحيده ياهنا    
لتتكئ هي علي برأسها ناظرة اليهم امال بأسي فبرغم من كل ما تعلمه عن جبروت صالح فقد اشفقت عليه
وقفت سميه تنظر اليه ببلاهي     
فتأملت سميه الطفله التي يحملها    واخيرا قد نطقت فقالت انا مش فاهمه حاجه هو انت قبلت جوليا فين وديه بنت مين وجوليا مين اللي ماټت 
فنظر اليها هشام طويلا حتي سقط علي اقرب مقعد ليشاور بأصبعه علي تلك الصغيره ديه ورد بنتي وبنت جوليا    
فأقتربت منه سميه حتي چثت بركبتيها امامه لتقول بشحوب يعني انت كنت متجوز جوليا من زمان 
فأخفض هشام بوجهه خجلا فقال انتي كنتي عارفه بعلاقتي بجوليا    بس مكنتيش تعرفي بالليله ثم نظر الي الطفله فأدمعت عيناه انا عارف اني غلطت ياسميه سامحيني 
فأغمضت سميه عيناها بأسي وهي تبكي بصمت انت ژاني ياهشام عارف يعني ايه ژاني   عايزني اسامح واحد ژاني ازاي    انا كنت فاكره علاقتك بجوليا علاقه عابره مريت بيها وقولت مش مهم لازم انسي واسامح كلنا بيجلنا وقت وبنضعف    بس عمري متخيلت ان علاقتك بيها توصل    فتأملت سميه الطفله الباكيه قائله طلقني ياهشام 
فظل هشام يتأمل تلك الكلمه التي سقطت علي مسمعه منها حتي قال بضعف وهو ممسك بشهاده ميلاد تلك الطفله وشهادة ۏفاة جوليا وعقد زواجهما وذلك الجواب الذي اعطته له جوليا قبل ۏفاتها بساعات كي يعطيه لسميه جوليا سبتني او بالاصح هربت من غير ما تقولي انها حامل    عرفت كل حاجه قبل   
فضحكت سميه بسخريه قائله قبل ايه   قبل متخليني الزوجه المغفله    ثم نظرت اليه پألم انا كده فهمت انت ليه سرعة في موضوع جوازنا وجبتني معاك هنا امريكا    
ليه ياهشام خلتني مغفله    ليزداد بكاء الطفله حتي تسقط دموع سميه وهي تتأملها ناظرة اليها بأشفاق فتمد بيدها لها وهي تلف وجهها بعيدا عنه وكأنه تنفر من رؤيته    فيعطيها هشام الطفله قائلا بأسي لما فعله معها لازم ارجع المستشفي عشان اتابع اجرائات الډفن مع حسام   
فتظهر ابتسامه ساخرة علي سميه قائله هي ملهاش ذنب    لحد ما نطلق هخلي بالي منها    بس انت خلاص خرجت من حياتي 
فيتأملها هشام بعجز    ويتركها تسقط في بحور دموعها وهي الطفله الي 
وقف محمود ينظر الي رجاله للحظات بعد ان نبهم علي كل ما سيفعلوه في غيابه    حتي انصرفوا ليقترب منه محاميه الشخصي الذي يدعي طارق 
محمود زي ما اتفقنا يامتر    تتابع كل حاجه في غيابي وكل حاجه انت اللي هتبقي مسئول عنها من اول ما تسيب هي البلد لحد ما توصل عندي 
فأبتسم المحامي بود وهو يقول كل اللي اتفقنا عليه يامحمود باشا هيحصل    وكويس اووي انك هتخلي رحلتك الاول لامريكا بعدين لندن يعني عشان الخطه 
فأبتسم محمود بسخريه وهو يتنفث دخان سيجارته بعشوائيه حتي
نظر اليه طويلا حياتها مهما عندي اووي هي واللي في بطنها سامع 
فأقترب منه المحامي    ناظرا اليه طويلا انت غريب اووي مستر محمود 
فيخرج محمود ذلك الشيك من جيب سترته وبصوت جامد كل اتعابك هتوصلك في الوقت المحدد 
لينصرف المحامي بعد ان لمعت عيناه بتلك الاموال 
ويسير محمود الي جانب شرفة مكتبه ناظرا لاخر مره الي هذا الافق الذي يحطيه    متذكرا الجريده التي كانت في خزنة والده التي لم يفتحها إلا من اسبوعين ليري فيها قلم والده محدد علي تلك الحاډثه التي اعلنت عن مۏت رجل الاعمال مراد راضي القاضي   وزوجته السريه التي حذف اسمها بقوه بذلك الحبر    متذكرا هروب والده الدائم منه عندما كان طفلا وهو يسأله عن والدته لتكون الاجابه سبتك عشان ترجع لحبيبها وعشيقها الاولاني    امك ماټت    ماټت 
فتظهر صورة هنا امامه حتي يقول بعد ان لمعت عيناه پغضب عارف اني مريض نفسي    بس جيه الوقت اللي لازم اخد بقي حاجه من عيله القاضي   ومش هيبقي اغلي منك انتي وابنك    ثم قال بسحر وهو يتذكر ضحكاتها البريئه بس ده ميمنعش اني بحبك ياهنا    فتتلاشي صورة برائتها سريعا ويتذكر قربها من
فارس وقبلتهما التي لم تشعرهم حتي بوجوده    فيعود الڠضب اليه ثانية    متأملا ساعته فقد حان وقت المغادره الان 
الفصل الواحد والثلاثون 
_ رواية رياح الألم ونسمات الحب 
_ بقلم سهام صادق 
نظرت سلمى الي منصور الجالس بأنكساربجانب هذا الشاب الذي يجلس بأسترخاء ويضع ساقا علي ساق وكأنه في بيته وليس ضيفا لتقع عيناها علي ثريا الجالسه منكسة الرأس الملتوي بسبب تلك الجلطه التي لا تعلم سببها ففي يوم وليله قد تبدل حال هذا البيت واصبح الهدوء المخيم بالحزن يحاوطه     لتقف سلمي امامهم وهي ممسكه بأكواب الشاي الموضوعه علي هذه الصنيه حتي قالت بصوت ضعيف الشاي يا خالتي ثريا 
فنظرت اليها ثريا للحظات    ثم اشاحت بوجهها بعيدا ليتطلع اليها منصور بشده بعد ان لمح نظرات ذلك الشاب الذي اقتحم حياتهم بسبب غباء ابنته التي اراد ان ولكن لم تقوي يديه علي حمل مره اخري للتخلص من ذلك   ففرت سلمي من نظرات منصور كالطفله الخائفه حتي سمعت منصور يقول بعد ماهتولد هطلقها سامع 
لتضع سلمي بأيديها عليكي تكتم تلك بعدما علمت سبب وجود ذلك الشاب    فتحركت ناحية درجات السلم لتري منال واقفه بأعين دامعه يرتعش    فتقدمت نحوها حتي قائله خلاص يامنال انا سمعتهم بيتفقوا علي الجواز متقلقيش
فتقترب منها منال بأعين راجيه سامحيني ياسلمي   
سلمي بقوه وكأنها تشعر ببؤسها    حتي لمحت شوق تحمل طفلتها فنظرت لها بأعين محرومه    واقتربت منها بتوسل اديني اشيلها ياشوق 
فنظرت اليها شوق بأحتقار ديه اوامر ستي ثريا    ثم لومت بلعكتها وقالت وبصراحه الست عندها حق ازاي تأمنك انك تربي البنت وانتي خاينه ومعډومة    
وقبل ان تكمل حديثها كان منصور يقف في منتصف المنزل وبصوت عالي اخرصي    واديها البنت    والبيت ده مشوفش وشك فيه أستغنينا عن خدمتك 
فأقتربت شوق من ثريا كي تتدافع عنها حتي قال منصور بصوت جهوري وياريت تاخدي ستك معاكي كمان وانتي خارجه من البيت ده 
لتنظر اليه ثريا بتعب حتي تكلمت بهمهمات متقطعه هترميني يامنصوربعد ما بقيت مريضه     وبقي عندي القلب والسكر   
فضحك منصور بسخريه قائلا يبقي هتفضلي في البيت ده ولا كأنك موجوده    ويوم ماهسمعلك صوت هتبقي رجلك بره 
ثم نظر الي سلمي بقوه خدي سهر واطلعي علي اوضتك 
وألتف الي ذلك المتعجرف    ليري نظرات الشماته في اعينه   ثم نظر الي ابنته المنكسره    ليقول بصوت قوي بكره هتتجوزي    بس من دلوقتي انتي ولا بنتي ولا اعرفك 
وتركهم وذهب    بعد ان نفذت قوته في تحمل ذلك الذل 
وقفت ريم تتأمل كل ما يدور حولها بأعينها الصغيره وهي لا تعلم لماذا كل هذا البكاء    فنظرت الي نور التي تكبرها بعدة اعوام    فرأت دموعها تهطل بغزاره في والدتها التي تتأمل زوجها الذي يحتضر    فترقرقت الدموع في عينيها من تلك المشاهد التي لا تنسي    حتي خبئت اعينها بذراعيها وكأنها تريد ان تقف هذا الشريط الذي يمر أمامها
  وتحركت ببطئ كي تقف امام والدها ليقول بأبتسامه أصبحت تلازمه 
صالح كان نفسي ياريم افوق قبل ما الاوان ما يفوت    واعوضك عن كل حاجه    كل ما اشوف عيونك واتأملك بقول ازاي انا كنت غبي وانا مش حاسس بالنعمه اللي معايا انتي واخواتك    افتكريني بأي حاجه حلوه مش وحشه    ثم بدء يرتعش    انا عايز اشوف سلمي وهنا هما ليه لسا مجوش عشان اشوفهم 
فأبتسم صالح بمراره وهو يشاهد صغيرته البريئه حتي أمتد ببصره الي خارج الغرفه ورئي زينب قادمه اليه وهي تمسح دموعها في أكمام عبائتها كي لا تشعره بشئ 
لم يبقي علي عمليتها سوى خمسة ايام    خمسة ايام وسيحدث ما اراده الله    ولكن كلما نظرت نيره الي صورة طفلها الذي يشبه اخاها كما يحمل اسمه    دمعت عيناها وهي صورته وتحادثه قائله وحشتيني
 

 

48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 56 صفحات