الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية رياح الألم ونسمات الحب بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 50 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز

 


اووي يافارس تفتكر هرجع تاني ليك واخدك في    وهسمعك وانت بتقول ياماما    فترقرقت الدموع ثانية بعد ان مسحتها حتي تقطرت علي اناملها التي تمسك الصوره قائله بابا بيقولي انك ابتديت تحبي    وبقيت تقول بابا    
ليدخل يوسف في تلك اللحظه وبيده بوكيه من الورد بألوانه المبهجه التي هي قائلا الورد لاحلي ورده في الكون 

ثم أقترب من جبينها وهو يقول احنا مش قولنا بدل ما نبكي نمسك المصحف ونقرء فيه    
فأدمعت عين نيره وهي تنظر للمصحف الذي بجانبها عندك حق بس وحشني فارس اووي قولت اتفرج علي صوره هو مينفعش تجيبه ليا يايوسف 
فأبتسم يوسف وهو ينهض من جانبها حتي اشار بأصبعه علي الزجاج الذي يحيط غرفتها متأملا ضحكت ابنه والمربيه الخاصه به تحمله وتشير بأصبعها الي والديه    فيبتسم الصغير بقوة وكأنه قد شعر بأنفاس والدته التي خرجت من ذلك الزجاج اليه من كثرة شوقها فأدمعت عين يوسف عندما رئها تهرول اليه وتقف امام هذا الزجاج بأعينها الباكيه يد الصغير التي وضعتها المربيه علي زجاج الغرفه حتي قالت نيره بأشتياق وحشتيني اووي اووي ياحبيبي ماما بتحبك اووي ونفسها تخف عشان ترجعلك   خليك طفل شاطر واسمع كلام بابا    وقبل ان تكمل حديثها وتأتي بسيرة المۏت 
فأبتسمت نيره وهي وجهها في متأمله ابنها بأعين دامعه قائله برجاء يارب
ظلت تركض حتي سقطت علي ركبتيها الصغيره امام هنا التي هبطت هي وفارس من سيارتهما في ذلك الوقت حتي قالت بطفوله بابا عايز يشوفك انتي وسلمي يا ابله هنا انا روحت لسلمي ومنصور قال هيجبها بسرعه    
فأبتسمت هنا من بين دموعها    حتي أقترب منهما فارس ضاحكا وهو يعبث بشعر تلك الطفله البريئه وانحني اليها كي علي وجنتيها بحنان قائلا لاء احنا عايزين النونو يبقي شبه ريم   
فأبتسمت ريم وقد نست خۏفها هيبقي شبه ريم في كل حاجه    بس كده هيبقي في اتنين ريم 
فضحك فارس علي تعبير تلك الطفله اليه بقوه وبصوت حاني ياريت يبقي شبهك في كل حاجه ياريم 
نظرت سميه للطفله طويلا وهي تحملها بين ذراعيها
فأبتسمت سميه بوهن ومين قال انها سبب حزني ثم نظرت اليه بقوه حتي قالت علاقتي بيها هتبقي غير علاقتي بيك    هي هتبقي بنتي
  ام انت فعلاقتي بيك كزوج خلاص انتهت ولو هعيش معاك هعيش عشانها ثم تذكرت امر والديها وعشانهم هما كمان
فنظر اليها هشام حكاية ورد
نظر اليهم صالح طويلا    حتي تأملتهم عيناه وكأنها تودعهم 
فوقفت عيناه علي تلك الزوجه التي تنظر اليه پألم فتذكر لحظة زواجهم لم يكون زواجه بها عن حب ولكن كان طمع في ميراثها    حتي جاء اخاها واعلنها صراحة بأن اخته ليس لها شئ وان ما يبعثه لها هو اكراما منه    ثم نظر الي ابنته سلمي الواقفه ببطنها الممتلئه وتحمل طفله صغيره علي ايديها فأدمعت عيناه وهو يري كم جعل ابنته التي تجاوزت عامها السادس عشر منذ شهرا واحدا    تحمل في ايديها طفله وفي احشائها طفلا اخر من رجل يصغره بخمسة اعوام وكل هذا بسبب طمعه وحبه للمال    حتي جاء بصره الي ابنة اخاه ولكن ما اراح قلبه ان الله قد عوضها بعيشة يتمنها الكثير ولكن مازال قلبه ينبض اسي وهو يراها واقفه تبكي عليه وعندما أتت وطلب منها السماح بكت وهي تدعوا له وان قلبها لم يحمل له كرها في يوم كان هو عمها الذي يعتبر اباها     ثم وقع ببصره علي ابنته نور فأبتسم وهو يتذكر كم كانت تقول له دائما انها تكرهه ولا تتمناه ابا ولكن في الحقيقه اكتشف ان هذا الكرهه لم يكن سوى صياح بالحب     فيقف ببصره علي تلك الصغيره التي سيتركها في عمرها السابع فيبتسم وهو يتذكر صوتها وهي تقرء علي رأسه بعض ايات القراءن التي قد أحفظتها ايها معلمتها     فتهدأ الانفاس ويثقل اللسان حتي يرفع هوعيناه لأعلي وكأنه يطلب من الله رحمته ويحاول ان يلقي الشهاده ولكن قد ربط اللسان وانتهت الدنيا وقد فات الاوان 
هو بحنان 
مازن كل ده عشان خاطر عم محمد ياريتك كنت جيت من زمان ياعم محمد 
فأبتسمت ريهام وهي تهندم له رابطة عنقه وبصوت محب انا بحبك اوووي يامازن انت طيب فعلا 
فأبتسم اليها مازن أبتسامته السا متأملا بريق عيناها انتي اللي غيرتيني يابنت فريد مكنتش بصدق اللي يقول الستات ليهم سحر خاص    بس معاكي عرفت ف قائلا بأبتسامه انتي فرحة مكنتش متخيل انها هتجيلي 
فتشرد ريهام في ذلك الموقف الذي أحدث كل هذه المشاعر متأمله زوجها الحنون رغم معرفة البعض بصرامته   حتي أبتسمت وهي تتذكر ماحدث منذ ساعه واحده 
فلاش باك !! 
ذهبت الي شركته التي لأول مره تردف اليها    وظلت تتأمل هذا الصرح الضخم العملاق وهي تري اسم عائله زوجها يلمع مجموعة الدمنهوري فوقفت بعد ان فتحت باب السياره المخصصه لها قبل ان يهبط السائق ويفتحها فأبتسمت للسائق وهي تخبره بأن الامر ليس ضروري لكل هذا الركض 
فسارت بخطوات بطيئه وهي تصعد درجات سلم الشركه حتي وقفت امام تلك البوابه الواقف بوجهتها حارسين فسمعت بكاء ذلك الرجل العجوز وهو يقول طب خلوني ادخل للباشا    ده انا عم محمد الساعي والباشا بيعزني ومش بيحب القهوه من ايد حد غيري 
فنظر اليه الحارس قائلا بسخريه بقالك اسبوع بتيجي ونقولك انك اتفصلت من الشركه    انت مزهقتش 
فتأملهم الراجل بحزن حتي قال كده يامحمود يابني    تشخط في عمك محمد ده العشره مش بتهون غير علي ولاد الحړام يابني 
فتطلع اليه محمود بأقتضاب حتي اقترب منه خد العشرة جنيه ديه وروح بيتك ياعم محمد    انت كبرت خلاص والشركه استغنت عنك 
فأقتربت ريهام منهم وهي تنظر الي ذلك الحارس حتي ابعدت يديه بتلك الورقه يعني بدل ما تعامله كشحات وتهين فيه ساعده انه يدخل للباشا بتاعك ويرجع الشغل 
فنظر اليها محمود    حتي تكلم العجوز قوليله يابنتي انا بس عايز ادخل للباشا هو بيعزني انا غبت بس شهر عشان كنت عيان رجعت لقيت نفسي مطرود    وبقالي اسبوع بحاول اقابل البيه بتاعنا بس مبلحقش    وقال كلمته هذه وهو يتأمل هؤلاء الحرس 
فأبتسمت ريهام اليه وهي تتجاذب معه الحديث ببساطه مفسحة له الطريق كي يدخل معها    حتي أقترب منها الحارس حضرتك ممكن تدخلي اما هو لاء 
فتسير وهي بجانبها العجوز دون ان تلتف الي صوته حتي يقول يامدام ممنوع 
لتعود هي اليه ثانية
وبصوت يملئه السخريه وممنوع ديه برضوه بتكون لصحاب الشركه نسيت اعرفك ان انا مدام صاحب الشركه هاا ادخل ولا هتمنعني 
ليمتقع وجه الحارس    حتي تقول هي بصوت جامد هترحم هتلاقي اللي هيرحمك    ياريت نفهمها
فتعود ريهام من شروده   
ثم تذكر والديه قائلا بحنين تفتكري هلحق اربيه ولا زيهم 
فيطرق باب مكتبه ويدخل ذلك الساعي العجوز وهو يحمل اكواب العصير ناظرا الي ريهام ربنا يباركلك في حياتك يابنتي وتعيشي ديما في سعاده !! 
فأبتسمت هنا بوهن قائله انا هفضل في بيت عمي الله يرحمه عشان طنط زينب ونور مش موافقين انهم يجيوا يقعدوا هنا في بيت المزرعه 
ثم لاحت ابتسامه تدريجيه علي وهي تتذكر ريم التي هذا المكان فتسمع صوت ابراهيم العالي وهو ينده عليها 
ناظره الي فارس فيخرجوا سويا كي يروا ما بها حتي وقفوا وهم لا يعرفون هل يخرجون من حزنهم بتلك الضحكه التي بعثتها الي قلوبهم هذه الطفله ام يلزموا الصمت    ولكن قد
خانهم المشهد وهم يرونها جالسه علي جزع تلك الشجره الضخمه التي تثمر النبق احد القطط اليها وتطعمها 
فوقفت هنا اسفل الشجره وهي تتأمل حزنها الطفولي ونظرت الي فارس الذي رفع اليها
فترقرت الدموع في عين ريم حتي قالت پبكاء هو بابا مش هيرجع تاني ليه ياعمو فارس هو اللي بيروح عند ربنا مش بيرجع تاني صح  
فنظرت اليه ريم طويلا وكأنها تفكر في حجم هديته حتي قائله طب نزلني بقي عشان اروح اقول لبندق انك بقيت بتاعي مش بتاع عمو فارس 
فتطلعت هنا الي حديثهم حتي ابتسمت عندما رئت فرحت ابنة عمها الصغيره     فأقتربت من فارس بعد ان انهي حواره مع ريم التي ركضت ممسكه بيد ابراهيم    ذاهبين الي ذلك الذي يسمي بندق كما سميته هي     لتقول بعد ان ووضعتها علي بطنها قول لبابا انه هيوحشنا اووي     
فأبتسم فارس أبتسامة صغيره قائلا قصدك قولي لبابا هتوحشيني يافرح 
لترتسم علي أبتسامة بسيطه     علي اسم ابنتها التي طلبت منهما عمته بأن يسميها بهذا الاسم اذا كانت بنت كما تتمني 
فيسير فارس ناحية سيارته بعدما تأمل ساعته وهو يودعها قبل ان يذهب الي اخته بعد ان سبقته عمته منذ يومان عندما علمت بمرضها الخبيث 
وقف محمود يتأمل البيت الكبير الذي اعده لها ثم تأمل الحديقه الواسعه التي صممها من اجلها حتي امتد بأعينه الي تلك البحيره الموجوده علي امتار من منزلهم والتي قد احتل الجليد جزء كبيرا منها    فأبتسم وهو يستعد لقدومها الذي خططه مع محاميه الخاص بعد ان علم ببعض التطورات التي حدثت وكانت في صالحه فرفع بسيجارته كي يكمل تدخينها بأرتياح    ثم ظفر دخانها بعشوائيه وهو يجلس علي كرسي مكتبه بأسترخاء قائلا بتنهد فاضل اني أطلقك منه واتجوزك ياهنا   
فيرن ذلك الهاتف الموضوع علي مكتبه حتي يقول ببرود ايوه يامجدي انت لسا فاكر الموضوع اللي حكتهولي عن والد فارس وعلاقته بعمتك يابن خالي    ان خلاص
نسيته اصلها مش فارقه كانت بتحب ابو فارس الاول ولا ابويا مافي الاخر اتجوزتهم هما الاتنين     ثم تنفس ببطئ وهو يعاود حديثه المهم انك فهمتيني كل حاجه بدل ما انا كنت مش فاهم حاجه     اكيد انا مقولتش لفارس بس امال هانم عرفت اني عرفت حقيقة الترابط الوثيق بين عيلتنا وعيلتهم اللي مكنتش صداقه بس     ثم اصدر ضحكة عاليه وهو يجاري ابن خاله واخوا حسام ايضا انا رجعت خلاص لحياتي في امريكا وحسام بخير متقلقش هو دلوقتي استقر في كندا     وينهي مجدي معه الحديث بعد ان اطمئن بأن لا شئ من الماضي سيفتح ثانية فلولا تلك الجريده التي احتفظ بها والد محمود في خزنته التي لم يكن يعلم عنها شئ سوى في رحلة عودته الاخيره     لكان ظل طيلة حياته يعلم بأن والدتها لم بعد ان تركته وهو طفلا في الثالث عشر من عمره كما هو يظن   
تأملت سميه والديها وهم فارحين بتلك الطفله الصغيره حتي
 

 

49  50  51 

انت في الصفحة 50 من 56 صفحات