الإثنين 25 نوفمبر 2024

الجزء الأول بقلم سارة المصري

انت في الصفحة 26 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

 


حين وجدا جينا صديقة الأول السابقة تقترب في خطوات واثقة تجاههما نظرت له ايلينا في شك بينما نظر هو الى جينا في ذهول 
اقتربت منهما ومدت يدها لتصافحه فنظر الى ايلينا التي كانت تتابع مايحدث بحيرة امتزجت پغضب من وقاحة تلك الجينا بعد تردد قصير صافحها في استسلام فقبضت على كفه وهي تقول 
مبروك يا يوسف لما قولتلي بجد مكنتتش مصدقة وقولت لازم اهنيك بنفسي 

والتفتت الى ايلينا مواصلة في لهجة تعرف تأثيرها على أنثى مثلها 
ياريت المدام ميكنش عندها مانع ان احنا نفضل اصدقاء 
وأضافت فى دلال أنثوي مستفز وهي تشير
بكفها 
مجرد صداقة بريئة مش أكتر يوسف غالي عليا كتير ده أنا حتى اتعلمت عربي عشانه 
ونظرت الى يوسف نظرة اخيرة فأشاح بوجهه ليخبرها أن وجودها غير مرغوب به فهزت كتفيها قبل أن تهم بالذهاب قائلة 
على كل حال مبرووووك 
الټفت الى وجه ايلينا بمجرد ان غادرت الأخرى ليجد عينيها معلقين بالراحلة بنظرات مبهمة وقبل أن يكون جملة واحدة على شفتيه قاطعته في حسم 
من فضلك كفاية كدة أنا عاوزة أرتاح ارجوك طالعها فى حذر وجهها لايبشر بخير مطلقا يبدو أن الحلم الجميل الذى عاشا فيه ان الأوان أن يستيقظا منه على يد جينا 
الفصل الخامس عشر 
خرج يوسف من المرحاض بعد ان انتهى من تبديل ملابسه وأخذ حماما دافئا أزاح عنه كثيرا من ارهاقه وجدها لازالت على حالها تفرك يدها وهى تجلس على طرف الفراش دون أن تبدل ثيابها وقف أمامها قائلا وهو يجفف شعره بمنشفة 
انتي لسة مغيرتيش 
ردت وهي تنظر الى اللاشىء 
ليه يا يوسف 
تراجع خطوتين وهو يتوقف عما يفعله ليسألها في حيرة 
هو ايه اللى ليه 
نهضت وهي تمسك بفستانها هاتفة 
ليه عزمتها بتعزم واحدة من صحباتك القدام على فرحنا يا يوسف وكمان الهانم بتسألني لو صداقتكو تنفع تستمر ولا لا 
بسط كفه فى دفاع 
انا معزمتهاش يا ايلينا متجيبش الكلام من دماغك 
ابتسمت في سخرية 
والله وهيا بقا من باريس عرفت المكان والزمان وكل حاجة وجاية تباركلنا صدفة قالت قدامي انك قولتلها انك اتجوزت انا سمعتها 
رد وهو يلوح بكفيه 
ايوة قلتلها انى هتجوز من فترة عشان أقطع أي صلة بينا لكن لاعزمتها ولا كلمتها 
وضعت يدها في خصرها تصر على اتهامها له 
أومال هيا عرفت منين 
مسح وجهه وهو يحاول ان يهدأ لا يريد أن يضع شكها به من أول ليلة لهما سويا في باله 
هوا خبر جوازنا سر المفروض أنه منشور في كل الجرايد وكل الناس عارفة المكان والزمان 
أطرقت ارضا وهي تلوم نفسها على تسرعها واندفاعها وعدم قدرتها على ترويض غيرتها فاقترب منها قائلا في عتاب 
أنا وعدتك اني عمري ما هجرحك ابدا بص واضح أن عمر ما هيبقا عندك ثقة فيا 
رفعت رأسها فى بطء وهمست في خجل 
يوسف أنا 
عضت على شفتها في غيظ حين عجز لسانها عن تكوين جملة تعتذر بها له عن اتهامها هذا وفى أول ليلة لهما سويا 
ابتعد عنها وهو يخبرها في خيبة أمل 
خدي راحتك وانا هنام برة 
وقبل أن تجد ردا كان يفتح باب الغرفة لينام فى ملحق خاص بالجناح الذي حجزه فى الفندق ضړبت الأرض بقدمها في غيظ لامت نفسها بشدة على تسرعها وافسادها لليلة تمنتها هي أكثر منه عليها ان تثق به اكثر لقد وعدها وسيبر بوعده لن ېجرحها ولن يخنها هي واثقة تمام الثقة من عشقه لها أخذت تجىء وتذهب فى الغرفة وهي تفكر كيف تصلح ما افسدته ابتسمت في خجل عزمت على التخلص منه لتستطيع ان تنتزع مقاومته للصفح عنها ستستخدم اسلحتها الانثوية لأول مرة معه هي لاتعرف كيف ولكن ستدع لحبه كل التصرف فى ان يوجهها كما شاء ألقت نظرة خجولة على نفسها بالمراة ولكنها تخلت عنها سريعا بأخرى واثقة ومتحدية 
خطت فى هدوء خارج الغرفة الى الملحق لتجده قد استلقى على الأريكة ويده تتجول بشعره في شرود تنفست فى عمق وهي تقترب لتجلس على ركبتيها أمامه وتمسك بكفه قائلة 
أنا اسفة حبيبى حقك عليا 
تمعن بها للحظات قبل أن يشيح بوجهه ليخفى نظرة الاعجاب التى لمعت بشدة فى عينيه 
ادرات وجهه من جديد بكلتا يديها هامسة في أنوثة 
متزعلش بقا بحبك وبغير عليك أعمل ايه كان نفسى أجبها من شعرها وأفضل أضرب فيها وأقولها ده حبيبي أنا وبس 
منع الابتسامة بصعوبة من الظهور على ثغره فقد بدأ يستمتع بمحاولاتها ودلالها هذا وفضوله يحثه على معرفة ما بقي فى جعبتها اقتربت لتقبل وجنته في بطء هامسة 
كدة برضه لسة زعلان 
أشاح بوجهه وكأنه يوجه لها وجنته الأخرى فابتسمت وهي تقبلها في رضا 
طب كدة برضه 
وهذه المرة التقطت ابتسامته الخبيثة فأرادت ان تشاكسه بدورها لتنهض قائلة 
خلاص يا يوسف خد وقتك أنا داخلة أنام 
نهض بسرعة وجذبها من شعرها وهو يعتدل ليجلسها على ركبتيه قائلا 
هوا أنا كام مرة قولتلك شعرك ده متجيش ناحيته أنا بحبه مموج 
كورت وجهها تتظاهر بالألم 
سيبني يا يوسف مش انت زعلان مني خلاص خليك هنا وأنا هدخل انام جوة 
أسند جبينه على جبينها وهو يتنهد 
ما تقومي هوا أنا منعتك لو عايزة اتفضلي 
وهي تقول 
دخلني انت مش قادرة أقوم شلني اووووف 
لو دخلت جوة مش هخرج 
اشتعلت وجنتيها خجلا وهي ټدفن رأسها في صدره تخبره بصوت متحشرج 
وأنا مش عاوزاك تخرج ابدا 
تنهد وهو ينهض ليحملها بين ذراعيه فجأة هاتفا في انفعال 
ولا أنا هسمحلك تبعدي اصلا 
واتجه بها الى غرفتهما 
تحول شغفه بها الى ادمان 
تحول عشقها له الى رابط تشبث به كيانها بقوة 
لم تخمد ڼار شوقه بوصالها كما ظن بل اشتعلت أكثر وأخذت في طريقها ما تبقى من اعتقاده عن عجز أي أنثى عن التأثير به 
مايشعر به ليس تأثير ليس رغبة ليس عشق بل كيان ينصهر تماما في كيان تلك المخلوقة 
وهي 
تذوب معه 
تشعر أنها في محراب مقدس تحيطهما ملائكة الحب بأجنحتها الناعمة وتبارك عشقهما 
لم تؤنبها كرامتها مطلقا وهي تهبه حق ملكيتها 
أسكت جرس هاتفه للمرة السادسة وهو يلقي به بعيدا حتى سمع صوت استلام رسالة ففتحها ليجدها منها كما توقع 
والله لو مانزلت حالا لاطلعلك أنا وأنت عارف انى مچنونة واعملها 
لولا أنه يدرك چنونها بالفعل لما أطاعها وكان أمامها عند حوض الزهور الخاص به في الحديقة بعد أقل من دقيقة نهضت بسرعة حين رأته أمامها واقتربت تقول
زين والله أنت فاهم غلط أنا عارفة اني غلطانة بس عايزاك تسمعني 
تخطاها ليجلس على طرف الحوض فهو بالفعل يريد ان يسمع منها مايبرد ڼار غضبه وحنقه عليها 
اتفضلي أنا سامعك وبسرعة عشان أنا مش عاوز مشاكل كفاية اللي حصل النهاردة 
ردت وهى تجلس فى المقابل 
الفستان اللي كنت هحضر بيه الفرح اتحرق وأنا بكويه ومكنش فيه وقت اشتري غيره ولبست اللي كان عليا أعمل ايه 
نهض في حنق من حجتها المستفزة ورد في صرامة 
مكنش لازم تلبسي سواريه أصلا كنتي البسي أي حاجة وخلاص 
هزت رأسها في اعتراض 
ده فرح ايلينا يازين
يعني فرح أختي البس أي حاجة ازاي وبعدين أنا كنت مغطية نفسي بشال بس نسيته في الحمام ما انت عارفني دايما بأنسى حاجتي في كل حتة 
زفر في ضيق يسألها مجددا 
واللي انتي كنتى واقفة تهزري معاه 
اخفضت رأسها في خجل وهي تهمس تسترضيه 
مش هتكرر تاني 
هز رأسه وهو ينظر للأعلى ويتنهد فى غيظ فاقتربت لتمسك كفه قائلة 
خلاص بقا يازين قولتلك اسفة ومش هتتكرر تاني 
انتزع كفه من يدها قائلا في احباط 
بابا لما شافك النهاردة مقدرتش أدافع عنك قدامه مكنتش قادر أنطق 
عقدت ساعديها تخبره في ملل 
زين أنا اعتذرت عن اللي حصل هعمل ايه تاني 
نظر لها وقد بلغ غضبه من استهتارها أقصاه فزمر شفتيه في يأس 
ولا حاجة يا صوفيا تصبحي على خير 
وقبل أن يبتعد بخطواته الواسعة الټفت لها فجاة ليضيف في سخرية 
واه بالمناسبة شغل الجنان بتاع لو منزلتش هطلعلك أنا لو حصل تاني النتيجة

هتكون أكبر من مجرد زعل بينا يا صوفيا 
اغمضت عينيها وهي تتابعه يذهب من أمامها بخطوات غاضبة ماذا كان بامكانها ان تفعل هل تخبره لو علم بما تنوي فعله سيعترض بالتأكيد ولكنها ستفعل كل ذلك من أجله هو وعدته فى سرها انها ستكون المرة الاخيرة ستكذب لاخر مرة من اجله فقط 
مرت أيام سافر فيها يوسف وايلينا لقضاء شهر العسل فى اسبانيا نزولا على رغبة الثانية فالأول كان يرغب في الذهاب الى سنغافورة وأمام اصرارها قبل باسبانيا حيث أرادت ان تصنع ذكريات خاصة معه فى أكثر بلد تحبه وتطلق عليه دوما الجنة المفقودة 
أما الجنة الحقيقية بالنسبة اليه فوحدها من تمتلك مفتاحها وتعرف كيف تأخذه اليها 
لن تختلف اسبانيا عن سنغافورة
أو حتى جناحهما المغلق في قصره بمصر فقد جاب العالم بأسره وتمنى لو عاد الزمن ليطوفه معها من جديد كي يزرع في كل وطن يذهبا اليه ذكرى مخلدة لعشقهما 
عشقه لها قد وصل حد الهوس وكأنه أطلق العنان لكل ما حپسه بداخله لينطلق دفعة واحدة بحرية ودون حدود كان يحتجزها أحيانا فى الفندق لأيام فقط لتبقى بين ذراعيه يشتم رائحة شعرها المموج الذى اصبح ادمانه 
وفى الوقت ذاته سافر محمود مع سميرة الى الصعيد لعلة طارئة المت بأخيها لتصر على البقاء مع الأخير لعدة ايام فتركها الأول وعاد الى القصر اما زين فقد تحمل على كاهله اغلب العمل بعد غياب شقيقه وفي يوم بينما كان مشغولا بمراجعة بعض الأوراق الهامة على مكتبه تلقى اتصالا من ابيه جعله ينتفض واقفا في ڠضب ولولا أنه أبيه لارتكب چريمة بمن يتفوه بهذا الكلام 
صورة أرسلها له كادت أن تطيح بما تبقى من عقله ترك مكتبه على الفور وكل ما يفكر فيه أن يثبت له سوء ظنه انطلق بسيارته الى حيث العنوان الذى اخبره به وقف امام باب الشقة ينظر الى الرقم ليتأكد استند بجبينه على الباب للحظات وهو يلهث بشدة 
لا يمكن ان تكون صوفيا هكذا ابدا سيكون مدينا لها باعتذار عما سيفعله الان وللحظة فكر في التراجع ولكن اصراره أن يثبت لأبيه العكس لم يترك له فرصة التفكير من جديد أقسم ان لم يجدها فسيتزوجها رغما عن ابيه وعن كل عائلته ورغما عنها ان رفضت 
مد يده في تردد الى جرس الباب وهو يغمض عينيه في قوة ضغط عليه
 

 

25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 36 صفحات