السبت 23 نوفمبر 2024

الجزء الأول بقلم سارة المصري

انت في الصفحة 9 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

 


ولو هيا فضلت على رأيها يبقا خلاص بس خلي بالك دى هتبقى فرصتك الوحيدة يا حسام 
هز حسام رأسه قائلا في تردد يا عمى بس انا خاېف من 
قاطعه محمود فى صرامة وهو يشير بسبابته قائلا كلمة واحدة يا حسام عايز ايتن ولا لا 
أغمض حسام عينيه للحظات هو بالطبع لا يملك سوى اجابة واحدة عقدت لسانه مجددا عن أي رد غير طبعا يا عمى انت بتسألني 
قال محمود في ارتياح خلاص يبقا تسيبها عليا وملكش دعوة بحاجة وأشار بيده مواصلا روح انت دلوقتي ارتاح 
وبعد ان تركه حسام نظر الى يوسف الذى بدا شاردا فى عالم اخر ولم يعقب تماما طيلة الحوار على عكس عادته فناداه وهو يدق بقلمه على المكتب قائلا روحت فين يا بني 

نظر له يوسف نظرة يعيها محمود جيدا وقال بابا انا مش موافق على اللى بيحصل ده 
حك محمود جبينه بيده قائلا ليه شايف ان حسام يتعايب فى حاجة 
رفع يوسف حاجبيه فى تفكير قائلا بالعكس حسام مش هنلاقي احسن منه لايتن واضاف بصوت منخفض وهو يميل الى ابيه بس بنتك مش عايزاه 
مد محمود شفتيه قائلا اختك دي حته عيلة مش عارفة مصلحتها وكمان طايشة وممكن أي حد من شباب اليومين دول يلف دماغها ويضحك عليها بكلمتين عشان طمعان فى فلوسها أنا واثق انها لو ادت لنفسها فرصة انها تعرف حسام هتحبه هوا صحيح الواد خيبة ومخبل بس احنا عارفينه وعارفين اخلاقه عاملة ازاي 
نظر يوسف لوالده لحظات ونهض بعدها قائلا وهو يشيح بوجهه فى الاتجاه الاخر حضرتك كدة بتعيد التاريخ من تانى 
نهض محمود بدوره ونظر الى يوسف پغضب قائلا يوسف أختك مش زيها وكفاية بقا اللى انت بتعمله فى نفسك وفينا ده اطلع من اللى فات بقا يا يوسف كفاية 
حاول يوسف ان يميل عن هذا الطريق ويأخذ الحديث الى منحنى اخر ليجنب نفسه ألما ليس في حاجته الان فقال محاولا تلطيف الأمور وأنا بعمل ايه مضايقكو بس 
قال والده بسخرية امتزجت بغيظ بتعمل ايه لحد دلوقتى قاعدلنا من غير جواز 
ابتسم يوسف وهو يحول الأمر لمزحة كالعادة قائلا وده عشان كل اللى بتجبهوملي ماما سورى يعنى عاهات 
لم يتمالك محمود نفسه فضحك قائلا حرام عليك بقا القمرات دول عاهات 
مرر يوسف يده فى شعره قائلا بابا انا مش بتكلم عن الشكل انا بتكلم عن ده واشار بسبباته الى رأسه 
جلس محمود من جديد وهو يقول خلاص يا يوسف انت رجل اعمال كبير وبيورد عليك اشكال والوان معقول ولا واحدة قدرت تلفت نظرك وفجأة لاحت صورة ايلينا فى خياله دون ان يشعر لاحت كأنها اجابة وحيدة على سؤال أبيه اجابة أقر خطأها بسرعة وهو يطرح صورتها بعيدا ويقول فى ضيق بابا انت عارفني انا بتاع شغل وبس ومبحبش ادخل اى امور شخصية فيه 
لوى محمود فمه قائلا في تذمر طيب ابقى شوفلك صرفة بقا مع امك ليجرالها حاجة من تحت راسك 
عقد يوسف حاجبيه قائلا يعنى هوا مفيش غيرى ما عندكو زين اهو ركزو معاه شوية 
ضم محمود قبضتيه الى بعضهما قائلا يا حبيبي انت ابنها البكرى وفرحتها بيك غير فرحتها بزين وايتن نظر يوسف الى ابيه وهو يهم بالمغادرة ويلقى بجملته الروتينيه التى ينهي بها مثل هذه الامور ربنا يسهل محتاج مني حاجة 
اشار محمود بيده في يأس قائلا سلامتك روح ارتاح 
تركه يوسف وهو يفكر في كل ما كان ينتوي فعله كلمات سمير الأخيرة ووصيته له بأبنائه جعلته يفكر فى التراجع هو يعرف يوسف جيدا ويكاد يجزم أن ايلينا ستغير فيه الكثير وتنتشله من بركة الماضى السحيقة التي يغوص فيها ولكن كيف يجازف هكذا بانسانة كيف يفكر فى ابنته ويزوجها بشاب صالح هل لو كانت ايلينا ابنته سيقبل بيوسف زوجا لها ولكن ايلينا ليست ايتن ايتن مجرد فتاة طائشة تحتاج الى من يقومها أما ايلينا فهي ناضجة نظرتها للأمور تختلف كثيرا عن فتاة في عمر ايتن أخذ محمود يقلب الأمر فى رأسه حتى وصل الى الحل الذى لا يظلم ايلينا به مطلقا 
تمددت ايلينا في فراشها وهي تعبث في شعرها فى شرود تذكرت ماحدث بينها وبين يوسف فى الصباح ورغم حنقها منه الا أنها أحبت هذا التحدي لاحت ابتسامة على شفتيها دون أن تشعر وصورته تلوح أمامها حاملة كل انفعالاته طريقة حديثه ابتسامته رائحة عطره الذي وفجأة اعتدلت لتجلس وهى تمسك جبهتها وتعتصرها بين أناملها بقوة من يكون يوسف هذا ليشغل حيزا من تفكيرها انه مجرد شاب عابث يدعي الفضيلة أمام الجميع هو لا يحمل أي ملمح من ملامح الزوج الذى تمنته زوج هل خطرت تلك الكلمة على بالها حقا يبدو أن عقلها قد اختل تماما تنهدت وهي تتناول هاتفها من على المنضدة لتهاتف صوفيا هاتفتها مرة بعد مرة دون أي رد ظلت تحاول حتى جاءها الرد بعد ساعات هتفت ايلينا فى قلق صوفيا كنتى فين حرام عليكي موتيني من القلق و وللحظات قطعت ايلينا حديثها لتواصل بعد أن تذكرت نبرة صوفيا المهتزة في الرد صوفيا انتي مال صوتك 
تأخر رد صوفيا صوتي ماله كويس اهو 
امتقع وجه ايلينا وقالت في ڠضب وهي تقبض على الهاتف بقوة تكاد تحطمه صوفيا انتي سکړانة 
لم ترد صوفيا فصاحت ايلينا أكثر انتي ايه مفيش فايدة فيكي ابدا هوا ده اللى اتفقنا عليه هتفضلي طول عمرك مستهترة 
قالت صوفيا بلهجة لم تلحظ ايلينا الانكسار فيها كفاية ايلينا ارجوكي 
واصلت ايلينا وڠضبها يتزايد حتى كاد صوتها يوقظ القاهرة بأحيائها مجتمعة انتي مش ممكن تكوني انسانة طبيعية ابدا هتفضلي طول عمرك كدة 
هنا انفعلت صوفيا وصړخت بها كفاية بقا كفاية انتي مش عارفة حاجة ابدا طول عمرك بتحكمي على الناس من برة طول عمرك مبتعترفيش بأى ظروف جربتي تعيشي ظروفي او ظروف اى حد قبل ما تحكمي من برة 
قالت ايلينا في قسۏة حملت كثيرا من التهكم الظروف دى هيا الشماعة اللى زيك بيعلقو عليها اخطائهم 
شاب البكاء صوت صوفيا وهي تقول في مرارة اللى زيى بتتعاملي مع الناس على أنك أحسن منهم برضه انتى حتى مفكرتيش تسأليني مالي أنا مش سکړانة يا ايلينا انا بمۏت عارفة يعنى ايه بمۏت 
تنفست ايلينا في عمق وهي تدرك أخيرا ما قالته وما تناسته تماما عن صوفيا وظروفها نبض قلبها فى خوف وقالت فى هدوء حمل نبرة اعتذار بين ثناياه صوفيا انتي انتي تعبانة 
قاطعتها صوفيا قائلة وانتي يهمك فى ايه انا اصلا مفرقش مع حد ولا حتى اهلي روحى ايلينا عيشي حياتك ومتفكريش فيا تاني أنا مش عاوزة حد واغلقت صوفيا الخط حاولت ايلينا مهاتفتها من جديد دون جدوى فقد أغلقت الهاتف تماما تركتها فى قلق وحيرة وندم تسرعت كالعادة فى الحكم وقست عليها غير عابئة بنبرة الانكسار فى صوتها ظلت الليل كله مستيقظة تعيد محاولاتها مرارا وتكرارا دون جدوى تخشى أن يصيبها سوء الندم يجلدها وهي تعرف أنها تستحق جزاءا لجلدها صوفيا بقسۏتها دون حتى أن تحاول معرفة ما بها لقد خذلت صديقتها وكانت معولا اضافيا يضرب في اخر جدران الرحمة التي ترجوها من الدنيا 
كاد زين أن يصعد الدرج الى غرفته حين اوقفته سمر ونادته في رقة زين نظر لها زين بابتسامة فقد كانت بمثابة اخت صغرى له وقال ايوة يا سمر عايزة حاجة 
احتضنت سمر كتبا الى صدرها وقالت أنا
باخد كورس انجليزى وفي حاجات مش فاهماها ومحتاجة مساعدتك أنا عارفة أن مستواك فى الانجليزي
فوق الممتاز 
استند زين بمرفقيه على سياج السلم قائلا بس كدة يلا ابتسمت وهي تتبعه الى احد المقاعد القريبة في غرفة الاستقبال جلس وانتظرها تجلس في مقابله وتضع كتبها على المنضدة أمامها في اللحظة التى كان يضع فيها هاتفه فتلامست أنامله بظهر كفها لمسة لم يشعر هو بها الا أنها كانت أشبه بمس كهربائي عڼيف اصابها فانتفضت للخلف ضيق زين عينيه في اهتمام قائلا سمر مالك فيه حاجة ازدردت ريقها المحمل بتوترها الزائد وهي تجمع شعرها الى كتفها الأيمن قائلة بنبرة تحمل تبعثر وشتات امرها لا مفيش حاجة يلا نبدأ تنهد في حيرة وهو يفتح كتابا أمامه ويطالعه في دقة لحظات قصيرة استغرق فيها بتركيزه ليعطها الفرصة في تأمله والاستمتاع بقربه كما يحلو لها زين يزداد وسامة مع الوقت شعره الكثيف الذي يحتفظ بلونه البني الداكن منذ الطفولة وعينيه العسليتين التي يبرز صفاء لونها هذا الحليب النقي الذي يحطهما لكنه تعكر اليوم بحمرة خفيفة ربما كانت ناتجة من ارهاقه في العمل تنهدت في عمق العمل !! هناك فتاة في العمل تمثل خطۏرة لديها الان هناك أخرى تحدث عنها بكل حماس واعجاب اخرى لا يمكنها أن تحمل له معشار ما تحمله هي نظرت الى أصابعه الرفيعة وهي تقلب في صفحات الكتاب وتتساءل ماذا تنتظر لتخبره بحبها الى متى ستظل تاركته على اعتقاده بأنها تعده أخا لها لماذا لا تخرج الكلمة بنفس سلاسة جريان حبها في كيانها بأكمله لا بد أن توثقها لا بد أن تخبره بها قبل أن ټندم على كتمها بعد ذلك أخذت نفسا عميقا كأنها تستعد للغطس بأعمق البحار قبل أن تناديه زين 
الټفت لها فازدردت ريقها قائلة زين أنا أنا قطب زين حاجبيه قائلا في حيرة انتي ايه يا سمر وانعقد اللسان من جديد وارتدت الكلمة خاسئة الى مخبئها في ثنايا القلب دون أن تأخذ فرصتها الكاملة في أن تعافر لتثبت مصداقيتها واستبدل اللسان جملته بأخرى أنا حاسة اني تايهة ومش فاهمة حاجة ربما أصاب اللسان في التعبير عن جزء مما تعانيه ولكن لم يصب عقل زين في التقاط ما تقصده ربما لأنه لم يجربه مطلقا ابتسم وهو يرفع الكتاب قائلا ولا يهمك الموضوع سهل خالص ابتسمت في حزن وهي تنظر الى الكتاب تشكو لسطوره بل الأمر صعب للغاية فماذا سيكون أكثر قسۏة من أن تذوب عشقا في حب من لا يشعر بك 
تابعت عينا سميرة ما يحدث فى اهتمام الى أن خرج محمود من غرفة مكتبه أخيرا واتجه ليجلس مقابلا لها أشارت سميرة برأسها الى زين وسمر قائلة وبعدين يا محمود

فى عيالك دول 
ضيق محمود عينيه قائلا تفتكرى يكون عاوز سمر 
هزت سميرة كتفيها قائلة وليه لا من زمان وهما منسجمين مع بعض 
قلب محمود شفتيه قائلا ممكن يكون حب اخوي مش اكتر احنا لو فكرنا نجوزهاله مش هيعترض بس البنت كدة ممكن يظلمها معاه 
اومأت سميرة برأسها وهي تنظر لهما فواصل محمود على فكرة يا سميرة أنا وافقت
 

 

10 

انت في الصفحة 9 من 36 صفحات