رواية غمزة الفهد (من الفصل الاول للفصل العاشر )بقلم ياسمين الهجرسي
صوت أحمد يناديه
اخلص تعالى أطهرلك مكان ضوافرها
عقب عليه فهد
بسيطه ياأحمد في أيه لده كله
تركه وخطى بجوار المنضدة الموضوع عليها المطهرات جذب زجاجه ورش نها بضع قطرات على يده
نهره أحمد صائحا
ايه يا ابني اللي حطيته ده دى ماده هتخليه يلتهب زياده أجرى أغسل أيدك بسرعه
تطلع فهد لعينيها وهتف باعتذار
توردت وجنتيها خجلا هاتفه
مفيش حاجه مستدعيه للأعتذار أنا معملتش غير واجبى وكل حاجه بتحصل لينا مقدر ومكتوب الحمد لله أنها جت لحد كده
نهض أحمد يجمع أشيائه بالحقيبه يستعد للمغادره تطلع ل فهد قائلا
تعالا يافهد اركب معانا مش هتعرف تسوق من أيديك الكحول اللى انت حطيته هيشد عليك مش هتعرف تمسك تارة الدريكسيون وأبقى أبعت حد من الغفر ياخذ عربيتك
أشارت له غمزه بتهكم
أنت رايح فين يا أفندي أنت أنا اللي هركب ورا اتفضل أنت أركب جنب أحمد أثار حنقتها كلامه أزاحته بيدها قليلا وفتحت باب العربه وصعدت بهدوء تجلس بكبرياء
حدجته بحاجب مرفوع
علي فكره أنا بفهم في الأصول
استغراب اندهاش هذا شعوره الطاغي عليه الآن
استقر كلا منهم فى مقعده وانطلقت السياره فى طريقها
قطع أحمد صمت الطريق قائلا
معلش يافهد في سؤالى بس مين اللي بيكرهك أقوى كده عشان يدمر الدنيا بالشكل الرهيب ده
نظره متحيره بادله أياها هز رأسه بعدم معرفه مردفا
شاركتهم غمزهحديثهم
الحمد لله أن مفيش خساير في الأرواح ودي أهم حاجه دالوقت والباقي أن شاء الله يتعوض
حل الصمت من جديد ليقطعه صدوح رنين الهاتف وكان الاتصال من والدها عزت
كده يا حبيبي ما تسألش عليا كل ده قلبك بقى قاسې قوي وانا مخصماك وأنسى أن لك حبيبه اسمها غمزه
عذرا معنا عاشق فى درب الهوى جديد كلماتها أضرمت الڼار فيه حاله حال من يراه يجزم أنه سينفجر من شدة تشنج عضلاته عروق وجه انتفضت بارزه ضاق ما بين حاجيبه بعبوس مكفهر وكأن الشيطان سيتلبس جسده زفر أنفاسه بحنق التف لجهة الشباك حاول تهدئة وتيرة خفقاته أغمض عيونه بشرود هامسا لنفسه
قهرة المحب فى الحب موجعه عاتب حبيبها يحسده وكأنه يراه
كم أنت محظوظ أيها المحب بما عشقها قلبي وامتلكت فؤدي
استرسل يناشد قلبه
اعتذر لك أيها القلب لأن من سكنتك أنت لا تملك قلبها
غص قلبه من همسه المؤلم وتحجرت دموعه أسكنها مقلتيه عسى ألا يفضح أمره
بنزق محبب هتفت غمزه
اتفضل ياأحمد كلمه أنت عشان أنا مخصماه
بدعابه هتف أحمد
دايما تجيب لنفسك الكلام رهيب أنت يا بابا عجبك كده أهي قلبت شفايفها علينا استلم بقى لما تجيلك
عزت بقلق
أختك عامله أيه ياأحمد طمني عليكم الهانم سابيتنا أول ما دخلنا المزرعه ومعرفش عنها حاجه واتلهينا لحد ما عبدالله جه وقالى أنه شافها قولى يابنى هى بخير
عقب أحمد مطمئنا أياه
أحنا زي الفل حضرتك ما تقلقش ودلوقتي هجيب البرنسيس بتاعتنا عشان ترتاح هى مرهقه شويه لكن زى القرده صاغ سليم وكمان معنا فهد تتصور طلع فهد زميلى من أيام الاعدادي والثانوي
بمحبه هتف عزت
طيب ياأحمد ادهولي أسلم عليه وأطيب خاطره بكلمتين فى المصېبه اللى حلت عليهم
أما عنده هو أخيرا تنفس الصعداء زفر نفس طويل وكأن حجر يجثو على صدره يعوق تنفسه حمد الله أنه والدها
حدث نفسه يلعن غبائه
لتاني مره أظن غلط وفي الاخر يكون حد من أهلها
ابتسامه زينت ثغره تطلع لها بالمرآه لتتقابل عيناه بخاصتها هامسا لنفسه
عشقت نمره شرسه في ملامح طفله
على شروده لم يستمع لصوت أحمد وهو يقول
اتفضل يافهد الحاج عاوز يكلمك استفاق على أحمد يلكزه من كتفه فهو سارح فى ذات العيون اللوزيه
تنحنح فهد معتذرا
آسف كنت سرحان
أخذ الهاتف يجيب على الاتصال قائلا
السلام عليكم أزيك يا حاج
أجابه عزت
وعليكم السلام معلش يا ابنى قدر الله وماشاء فعل
عقب فهد مردفا
الحمد لله كل اللي يجيبه ربنا كويس شكرا ياحاج على سؤالك وشكرا لحضرتك على وقفه أحمد وعبد الله والدكتوره غمزه معنا
هتف عزت بود
عيب يا ابنى الجيران لبعضها مابالك بأبوك ده عشرة العمر ربنا يعوض عليكم مع السلامه ربنا يستر طريقك
أغلق المكالمه واستدار يعطى الهاتف لغمزه مدت يدها أخذته وملامحها عابسه فألم يدها مازال يداهما
فى نفس الأثناء تصاعد رنين هاتف فهد يعلن عن اتصال أخرجه من جيب سرواله ليجد المتصل والدته
أجابها على الفور قائلا بقلق
خير يا أمى فى أيه
عقبت هنيه بصوت مهزوز
روح هات الدكتور أحمد هو لسه ماشى من المزرعه بس جدك تعب ومش عارفه رقمه عشان اتصل عليه
أردف بلهفه متوتره
متقلقيش ياأمى ثوانى مسافة السكه هو معايا اصلا هجيبه وأجى
أغلق الهاتف والتف يحدث أحمد
معلش ياأحمد هتعبك معايا جدى تعبان جدا ومحتاجينك فى البيت ضرورى
أومأ أحمد بسعة صدر قائلا
حاضر مفيش تعب خالص يالا بينا متقلقش ده كان متوقع بعد اللي حصل
قاطعتهم غمزه
أنا هاجي معاكم عشان البقره اللي اتولدت النهارده كان لازم اكشف عليها أنا سيبتها ومشيت عشان صخر
احتنق فهد من تهورها مردفا
أنتي لازم تروحي ترتاحي عشان انتي تعبانه كفايه اللي حصل لحد كده
أيده أحمد مؤكدا
فهد عنده حق وكمان عشان الحقنه اللي أخذتيها دي هتنيمك في اقل من نص ساعه
بلاش دماغك اللى انشف من الحجر هتضرى نفسك چرح أيدك كبير ممكن ېنزف تانى بلاش تصدرى دماغ الصعايده النشفه دى
اقتنعت برأيه وأومأت بالموافقه وصلوا أمام البيت هبطت
تترجل من العربه ودعتهم واستدارت تدلف للداخل
بينما داخل بيت عزت القلق هو المسيطر عليهم
هتفت أنعام بحنو
قوم ياعزت ارتاح شويه انت تعبت قوى بسبب اللي حصل النهارده والحمد لله أحمد طمنك على غمزة وأهوو جايين فى الطريق وعبدالله من وقت ما جه معاك دخل أوضته مخرجش شكله نام
جذبت يده تحثه على الخلود للنوم والراحه بعد عناء الأحداث السالفه
تنهد عزت بتعب مردفا
ماشي ياأنعام
استقام يخطو بجوارها لغرفة نومه وهو يوصيها
بس لما الولاد توصل ادخلي طمنيني
أومأت أنعام مبتسمه تجيبه
حاضر بس ارتاح أنت هم مش لسه صغيرين أنت عندك رجاله حتي بناتك رجاله لما قاعدين جنبنا لحد الوقت من غير جواز
هز عزت رأسه بيأس فزوجته لا تمل من هذه السيره صعد مخدعه يسطح جسده بارهاق
عقب عليها
لسه مجاش النصيب قولي يارب
أمنت أنعام على دعائه
يارب يرزقهم بولاد الحلال اللي
يهنوهم ويريحوهم نفسي افرح بيهم قبل ما أموت
بحنو أردف عزت
ليه السيره دى ربنا يبارك فى عمرك يا انعام احنا هنجوز العيال واخدك ونطلع نحج سوى أن شاء الله
رتبت أنعام على يديه هاتفه
ربنا يخليك لينا ياحبيبى
جذبت الغطاء دثرته ودنت منه طبعت قبله على جبهته واستقامت تطفئ الأنوار وغادرت الغرفه تنتظر باقى أولادها
مر قليل من الوقت ليصدح صوت طرقات على باب البيت همت ذاهبه تفتح فوجئت بغمزة بمفردها أفسحت لها الطريق تدلف للداخل على أقرب أريكه جلست غمزة بتعب ظاهر على جسدها المنهك
أنتاب أنعام القلق هتفت بتساؤل
مالك ياغمزة شكلك عامل كده ليه أيه اللى حصل يابنتى وفين أحمد مش كان جاى معاك
أجابتها غمزة بارهاق
أهدى ياماما أنا كويسه قدامك أهووو وأحمد عقبال ما وصلنا البيت جه ل فهد تليفون جده تعب فاضطر أحمد يروح معاه عشان يكشف على جده
تصاعد التوتر بقلب أنعام من شكل لفافة يدها دنت منها تجلس جوارها وهتفت باستفهام
كويسه أزاى وشكل لفة أيدك بتقول مچروحه چرح كبير
وضعت غمزه يدها على فمها تستحلفها أن تخفض صوتها
بالله عليكى ياماما وطى صوتك شكل بابا دخل ينام هو مش بيستحمل السهر وأكيد تعب معاهم فى المزرعه فمش عايزة بابا يقلق عليا
أزاحت يدها بحنو
طب ياقلب ماما هو موصينى أول ما تيجى أطمنه عليكى أيه الحل فى المعضله دى
بنعاس نتيجة المخدر تتأبت هاتفه
بصى ياماما تقريبا أنا الحقنه اللى أحمد أدهانى بدأت تتقل دماغى سيبنى أدخل أنام ولما بابا يصحى الصبح أنا
هتفاهم معاه على شعرها تحمد الله على سلامتها حاوطت خصرها لتستند عليها وخطت بها داخل غرفتها وضعتها بالسرير اطمأنت أنها غطت بالنوم أطفئت الأنوار وغادرت لتغفو هى الأخرى
مرء القليل من الوقت اصطفوا السياره بجوار الدوار وهبطوا يترجلوا للداخل
استوقف أحمد خطواته للقدوم للداخل نظرا لحرمة وخصوصية البيت
هتف بحياء
اتفضل أنت أدخل الأول بلغهم أنى وصلت
نهره فهد مقاطعا
يالا ياأحمد أنت مش شايف الدوار مليان رجال شرطه بيعينوا الحريق
تنحنح أحمد وولج وراء فهد لغرفة الحاج الراوى ألقى التحيه وذهب يقف بجوار مخدعه هاتفا باطمئنان
ألف سلامه عليك ياحج
أجابه بأنفاس متلاحقه
أنا الحمد الله انتم قلقانين ليه انا بس ضغطي عالي شويه
تبادلت هنيه النظرات بينها وبين الحجه راضيه وهتفت
هو فعلا تعبان بجد يادكتور حتى نفسه مش قادر ياخده
وضع أحمد حقيبته على المنضده المجاوره للمخدع وأخرج سماعته وجهاز قياس الضغط وأخذ يفحصه بعنايه
ربت سعد على كتفه مردفا
يا حاج متزعلش نفسك وأنا أن شاء الله لازم أجيبلك اللي عمل كده تحت رجلك
عقب فهد
إن شاء الله هتقوم بسلامه يا جدى وحضرتك يا بابا سيبلي الموضوع ده وأنا هتصرف
قاطعهم أحمد
مش وقته يا جماعه الكلام ده الحاج لازم له راحه
نظر ل فهد وتابع
عوزك لحظه بره
ارتاب فهد فى نبرة أحمد وأمأ بالموافقه
اتفضل ياأحمد عن أذنك ياجدى وأخذه وخرج يستفهم ما فى الأمر
انتاب الفلق هنيه خرجت ورأهم باكيه تسأل بفضول
عمى في حاجه تعبان صح
أجابها احمد بعمليه
هو فعلا تعبان ده إنذار بذبحه صدريه هو صحته كويسه وبيقاوم بس الخۏف أنه يتعب في أي وقت
زفر فهد بحزن
خلاص أعمل اللازم واللي جدى ممكن يحتاجه
تدخلت هنيه بلهفه قلقه
ننقله المستشفى أحسن
نظرت ل فهد بعيون تفيض بالدمع تستكمل بتوسل لإنقاذ أبيها الروحى
انقل جدك المستشفى يافهد جدتك هتروح فيها لو حصله حاجه
مسد على كتفها قائلا بحنو
أهدى يا أمى أن شاء الله مش هيحصله حاجه ولو محتاج انا مش هتأخر
تبادل النظرات مع أحمد وأردف
قولي يا أحمد ننقله اطلب الاسعاف تيجي حالا
عقب احمد برفض
لا مش محتاج بس أنتو أبعدوا عنه أي انفعال وأنا هكتبله علي أدويه ياخدها في مواعيدها ويرتاح
قطع كلامهم دخول زينه المفاجئ دلفت تجرى ومن ورائها فجر الټفت تدور حولهم بصخب ضاحك ترنحت خطوتها وتمسكت بظهرفهد تختبئ منها
صدحت زينهبصوت عالى
أنا مستحيل أسيبك
صاحت هنيه بانفعال
أيه أنتوا اتجننتوا مش عارفين أن جدكم تعبان مش كفايه اللي