الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية غمزة الفهد (من الفصل الاول للفصل العاشر )بقلم ياسمين الهجرسي

انت في الصفحة 19 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز


وأعطته الأبره بدون ألم ساعدوه وطرحوه على أرضيه معقمه مجهزه نظرا لكبر حجمه هدء تماما وتسطح يغط فى النوم بدأت فى أداء مهمتها وتقطيب جرحه لعمق الچرح وطوله استغرقت الكثير من الوقت تقطع نياط قلبها عليه وهى تغرز سن الأبره لتضميد الچرح
غلبها ألمها لتهطل دموعها ۏجعا وقهرا عليه هتفت تحدثه وكأن فهد لا يوجد جوارها أردفت 

أنا مش متخيله في حد عنده قلب يعمل كده معقول يوصل اڼتقام انسان من حيوان بالبشاعه دى ليه عاوز يعذبك كده لدرجة أنه يجرحك من رقبتك لديلك ربنا المنتقم الجبار هيجيب لك حقك منه
ترقرق الدمع بعينيه هاتفا بحزن 
هو كان قاصدني أنا حب ېحرق قلبي عليه لانهم كلهم عارفين أنه غالي عندى
عقبت عليه بشجن 
حسبي الله ونعم الوكيل فى كل إنسان مش بېخاف ربنا
استمرت فى عملها تضمد جرحه بإتقان مما أدهشه مهارتها
ردد لنفسه باستغرب 
معقوله أنتى بالشطاره دي خيطتى چرح الحصان بطريقه ماهره ولا أجدعها دكتور تجميل باين عليكى قد حالك ياكشمائى ميتخافش عليكى ياغمزتى
مرء وقت طويل ولم تنتهى بعد بدأت علامات الألم تظهر على وجهها أخذت تطقطق رقبتها وتحركها يمين يسار لعلها تلين من تيبسها
رأف بحالها وحالة الإرهاق التى عليها هتف بحنو 
يادكتوره ممكن تاخدي بريك أنتي تعبتي جدا بقالك تقريبا ساعه بتخيطي چرح الحصان وتقريبا على الاقل لسه ساعه كمان وشكلك تعبتي
عقبت عليه بإجهاد مردفه بأسف 
للأسف مينفعش أسيبه يتألم مدام بدأت في خياطة جرحه لازم اكمل قبل ما مفعول المخدر ينتهى متقلقش أنا كويسه الحمد لله
نظرت إلى مرعي التمرجى تأمره 
جهز الأبره التانيه حالا دى مفعولها قرب يخلص يلا بسرعه مفيش وقت
مرءت ساعه أخرى وبالفعل استطاعت تطيب جرحه بالكامل أطمئنت على الحصان وتركته معه تعطيه مساحته للاطمئنان عليه
خرجت تجلس في الهواء العليل تهدئ من وتيرة ألمها ظلت تبكي فچرح يدها الغائر بدء يؤلمها نتيجة انتهاء مفعول المسكن الذى أعطاه لها الغفير الذى أرسله أخيها أحمد حل التعب لټنهار بالبكاء كالأطفال من يراها حاليا لا يجزم إطلاقا أن تلك الأنثى المتمرد القويه منذ قليل هى كائن ضعيف هش لا تقوى على فعل شئ سوى الأنخراط فى البكاء لعل أحدهم ينجدها
اطمئن على صخر والتف يبحث عنها لم يجدها خرج للتفتيش عنها بالخارج جذب مسامعه صوت شهقات اقترب من الصوت ليتضح صوت بكائها العالى 
استوقف أمامها وهتف بقلق 
أنتي كويسه في حاجه حصلت مالك تعبانه
بدموع اڼهارت فى البكاء تتمسك بكفها والألم يوخزها بدون رحمه اعتلى نحيبها وهتفت 
أنا فعلا تعبانه جدا مبقيتش قادره استحمل الألم
صفع جبهته لتناسيه أمر جرج كفها اقترب منها قائلا بأسف 
أنا آسف انشغلت بصخر ونسيت أيدك 
بسط يده يستأذنها 
ممكن اشوفها
أمسكها وفك رباط المنديل الضامد للچرح وبالفعل كان الچرح عميق يحتاج لغرز لتقطيبه ملتهب بإحمرار شديد نتيجة إهمال علاجه لانها اهتمت بعلاج صخر بدلا عنها 
صدم من شكل الچرح وخصوصا بعد تجلط الډم وما أفزعه تورم كفها بشكل يقلق مخافتا من أن يصيبها ټسمم نتيجة تلوثه
صاح بنبره قلقه متوتره 
يالا نروح المستشفي أحمد شكله هيتأخر 
انتحبت پبكاء هاتفه 
أنا هكلمه ممكن تاخد الفون من جيبي وتتصل عليه
تطلع لها بأسف 
آسف ياغمزه أنا كنت السبب في چرح أيدك 
شرد فى عيونها الذابله أثر البكاء تنحنح بحرج يطلب السماح منها لإخراج الهاتف من جيب سروالها دنى بمحازتها وبأطراف أصابعه حاول أخرجه ارتعشت أوصالها لقربه منها قرعت نبضات خافقها كالطبول أنفاسه تدغدغ حواسها باءت محاولته بالفشل لارتعاش أنامله وتعرق جبينه وكأنه أول مره يشاهد أنثى عن قربزفر بتوتر وقبض على كفه يقلل توتره عاود الكرا مره أخرى
ولكن أدخل كفه بالكامل ليستطيع إمساكه حركته هذه جعلته يلامس جسدها انتفضت تحبس أنفاسها فمن يرى خلفيتهم يحسبه يحتضنها شعر برجفتها واحمرار وجهها حاله لا يقل عنها رمقها بنظرات شغوفه رمقته بنظرات ناعسه وكأنها تناست ألمها نهره عقله وحثه على الاستفاقه من دوامة مشاعره التى لأول مره يختبرها انتفض يبتعد عنها كمن مسه مس من الجن نظر لها يطلب الغفران تنفست هى الصعداء فى بعده وطأطأت رأسها تومأ بخجل
أما كان الا اسم والدتها المتوفاه زهور فتحه ليشاهد خلفية هاتفها استشف أنها أمها نظرا لتقارب الملامح تطلع لها بابتسامه جذابه فحالها شبيه حاله أغمض مقلتيه وزفر براحه لتدبير القدر عبث قى سجل الهاتف وأخرج اسم أخيها أحمد وقام بالاتصال عليه بعد عدت رنات أتاه الرد
بلهفه قلقه أجاب أحمد على تليفون غمزه 
أنتي فين يادكتوره غمزه
رد عليه فهد بتوتر 
الدكتور تعبانه جدا هتيجي ولا أخدها المستشفى
عقب أحمد 
لا خليها تجيلي العياده أنا لسه مخلص ولادة الست اللى عندكم فى المزرعه وعقبال ما تيجوا هكون انا سبقتكم 
استوقفه بكاءها ليسأله باستفهام 
هي بټعيط ليه كده يافهد أدهالي أكلمها
أجابه فهد 
ثواني 
بسط يده لها قائلا 
أحمد عاوز يكلمك
شهقت هاتفه پألم 
مش هقدر أمسك الفون ممكن تفتح الأسبيكر
حزن على حالها ونظر لها بحنو 
طب ممكن تهدي
قام بفتح الأسبيكر وتابع بتروى 
أحمد اتخض عليكي وأنتى كده هتقلقيه أكثر
بنبره متألمه هتفت 
ياأبيه أنا أيدي بتوجعني جدا وحاسه من شده الألم هيغمي عليا والچرح ملتهب لدرجه مش قادره استحمله وعاوزه اقطعه
تدخل فهد بالحوار قائلا 
الچرح فى كلوة أيديها عميق اللحم بارز لبرا وشكله صعب خصوصا بعد ما التهب جامد بص مش عارف أزاى أوصفلك ايديها أنا أسلم حل هجبهالك و هاجي
رد عليه أحمد
تمام يافهد انا مستنيكم فى العياده
أغلق معه الهاتف واستدار يحثها على النهوض للسياره أشار لها على العريه التى كان بها الحصان فهى المتاحه الآن صعدت تركب فى الكرسى الأمامي المجاور لعجلة القياده وهو جلس بمقعد السائق قاد سريعا ليصل بأقصى سرعه كان ېختلس النظرات لها ليلاحظ بكائها المټألم
أراد أن يهون عليها وطأة الألم هتف يسألها 
دكتوره هو صخر هيفوق أمتى ده اولا وبعدين أنتي سيبني أتكلم ومش عارف الطريق الغريب أعمى ولو كان بصير وأنا مسافر بقالى سنين وفى طرق جديده اول مره أشوفها
بتتكلم پألم 
أمشى شمال هتلاقي المركز بتاعه في وشك 
ابتلعت لعابها من الألم واستكملت 
صخر هيفوق علي بكره الصبح لأن الحركه غلط عليه وبعدين صخر حصان مش عادى بنيانه قوى هيقوم ويبقى زى الأول
تطلعت للطريق وأشارت على العياده وصاحت 
إحنا وصلنا ممكن نقف هنا
صدح صوته بقلق 
استنى افتحلك باب العربيه 
هبط يلتف لجهة الباب المجاور لها جذب المقبض يفتحه نزلت سريعا تجرى للداخل تركته يقف يقلب كفيه يكلم نفسه 
الله يخربيت جنانك يا مجنونه بتجرى و بټعيطي كمان أنا مش عارف أنتى طفله ولا شابه كبيره ذهب ورائها يستطلع أمرها
فى نفس الاثناء صعدت مكيده غرفتها كما أمرتها الحجه راضيه ظلت تأخذ الغرفه ذهابا وإيابا سيجن عقلها من حديث السيده العجوز صدى أحداث الخړاب الذى افتعلته تثير قلقها لان الذى استأجرته لم يسير كما خططت له قبضت على هاتفها تدير اتصال مع أختها
هتفت باستهجان 
الوليه العقربه اللي رجلها والقپر بتهددني عيني عينك زى ما تكون متاكده أنى أنا بس أنا مش هسمحلها أنها تسخن سعد عليه لأن سعد المره دى مش هقدر أقف قصاده 
خرجت للشرفه تكمل كلامها فى سريه حتى لا
يستمع لها أحد صعقټ عندما شاهدت عربات الشرطه تدخل الدوار
هتفت بفزع 
اقفلى أنتى دالوقت الشرطه ماليه الدوار ربنا يستر 
لم تنتظر ردها وأغلقت الهاتف بوجهها وقررت النزول عندهم تستكشف أمرهم
الأخوات بهجة المنزل فرح الجدران أنس المكان الأخوات نعمة لا يعرف عظمتها إلا من تمتع بها
بعد مضى قليل من الوقت دلفت للعياده استمع احمد لصوت بكائها خطى يفتح الباب هرول لها قائلا 
أهدى ياحبيبتي تعالي
استدار وتطلع ل فهد هاتفااتفضل
صړخة ۏجع صاحت بها تسثغيث به 
الحقني ياأحمد هتجنن من الۏجع مش قادره استحمل
أردف أحمد بلين 
أهدى يا قلب أخوكي
بدأ بفك رباط المنديل الضماد على كفها نظر لها پصدمه هاتفا 
ممكن أعرف الچرح ده وصل لأيدك ازاي
انتحبت بالبكاء هاتفه بشهقات متقطعه أثر لصق المنديل للدم المتجلط وأردفت بۏجع 
أنت عارف أنى كنت بولد العجل فى مزرعه الراوى ولما خلصت وجيت أقف اتزحلقت بسبب الميه اللى فى الأرض وقعت على السكاكين اللى الجزار سيبها على الارض وبعدين اتلخمت فى چرح الحصان وفهد ربطه بمنديله عشان أوقف الڼزيف والمسكن اللى بعتهولى سكن لى الألم لحد ما خلصت وبعد كده كنت خلاص مقدرتش على التحمل خلصت
مع آخر كلمه أطلقت صړخة موجعه أثارت فزع فهد و أحمد انتفضت واقفه عندما سأل ډم جرحها

من جديد وهتفت پألم
اتصرف ياأحمد مش قادره استحمل
انفزع فهد لمنظرها آلمه قلبه وغص من أجلها يحمل نفسه الذنب فيما حدث لها
رتب أحمد على كتفها يحاول تهدئتها 
أهدي أحنا هنضف الچرح الأول بس الأول هناخد أبره صغيره في دراعك عشان ما تحسيش بالألم أنا عارف أنك پتخافي من الحقن بس أنا أختى كبرت صح وبقيت دكتوره ومش پتخاف
بهستريه صاحت 
مستحيل أنت بتهزر صح
تعالى بكائها ورفعت رأسها تنظر ل فهد ودموعها تهطل بغزاره تترجاه بنظراتها ولسانها 
قوله أنى بخاف من الحقن جدا يا فهد 
استغرب أستنجدها به ولكن لبى ندائها تعمق فى نظراتها واقترب منها ونظر لأحمد بمعنى حضر الحقنه
اقترب منها يمد يده لها قائلا 
ممكن تهدى هتخافي وأنا معاكي دى حقنه بسيطه غمضي عيونك وفي لحظه مش هتحسي بحاجه خالص
تبادلت النظرات بقلق بين عينيه ويديه
هز فهد رأسه يحثها على الأطمئنان هاتفا 
هاتى أيدك يا غمزه وامسك فيا
كل هذا يحدث تحت نظرات أحمد المندهشه للهدوء الذى يسود بينهم
بالفعل استكانت غمزه وتمسكت بيده ولكن هلعها مازال مسيطر عليها أغمضت جفونها پخوف وغرزت أضافرها في معصمه أدت إلى جرحه لم يبالى بأصابته كل همه توجعها أثره برأة ملامحها شرد فى نقاء طفولتها رغم كبر سنها
انتهى أحمد من تقطيب جرحها ولفه بالشاش واللاصق
بينما هى من شدة الألم مازالت تضغط على يده بينما هو مستمتع ينظر ليدها وقوة تمسكها به بسعاده
زفر أحمد براحه معلنا انتهائه 
الحمد لله ياستى خلصنا خلاص
جحظت غمزه مندهشه 
بجد أنا ليه محستش بحاجه
داعبها أحمد 
اللى شاغل عقلك أكيد كنتى بتفكرى في حاجه مهمه اوى
أردف فهد 
ألف سلامه عليكي يا دكتوره وآسف أنى كنت السبب في اللي حصلك
انتبهت ليدها ممسكه بيد خجلت من فعلتها سحبت يدها بعيدا عن يده لتنتفض فجأة تقفز
من علي سرير العياده
هتفت معتذره 
أنا آسفه أنا جرحت أيدك من غير ما أقصد أنا عارفه نفسى جبانه وغبيه
بود أردف فهد 
أهدى محصلش حاجه ده چرح صغير محستش بيه أصلا
استقام أحمد ضاحكا 
بسيطه تعالى أطهرلك أيدك 
واسترسل بمرح 
معرفش ليه البنات بتحب تربي ضوافرها وتخاف عليهم كأنهم كنز كبير عندها استعداد تخسر أي حاجه بس ضوافرها لا
عبست غمزه وزمت شفتيها 
أنا كده بردوا زعلانه منك علي فكره متكلمنيش تاني
تعالت ضحكات احمد يصفق بكفيه مهما تكبرى هتفضلي طفله
بينما هو غرق في شكلها الطفولي سحر بافتتان من برأتها التى تحثه على أكلها
استفاق علي
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 23 صفحات