رواية انا لها شمس ( الفصل الرابع والاربعون ) بقلم روز امين
فيه يتشردوا
نطقت بعينين قوية وصوت حاد عكس ما يسكن روحها المړتعبة
هتشرد أختك وولادها يا حاج محمد هي دي أمانة أبوك اللي سابها لك
هتف بقوة
أمانة ابويا تخصك إنت وبس وإنت الوحيدة اللي ليك الامان والحماية عندي
طلعت وحسين وعمرو هتسيبوا البلد ومحافظة كفر الشيخ كلها حالا وملكوش نزول تاني لحد ما أرواحكم تروح عند اللي خالقها حريمكم وعيالكم سبوهم عند اهاليهم لحد ما تلاقوا شغل وكل واحد فيكم يعرف ياخد مكان يعيش فيه مراته وعياله ولما ده يحصل أبو كل واحدة منهم يوصلها هي وعيالها لحد عنده لأن زي ما قولت رجلكم مش هتخطي أرض المحافظة تاني
طبعا ده لو أهالي حريمكم عاوزين كده كل واحد منهم ليه الحرية في إنه يخلي بنته على ذمتكم ولا يطلقها
هتف طلعت پغضب عارم وغطرسة
قانون عيلتكم يمشي عليكم يا خال محدش هيقدر يطلعنا من بيت أبونا وبيت الحاج نصر هيفضل مفتوح بحس عياله الرجالة وأحفاده العمر كله
صاح محمد بثبات وملامح حادة مخيفة
صاح عمها محمود بصوت أرعب أوصالها
عقلي عيالك بدل ما نتصرف إحنا يا إجلال خليهم يمشوا بكرامتهم بدل ما نطلعهم متكتفين ونخليهم فرجة للي يسوا واللي ميسواش
نزلت دموعها ولأول مرة تشعر بالذل والإنكسار لتنطق متوسلة
أحب على إديكم تسيبوا ولادي في البلد سبوهم وأنا هديكم نص اللي يملكه نصر
إستني لما تسمعي باقي الشروط يا إجلال
ابتلعت لعابها ليكمل محمد
أرض نصر وفلوسه كلها هتتحول لعيال هارون ومراته والبيت ده هيتقفل ويبقى خړابة تعشش فيه الوطاويط علشان يبقى عبرة لمن يعتبر
وأنا هعيش فين لما تقفل بيتي يا حاج محمد!...سؤال نطقته بعينين تطلق شزرا ليجيبها بهدوء
اتسعت عيناها بقوة قبل أن تنطق بذهول
هتاخدني بيتك لمراتك تتحكم فيا يا محمد وبعد ما كنت ست البيت والبلد كلها هستنى لقمتي من تحت إيد مراتك!
هتف بحدة وصرامة
الموضوع ده مفهوش نقاش يا إجلال بيت نصر لازم يتقفل ويتحول لخړابة علشان نرد هيبتنا قدام الناس
نطق حسين يستعطف خاله
ليهتف عمرو بقوة ورعونة
هو أنت هتتحايل عليهم يا حسين ماما هتمشي معانا والراجل فيكم يوريني نفسه
أنا هوريك الرجولة على حق يا جوز سمية
أوقفه والده قائلا بحدة
خلاص يا سليم
رد سليم پغضب عارم
إنت مش سامع كلامه اللي يفور الډم يا ابا
اجابه والده متهكما على عمرو
هاج الجميع وتعالت الأصوات لينطق طلعت وهو يجذب شقيقه الارعن هو وحسين بعدما تفاقم الموقف وكادت الأمور أن تخرج عن السيطرة
خلاص يا خال إحنا رضينا بحكمك وهنمشي بس على الاقل خلونا ناخد الفلوس اللي في خزنة أبويا وانتوا خدوا الأرض والمزارع
كان نصر يضع جميع أمواله الطائلة بخزنة كبيرة داخل غرفة لكي لا يضعها بالبنوك وتأتي الهيئة العامة للرقابة المالية وتسأله السؤال الشهير....من أين لك هذا
نطق عمها بقوة مستهزئا
ومن إمتى أبوك كان عنده فلوس يا طلعت أبوك لما أتقدم لجدك ناصف علشان يتجوز أمك كان حتة موظف كحيان محلتوش غير الكام جنية اللي بيقبضهم أخر كل شهر واللي مكنوش بيكفوه العيش الحاف لعب على بنت الحاج ناصف وخلاها تتعلق بيه وفضلته عن كل شباب العيلة اللي تقدموا لها إكمنه متعلم وبيلبس بنطلون وقميص جدك ناصف هو اللي نضفه وعمل له قيمة بين الخلق وفلوسكم اللي فرحانين بيها دي بتاعت عيلتنا وأهو الحق رجع لأصحابه
تنفس محمد ليكمل على حديث عمه
الفلوس والارض كلها هتروح دية ل أولاد الحاج هارون اللي أبوك غدر بيه وبينا كلنا وعض الإيد اللي إتمدت له
نفذ الحكم وخرجت إجلال لمنزل شقيقها والنساء بأطفالهم لمنزلي والديهما تحت دموعهما وصرخات الأطفال المړتعبة لتأخذ مروة زينة معها فقد رفضت التخلي عنها وأجبروا الثلاث رجال على الخروج من البلدة تحت مرأى ومسمع أهالي البلد أجمعين حيث تجمعوا بناءا على رغبة عائلة ناصف كي يشهدوا على خروج أنجال نصر وهم أذلاء كي يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه ويحاول الإقتراب من تلك العائلة وأفرادها الجبابرة كل هذا تحت نظرات أهالي البلدة الشامتة في نصر وأولاده حيث تجبروا كثيرا وانتشر ظلمهم واليوم هو يوم الحصاد
مساء اليوم التالي داخل منزل غانم الجوهري
حضر أيهم من القاهرة محملا بالهدايا للجميع وجميع أنواع الفاكهة وأصناف الحلوى المحببة للأطفال وساعدته سيارة إيثار لجلب كل تلك الأشياء استقبله الجميع بحفاوة شديدة لتنطق منيرة بعد تبادل السلام والأحضان والقبلات الحارة
إيه يا ابني اللي جايبه ده كله حرام عليك بهدلت المرتب
أجابها مبتسما وهو يرى سعادة الاطفال والكبار من حوله
خير ربنا كتير يا ماما الحمدلله سيادة المستشار فؤاد خلى عمه حدد لي مرتب مفيش شاب في سني مهما كانت وظيفته بيقبضه
لم تعلم لما أصابها كلام نجلها بالحزن العميق بدلا من أن تسعد لأجله لتنطق
نوارة وهي تتفقد ملابس أطفالها الذي جلبها لهم أيهم
ربنا يسعده ويدي له على قد قلبه الطيب إيثار غلبانة وربنا كرمها ورزقها براجل باين عليه إنه إبن حلال وبيحبها
هتف أيهم بسعادة ونبرة حماسية
لو شفتوا العيشة اللي عايشاها إيثار جنينة القصر اللي عايشة فيه قد نص مساحة أرض بلدنا ولا أهل جوزها شايلينها هي وإبنها من على الأرض شيل
نطق وجدي بصوت يملؤه الحزن والخزي
ربنا يسعدها ويعوضها خير
نطق بتأكيد
عوضها يا وجدي إيثار حامل في توأم وعلى الفرحة اللي كانوا فيها أهل جوزها لما عرفوا أصل فؤاد كان متجوز قبل كده ومخلفش
ضيق عزيز عينيه ليسأله متعجبا
هما معندهمش عيال خالص!
نطق وهو يتناول واحدة من حباة الشيكولاتة ويزيل غلافها ويقتضم منها
أبو فؤاد معندوش عيال غير فؤاد واخته وأخته عايشة معاهم في القصر هي وجوزها وعندهم ولد وبنت
رفع عزيز أحد حاجبيه بإعجاب لينطق
البت دي محظوظة من يومها دخلت بيت نصر وجابت لهم الولد اللي طير عقل نصر وستهم وبقى هو اللي هنا وهو اللي هناك والوقت حامل في توأم هتقش بيهم خير الراجل كله
نطقت نوارة بصوت حزين لأجل الصغير
ربنا يستر وحظهم ميطلعش زي حظ يوسف في أهله
سأل أيهم باهتمام
هو إيه اللي حصل للحاج نصر وعياله وانا داخل البلد قابلت واحد صاحبي ركبته معايا لحد شارعهم حكى لي شوية تفاصيل كده مفهمتش منهم قوي
قص عليه شقيقاه ما حدث لينطق مؤنبا عزيز
شوفت حكمة ربنا من اللي حصل يا عزيز أبويا أصله كان راجل طيب وبتاع ربنا دعواته قعدت لنا وربنا بعد عننا الشړ والمال الحړام
هز عزيز رأسه فقد تغير نسبيا بعد حاډثة زوجته وتقرب من الله أكثر وواضب على إقامة الصلوات بأوقاتها داخل المسجد لتنطق منيرة بحمد
الحمدلله يا ابني إن ربنا بعدنا عن سكتهم كان زمان همهم وشړ عيلة ناصف طايلنا
ثم صمتت لتسأله بنبرة حرجة
أختك عاملة إيه في الحمل بتروح لها وتشوفها
هتفت بصوت حماسي
زي الفل يا ماما كنت معاها من يومين حماتها ست محترمة وبتعاملها زي بنتها بالظبط وعزة معاها على طول مبتسبهاش لا هي ولا يوسف
ضحك