رواية انا لها شمس ( الفصل الرابع والاربعون ) بقلم روز امين
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
عزيز لينطق
لهي إيثار أختك خدت الولية البومة دي معاها القصر!
نطق أيهم بنبرة جادة مفتخرا بشقيقته
إيثار أصيلة تربية غانم الجوهري هي الوحيدة اللي خدت كل خصاله الطيبة الله يرحمك يا بابا
ردد الجميع بتأثر
الله يرحمه
ربنا يهدي سرها...جملة نطقها عزيز بتأثر ليؤمن الجميع لينطق أيهم متحدثا إلى والدته عندما رأى الحزن يخيم على عينيها
واسترسل بمشاكسة كي يخرجها من تلك الحالة التي لا تليق بمنيرة الجاحدة
ولا تكوني استخسرتي الدكرين بط فيا وبعتيهم يا أم عزيز
أطلق الجميع ضحكاتهم لتنطق بنبرة حنون
أبيعهم ليه يا ابني هما اللي هياكلوهم أحسن منكم
قومي معايا يا نوارة علشان نغرف الأكل
نطق عزيز وهو يحث صغيرتيه إحداهما البالغة من العمر عشرة أعواما والأخرى ثمانية أعوام على مساعدة جدتهما وزوجة عمهما
قومي يا چودي إنت وسما هاتوا الطبلية وإملوا شفاشق الماية وهاتوها
تناولت طعام العشاء بصحبة العائلة لتتحرك مع علام ويوسف وبيسان إلى الحديقة للتمشية بعدما ولج فؤاد داخل حجرة المكتب كي يراجع ملفا هاما خاص بعمله وتوجهت عصمت لقضاء صلاة العشاء حيث تأخرت اليوم عن أدائها بموعدها أما فريال وماجد فصعدا لجناحيهما
أغمضت عينيها لتأخذ نفسا عميقا باستمتاع بتلك الروائح العطرة حيث اختلطت روائح الزهور والنباتات العطرية التي يهتم علام برعايتها لتنطق بعدما فتحت عينيها وهي تسير بجانبه تتفقد الزهور
نطق سريعا بنبرة حماسية
شوفتي مكنش عاجب البيه جوزك
نطقت باستهجان
معقولة دي ريحته تهوس
أسرعت بيسان لتهتف إلى إيثار بصوت مترجي
أنطي إيثار خلي يوسف يرد عليا
تطلعت لذاك الجالس فوق الأرجوحة مربعا ذراعيه ويهز ساقيه بحدة تنم عن مدى غضبه لتسألها باهتمام
رفعت الصغيرة كتفيها لتنطق
علشان إتكلمت مع شادي اللي معانا في تمرين السباحة
ابتسمت ليشير لها علام قائلا
روحي حلى مشكلة الشرق الأوسط بعيد عني علشان مصدع وربنا معاك
ضحكت لتمسك كف الصغيرة وتتجه صوب نجلها وهي تقول
مزعل بيسان منك ليه يا چو
نطق الصغير متذمرا بملامح وجه مستاءة
لو سمحتي يا مامي خليها تبعد عني لأني مخاصمها ومش عاوز أكلمها
مطت الصغيرة شفتيها ببؤس لتسأله إيثار
ليه كل الزعل ده
نطق بقوة وهو يرمقها بنظرات عاتبة
علشان قولت لها قبل كده مش تتكلمي مع السخيف اللي إسمه شادي وهي مش سمعت كلامي
خلاص يا چو مش هكلمه تاني...نطقتها متأثرة بعينين واعدة ليسألها بتوجس
وعد يا بيسان
وعد يا چو...قالتها بعينين أسفة ليبتسم لها سريعا ويترجل من فوق الارجوحة وهو يسحبها من كفها
تعالي نلعب عند حوض الورد بتاعي
ضحكت إيثار لتنظر باتجاه علام فوجدته يتحدث مع فؤاد الذي خرج للتو
حضرتك عامل إنجاز في الجنينة يا باشا
تطلع على نجله ليرفع حاجبه وينطق متباهيا
الإنجاز الحقيقي إنت اللي عملته يا سيادة المستشار
واسترسل قاصدا توأمه
أما من أول جولة بتجيب جونين أومال هتعمل إيه في باقي الجولات يا باشا
رفع قامته ليعدل من ياقة قميصه قبل أن ينطق بتفاخر مصطنع
هو أنا مش قولت لجنابك إني هبهرك
وقد كان معاليك...نطق بها علام سريعا لتنطلق ضحكاتهما التي وصلت حد القهقهة لتسأل تلك التي أقبلت عليهما
ممكن تضحكوني معاكم
فتح ذراعه ليستقبلها فلم تدع فرصة للتفكير واقتربت عليه مقبلا جبهتها ليتحدث علام
جوزك عندك إبقي إسأليه
ألقى من يده رشاش المياه لتسأله بعدما رأته يستعد للإنسحاب
رايح فين يا بابا
هطلع أغير هدومي علشان تراب الزرع وهنزل تاني...قالها وانسحب لتتطلع على حبيبها الذي بدأ يسير بجانبها
مش هتقول لي كنتوا بتضحكوا على إيه!
نطق بما أثار فضولها
تؤ كلام رجالة عيب تسمعيه
مطت شفتيها ببؤس مطصنع لتنطق بإلحاح
وحياتي تقول لي نفسي أعرف حوارات الرجالة
سيبك بقى من الكلام الفاضي ده وخلينا في المهم أنا عازمك على سهرة حلوة في الچاكوزي
نطقت بتذمر وعند
مش رايحة معاك في أي حتة
غير لما تقول لي إنت وبابا كنتوا بتضحكوا على إيه
نطق وهو يضمها لصدره ويحثها على التوجه لغرفة الچاكوزي
ما هو ده المكان المناسب للكلام في المواضيع دي
قطبت جبينها تسأله
قصدك إيه!
تعالي بس معايا وهقول لك على كل حاجة وإحنا بنبدل هدومنا...قال كلماته وهو يسحبها لتفلت يدها من يده وهي تقول بنبرة خجولة
فؤاد أنا عاوزة أكل حاجة
توقف لينطق سريعا
عيوني يا بابا شوفي عاوزة تاكلي إيه وأنا أخليهم يجهزوها لك في المطبخ حالا
تحدثت وهي تبتلع لعابها بتلبك
الحاجة اللي نفسي فيها مينفعش يجهزوها في المطبخ
ضيق بين عينيه لتنطق بتردد
أنا نفسي في الفسيخ والملوحة قوي
نعم!...قالها بذهول لينطق سريعا
على عيالي ياكلوا القرف ده
نطقت وهي ترمقه بازدراء
قرف بقى الفسيخ قرف!
نطق بجدية ترجع أسبابها لخوفه الشديد على صحة جنينيه
إيثار متهزريش الحاجات دي مش صحية وأنا مستحيل أخاطر بصحة ولادي وبقائهم شوفي أي حاجة غيره إن شالله يكون لبن العصفور
سألته بعينين تطلق سهاما ڼارية
ده اخر كلام عندك
أجابها بجدية
ومعنديش غيره
طيب يا فؤاد...قالتها وهي تكز على أسنانها لتنطلق مهرولة باتجاه باب المنزل الداخلي لينطق مناديا عليها
إيثار طب إرجعي نتفاهم
رأها تدخل من البوابة لتختفي خلفها وينتهى الأمل لينطق وهو يشير لغرفة الچاكوزي
طب والچاكوزي يا حبيبي
وضع كفيه داخل جيباي بنطاله لينطق وهو يهز رأسه باحباط
كدة السهرة وبسبب سمكة معفنة
داخل الحجز الخاص بقسم الشرطة المتواجد داخل المركز
كان يدور حول حاله كالثور الهائج بعدما علم بما حدث لأنجاله الثلاث على يد عائلة ناصف فغدا سيترحل على القاهرة لبدأ التحقيق معه في النيابة العامة استعدادا لمحاكمته عن طريق القضاء العالي لم يستوعب الخبر بعد أيعقل ما حدث لأبنائه وثروته الطائلة التي عاش حياته يسعى ويلهث لجمعها من أي جهة كانت حلالا أو حرام كلما تخيل مشهد طرد انجاله من البلدة بمنتهى الإهانة يفور دمه داخل عروقه لتنفر بشدة جعلت من يراه يتيقن أنه على وشك إصابته بجلطة دماغية اتية لا محال هو من كان يجبر البشر على الرحيل وكم من أسر تشردت على يده هو ونجله طلعت واليوم عليه تسديد ديونه لكنه لم يقبل بحكم الله وقدره فقد ثار وهاج وصاح بكامل صوته يسب ويلعن عائلة ناصف وبالكاد كظم غيظه بعدما تعرض للإهانة اللفظية على يد العسكري الذي كان يعظم له بالماضي كلما حضر إلى القسم ليعطي له عدة ورقات مالية كهبة منه ليسددوا له الخدمات ويقدموا الإحترام والتعظيم والولاء كي يرضي غروره وكبرياءه الأن اصبح مجردا من المال الذي كان يجعل له قيمة بين البشر ليتحول بدونه إلى نكرة إمعة يهينه كل من هب ودب من رواد الحجز إقترب
من أحد الرجال الذي يملك هاتفا يؤجره للمساجين وتحدث بجدية
عاوز أعمل تليفون
رد الرجل وهو يتطلع عليه باشمئزاز
مكنش ينعز إنت راجل مفلس والشحن ده بيجيني بالشئ الفلاني
نطق بثقة بعدما قرر أن يهاتف مهرب الأثار كي يبعث له بقوة ټقتحم سيارة الشرطة التي ستقله غدا إلى القاهرة وتساعده على الهرب ومقابل هذا سيهبه مقپرة فرعونية يلهث حولها كل من يعمل بهذا المجال وهو الوحيد الذي عثر على مقرها ويحتفظ به لحاله
هتصل بناس مهمة علشان يساعدوني أخرج وساعتها هغرقك فلوس
سال لعاب الرجل ليخرج الهاتف سريعا ويناوله إياه متأملا في الحصول على رزمة من أموال ذاك الثري الطائلة أخذ الهاتف وخبأه داخل ملابسه وانتظر حتى تأخر الليل وغفى الجميع تحرك إلى الحمام ليتحرك خلفه رجلا ضخم البنية الجسدية كان يراقبه عن كثب وقبل أن يضغط
الست أزهار مرات المرحوم هارون بيه بعتالك التحية دي وبتقول لك السلام أمانة لهارون بيه
جحظت عينيه لتنزل دموعه وهو ينظر أمامه بعدم استيعاب لما جرى ليرتمي فوق الأرض ويلفظ أنفاسه الأخيرة لتكون نهايته من داخل أحد مراحيض السجون المليئة بالحشرات والقاذورات والروائح الكريهة تأكد الرجل من مۏته ليصعد على أحد البراميل ويلقي التي ارتداهما أثناء لاخفاء البصمات من حديد النافذة ليلتقطهم أحد الرجال ويفر هاربا كي يخفي أثر المرتكب به تلصص الرجل على الجميع ليجدهم غارقون بنومهم ليتحرك على أطراف أصابعه ويعود لمكانه يمثل النوم كالبقية.
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين