الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية( ابنتي اختارت لي زوجًا) للكاتبة سلمي سمير

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

لمشاعرها تسيطر عليها وانخرطت في بکاء مرير خۏفا من يوم الفراق الذي بدأ يلوح في الأفق
اقترب حسام علي استحياء وقال بحذر 
وحدى الله يا مدام سوزان بنت هتقوم بالسلامه ان شاء الله هي بس محتاجه رعاية واهتمام صدقيني
رفعت عيناها الباكية اليه فغرق حسام في تنيك عيناها الساحرة المليئة بدموعها فجعلت قلبه يهوى صريع جمالها الباكي وقالت 
بجد رودينا هترجع دي لو ياليتني انا مش هعيش لحظة بعدها دي روحي اللي عايشه بيها
system code ad autoads
ابتلع ريقه ورجع للخلف كي يجعل بينهم مسافة امنه وقال بارتباك 
باذن الله انا عندى ثقه في الله انه مش هيحرمك منها يلا قومي روحي اقعد معاها لاني اتاخرت علي اولادى ومضطر امشي
كفكفت دموعها بطرف أصابعها فكانت حركه بسيطه لكنها أربكت نفسه الطواقه اليها نهضت وعدلت ثيابها وقالت لها بامتنان 
شكرا لمساعدتك ليا وبصراحه مش عارفه ازاي هقدر ارد جميلك بس تقوم رودينا بالسلامه الاول
وبعدها هشوف الطريقه المثلي لرد جميلك عليا وليها
هز راسه رافضا ان تعتبر ما يقوم به جميل وقال 
رودينا بنت من بناتي لو مش كاب كأستاذ ليها المهم تعبا يجي بفائدة وتقوم ليكي بالسلامه 
انا هستاذن واتفضلي ده رقم تليفوني لو حصل حاجه ياريت تتصلي بيا عن اذنك
اخذت منه الكارت التعريفي وقرأت اسمه واستغربت لكنها لم تعلق وعادت الي ابنتها لتقضي معها بعض الوقت مثل كل يوم لعلها تستجيب له وتستيقظ
عاد حسام الي بيته منهك القوى شاعرا بحمل ثقيل جاثم فوق صدره لا يرحمها أو يهادنه لحظه 
ظل يسأل نفسه ويحملها الذنب من أن تقضي رودينا نحبها وټموت امها عليها قهرا علي فراقها
دلف الي الشقة وتبدلت ملامحه الي ابتسامه مسروقه من بين خلجاته المکبلة بالذنب
جري اليه أبناءه وعانقاه ونزل الي مستواها وظل يمازحه شاعرا أيضا بالذنب نحوهم لانه يحمل الي رودينا حب بوزي حبهم في قلبه 
جذبته ليلي من وسطهم وقالت لها بحدة 
ارحموا بابا يا اولاد مينفعش تتعبوه وهو لسه جاية من بره محتاج يرتاح
system code ad autoads
اخذت يده واجلسته علي الأريكة وسألته 
طمني البنت اخبارها ايه في تحسن ولا لسه علي وصعها والله بقيت خاېفه من اليوم اللي تجي تقولي فيه أن الله استرد وديعته
تنهد حسام بقوة وارجع راسه الي الخلف ودمعتي عيناه خۏفا من أن يكون قضاء الله قد أوشك علي تلك الطفلة الوديعه اخذ نفس عميق شاعرا بغصه في حلقه لعدم قدرته علي تحمل هذا الذنب طوال حياته أن صابها مكروه 
لاحظ أولاده صامته الطويل وكذلك زوجته التي طلبت من الأولاد الذهاب الي غرفتهم حتي تعطي زوجها بعض الهدوء كي ينفس عن حزنه بعيدا عنهم
ظل صامتا يفكر بلا راحه الي ان اقتربت منه طفلته الصغيرة علا وقالت له ببراءة 
بابا هي رودينا لسه تعبانه علي فكرة جاتلي في الحلم امبارح وقالتلي انها بتحبك اووي وهترجع علشان انت هتبقي باباها 
هي بجد هتبقي اختنا وهتجي تعيش معانا لما تخف
كان كلام طفلته الصغيرة كالبلسم الشافي الذي بث في شريايينه الامل من جديد 
رفع راسه واعتدل في جلسته ونظر إليه بمحبه ثم جذبها اليه واجلسها علي ساقه وسألها 
بجد يا علا رودينا قالتلك كده في الحلم يبقي خير وباذن الله هتقوم بالسلامه 
ربتت ليلي علي كتفه وانشرح قلبها الراحه التي تجسدت علي وجهه بعدما كان مكفهرا وحزين 
ان شاءالله يا حسام هتقوم بالسلامه المثل بيقول خدو فالكم من عيالكم وعلا بريئة متعرفش الكذ

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات