رواية( ابنتي اختارت لي زوجًا) للكاتبة سلمي سمير
لمشاعرها تسيطر عليها وانخرطت في بکاء مرير خۏفا من يوم الفراق الذي بدأ يلوح في الأفق
اقترب حسام علي استحياء وقال بحذر
وحدى الله يا مدام سوزان بنت هتقوم بالسلامه ان شاء الله هي بس محتاجه رعاية واهتمام صدقيني
رفعت عيناها الباكية اليه فغرق حسام في تنيك عيناها الساحرة المليئة بدموعها فجعلت قلبه يهوى صريع جمالها الباكي وقالت
system code ad autoads
ابتلع ريقه ورجع للخلف كي يجعل بينهم مسافة امنه وقال بارتباك
باذن الله انا عندى ثقه في الله انه مش هيحرمك منها يلا قومي روحي اقعد معاها لاني اتاخرت علي اولادى ومضطر امشي
كفكفت دموعها بطرف أصابعها فكانت حركه بسيطه لكنها أربكت نفسه الطواقه اليها نهضت وعدلت ثيابها وقالت لها بامتنان
وبعدها هشوف الطريقه المثلي لرد جميلك عليا وليها
هز راسه رافضا ان تعتبر ما يقوم به جميل وقال
رودينا بنت من بناتي لو مش كاب كأستاذ ليها المهم تعبا يجي بفائدة وتقوم ليكي بالسلامه
انا هستاذن واتفضلي ده رقم تليفوني لو حصل حاجه ياريت تتصلي بيا عن اذنك
عاد حسام الي بيته منهك القوى شاعرا بحمل ثقيل جاثم فوق صدره لا يرحمها أو يهادنه لحظه
ظل يسأل نفسه ويحملها الذنب من أن تقضي رودينا نحبها وټموت امها عليها قهرا علي فراقها
جري اليه أبناءه وعانقاه ونزل الي مستواها وظل يمازحه شاعرا أيضا بالذنب نحوهم لانه يحمل الي رودينا حب بوزي حبهم في قلبه
جذبته ليلي من وسطهم وقالت لها بحدة
ارحموا بابا يا اولاد مينفعش تتعبوه وهو لسه جاية من بره محتاج يرتاح
اخذت يده واجلسته علي الأريكة وسألته
طمني البنت اخبارها ايه في تحسن ولا لسه علي وصعها والله بقيت خاېفه من اليوم اللي تجي تقولي فيه أن الله استرد وديعته
تنهد حسام بقوة وارجع راسه الي الخلف ودمعتي عيناه خۏفا من أن يكون قضاء الله قد أوشك علي تلك الطفلة الوديعه اخذ نفس عميق شاعرا بغصه في حلقه لعدم قدرته علي تحمل هذا الذنب طوال حياته أن صابها مكروه
ظل صامتا يفكر بلا راحه الي ان اقتربت منه طفلته الصغيرة علا وقالت له ببراءة
بابا هي رودينا لسه تعبانه علي فكرة جاتلي في الحلم امبارح وقالتلي انها بتحبك اووي وهترجع علشان انت هتبقي باباها
هي بجد هتبقي اختنا وهتجي تعيش معانا لما تخف
كان كلام طفلته الصغيرة كالبلسم الشافي الذي بث في شريايينه الامل من جديد
رفع راسه واعتدل في جلسته ونظر إليه بمحبه ثم جذبها اليه واجلسها علي ساقه وسألها
بجد يا علا رودينا قالتلك كده في الحلم يبقي خير وباذن الله هتقوم بالسلامه
ربتت ليلي علي كتفه وانشرح قلبها الراحه التي تجسدت علي وجهه بعدما كان مكفهرا وحزين
ان شاءالله يا حسام هتقوم بالسلامه المثل بيقول خدو فالكم من عيالكم وعلا بريئة متعرفش الكذ