رواية( ابنتي اختارت لي زوجًا) للكاتبة سلمي سمير
الله يا مدام سوزان بنت هتقوم بالسلامه ان شاء الله هي بس محتاجه رعاية واهتمام صدقيني
رفعت عيناها الباكية اليه فغرق حسام في تنيك عيناها الساحرة المليئة بدموعها فجعلت قلبه يهوى صريع جمالها الباكي وقالت
بجد رودينا هترجع دي لو ياليتني انا مش هعيش لحظة بعدها دي روحي اللي عايشه بيها
ابتلع ريقه وكبح جماح رغبته في احتضانها لاحتواء حزنها ومواساته ورجع للخلف كي يجعل بينهم مسافة امنه وقال بارتباك
كفكفت دموعها بطرف أصابعها فكانت حركه بسيطه لكنها أربكت نفسه الطواقه اليها نهضت وعدلت ثيابها وقالت لها بامتنان
شكرا لمساعدتك ليا وبصراحه مش عارفه ازاي هقدر ارد جميلك بس تقوم رودينا بالسلامه الاول
هز راسه رافضا ان تعتبر ما يقوم به جميل وقال
رودينا بنت من بناتي لو مش كاب كأستاذ ليها المهم تعبا يجي بفائدة وتقوم ليكي بالسلامه
انا هستاذن واتفضلي ده رقم تليفوني لو حصل حاجه ياريت تتصلي بيا عن اذنك
اخذت منه الكارت التعريفي وقرأت اسمه واستغربت لكنها لم تعلق وعادت الي ابنتها لتقضي معها بعض الوقت مثل كل يوم لعلها تستجيب له وتستيقظ
ظل يسأل نفسه ويحملها الذنب من أن تقضي رودينا نحبها وټموت امها عليها قهرا علي فراقها
دلف الي الشقة وتبدلت ملامحه الي ابتسامه مسروقه من بين خلجاته المکبلة بالذنب
جري اليه أبناءه وعانقاه ونزل الي مستواها وظل يمازحه شاعرا أيضا بالذنب نحوهم لانه يحمل الي رودينا حب بوزي حبهم في قلبه
ارحموا بابا يا اولاد مينفعش تتعبوه وهو لسه جاية من بره محتاج يرتاح
اخذت يده واجلسته علي الأريكة وسألته
طمني البنت اخبارها ايه في تحسن ولا لسه علي وصعها والله بقيت خاېفه من اليوم اللي تجي تقولي فيه أن الله استرد وديعته
تنهد حسام بقوة وارجع راسه الي الخلف ودمعتي عيناه خۏفا من أن يكون قضاء الله قد أوشك علي تلك الطفلة الوديعه اخذ نفس عميق شاعرا بغصه في حلقه لعدم قدرته علي تحمل هذا الذنب طوال حياته أن صابها مكروه
ظل صامتا يفكر بلا راحه الي ان اقتربت منه طفلته الصغيرة علا وقالت له ببراءة
بابا هي رودينا لسه تعبانه علي فكرة جاتلي في الحلم امبارح وقالتلي انها بتحبك اووي وهترجع علشان انت هتبقي باباها
كان كلام طفلته الصغيرة كالبلسم الشافي الذي بث في شريايينه الامل من جديد
رفع راسه واعتدل في جلسته ونظر إليه بمحبه ثم جذبها اليه واجلسها علي ساقه وسألها
بجد يا علا رودينا قالتلك كده في الحلم يبقي خير وباذن الله هتقوم بالسلامه
ربتت ليلي علي كتفه وانشرح قلبها الراحه التي تجسدت علي وجهه بعدما كان مكفهرا وحزين
ان شاءالله يا حسام هتقوم بالسلامه المثل بيقول خدو فالكم من عيالكم وعلا بريئة متعرفش الكذ ب والخدا ع واكيد رؤيتها حقيقي
ابتسم حسام أخيرا ورد علي سؤالها هو يعانقها بقوة
بصي يا علا ان شاء الله لما رودينا تقوم بالسلامه هتعيش مع والدتها مش معانا بس هتقولي يا بابا
علشان كده عايزكم في