العطار وبناته السبعه
لا أقدر أن أفتح لكي
أنت تعلمين هذا
قالت العجوز لا بأس سأصب شيئا من العطر تحت الباب وقولي لي ما رأيك
كان العطر فواحا وغالي الثمن وإنتشر في الدار فجاء كل إخوتها وسألنها من أين جاءت هذه الرائحة الفواحة يا ياسمينة
أجابت هو هدية من امرأة تقول أنها عمتنا عيشة وهي لطيفة جدا لما عرفت العجوز أن كل البنات قرب الباب وأنهن بدأن بالإهتمام بها أدخلت المشط والمرآة ولما رأت البنات جمال تلك الأشياء تنازعن فيما بينهن وكل واحدة تقول هذا لي
صاحت البنات في فرحواحدة تقول عطر والأخرى حلي
كالعادة لم تطلب ياسمينة شيئا وقالت لإخوتها أنا مثلكن أشتهي هدية لكن أوصانا أبونا أن لا نفتح وإن علم سيغضب
قلن لها لن يعلم سنفتح الباب قليلا ونأخذ ما تعطينا إياه ثم نعيد إغلاقه ولن يحس أحد
قالوا لها نحن في إنتظارك يا عمتي لا تتأخري علينا
لما رجعت إلى الأمير ضحكت وقالت غدا يفتحن لي الباب وأراهن والبنت الصغرى إسمها ياسمينة وهي ذكية وتحترم الوعود لقد كانت مستعدة للتضحية بهدية نفيسة لأنها وعدت أباها بعدم فتح الباب ولا شيئ يثني عزيمتها.
زاد عشق الأمير للبنت وقال لهاإذهبي إلى خزائني وخذي منها ما شئت من هدايا لهن
نظرت العجوز إلى البنات فتحيرت من جمالهن ولما تأملت الصغرى لم تجد ما تقوله فلقد كانت أجمل من الورود المتفتحة وأرق من قطرات الندى
أحست القهرمانة خديجة بالحب لأولئك البنات فقبلتهم وحضنتهم أما هن فأصبحن ينادونها عمتي
قال لها أريدك أن تصفيها لي
أجابت سبحان الله على بديع ما خلق عيونها سوداء
والحاجب فوق العين قوس هلال هي قمر الليل المظلم..
وكوكب دري نورها نجم الشمال إذا مشت بين الزهور
زادتها حسنا وتألقا وجمالا على جمال..
محظوظة ياسمينة
وإن تواصل هذا الأمر فلن يبقى مني سوى جلد على عظم أجابته أعلم مما أنت فيه لكن هون على نفسك يا مولاي
قال لها عليك أن تجدي حيلة لكي أراها وأكلمها
إنزعج وقال أليس هناك حل آخر
أجابتإذا كنت تود رؤيتها فهو الحل الوحيد
قال لهاحسنا لكن يبقى الأمر سرا بيننا
في اليوم الموالي زارت العجوز البنات وحملت معها كثيرا من اللحم ولما أرتهم ما في القفة فرحن وقلن لها لقد مللنا من أكل القديد فأبونا حرم علينا الخروج
عجنت البنات خبز الشعير وأشعلن فرن الفخار ووضعن أقراص العجين لتنضج أما العجوز فشوت لهم اللحم والشحم وأعدت مرقا بالفلفل الحار وإبتهجت ياسمينة وقالت
كأننا اليوم في عيد ومنذ ذهاب أبي نحس بالملل ولا نجد شيئا نفعله سوى ترتيب البيت والنظر من النافذة للشارع وللباعة المتجولين ينادون على بضائعكم.
في اليوم الموالي أحضرت لهن سلة مليئة بالسمك البحر وكل يوم تحضر لهن شيئا حتى تعودن عليها وأصبحت تقضي معهن كامل اليوم تقص عليهن أعجب الحكايات
وفي يوم من الأيام قالت لهن لقد رزقت أربعة أولاد وكنت أشتهي دائما بنية وبعد أن مرت السنوات الطوال رزقني الله بنتا كالقمر وهي في مثل عمر أكبركن
ولقد تزوج الأولاد أما هي بقيت معي وكل مرة آتيكم فيها أتركها بمفردها وهي لطيفة وتحب اللعب مع بنات الجيران
قلن لها بفرحالمرة القادمة أطلبي منها أن تأتي معك فنحن أيضا نحب اللهو والمرح
قالتسأفعل ذلك من أجلكن لما رجعت إلى القصر قالت للأمير عليك أن تستعد للذهاب لدار الحاج صالح فأنت مدعو عندهم غدا.