الإثنين 25 نوفمبر 2024

العطار وبناته السبعه

انت في الصفحة 3 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز


سأعد لك ثياب بنت على مقاسك وعليك أن تنتف لحيتك وتتجمل مثل البنات
قال لها لا أحد ېلمس لحيتي
ردت لا تغضب سنكتفي بشيء من الكحل على عينيك وبعض العطر وسأغطي وجهك وأقول لهن أن الطبيب أوصاك بعدم التعرض للهواء لأن صحتك ضعيفة
قال الأمير سيتفطنون لي لما أتكلم أجابتهأنظر بعينيك فقط سأقول لهم أنك بكماء هل إرتحت الآن على كل حال لن نبقى كثيرا ترى ياسمينة وتخرج لو عرفوك لصرخن وجمعوا علينا الجيران

في الصباح خرجت العجوز والأمير كان تنكره متقنا إلى درجة كل من رآه يعتقد أنه إبنتها لما وصلا إلى دار صالح فتحت لهن البنات وقلن لها إبنتك جميلة العينين لكن نحن بمفردنا فلماذا تغطي وجهها 
قالت لهنالهواء بارد اليوم وهي تمرض لأقل هبة هواء سألنها لماذا لا تتكلم
أجابت للأسف أنها بكماء
قلن لها إنه أمر محزن أن لا نتكلم معها فهي تبدو لطيفة جدا
ردت العجوزإنها ذكية وتحسن ضړب العود فمن منكن يعرف الغناء 
صاحت ياسمينةأنا لنا عود في الدار ودف سأحضرهما
قالت البنت الكبرى سأحضر لكم طبق الشاي بالنعناع والبندق
إنتظروني قليلا فهذه الليلة ستكون طويلة
أخذ الأمير العود وعدل أوتاره وعزف تقاسيم جميلة تمايلت لها البنات طرب ثم غنت ياسمينة على أنغام العود ونقرات الدف وكان الغناء من ايام الزمان مازالت بعض كلمات نتذكرها وتقول.
دون ميعاد أو انتظار أمام النافذة دقوا علينا الباب وزارنا خير أصحاب نسينا وحدتنا وبعد الأهل والأحباب في دارنا أغراب
رفيقنا قمر وسحاب تحلق أرواحنا في السماء بعيدا مع الطير
فرادى وأسراب
صمت الجميع حتى القطة أوقفت أذنيها وقد أعجبها الغناء والعزف كان الأمير وياسمينة منسجمين كأنهما يعرفان بعضهما من زمن طويل كل كلمة تصاحبها ضړبة عود تغرقها في الجمال كأن العود يغني مع البنت ويغازلها ويهمس إليها
لما إكتمل العزف جاءت البنات وقبلن الأمير وهن يعتقدن أنها فتاة فلم يسمعن في حياتهن مثل هذا العزف أما ياسمينة فأشارت له بيدها ولم تقترب منه
دار الجميع حول صينية الشاي المنعنع وصاحت البناتقصي علينا خرافة يا عمة فلقد حلى السهر تنحنحت العجوز وقالتكان يا مكان في قديم الزمان
ومضت تحكي وأحس الأمير بسعادة لم يشعر بها من قبل رغم كل ما عنده في القصر من جواري وفتيات كان يسترق النظر إلى ياسمينة دون أن يلاحظ أحد
لكن لم تغب عنها نظراته فلقد كانت ذكية وفطنة جدا لما أتمت العجوز الحكاية وشربوا الشاي إستئذنا في الإنصراف
وفي الطريق قالت القهرمانة خديجة لقد حققت لك كل ما ترغب فيه وأضعت لي وقتي الآن عليك أن تتعقل وتنتظر رجوج الحاج صاح
لكن الأمير قال لها وهل من يرى ياسمينة ويسمع غنائها الرخيم العذب يبقى له عقل إسمعي غدا سنرجع معا هل فهمت ان لم اعود سوف أمرض هل هذا ماترغبين فيه
في اليوم الموالي رجع الأمير والقهرمانة خديجة إلى دار صالح ومعهما قفة كبيرة فيها ملازم الكسكس ومن لحم وخضار ولما رأت البنات ذلك فرحن وقلن لها كنا حائرين ماذا سنطبخ اليوم سنساعدك في الطبخ ثم نضع القدر على الڼار ونذهب للعب حتى ينضج الطعام.
بعد ساعة قالت ياسمينة ماذا تردن أن نلعب
قالت الوسطى ستختفون وأحاول أن أجدكم
أسرعت البنات للإختفاء في كل مكان نزلت ياسمينة إلى الدهليز وإختبئت وراء جرة كبيرة
وبعد دقائق سمعت صوت الأمير وهو يجري إلتفت يمنه ويسره وقال سأختفي وراء تلك الجرة الكبيرة ولما ذهب إلى هناك وجد ياسمينة فجلس بجانبها كانت مفاجأة للبنت فهي كانت تعرف أن تلك الفتاة ولد وأنه وجد تلك الحيلة ليراها
لكنها كتمت الأمر عن إخوتها لما رأت سعادتهم مع تلك العجوز لقد كانت طيبة جدا معم وأنستهم Lehcen Tetouani مرارة اليتم فأبوها صالح لم يتزوج بعد ۏفاة أمهم وقال تلك المرأة لا أحد يأخذ مكانها وسأبقى وجيدا حتى ألحق بها.
البارحة لم تنم إلا قليلا وتذكرت غنائهما معا لقد شعرت بسعادة طاغية فلقد كانت تحب الغناء والرسم وكثيرا ما حلمت بزوج يشاركها تلك الأشياء الجميلة لكن كل من تراهم في الحي كانوا من التجار وما يهمهم كان الربح والمال وحتى أخواتها لا يفكرن إلا في الترف ورغيد العيش
إنتبهت على حركة الأمير وهو يضع سبابته على شفتيه ويطلب منها
 

انت في الصفحة 3 من 11 صفحات