الإثنين 25 نوفمبر 2024

الجزء الأول رواية هوس بقلم ياسمين عزيز

انت في الصفحة 10 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

يعملن 
بجهد كل واحدة أمامها حاسوب تدقق النظر 
فيه....
وقف كلاوس أمام إحدى الفتيات قائلا بصوت 
غليظ حاد الباشا فاضي.
هزت الفتاة رأسها و هي تعدل من نظارتها
قائلة بعملية حاليا هو فاضي بس عنده 
إجتماع كمان تسع دقائق بالضبط.... .
عقدت حاجبيها و إتسعت عيناها بذهول عندما 
لمحت للتو سيلين وراءه لتسأله مين الباربي دي...
تجاهلها كلاوس كعادته و هو يلتفت نحو 
سيلين لتتبعه ناديا السكرتيرة بصوت 
منخفض قائلة غلس و بارد.. و مين المزة 
اللي معاه انا اول مرة اشوفها...
طرق كلاوس الباب ثم دخل بمفرده 
ليجد سيف منكبا على أوراقه كعادته....رفع 
رأيه لثوان دون أن يتحدث....
وقف كلاوس مطئطئا راسه باحترام أمام مكتبه واضعا يده فوق الاخرى أمامه ليقول سيف 
باشا في واحدة برا عاوزة تقابل حضرتك.. شكلها 
مش مصرية و معاها شنطة سفر الظاهر إنها جاية 
من المطار مصممة إنها تقابل حضرتك....
رفع سيف رأسه مرة أخرى و قد ظهر على وجهه
الاستغراب ليتمتم بصوت عال واحدة....مقالتلكش
إسمها إيه
كلاوس إسمها سيلين سامي...انا دققت في 
أوراقها و باسبورها بنفسي... لسه جاية 
من المطار حالا.... حضرتك تحب ادخلها و إلا امشيها....
نظر سيف في ساعته قبل أن يجيبه لا 
خليها تدخل بسرعة....
أومأ له كلاوس بطاعة قبل أن يختفي من 
أمامه تاركا الباب مفتوحا حتى تدلف سيلين.....
يتبع 
الرواية تحتوي على عدة مفاجآت في الفصول 
الجاية
الفصل الرابع 
دلفت سيلين و هي ترتجف من الخۏف و التوتر فالدقائق القادمة ستحدد مصيرها و مصير والدتها
للأبد...لاتعلم إن كان هذا المدعو سيف سيعترف بها كقريبته و يساعدها ام أنه سيتنكر لهاكما فعلت عائلة والدتها طوال السنوات الماضية
هزت رأسها ببطئ و قد تسللت إلى رئتيها رائحة
عطر فاخرة ثقيلة.. بحثت عن صاحبها لتجده يجلس 
بأريحية على طاولة مكتبه الفخم يتحدث مع
شخص ما على هاتفه بتركيز حتى أنه لم يعر أي إهتمام لدخولها...
إبتلعت ريقها ببطئ و هي تتفرس دون وعي كتلة الوسامة التي أمامها...
طوال حياتها كانت محاطة بالرجال الوسيمين ذوي البشرة البيضاء و الأعين الزرقاء لكن هذا
الاسمر الوسيم الجالس أمامها حكاية أخرى..عضت شفتيها بقوة و هي ټشتم نفسها داخليا
على وقوعها السريع تحت تأثير سحره فهذا
ليس ابدا وقت اللهو.. هي قادمة من أجل مهمة
و يجب عليها التركيز بكل حواسها...
تنحنحت بصوت منخفض حتى ينتبه لها
ليلتفت نحوها ثم يسارع لانهاء مكالمته
و يضع هاتفه بجانبه و هو مازال يتفرسها
بنظرات غامضة لم تفهمها....
أما بالنسبة لسيف فحالما رفع رأسه تجمد
الډم في عروقه حرفيا و لم يصدق مارآه
أمامه...حتى أنه قطع مكالمته دون وعي منه...إنها هي تلك الصغيرة التي إلتقاها منذ أشهر 
في ألمانيا... نفس الشعر البرتقالي المميز 
و العينان ذوات اللون الغريب اللتين تضيفان 
على وجهها هالة من البراءة حيث بدت له و كأنها 
طفلة في الخامسة من عمرها... 
وبخ نفسه بأسف لأنه نسي أمرها بعد أن 
عاد من ألمانيا منذ أشهر بعد أن حاول العثور 
عليها.... لم يدقق في البحث عنها في ذلك 
الوقت بل إكتفي بتكليف أحد حراسه بسؤال 
زملائها في المطعم و أمرهم بالاتصال به 
حالما يروها ثانية....ثم نسي أمرها بعد أيام 
قليلة لانشغاله بالعمل و بعدها عاد لمصر... 
نسيها وقتها و لكنه تذكرها الان حالما رآها 
و كيف له ان ينسى هاتين العينين اللتين 
سحرتاه منذ اول نظرة.. يستطيع تمييزهما 
من بين آلاف العيون....
أشار لها أن تجلس على الاريكة مقابلة له 
دون أن يتحرك من مكانه بل إكتفي بالتحديق
بها و كأنه يدرس جميع تحركاتها.... 
قطب جبينه باستفهام و هو يفكر هل من المعقول 
أنها بحثت عنه و قطعت كل المسافة حتى 
تأتي و تطالبه بتعويض لانه كان السبب 
في فقدانها لعملها...او ان أحدا ما علم أنه 
كان يبحث عنها فأرسلها له لسبب ما.. قد يكون 
احد أعدائه من وصل إليها و قرر إستخدامها 
ضده...جميع الاحتمالات واردة إذن...
فرك ذقنه بحيرة لكنه سرعان ما نفى تلك الأفكار 
من رأسه بعد أن قرر سماعها أولا ثم الحكم
عليها بعد ذلك...فكما يقول المثل الشعبي...ياخبر النهاردة بفلوس.....
قطع الصمت متحدثا بصوت رجولي واثق باللغة الالمانيةتكلمي...إني أسمعك.
حركت سيلين حقيبتها بتوتر و هي لاتستطيع 
التحدث فقد علقت الكلمات في حلقها حتى 
انها لك تنتبه أنه حدثها باللغة الألمانية فمن أين 
يعرفها حتى يتكلم معها بلغتها طبعا هي معرفتش هو مين...
ارجعت إحدى خصلات شعرها التي تمردت
وراء أذنها قبل أن تستجمع كامل شجاعتها 
و تقول بلهجة مصرية متلعثمةانا آسف عشان 
جيت فجأة كده...مش خذت موعد بس انا جيت عشان مامي... هو قالي إيجي مصر 
و روحي هنا عشان اشوف سيف عز الدين....هز سيف حاجبيه باستغراب لما تقوله هذه
الصغيرة...من هي والدتها التي جاءت إلى هنا من أجلها. من هذا الذي ارسلها لتقابله و ماذا يريد منه...كتم بداخله ضحكاته على كلامها
الغير مرتب لكنه تدارك نفسه عندما طرق 
باب المكتب لتدخل السكرتيرة قائلة بنبرة رسمية سيف باشا كلهم مستنيين حضرتك عشان الاجتماع....
صمتت عندما أشار لها بأن تتوقف عن الحديث 
و عيناه لاتزالان مثبتان على سيلين...
سيف بأمر إلغي الاجتماع...
ثم أشار لها بالإنصراف لتومئ له السكرتيرة 
و تغادر دون إضافة أي كلمة أخرى فهي طوال
سنوات عملها هنا حفظت طبعه جيدا...إذا 
قرر أمرا لا يجب على أحد الاعتراض او المجادلة 
فهو دائما يعلم ماذا يفعل جيدا....
نظرت نحوه سيلين بتوجس لتجده ينظر لها 
بصمت منتظرا إياها أن تكمل كلامها ليهتف بعد أن يئس من تحدثها يعلم انها خائڤة و متوترة 
جدا و هذا ليس أمرا جديدا عليه فهو يعلم تأثير 
وجوده على من حوله من رجال أشداءو الذين يجعلهم يرتبكون من نظرة واحدة من عينيه 
و يحرصون على إنتقاء كلامهم قبل التفوه يه 
أمامه فمابالك بهذه الصغيرة التي تبدو كطفلة 
ضائعة في الازدحام...
كملي كلامك انا سامعك... بس حاولي 
تفهميني أكثر... مين اللي بعثك هنا و كنتي فين بالضبط 
أخذت نفسا طويلا محاولة إبعاد شعور التوتر و الارتباك الذي طغى عليها قبل أن تجيبه مامي
هو اللي بعثتني هنا... هو قالي إيجي مصر و روحي على عنوان هنا.... .
سيف و هو يحاول فهم كلماتها الغير مترابطة
هو... قصدك مين
سيلين بتفسير أكثر و حاولت التكلم بالإنجليزية لان والدتها أخبرتها أن أكثر لغة متداولة في مصر هي اللغة الانجليزية و معظم المصريين يفهمونها مامي my mother.
سيف و هو يحاول مجاراتها بياخذها على قد عقلها 
يعني مامتك هو اللي بعثك هنا... للشركة بتاعتي 
و قالتلك تقابليني.
أومأت له سيلين بالايجاب ليكمل طيب ليهلا يعلم مالذي دهاه حتى يترك عمله و يضيع
وقته الثمين في التحدث إلى هذه الفتاة 
ليس من عادته فعل هذا و لكنه شعر بالفضول
و الاستمتاع بمشاهدتها أمامه هكذا كدمية 
باربي صغيرة اسرته من اول دخولها جعلته
حتى أنه لم يستطع أن يزيح عيناه عنها... 
بالإضافة إلى طريقة نطقها للكلام و التي جعلته 
أكثر من مرة يريد أن ينفجر من الضحك...لاحظ تحول ملامحها إلى الحزن و هي تقول 
هو في المستشفى... مريض جدا....حيموت 
و يسيبني لوحدي انا مش عندي حد غير ماميانا عايش في ألمانيا مع مامي و هي مريض و انا خاېف ېموت...
مسحت دموعها و هي تنزل رأسها أكثر تحدق
في حقيبتها التي كانت تضعها على ساقيها 
شتمت نفسها بسبب دموعها التي خذلتها 
و أظهرت ضعفها أمامه فهي طوال رحلة 
مجيئها إلى هنا تذكر نفسها في كل دقيقة 
و ثانية أن تجعل نفسها قوية و لا تبين 
ضعفها أمام أحد....
اما سيف فبدأت الرؤيا تتوضح أمامه شيئا 
فشيئا.. فهم من حديثها أنها تريد نقودا لوالدتها 
المړيضة...لكن هل هي صادقة في كلامها... فمن 
الممكن أنها تستخدم هذه الحجة القديمة لتحصل على النقود...
لكن لماذا أتت له هو بالذات هل من 
الممكن أنها تريده أن يعوضها عن فقدانها لعملها بسببه كل الاحتمالات واردة لكنه كالعادة لا يخبر
أحدا بما في رأسه من أفكار حتى يتأكد
رغم انه يكره شعور أن يكون جاهلا بما يدور في خلد الآخرين .... فهو لم يسمى الشبح من فراغ بل بفضل ذكائه الشديد و دماغه العبقرية التي تمكنه من معرفة ما يفكر به أي شخص أمامه قبل التفوه به... لكنه يعترف بفشله هذه المرة فهناك الكثير

________________________________________
من 
المعطيات المفقودة و الغامضة تجعل من معرفة الحقيقة صعبة بعض الشيئ لذلك فضل التريث و الصمت و إنتظارها حتى تكمل حديثها و بعدها سوف يتصرف .....
تنحنحت لتجلي صوتها قائلة بلغة أنجليزية
متقنة سيدي انا إسمي سيلين سامي...والداي
مصريان ولدت في ألمانيا و عمري تسعة عشر 
سنة... ابي تركنا منذ أربعة سنوات عندما كان 
عمري خمسة عشر سنة لا أعرف أين ذهب
كل ما أعرفه أنني عدت من المدرسة في يوم 
من الايام و لم أجده... عندما سألت أمي قالت 
لي بأنه ټوفي في حاډث ما ...في كل مرة أسألها عنه تجيبني بنفس الكلام و في إحدى المرات صفعتني و قالت لي
بأنه رحل و لن يعود ثانية و إن أكف عم السؤال عنه و منذ ذلك اليوم لم أسأل...
بعدها خرجت والدتي للعمل في أحد المصانع 
لتتكفل بأعباء المنزل و مصاريف دراستي... 
لكنها تعبت بعد ذلك و مرضت بالقلب...إضطررت 
انا للخروج للعمل و ترك دراستي لاوفر لها ثمن الدواء و لكن مرضها إشتد... الطبيب يقول أن مرضها خطېر 
و قلبها أصبح ضعيفا و تحتاج عملية جراحية 
في أقرب وقت...نحن لدينا منزل إنه ملك لوالدتي بالأمس ذهبت لمكتب العقارات حتى أبيعه
لكنه أخبرني أنه سيحتاج وقتا حتىيجد 
من يشتريه بثمن مناسب أخبرني ان المنزل يساوي 
مائة و خمسون ألف يورو..
لكنه يحتاج للوقت و انا لا أملك 
ذلك الوقت حتى أنتظره...يجب إجراء الجراحة 
هذا الأسبوع و إلا سوف أخسرها..أنا أعمل في 
وظيفة عادية لا اتقاضى الكثير و صاحب العمل 
لن يعطيني سلفة و العملية تحتاج لستون الف 
يورو... الطبيب أخبرني إنه يمكنني أناادفع نصف التكاليف قبل العملية و الباقي بعد 
إجراءها...أقسم أنني لم أكن اريد المجيئ
إلى هنا...انا لم ازر مصر من قبل رغم إلحاح والدتي و لكنني كنت أرفض المجيئ...كانت 
دائما تقول لي بأنها إن ماټت فسأبقي وحيدة
و لكنني لم أكن أبالي...لكنني الان خائڤة جدا من فقدانها...لا أعرف أحدا غيرها... هي كل عائلتي....
توقف عن الحديث بعد أن شعرت بغصة في حلقها 
أجبرتها على التوقف.... لتسمعه يقول ممم فهمت
يعني إنت جيتي هنا علشان تاخدي تعويض...طبعا
داه من حقك بس ممكن أعرف إنت ليه تأخرتي عشان تيجي هنا..يعني الحكاية بقالها شهور كثيرة ليه دلوقتي بالذات...
قطبت سيلين حاحبيها بعدم فهم من كلامه لتجيبه انا لا أفهم عن أي تعويض تتحدث 
انا لا
10  11 

انت في الصفحة 10 من 43 صفحات