الإثنين 25 نوفمبر 2024

الجزء الأول رواية هوس بقلم ياسمين عزيز

انت في الصفحة 9 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

علها تستيقظ 
لتجد ان كل ماحدث معها ليس سوى حلما 
سيئا... لكن هيهات فقد عاد صالح و معه 
بداية جحيمها الابدي...
صباحا في فيلا صالح عز الدين....
و تحديدا في غرفة الصغيرة لجين... إستيقظت 
أروى على دغدغات الصغيرة التي سرعان 
ما تقبلتها و أصبحت لا تفارقها ليلا نهارا... 
إبتسمت و هي تقلبها لتصبح فوقها و تبدأ
في دغدغتها لتتعالي ضحكات لجين السعيدة 
يا لهوي على القمر...اللي عاوز يتاكل داه.. 
انا حبدأ من الخدود الحلوة دي... همممم....
إنحنت عليها أروى و هي تمثل بأنها ستقضم
خديها لتتلوى الصغيرة محاولة الافلات منها 
و هي تضحك بصوت طفولي...
أما في الخارج فيقف فريد أمام باب غرفة 
إبنته و هو يستمع إلى صوت ضحكتها نفخ 
بضيق قبل أن يحرك مقبض الباب ليفتحه
فقد أصبح مجبرا على رؤية تلك الفتاة المسماة
زوجته كل صباح في غرفة إبنته.... طوال اليومين 
الماضيين لم يحدثها او يحتك كلما دخل للغرفة 
تخرج هي و رغم ذلك لا يرغب في وجودها و تمتعض ملامحه كلما لمحها...
حالما تفطنتا لوجوده صړخت لجين بابي...
و ينشغل بالحديث معها بينما وقفت أروى من مكانها 
لتنسحب من الغرفه كعادتها لكنه اوقفها قائلا إستني....
لجين بلهفة طفوليه بابي....
فريد ياروح بابي...نمتي كويس...
اومأت بايجاب برأسها و هي تنظر نحو 
في الاخير طفلة صغيرة لا تفقه من الحياة سوى
اللهو و اللعب... 
تركها لتزحف نحو العلبة و تبدأ في فتحها 
تحت نظرات والدها الحنونة... فهو و إن كان 
ذو شخصية جافة مع الجميع إلا أنه حين 
يكون مع إبنته فهو يتحول لشخص آخر مختلف 
تماما...وقف ليغادر الغرفة بهدوء كما دخل لكنه 
توقف حيث كانت أروى تقف ليقول لها بنبرة 
جافة خلي بالك منها...
أومأت له ثم سارت نحو الطفلة التي كانت 
منشغلة بفتح العلبة... شهقت بفرح عندما 
نجحت في فتحها بمساعدة أروى لتحدثها 
قائلة و هي تنظر ببراءة أمامها شاطة... شاطة...
اجابتها أروى ضاحكة أيوا شكلاطة...لأحلى 
فرولاية في الدنيا....
مدت الصغيرة يدها بحرص لتأخذ إحدى القطع 
تحت أنظار أروى المذهولة من
جمال هذا النوع 
من الشوكولا الفاخرة التي لم تر مثلها سوى في الصور... 
بالطبع أين ستراها فمن الواضح أنها تساوي ثروة
و من مثلها لا يستطيعون سوى الحصول على 
الأنواع العادية الموجودة في المحلات....
تجاوزت دهشتها و هي تنظر للجين التي كانت 
حرفيا تفترس قطع الشوكولا دون توقف مصدرة
أصواتا طفولية تعبر ..
لتعاتبها أروى قائلة حبيبتي مينفعش ناكل
شوكولا كثير... كده حتمرضي.. و كمان مش 
حتقدري تفطري كويس...
همهمت الصغيرة برفض لتيأس منها أروى 
فوالدها هو من أحضرها لها إذا منعتها في 
فستغضب و تبكي و قد تتعرض لتوبيخ 
من زوجها...
تنهدت بقلة حيلة قبل أن تمد يدها هي الأخرى 
و تشاركها الاكل بعد أن قررت انها سوف تخبر 
خالتها و هي ستتصرف معه..
أخذت الغطاء المصنوع بالشوكولا لتقلبه 
في يديها قائلة بصوت منخفض تحدث 
نفسها طيب و داه المفروض ناكله و إلا 
نحنطه... داه شكل حل اوي و مش هاين 
عليا... يالهوي انا بقول إيه دلوقتي خليني 
اذوق طعمه عامل إزاي....
قضمته ثم أغمضت عينيها لتهمهم بتلذذ 
مستمتعة بطعمه الرهيب الذي تتذوفه لأول 
مرة في حياتها....
في مطار برلين تيجيل في ألمانيا....
تجلس سيلين على احد الكراسي في صالة الانتظار تنتظر رحلتها المتجهة نحو مصر بقلق و توتر كبير 
ودعت والدتها منذ قليل قبل أن تتجه نحو 
المطار... 
المتسارعة برهبة و هي ترفع نظرها كل ثانيتين 
للوحة البيانات التي تحتوي على موعد 
إقلاع الطائرات...
دقيقة... إثنان... خمسة....ستة و عشرون 
دقيقة قضتها قبل أن تسمع صوت نداء
رحلتها لتقف من مكانها متوجهة نحو المكان 
المخصص لكشف جوازات السفر....
إنتهت من الإجراءات ثم صعدت إلى 
الطائرة لتدلها المضيفة على مكانها 
بجانب النافذة.. دقائق قليلة ثم تعالي 
صوت المضيفة الأخرى تطلب من المسافرين 
ربط الأحزمة و الإستعداد للإقلاع نحو مصر.....
بعد أكثر من خمس ساعات لم تعلم سيلين 
كيف مروا عليها.. 
خرجت من باب مطار القاهرة الدولي نظرت
أمامها تبحث عن سيارة أجرى تاكسي....
أخرجت الورقة التي كانت تحتفظ بها
في حقيبتها اليدوية و التي تحتوي على
عنوان الشركة الذي كتبته لها والدتها باللغة 
العربية ثم توجهت لأول سيارة وجدت صاحبها 
يتكئ على بابها و هو .
تنحنحت قليلا قبل أن تتحدثممكن العنوان 
داه....رفع الرجل نظره نحوها ثم إتسعت عيناه 
پصدمة عندما رأى كتلة الجمال الواقفة أمامه 
مد يده بدون وعي ليأخذ الورقة منها قبل 
أن يتمالك نفسه قليلا و هو يستغفر بصوت 
مسموع قبل أن يبعد نظره عنها بصعوبة 
ليقرأ الورقة بصوت عال مجموعة عزالدين 
العالمية لل..... طبعا و مين ميعرفهاش... بس 
إنت لا مؤاخذة عاوزة تروحي هناك ليه...
تناولت سيلين الورقة من يده لتخبئها من جديد 
في حقيبتها و هي تجيبه تقدر نروح لهناك و 
إلا اشوف تاكسي غيرك.... .
أسرع السائق نحو حقيبة سفرها ليأخذها قائلا 
إتفضلي يا آنسة.. انا بس كنت عاوز أسألك 
مش أكثر... إتفضلي إركبي.... نورتي عربيتي...
وضع الحقيبة في صندوق السيارة ثم اسرع 
ليفتح لها الباب قائلا إتفضلي...يا آنسة....
ركبت سيلين ثم أغلق الباب خلفها ثم توجه
نحو مقعده ليشغل السيارة ثم يحرك المرآة 
قليلا حتى يظهر له وجهها و هو يبتسم 
بخفة قائلا من جديد حضرتك جاية منين... 
أمريكا و إلا كندا....و إلا فرنسا....
تاففت سيلين و هي تتذكر حديث والدتها 
عن ثرثرة اغلب أصحاب التاكسي و توصياتها 
بعدم الحديث معهم لتتجاهله عله يصمت 
لكنه عاد لثرثرته من جديد انا قلت اسليكي 
شوية عشان الطريق للعنوان اللي إنت إديتهولي
طويل حبتين و حتزهقي....
إمتعضت ملامحها بملل من ثرثرته و صوته الاجش
المزعج الا يكفيها خۏفها و قلقها... و قلبها الذي 
هذا الكائن الثرثار ليزيد عليها...
بللت شفتيها قبل أن تتكلم بصوت حاولت 
ان يخرج واثقا عكس داخلها على فكرة 
انا مصري بس كنت في ألمانيا و لو سمحت 
كفاية سؤال عشان دماغي صدعة كتير ....
قهقه السائق على لهجتها المضحكة و كيفية
نطقها الطريف للحروف قائلا لا واضح 
حضرتك إنك مصري جدا
...
حركت رأسها ناحية النافذة تنظر للمباني 
و الشوارع التي تراها لأول مرة فهي لم تأت 
من قبل لمصر... فتحت عينيها بتعجب عندما 
رأت عربة صغيرة سوداء اللون بثلاث عجلات...
شهقت بانبهار قائلة إيه دا
إلتفت السائق حيث أشارت ثم أجابها 
داه إسمه توكتوك... زي التاكسي بس 
أصغر زي ما إنت شايفة....
تبعته سيلين حتى إختفي قبل أن يظهر 
لها آخرون لتبتسم بانبهار متناسية خۏفها 
لبعض الوقت....
وقفت السيارة أمام مبنى فخم و شاهق يتكون 
من عشرات الطوابق.. إلتفت السائق قبل أن يخرج 
من سيارته قائلا وصلنا يا آنسه هو داه العنوان...
نزلت سيلين من السيارة ثم أمسكت بحقيبة
سفرها بعد أن أعطت أجرة السائق ثم جرتها 
نحو المبنى....
أوقفها أحد رجال أمن المبنى الذين كانوا 
يقفون أمام الشركة قائلا و هو يتفحصها 
بغرابة عاوزة مين يا آنسة... .
سيلين بتوتر أنا إسمي سيلين و عاوز
سيف عزالدين.....
هز الحارس حاجبيه و هو يتفحص هيئتها
التي تدل على أنها ليست مصرية إبتداء
من شعرها البني المائل للون البرتقالي و عيناها 
الخضراء و بشرتها البيضاء الناصعة بالإضافة 
إلى لكنتها الأجنبية....
أمسك بهاتفه اللاسلكي ليتحدث مع أحد 
ما قبل أن يومئ برأسه قائلا الباشا مش 
فاضي عنده إجتماع... تقدري تاخذي معاد 
و ترجعي وقت ثاني.....
إعتلى الحزن ملامحها الفاتنة و هي تجيبه 
بس انا جاي من المطار... شوف شنطة.. 
و مش عارف اي مكان هنا... بليز كلمه

________________________________________
قله 
أنا عاوز اشوفه ظروري كثير.....
نفخ الحارس بضيق و هو لا يدري ماذا يفعل 
قبل أن يقول لها يا آنسة إفهمي... اللي بتتكلمي 
عليه داه سيف باشا عز الدين صاحب المكان 
داه كله يعني لو عاوزة تقابليه لازم تاخذي معاد
مش قبل اسبوع او عشرة أيام...صدقيني 
مستحيل تقابليه النهاردة... دي التعليمات....
سيلين برجاء طب إنت خليني ادخل و انا 
حتصرف جوا....
نظر الحارس لزميله الذي كان يستمع لحديثهما
ليأتيه متسائلا مالها الخوجاية دي... عاوزة إيه
الحارس الأول عاوزة تقابل سيف باشا.... و شكلها جاية من المطار على هنا على طول...
الحارس الثاني و هو يتأملها تكونش واحدة من الخواجات اللي يعرفهم الباشا بس دي شكلها صغير.. 
اوي...
نهره الحارس الأول قائلا سيف بيه مش بتاع 
الكلام داه...و بعدين إحنا ملناش دعوة انا كلمتهم 
فوق و هما قالولي إنه مش فاضي....
فرك الحارس الثاني لحيته بتفكير قائلا و هو مازال يتفحص ملامحها الجميلة باعجاب بس دي 
جاية بشنطتها و حرام تتبهدل... إحنا نكلم كلاوس 
رئيس حرس سيف و هو حيتصرف....
الحارس الاول بعدم إهتمام و هو يعود لمكانه إنت اللي تكلمه انا مليش دعوة... .
اومأ له و هو يبتسم لسيلين التي كانت 
تنظر نحوهما على أمل أن يسمحا لها بالدخول 
ليقول لها متقلقيش يا قمر انا حساعدك.
بادلته إبتسامة بريئة و هو تقول حضرتك 
انا إسمي سيلين سامي مش قمر.....
قهقه الحارس و هو يخرج هاتفه ليطلب 
كلاوس قائلا اهلا يا باشا..في واحدة خواجاية 
عاوزة تقابل سيف بيه شكلها صغير اوي و .....
لم يكمل كلامه حتى اقفل كلاوس الهاتف في وجهه 
لم يتعجب الحارس فهذا طبع كلاوس الروسي 
كما يسمونه... جاف و قليل الكلام لكنه ذكي جدا 
و ماهر في عمله مما جعل سيف يعتمد عليه 
كثيرا...رغم أنه مصري الأصل إلا أن والدته 
روسية....
تحدث الحارس وهو يعيد هاتفه إلى جيبه 
قائلا إستني هنا.. كلاوس باشا حييجي
و هو حيقرر إذا كان سيف باشا فاضي و تنفع 
تقابليه او لا...
سيلين في نفسها يا إلهي ما كل هذا التعقيد 
و كأنني سأقابل رئيس مصر...انا متعبة جدا 
و جائعة اوف.... و اريد النوم....
المرعبة لتنكمش سيلين بتوتر و تبتلع ريقها 
پخوف عندما سمعته يقول لها إتفضلي
ورايا....
تبعته بسرعة محاولة مجاراة خطواته الواسعة 
لتمر بجانب الحارس لتبتسم له بامتنان..ثم اكملت 
طريقها....
دخلت إلى الداخل لتنظر أمامها بانبهار 
من شكل المبنى الفخم من الداخل....و 
الموظفون الذين كانوا يعملون دون
توقف 
و كأنهم آلات....
امسك أحد الحارسين حقيبتها ليمررها 
بجهاز ما مثل الذي رأته منذ ساعات في المطار
ثم وضعه في أحد الأركان بينما أشار لها كلاوس 
باتباعه....
صعدا المصعد ليضغط كلاوس بعض أزراره ليرتفع 
بهما نحو طابق معين....
نظرت سيلين حولها بتوتر و ذعر من الإجراءات 
الأمنية المشددة حيث لاحظت إنتشار القاردز في كل مكان في الشركة و قد ميزتهم من خلال ملابسهم المتشابهة و نظارات السوداء التي يرتدونها بالإضافة إلى السماعات البيضاء في آذانهم.... 
و قد قامت إحدى الموظفات بتفتيشها و قامت أخرى بالتدقيق من هويتها و جواز سفرها و هو لا ينفكون يلتهمونها بنظراتهم المتسائلة عن من تكون هذه الجميلة الصغيرة..
وصلت اخيرا أمام مكتب السكرتارية الذي 
يضم مجموعة من الفتيات اللواتي
10 

انت في الصفحة 9 من 43 صفحات