الإثنين 25 نوفمبر 2024

الجزء الأول رواية هوس بقلم ياسمين عزيز

انت في الصفحة 6 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

في آخر لقاء
بينهما... فهو رجل و الرجال لا تنكث بوعودها ابدا..
أشرق صباح جديد على قصر آل عز الدين...
لتستيقظ تلك الجميلة ذات الشعر البني الحريري
و العينان الساحرتان... مطت ذراعيها بكسل
قبل أن تتمتم بنعاس قائلة تروماي معدي على
جسمي مش سايب فيه حتة سليمة...
حركت يديها على فراشها بحثا عن هاتفها
لتجده اخيرا تحت الوسادة... فتحته لتشهق
دي الساعة عشرة... جدي حيسمعني الموشح
بتاع كل يوم علشان بتأخر....
رمت الهاتف ثم إتجهت مسرعة نحو الحمام
لتغسل وجهها و تغير ثيابها و تنزل للأسفل
حيث وجدت جميع العائلة محلقين حول
طاولة الإفطار كعادتهم كل صباح....
قائلة بتلعثمصباح الخير يا جدو... انا آسفة
عشان نزلت متأخر...
أشار لها لتسير نحو مقعدها بجانب هشام
الذي كان يرمقها بنظراته العاشقة المعتادة...
همست و هي تقطب جبينها بتعحب الظاهر
إني مش انا لوحدي إللي صحيت متأخر النهاردة....
هشام بخفوت صباح الورد يا نوجة...لا كلنا
صحينا متأخر متقلقيش داه حتى سيف
خرج من شوية بس...
إنجي هااا و انا بقول ليه جدو مزعقليش
زي عوايده...
هشام بابتسامة يلا إفطري عشان اوصلك
لكليتك في طريقي....
زمت إنجي شفتيها بعدم رضا و هي تتذكر 
كيف حرمها جدها من سيرتها منذ اسبوعين 
بعد أن تجاوزت السرعة المحددة لها في إحدى 
المرات و هي في طريقها للكلية بعد أن إستيقطت
متأخرة كعادتها و تم سحب رخصة سياقتها... 
بعدها تولي شقيقها فريد توصيلها إلى الجامعة 
كل صباح لكنه اليوم عريس و لذلك كلف الجد
هشام بهذه المهمة و هذا ماجعله في غاية 
السعادة حتى أنه كاد ان يقبل جده صباحا 
لكنه تمالك نفسه في اللحظة الأخيرة....
خرجا بعد أن إنتهيا من تناول الفطور... 
فتح لها الباب بحركة نبيلة لتدلف إنجي السيارة غير مهتمة بذالك اللذي كانت عيناه لا تحيدان 
عنها...و كأنه لا يرى غيرها في المكان...
في الطريق للجامعة... إنزلقت إنجي بجسدها
لأسفل الكرسي قليلا قائلة بنعاس هشام.... ممكن 
تحجزلي في أي أوتيل عشان عاوزة اكمل نومي.. و لما تيجي تروح المساء تعالي خذني في سكتك....
ضحك عشام و هو يلتفت نحوها ليجدها 
منكمشة على نفسها كقطة صغيرة تغلق عيناها
إستعدادا للنوم... 
هشام بضحك إنت حتنامي بجد و إلا إيه... 
مينفعش كده قومي و صحصحي داه إنت عندك
محاظرات دلوقتي....
هزت أكتافها بكسل و هي تجيبه مش عاوزة 
أروح الكلية... حنام في المحاضرة و الله... على فكرة المفروض مكنتش آجي عشان إمبارح الفرح
و انا فضلت سهرانة لوقت متأخر ..... 
هشام بتهكم و قد تذكر طلتها الساحرة التي 
جعلته يشعر بالڠضب و الغيرة الشديدة من
عيون الحاضرين الذين كانوا ينظرون لها بإعجاب
و فضلتي طول الليل بترقصي....
إنجي بسخطالله مش فرح اخويا...
هشام و هو بحاول تهدأة نفسه اه فرح اخوكي 
و اديكي النهاردة مصبحة في الكلية... خليه 
ينفعك بقى....
إستقامت إنجي في جلستها ثم مسحت وجهها
تنشط نفسها قليلا قبل أن تلتفت نحو هشام 
الغاضب... ضيقت عينيها بمكر قبل أن تضع 
يدها على يده الموضوعة فوق مقود السيارة 
ليتنتبه لها هشام و يستدير نحوها دون أن ينبس 
بكلمة....
إنجي و هي ترفرف بأهدابها قائلة بدلالهشام...
هشام بنبرة هائمة بعد أن سيطرت عليه بلمسة 
بسيطة من يديها و نظرة من عينيها روح
قلب هشام... .
إنجي بخبث و هي 
نحو الإمام كدلالة على حزنها مش عاوزة
أروح الكلية....
إبتلع هشام ريقه بصعوبة
و هو يشعر بتعرق
جبينه رغم برودة الطقس ليهتف بصوت 
متقطع ليه بس يا نوجة...مش يمكن ععندك 
محاضرات.... مهمة و لازم تحضريها....
ملتفتة للجهة الأخرى من السيارة ليتنهد 
هشام بيأس من دلالها الذي يكاد يذهب 
بعقله فهو لحد الان لا يزال غير مصدق انها
الان تجلس بجانبه و عطرها الهادئ برائحة
الياسمين يملأ سيارته....
هشام باحباط طيب خلاص يا نوجة متزعليش
أنا حاخذك الجامعة ساعتين بالكثير شوفي وراكي إيه و بعدها حاجي آخذك ثاني نتغدى سوى و نقضي بقية اليوم مع بعض عشان للأسف مش حقدر ارجعك القصر ..
إنجي و قد لمعت عيناها بسعادة لا قصر إيه 
داه جدو يولع فينا إحنا الاثنين...
بعد القليل من الوقت كانت سيارة هشام 
تقف أمام كلية الإعلام التي تدرس بها إنجي
التي ودعته و نزلت متجهة نحو أصدقائها..
أدار هشام سيارته الناحية الأخرى حتى يعود 
أدراجه نحو المستشفى التي يعمل بها لكنه 
لمح إنجي صدفة تقف مع شابين و

________________________________________
فتاة قرب
الباب الخارجي للكلية....
ضيق حاجبيه عندما لمح أحدهما يضع يده 
على شعرها ليكز هشام على أسنانه پغضب
و يوقف السيارة فجأة حتى إحتكت العجلات 
بالأسفلت مصدرة صريرا مزعجا... أغلق باب 
السيارة پعنف ثم أخرج هاتفه ليطلب رقمها 
و عيناه مازلتا مثبتتان عليها حتى رآها تخرج 
هاتفها من حقيبتها...
إنجي بمزاح كنت عارفة إنك حيتغير رأيك 
و تيجي تاخذني.....
توقفت عن الحديث عندما قاطعها بنبرة حادة 
و هو ېصرخ پغضب مستنيكي برا خمس 
ثواني و تكوني واقفة قدامي .
حدقت إنجي بشاشة هاتفها بتعجب بعد 
أن أنهى هشام المكالمة و هي تتمتم بصوت 
خاڤت جدا مالوا داه...
سألتها أحلام صديقتها في إيه يا إنجي
إنجي بلامبالاةو لا حاجة انا مضطرة اطلع 
هشام مستنيتي برا حشوف عاوز إيه و أرجع 
على طول... تشاو مؤقتا.
وصلت إلى سيارته لتجده متكئا عليها 
و هو ينظر نحوها..و هاتفه بيده... إستقام 
ثم أشار لها بركوب السيارة قبل أن يلتف هو
أيضا ليستقل مكانه و ينطلق..
إنجي بحماس متناسية لهجته الغاضبة منذ قليل حتاخدني فين بقى
هشام بهدوء و هو يكتم غضبه بداخلهمين
الولد اللي كان بيمسحلك على شعرك من شوية
إنجي بعدم فهمولد... ولد مين
إنكمشت مكانها حقيبتها عندما 
صړخ هشام في وجهها و هو يضرب المقود
بهستريا الولد اللي كان واقف معاكوا من 
شوية... إنطقي إزاي تسيبيه يحط إيده عليكي 
كده....
إنجي بنبرة لينة تحاول مسايرتههشام عشان 
خاطري إهدى....
على المقودحقول لجدي و هو حيربيكي من
جديد.. حقله إن حفيدته المحترمة إنجي عزالدين
دلوعة العيلة واقفة مع شباب في الجامعة واحد
منهم حط إيده عليها.... انا لولا خاېف من الفضايح 
اللي ممكن تحصل من الموضوع داه كنت 
شهقت إنجي پخوف و صدمة و هي ترى 
هشام إبن عمها الشاب الهادئ الرزين يتحول 
إلى وحش غاضب مخيف...
مساء ....
عاد صالح إلى قصر جده بعد غياب دام 
سنوات ليستقبله الجميع بفرحة....مصدقة إنك خلاص رجعتلنا ياحبيبي.. انا كنت 
حموت و اشوفك....
اللي رافضة تجيلي هناك....
سناء بتكشيرة بعيدة اوي ووحشة... كان لازم 
تختار أمريكا.
صالح اديني رجعت اهو يا ستي المهم 
متزهقيش مني بس....
سناء بلهفةياخبر داه انا بفكر اجوزك 
كمان زي أخوك....
إنجي بمزاح إشرب ياعم.. الظاهر إن ماما 
حاسبة حساب كل حاجة... عاوزة تربطك هنا 
بأي طريقة .
صالحو انا موافق ياستي.. بس.. هو فريد 
فين انا مش شايفه .
سيف ما إنت عارف اخوك...رجع الشغل.
صالح و هو يهز رأسه من تصرفات أخيهلو مكانش عمل كده ميبقاش فريد...
بقى الجميع يتجاذبون أطراف الحديث 
قبل ان يستأذن صالح الصعود لغرفته ليرتاح...
اخرج هاتفه من جيبه ليصل برقم ما... بعد أن اتاه الرد قال تمام.... كويس جدا داه المطلوب... 
مكان هادي و بعيد عن الكل...محدش يقدر يوصله 
.. عز الطلب...ماشي مع السلامة.
رمى هاتفه على السرير تزامنا مع إبتسامته الشريرة 
التي تسير كما يحب.....
في فيلا فخمة
تعود لمالكها ماجد عزمي.....
تحلقت العائلة الصغيرة حول طاولة العشاء 
كعادتهم كل مساء...
ماجد إيه اخبار الشغل يايارا... 
يارا بعدم إهتمام سبته..
من يديه نعم...إنت إتجننني دي ثالث مرة 
تعمليها و تكسفيني مع أصحابي...
ميرفت والدة يارا خلاص يا ماجد متكبرش
الحكاية البنت مش عاوزة تشتغل.... هو بالعافية .
ماجد پغضب كله من دلعك فيها....آدي أخرتها...
مرة قبل كده انا مش بحب اروح الشركات دي 
و اتقيد بوقت دخول و خروج و بعدين انا 
مباقليش كثير متخرجة عاوزة اريح دماغي 
شوية ...
ماجد بسخرية اللي يسمعك كده يقول كنتي
مقطعة نفسك مذاكرة و إنت يادوب كنتي 
بتنجحي كل سنة بالعافية...داه انا ببقى مكسوف
لما بكلملك واحد من أصحابي عشان يلاقيلك
شغل عنده...لما يسألني ناجحة بتقدير إيه...
ميرفت بغرور مش مهم التقدير... المهم إنها خلصت 
و بقت مهندسة...خليها ترتاح سنة و إلا إثنين و بعدين نشوف حكاية الشغل إبقى إفتحلها مكتب لوحدها بنتي انا مبتشتغلش عند حد ....
ماجد بسخرية عشان الهانم تبقى تروح و تيجي براحتها...
ميرفت بتجاهلنسيت مقلتلكش مرات عبدالله منصور كلمتني عاوزين معاد معاك عشان 
يخطبوا يارا...
ماجد بتعجب عبد الله منصور بتاع العربيات....
ميرفت أيوا هو...قلت إيه .
تدخل ريان شقيق يارا الأصغر قائلا بمرح 
حغير العربية حغير العربية...
رمقه والده بنظرة حادة ليصمت ثم إلتفت
نحو زوجته قائلا أتمنى ميكونش زي 
اللي قبله...ميكملش أسبوع و يختفي 
خالص..
ميرفت بتأففخلاص بقى مش وقت المواضيع 
دي... الجماعة معزومين عندنا آخر الأسبوع 
أنا بكرة حكلم نجلاء هانم و اقلها .
أومأ لها ماجد دون أن يتحدث قبل أن يعود 
من جديد ليتناول طعام العشاء بينما إستأذنت
يارا نحو غرفتها بعد أن تحججت بأنها متعبة 
و تريد النوم.....
و هي تتذكر حياتها طوال الخمس سنوات 
الماضية....وتحديدا بعد ذلك اليوم الذي تركها
فيها صالح عزالدين....كانت تدرس بجد رغم الصعوبات التي كانت تواجهها لكنها كانت دائما 
مصرة على النجاح حتى لا تصبح مصدر سخرية من زملائها الذين لاطالموا تحدثوا من ورائها عن فشل بعد أن تركها النابغة صالح كما كانوا يسمونه....
لم يقترب منها لا رواية بقلمي ياسمين عزيز رامي الحداد و لاغيره من 
شباب الجامعة حتى في النادي... كلما تحدث 
معها أحدهم اليوم يختفي بصفة مفاجأة 
في اليوم التالي...
نفت تلك الأفكار من رأسها عندما سمعت 
هاتفها يرن لتجدها إحدى صديقاتها مروى....
يارا بهدوءأهلا ياميرو....
مروى بصړاخ فينك يابنتي كلنا مستنينك...
يارا بتعجب مستنيني فين
وضعت مروى يدها على أذنها الأخرى 
لتسمعها بسبب صوت الاغاني المرتفع البارتي 
إبتدت من زمان...عيد ميلاد فيري إنت نسيتي
تأففت يارا بضيق لنسيانها أمر عيد ميلادها 
صديقتهم فريدةاووف انا نسيت خالص 
و مش حقدر آجي دلوقتي...
مروى مش ممكن يا يويو الشلة كلها هنا 
مستنيينك داه حتى حازم هنا و مش مبطل 
سؤال عليكي 
يارا بضيق تمام نصاية و اكون جنبك...
إستقامت يارا و هي تنظر لشاشة هاتفها لتجدها 
الساعة التاسعة و النصف ليلا لم تهتم كثيرا 
فهي معتادة على السهر خارجا كل ليلية و الرجوع 
متأخرة و ذلك بتشجيع من والدتها اللتي لم 
تكن ترفض خروجها خاصة و انها تعرف صديقاتها 
جميعا و هذا ما كان يطمئنها حسب رأيها....
إتجهت نحو خزانتها لتغير ملابسها و ترتدي 
فستانا فخما باللون الأسود المطرز بخطوط ذهبية 
قصير و ضيق يلتصق على جسدها كجلد 
ثان
إرتدته على عجالة ثم فردت شعرها المموج 
التجميل الخفيفة مما زادها جمالا ثم أخذت 
حقيبتها التابعة للفستان و حذاء باللون الأسود 
و نزلت الدرج بسرعة.....
من حسن حظها لم تجد أحدا في الأسفل 
رغم أنها لم تكن تهتم... ركبت سيارتها ثم 
إنطلقت نحو احد الملاهي الليلة الفخمة 
حيث يقام عيد الميلاد...
دخلت تتهادى بخطوات

انت في الصفحة 6 من 43 صفحات