رواية فردوس الشياطين بقلم الكاتبة مريم غريب
متناثرة ....... !!!!!!!!!
يتبع ...
10 11
كراهية !
كان سفيان يقف أمام غرفة إبنته ... مستندا علي درابزون الدرچ يستمع إلي بكائها الحار و قلبه يغلي في صدره
لكنها لم تهون عليه و بنفس الوقت يود لو يلج و يبرحها ضړبا قاسېا .. فمازالت صورتها و الشاب المراهق عالقة برأسه
فتاته الصغيرة ملاكه عمله النظيف الشئ الوحيد الذي يستطيع التباهي به أمام الجميع مع أول محاولة لإفسادها إستجابت
إنفتح باب غرفتها في هذه اللحظة فإلتفت سيفان بسرعة و مضي صوب الطبيب صائحا
طمني يا رأفت !
البت كويسة و لا لأ
رأفت و هو يغلق الباب بهدوء
شششش وطي صوتك شوية يا سفيان بيه . البنت مڼهارة مش حمل العصبية بتاعتك دي
رأفت بضيق يا سيدي بنتك زي الفل . محدش قرب منها و صاغ سليم إطمن
و هنا هدأ سفيان نسبيا و إرتخت عضلات جسمه لكن ظل صدره يعلو و يهبط من فرط تنفسه العڼيف
لازم تهدا شوية .. قالها رأفت بجدية و أكمل
إللي عرفته من وفاء هانم إن البنت طول عمرها عايشة برا
سفيان بنفاذ صبر
و الله أنا ماعرفش إلا الطريقة دي . و هي ڠصب عنها هتمشي علي مزاجي و إلا و رحمة أمي ھڨتلها .. كان يتعمد رفع صوته لتسمعه
قطب رأفت حاجبيه و قال پغضب
سفيان بغلظة مالكش دعوة إنت يا رأفت . دي بنتي و أنا حر فيها أربيها زي ما أنا عايز
رمقه رأفت بغيظ و قال بإقتضاب
طيب . براحتك .. عموما هي كويسة مافيهاش حاجة لو تكرمت بس متضغطش علي أعصابها عشان نفسيتها مدمرة
لكن سفيان لم يأخذ بنصيحته بل مشي نحو غرفتها و الشرر يتطاير من عينيه ..
دفع الباب بقوة لترتعد ميرا المستقرة بأحضان عمتها
أخذت ترتجف كالعصفورة و هي تنظر له پخوف و كراهية في آن لقد آلمته تلك النظرات لكنه وضع حجر علي قلبه
إسمعي يابت .. إنتي صحيح بنتي الوحيدة و كل إللي معايا في الأخر هيبقي ملكك لوحدك و قولتلك قبل كده أنا أد إيه بحبك و طلباتك كلها أوامر و أحلامك هحققها لك و مش هخلي في نفسك حاجة . بس لحد شرفي ماعرفش أبويا و ماعنديش عزيز سآااامعة لازم تفهمي إنك تبعي أنا مش تبع أمك يعني لو عرفت بعد كده إنك دوقتي الخمړة دي بس أو حد قرب منك تاني مش هرحمك
إرتفع صوت نشيجها و هطلت دموعها الملتهبة علي خديها كالشلالات
كانت تنتفض و تتقلص بعصبية بين ذراعي وفاء ... لتصيح الأخيرة پغضب
سفيآااان .. بس خلاص كفاية البنت ھتموت من الړعب حرام عليك . إنت عايز تعمل فيها إيه كفاية عليها إللي عمله الدكتور مش مقدر إنها مخضۏضة و جاي تكمل عليها
!! من فضلك إطلع برا دلوقتي
تجاهل سفيان كلمة أخته و إستطرد بصرامة شديدة
من بكرة كل حاجة مسحوبة منك .. مافيش خروج من البيت مافيش مدرسة مافيش موبايل كمان
لما تتعدلي و تمشي علي مزاجي هترجعي تاني بنتي إللي بحبها و بثق فيها . لكن من الساعة دي آبتدا عقابك
youre punished يعني .. تصبحي علي خير
و خرج متوجها إلي غرفته و هو يشعر بضيق لا يحتمل
ففد قسي عليها أكثر مما توقع و هو لم يتفق مع نفسه علي كل هذا ...
مضي إسبوع بعد ذلك و كلا من الأب و إبنته علي حدة ...
كانت ميرا ملتزمة غرفتها و كان سفيان مشغولا بأعماله فلم يضنيه الحنين إليها كثيرا
مع أنه عندما يعود كل ليلة إلي البيت تلح عليه نفسه بأن يطرق بابها و يسترضيها
لكن روح الأبوة تغلبت عليه و فضل أن يتركها لفترة قليلة حتي تدرك خطأها بنفسها ثم يذهب هو و يصالحها ...
أتي صباح جديد ... و إعتزم سفيان الخروج من المنزل
ليصطدم بصديقه سامح عند البوابة ..
سامح بإستغراب الله ! رايح فين علي الصبح كده
سفيان بتعجل عندي مشوار مآجله من فترة لازم أعمله إنهاردة
سامح بفضول مشوار إيه ده
سفيان بفتور مالكش دعوة يا سامح
سامح بقي كده ماشي
بس كنت جايلك عشان نظبط معاد للچماعة الطلاينة . الناس بتعونا هنا محتاجين شحنة جديدة
سفيان بعدين يا سامح لما أرجع . مش وقته الكلام ده .. و جاء ليذهب فأستوقفه سامح
طيب إستني .. هي ميرا مش هتروح المدرسة إنهاردة
سفيان بصرامة لأ
سامح بنفاذ صبر
إنت هتفضل محدد إقامتها كده لحد إمتي !
سفيان بجدية سامح مش هتبقي إنت و وفاء عليا . دي بنتي و محدش عارف مصلحتها غيري . مش عايز رغي كتير بقي .. سلام
و رحل ...
ليتنهد سامح بإستسلام ثم يمضي إلي داخل البيت
لم يجد أحد هنا .. فرفع رأسه ناظرا للطابق العلوي
تردد قليلا لكنه حسم أمره و صعد إلي غرفة ميرا
دق الباب ثلاث مرات و لكنه لم يحصل علي رد .. فإدار المقبض و ورابه قليلا ثم أطل برأسه هاتفا
ميرا .. أنا سامح . ممكن أدخل
كانت الغرفة مظلمة أضأت فجأة و ظهرت ميرا في فراشها
إبتسمت و هي تقول بصوتها الرقيق
إتفضل سامه سامح
ولج سامح و أغلق الباب خلفه ..
ميرا بإبتسامة شاحبة
Fine و إنت
سامح طول ما إنتي كويسة أنا كويس .. و دقق النظر في وجهها الذابل و قال
ميرا إنتي خاسة و شكلك مرهق أووي
إنتي مش بتاكلي و لا إيه !
نظرت ميرا له و قالت بحزن
مش ليا نفس
سامح بلطف ليه بس يا قمر إنتي لسا مضايقة من بابا يعني
تفجرت من عيناها الدموع و إنهمرت بغزارة فتقلص وجه سامح و هو يقول بجزع
لأ . ماتعيطيش بليز .. عشان خاطري !
و مد إبهامه ليزيل دموعها فإندفعت بإتجاهه و طوقت عنقه مجهشة بالبكاء ..
تفاجأ سامح و إرتبك من قربها الزائد منه حاول أن يتصرف بسرعة ... و هو يقول مغالبا توتره
بس .. بس يا حبيبتي . Its okay
ماتزعليش . كفاية عياط عشان خاطري
ميرا و هي تئن بحرارة
دادي بيكرهني .. مش آيزني عايزني
آيز عايز ميرا ټموت يا سامه سامح
سامح إيه إللي بتقوليه
ده يا حبيبتي مستحيل طبعا باباكي بيحبك . بيحبك جدا كمان و مابيحبش حد غيرك
هو بس زعلان منك شوية
ميرا پبكاء No مش بيهبني بيحبني
و أنا خلاص بكرهه
سامح لأ ماتقوليش كده . ده باباكي يا ميرا عيب .. ثم أبعدها عنه قليلا و أكمل بهدوء
سفيان بيحب ميرا . صدقيني I swear إنه مابيحبش حد أدك .. و لا أنا كمان !
ميرا و هي تفرك عينها بقبضتها
أنا كمان بهبك بحبك سامه سامح
Youre so kind .. مش زي دادي
إنتي بقيتي أحلي حاجة في حياتي . من ساعة ما جيتي و أنا شايف الدنيا بلون تاني خالص
سايرته ميرا بحسن نية و ردت
Thanks سامه سامح
سامح بحنان إطمني يا حبيبتي . أوعدك إني هكلم سفيان و هخليه يجي يصالحك و هترجعي مدرستك قريب جدا و هتعملي كل إللي أنتي عايزاه
و دخلت وفاء في هذه اللحظة ...
أسرع سامح و تحفظ في جلسته رسم علي وجهه تعابير الحزم بينما أقبلت وفاء نحوهما حاملة صينية الطعام
عقدت حاجبيها و هي تقول بإستغراب
الله ! سامح هنا .. محدش قالي
سامح بإبتسامة هادئة
أنا لسا واصل من 10 دقايق . إزيك يا وفاء
وفاء بإبتسامة ذات مغزى
سامح أنا تمام الحمدلله
وفاء كويس إنك جيت محتاجة مساعدتك . ميرا بتغلبني في أكلها و مش بترضي تاكل بسهولة أبدا
نظر سامح إلي ميرا و قال بعتاب
ده كلام بردو لأ لازم تاكلي يا حبيبتي صحتك تتأثر كده
وفاء قولها
أمسك سامح بصحن الحساء و قال
ميرا مش هتكسفني و هتاكل من إيدي
صح يا قمر
إبتسمت ميرا برقة و أومأت رأسها بالإيجاب
ليرد سامح لها الإبتسامة ثم يبدأ بإطعامها بيده شاعرا بمتعة لا توصف بينما تشجعه المسكينة وفاء و هي تجهل نواياه الخفية تماما ...
في منزل يارا ...
تعود من عملها علي نحو الظهيرة تجد أمها في إستقبالها بالصالة فتتجه إليها مباشرة
يارا بتساؤل في إيه يا ماما ! أول مرة تستعجليني كده إنهاردة حصل إيه
ميرڤت بحبور كبير
حبيبة قلبي . مش هتصدقي .. متقدملك عريس زي الفل لأ و مستقتل عليكي كمان
يارا بضيق شديد
تآااااني يا ماما .. إبن أختك الرزل تآاني !!!
ميرڤت لأ لأ مش أحمد إطمني . واحد تاني خالص
يارا بإستغراب واحد تاني !
مين
ميرڤت بإبتسامة عريضة
سفيان الدآااغر . أكيد عارفاه صاحب El Dagheer Holding .... !!!!!!!
يتبع ...
الفصل 11
أسود !
كانت يارا تقود سيارتها بسرعة لم تعتادها من
قبل ...
عندما دق هاتفهها للمرة العاشرة حتي الآن و بالطبع هي والدتها .. لم تنفك عن إلحاحها منذ غادرت إبنتها المنزل و هي لا تلوي سوي علي الشړ
تآففت يارا بضيق و ردت علي أمها
ألو يا ماما !
ميرڤت بصوت غاضب
إنتي سبتيني و نزلتي علي فين يا بنت أنا مش كنت بكلمك !!
يارا بحنق أنا نزلت و سبتك يا ماما عشان أوقف الشخص ده عند حده . إللي دخل بيتنا من ورايا و قال عايز يحطني أمام الأمر الواقع بس أنا هاوريه و هعرفه أنا مين كويس
ميرڤت الله يخربيتك هتعملي إيه إحنا إدينا الراجل كلمة خلاص و عمك قاله إنك موافقة
يارا بعصبية أنا و عمي هنتحاسب علي الموافقة إللي إخترعها دي بس لما أرجع
دلوقتي إقفلي يا ماما أنا سايقة و مش حلو الإنفعال ده مع سرعة 200 . باي .. و أقفلت الخط
ترجلت من سيارتها و مشت نحو البوابة المحفوفة
بالحرس
كانت خطواتها مهرولة وجهها أحمر كالطماطم و عينيها تقدحان شرارات خطېرة
وقف الحارس الأضخم بوجهها قائلا
إيه يا أنسة علي فين
يارا بحدة إوعي من طريقي أنا داخلة أقابل إللي مشغلك
الحارس برعونة داخلة إيه هي واكلة منغير بواب !
و بعدين إيه إللي مشغلك دي إسمه سفيان باشا الداغر
يارا بإنفعال البرنس .. الملك . الكونت .. عايزة أقابله
إبتسم الحارس و هو ينظر لها بخبث و قال
مش حضرتك بردو إللي كنتي هنا من فترة عموما سفيان باشا قالنا إنك جاية دلوقتي . جنابه مستنيكي جوا
إتفضلي ... و أفسح لها مجالا للدخول
نظرت حياله