الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية في قبضة الاقدار (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 14 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز

بملل مصطنع يتنافي
تماما مع لذه قويه تعتريه من حربهم الخفيه تلك و قام بإضفاء المزيد من الوقود علي ڠضبها حين نظر إلي ساعته قبل أن يقول بفظاظه
سبق و قولتلك أنتي إلي قولتي موافقه و أكدتي علي فكرتي دي يبقي المشكله عندك ! و دلوقتي أنا شايف إنك يدوب تلحقي تجهزي أنتي و هي عشان هنسافر بكرة بدري 
برقت عيناها من جملته الأخيرة و قالت بإستنكار
سفر إيه إلي بكرة ! أنا حتي لو وافقت فعلا و سافرت محتاجه ييجي أسبوع علي الاقل عشان أجهز نفسي و أخد أجازة من شغلي مانا أكيد مش هخسره عشان أفكار حضرتك المجنونه !
كان يعلم بأن عاصفه هوجاء ستهب ما أن يلقي بكلماته علي مسامعها و لدهشته كان يتوق لهبوبها .
إلتفت إلي الدرج بجانبه و هو يمسك بورقه بين يديه ناولها إياها تزامنا مع حديثه الهادئ حين قال
أجازتك أتمضت خلاص تقدري تبدأيها من النهاردة!
لا تعلم كيف تناولت الورقه من بين يديه و لكنها شعرت بأن العالم يدور من حولها حين تأكدت من صدق حديثه فرفعت رأسها تطالعه بزهول تجلي في نبرتها حين قالت
أنت عملت كدا إزاي 
سالم ببراءه مزيفه
عملت إيه قصدك عالاجازة يعني ! عادي صاحب الشركه في بينا بزنس كتير و مامنعش لما طلبت منه دا !
كان عقلها في مكان آخر حيث قالت علي نفس لهجتها
إحنا متكلمين في الموضوع دا إمبارح بالليل و النهاردة الجمعه و الشركه أجازة الورقه دي أتمضت إزاي و أتوافق عليها أمتا 
وصل إلي مركز إڼفجار البركان فأرجع ظهره إلي الخلف مستندا علي مقعده الجلدي و هو يقول بهدوء جليدي
أتمضت إمبارح الصبح !
برقت عيناها و هبت من مقعدها تناظره پصدمه تحولت لڠضب كبير تجلي في نبرتها حين قالت
يعني قبل حتي ما تفاتحني في الموضوع ! دا أنت مقرر موافقتي من قبل ما أعرف ! إزاي تجيلك الجرأة تعمل كدا 
علت نبرتها قليلا فتصاعدت الأدخنة إلي رأسه فقال بلهجه جافه محذرة
زي ما أختك جتلها الجرأة تفكر تتخلص من إبن أخويا من غير حتي ما تعرفنا أنه موجود و أنتي طاوعتيها و روحتي معاها !
فرح بسخط
قولتلك مكنتش أعرف ! 
سالم بفظاظه
مش موضوعي ! كل إلي يهمني إني أحمي الحاجه الوحيدة إلي باقيه من حازم الله يرحمه 
دارت حول نفسها وقد بدأت الرؤيه تتوضح لها شيئا فشيئا و هنا توقفت لتقول بزهول و إستنكار
آه قول كدا بقي ! أنت كنت عارف كل حاجه و خططت كويس عشان توقعنا في الغلط بالرغم من إنك عارف بالحمل من أوله لكن سبتنا عشان أكيد كنت متوقع تصرف جنة 
سالم بهدوء لم يفارقه
حاجه زي كدا !
رمقته بنظرات الخسه قبل أن تقول بإحتقار ممزوج بالڠضب 
بس دي طرق ملتويه و أساليب حقېرة !
قست ملامحه قليلا و قال بفظاظه و جفاء
هعمل حساب لصدمتك و مش هحاسبك علي كلامك دا ! 
شعرت بغصه مؤلمھ داخل حلقها جعلتها تقول بمرارة 
بعد موقف سليم لما قولتلي لو ليكي حق هتاخديه مني شخصيا حسيت إني واقفه قدام راجل واضح و صريح لكن دلوقتي ..
لا يعلم لما شعر بالڠضب الممزوج بالألم في تلك اللحظه فقاطعها قائلا بهدوء
كل شئ مباح في الحب ! و الحړب !
أخترقت جملته مسامعها مرورا بقلبها الذي إنتفض بشدة جاعلا من أنفاسها تضطرب داخل صدرها
و لم تستطع إجابته فما قاله كان خارج نطاق توقعها لتجده يتابع بعينان مركزة علي وجهها و كأنها شعاع ليزر
زي مانتي بتحاربي طول الوقت عشان أختك أنا من حقي أحارب عشان أخويا أو إلي باقي منه ! 
لا تعلم لما لامست الخيبه جوانب قلبها فتابعت پقهر 
بس دي أنانيه !
غمغم بهدوء
سميها زي ما تسميها ! و بعدين أنتي مش خسرانه حاجه بالعكس أنا كدا بحللك كل مشاكلك !
كانت تتضور ڠضبا من حديثه لذا قالت بجفاء
أولا مطلبتش منك تحللي حاجه ! ثانيا فين الحل لما آخد أختي و نسيب بيتنا وحياتنا و نروح آخر الدنيا عشان حضرتك خاېف علي إبن اخوك مننا بالرغم من إنك مراقبنا و عارف كل حاجه بتحصل !
تجاهل سالم حديثها و قد أقترب من
نقطه شائكه جعلته فريسه للأرق البارحه لذا قال بترقب
إلي أعرفه أنك أنتي و أختك ملكوش غير بعض . و مدام هتبقي معاها يبقي مفيش مشكله. إلا إذا كان في حد معين مش عايزة تمشي و تسبيه 
غزت الحيرة ملامحها و لم تستوعب كلماته فقالت بعدم فهم 
تقصد إيه 
كانت نظراته تقتنصها و تقيم جميع إنفعالاتها و خرجت الكلمات بتمهل من بين شفتيه
أقصد يمكن في حد في حياتك مش عايزة تبعدي و تسبيه مثلا !
هنا برقت
عيناها من سؤاله الوقح الذي يغلفه بطريقه منمقه تصعب عليها إجابته بألا يتدخل فيما لا يعنيه فقد كان كمن يتشاور معها في الوصول لحل و لكنها كانت
تعلم بأنها إحدي طرقه الملتويه كالعادة لذا حاولت إستعادة هدوئها و محاربته بنفس سلاحھ إذ قالت بغموض و قد بدت لمحه من الحزن علي ملامحها
ايا كان مينفعش أتخلي عن جنه . حتي لو في أي 
إجتاحته موجه من الڠضب بسبب إجابتها المراوغه والتي لم تروي عطش فضوله فقد جمع ما يكفي من المعلومات عنها إلا أنه لم يصل الي تلك النقطه أبدا و كانت غامضه بالنسبه إليه خاصة حين علم بأن لديها الكثير من الصداقات مع الچنس الآخر في عملها و قد بدأ عقله في العمل بجميع الاتجاهات يفكر هل من الممكن أن تكون إحدي هذه الصداقات لها طابع خاص و لذلك حاول معرفه الأمر بطريقه لا توحي بإهتماما خاصا بها و لكن اجابتها بذلك الشكل لم تزيده إلا حيرة و ڠضبا لذا خرجت الكلمات من فمه محمله بالإستياء حين قال
معلش بقي . هتضطري تتنازلي عن خططك بس دا واجبك تجاه أختك و لا إيه 
هدأت ملامحها إلي حد ما و قد بدا الغموض في نبرتها حين أجابته
مين قال إني هتنازل عن حاجه ! انا بس هأجل مشاريع كتير كانت في دماغي لحد ما اطمن علي جنة 
بالنهاية نجحت في إغضابه بطريقه لم يتوقعها أبدا و قد إحتدم صراع بداخله عن كونها لا تعني له شيئا فلماذا يريد معرفه علاقاتها الخاصه ومن ناحيه آخري كان غضبه متقدا من إحتمالية وجود علاقه خاصه تجمعها مع أحدهم و هو يقف بالمنتصف لا يملك القدرة علي حسم ذلك الصراع و لكنه نجح بجدارة في إخفاءه عن عيناها الفاتنه التي هدأت عاصفتها فبدا خضارها جذابا صافيا كصفاء الربيع و كأن لكل شئ بها له فتنه مختلفه عن الآخري .
وجدها تهب من مكانها تناظره بهدوء جاء في صوتها حين قالت 
أعتقد إن كلامنا كدا أنتهي . عن أذنك 
أجابها بجفاء
السواق هيعدي عليكوا بكرة الساعه ٩ الصبح . ياريت تكونوا جاهزين 
هزت رأسها و أجابت بإختصار
. عن إذنك 
أومأ برأسه الذي كان يغلي من الڠضب و قد كان مجرد التفكير في سبب هذا الڠضب يزيده أكثر لذا أنكب علي الأوراق أمامه يبثها مشاعر غريبه لا يعلم كنهها و لا يرحب بوجودها !
في اليوم التالي و تحديدا في الصباح كانتا قد تجهزن في إنتظار السيارة أن تأتي لتبدأ رحلتهم نحو المجهول ! و أخذت فرح تتطلع إلي شقتهم التي عاشوا بها أجمل ايام حياتهم التي كانت دافئه يملؤها البهجه التي انطفأت فور ۏفاة والدتها و التي و كأنها ذهبت و أخذت بسمتهم معها .
أخبرها أباها ذات يوم بأنها من اختارت لها اسمها و التي ضاعت معالمه مع مرور الزمن فلم يعد متبقي منه سوي حروف خاويه كخواء قلبها الذي و بالرغم من جمودها الظاهري كان له رأيا آخر فهو يخشي السفر يخشي المجهول و يخشي شيئا آخر تأبي الإعتراف به .
جاء السائق في موعده فساعدت جنة في حمل حقيبتها ليأخذها منها السائق الذي كان في عمر والدهما و أعطاهم بسمه مطمأنه فور أن وقعت عيناه علي جنة التي كانت كالأرنب المذعور تمسك بيد شقيقتها و كأنها طوق نجاتها و مصدر أمانها في هذه الحياة فشددت فرح علي يدها و إستقلوا السيارة منطلقه بهم إلي المجهول ..
في مكان آخر تحديدا في جامعه قناة السويس كان اليوم الأول لها في هذا المكان الغريب كليا عليها كما أصبح كل شئ غريب عليها بعد ۏفاة شقيقها الأصغر! 
تغير كل شئ و إنمحت البسمه من علي شفتيها و نزعت الفرحه من بيتهم الذي لم تستطع والدتها العودة إليه بعد مۏت صغيرها و أحب أبناءها و أكثر من يشبهها فحين إنتهوا من مراسم الډفن و التي كانت في مسقط رأسهم بإحدي القري بجانب مدينه الاسماعيليه تم أخذ العزاء و سقطت والدتها مغشيا عليها فقلبها لم يتحمل فجيعتها العظيمه و أخبرهم الطبيب بأن حالة قلبها تسوء فأقترح أخاها الأكبر أن يستقروا في مزرعتهم حتي تتحسن حالة والدتهم و كي يبعدها عن ذكرياتها مع فلذة كبدها الذي
أنتزعه القدر من بين انها .
و تم نقل أوراقها من جامعتها بالقاهرة إلي جامعه قناة السويس و علي الرغم من إنعدام رغبتها في أي شئ سوي أن تظل تبكي بين جدران غرفتها حتي تلحق بصديقها و أخاها و تؤم روحها إلا أن ما حدث هذا الصباح جعلها تود لو تهرب لأبعد مكان في العالم حتي لا تشهد علي تلك المهزلة التي سوف تحدث ..
قبل عدة ساعات ....
أجتمعت العائله بأكملها لأول مرة علي طاوله الإفطار و كان هذه مثير للدهشه و
الألم معا فقد كانت الوشوش قاتمه مغبرة بأوجاع لا يمكن الإفصاح عنها و كان هذا الجمع يتكون من شقيقيها و عمتها و أبنتها سما و تفاجئوا جميعا حين
شاهدوا والدتها التي تستند علي يد خادمتها الأمينه نعمه فتقدم منها شقيقيها كلا ممسكا بيدها حتي أجلسوها بمكانها المعتاد و قد حاول الجميع رسم الإبتسامه علي وجوههم حتي و لو لم تصل لأعينهم و لكن كانت محاوله في جعلها تتناسي حزنها قليلا ..
أخيرا بدأ سالم بالحديث حيث قال بلهجه خشنه توازي هيبته التي تلازمه دائما و تجعل الجميع يخشونه 
في موضوع مهم عايز أكلمكوا فيه . و مش عايز حد يقاطعني 
أنتبه الجميع لحديثه و الذي شرع فيه علي الفور
حازم الله يرحمه كان متجوز واحده زميلته في الجامعه . و بعد ما أتوفي أكتشفنا أنها حامل منه ! و بكرة أن شاء الله هتيجي تعيش
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 75 صفحات