الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية هوس من أول نظرة(كاملة)ج الاول بقلم ياسمين عزيز

انت في الصفحة 12 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

روحي إعملي اللي قلتلك عليه و فتحي دماغك كويس 
عشان بكرة حتكوني هنا لوحدك 
غادرت من أمامه و هي تلعنه بصمت تاركة 
لدموعها حرية النزول بعد كبت طويل 
في مكتب سيف عزالدين
هدى هانم لسه عايشة يا سيف بيه 
هتف جاسر بينما اومأ له كلاوس يؤكد ما يقوله 
ليقفز سيف من كرسيه مسرعا نحوهما و هو يقول 
إنتوا متأكدين من الكلام داه
جاسر أيوا حضرتك و الملف داه فيه كل 
المعلومات هدي هانم دلوقتي في مستشفى 
في برلين مستنية تعمل عملية قلب
بس للاسف لسه مدفعتش تكاليف العملية 
إيريك هو و الرجالة دلوقتي في المستشفى مستنين أوامرحضرتك 
امسك سيف الملف ليتفرس أوراقه بلهفة 
ليتأكد من صحة الكلام الذي يقولانه إرتمى
بجسده على إحدى الكراسي و هو يدقق في تلك 
الملفات بكل تركيز و كأن حياته تعتمد على ذلك 
دقائق قليلة قبل أن يرفع رأسه ببطئ بوجه جامد 
خال من اي تعابير 
وضع الملف فوق المائدة أمامه قائلا بثبات خلي
ساهر يجهز الطيارة عشان حنسافر ألمانيا 
نظر نحو سيلين ليجدها تسترق النظر نحوهم
ليسترك قائلا و إلا أقلك خليها بكرة الصبح
الساعة ثمانية بالضبط جهزوا كل حاجة حركا راسيهما بإيجاب قبل أن يغادرا الغرفة 
تاركين سيف غارقا في تفكيره يكاد يجن مما إكتشفه للتو عاد بذاكرته إلى الوراء حين أخبرهم جدهم قبل سنوات أن عمتهم هدى ټوفيت هي 
و زوجها في حاډث سيارة ثم أمر الجميع بنسيانها و عدم التحدث عنها مجددا 
يعلم أن جده قاسې القلب بل أحيانا يشك انه 
لديه حجرا مكان قلبه لكن لم يتوقع انه 
سيكون لهذه الدرجة كيف ترك إبنته وحيدة 
كل هذه السنوات و مريضة لا تمتلك ثمن 
الدواء يعلم انها أخطأت خطأ كبيرا عندما عارضت 
قراره و هربت مع رجل آخر و يحق له معاقبتها 
لكن ليس بتركها ټموت دون إهتمام كان يستطيع معاقبتها بعدة طرق لكن ليس بهذه البشاعة حكم عليها بالمۏت و امر عائلتها بنسيانها و هي مازالت على قيد الحياة في تلك اللحظة كم تمنى أن يعود به الزمن 
إلى الوراء قليلا ماكان عليه أن يصدقه ماكان 
عليه أن يترك حكاية عمته دون أن يتأكد 
بنفسه منها 
مسح وجهه بتعب و رأسه يكاد ان ينفجر 
من التفكير ليهتف بصوت خاڤت و هو يكاد 
يعض اصابعه ندماإزاي حاجة زي دي تفوتني 
إزاي 
إلتفت من جديد نحو الصغيرة ليبتسم متوقفا 
عن جلد ذاته عندما رآها نائمة في مكانها تسند 
رأسها على ذراعها التي وضعتها على يد الكرسي 
وقف من مكانه ليسير نحوها و عيناه تتفرسان
وجهها البريئ و ملامحها الهادئة بحنان غريب 
أنه سيعوضها على
كل ما عانته طوال حياتها 
و سيحميها من الدنيا و من عائلته و سيقف أمام الجميع و أولهم جده 
وقف من مكانه ليعدل ثيابه بعد أن سمع طرقات 
الباب ليأمر الطارق بالدخول 
نجلاء و هي تخفض رأسها ناظرة للارضيةالسكرتيرة الغدا وصل حضرتك تحب سيف مقاطعا وزعيه على الموظفين 
انا خارج دلوقتي لو في اي حاجة مستعجلة
خلي جاسر يكلمني 
أومات له بطاعة و هي تغلق الباب وراءها 
إلتفت لسيلين ليجدها قد إستيقظت تفرك 
يديها بتوتر جلس بجانبها قائلا بنبرة لينة 
خلينا نروح نتغدا دلوقتي و بعدين تنامي عشان شكلك تعبانة من السفر و بكرة حنسافر عند طنط هدى 
إتسعت عيناها بدهشة و هي تنظر له لتتأكد 
من جدية حديثه قائلة بابتسامة سعيدة 
يعني إنت صدقتي انا مش بكذب 
قهقه عاليا على حديثها قبل أن يجيبها 
بصعوبة ايوا صدقتك يلا خلينا نمشي 
أخذأمامه
مقابلة له أزاح يده من على كتفها ثم رفع ذقنها ببطئ يتفرس وجهها المحمر و عيناها 
المرتبكتان و هي تحاول النظر لأي مكان إلا وجهه
تحدث بجدية و هو يكاد يلتهم ملامحها الفاتنةالتي أسرته من أول لحظة عاوز أقلك حاجة 
مهمة حاولي تفهميها كويس رجوعك لمصر 
مش حيكون سهل أبدا حياتك كلها حتتقلب
مرة واحدة عشان كده لازم تتعودي من دلوقتي انا مش بخۏفك بالعكس انا بقلك كده عشان تكوني
جاهزة لأي حاجة و انا حكون معاكي و مش 
حسيبك أبدا إنت أمانة طنط هدى من قبل ما تتولدي 
رفعت عيناها ترمقه بنظرات حائرة ليبتسم سيف 
مكملا حييجي الوقت المناسب عشان تفهمي فيه
كل حاجة على فكرة انا معنديش اخوات عشان كده حعتبرك أختي الصغيرة إتفقنا 
نطق بكل هدوء و نعومة لتهز رأسها بموافقة 
إبتسم و هو يحيط كتفيها بذراعه من جديد 
يحثها على السير بحانبه و لا تسأل في تلك اللحظة 
عن حالة سيلين
منها أن تثق به و إن تتبع قلبها قلبها الذي 
رفع راية الاستسلام أمام هذا الوسيم الاسمر الذي لم تتذكر لحد الان أين رأته من قبل فتح سيف باب المكتب ليجد أمامه كلاوس 
ينتظره و الذي إستطاع ببراعة إخفاء دهشته لتلك الصغيرة التي كان يحتضنها رئيسه عكس ناديا و نجلاء اللواتي تصنمتا في مكانهما 
و كأن الزمن توقف بهما و هما يتأملان هذا المشهد 
النادر أمامهما سيف عزالدين لأول مرة في حياته
يحتضن في حياته إمرأة في العلن و ليست اي 
إمرأة بل فتاة شبيهة بالباربي كما أسمتها ناديا السكرتيرة 
فتح كلاوس باب المصعد ليدلف سيف و هو مازال
محاوطا لكتفي سيلين بتملك يرفض تركها و لو 
للحظة رغم شعوره بانزعاجها لحظات قليلة 
و فتح باب المصعد من جديد لكن هذه المرة
وجدت نفسها في كاراج كبير خاص بالشركة مليئ بالسيارات 
قادها نحو سيارته الفاخرة ال royce 
لم تخف عنه عيناها اللتين لمعتا باعجاب 
و دهشة و هي تتأمل هذه السيارة الفاخرة 
فهي تعلم أن هذا النوع من السيارات باهض 
جدا و لا يستطيع شرائها سوى فئة قليلة 
من الناس و هم فاحشوا الثراء 
توقف ليفتح لها باب السيارة بعد أن أشار 
للسائق بأن يركب إحدى سيارات الحرس 
بأن سيتولى القيادة بنفسه 
أغلق الباب بهدوء ثم وضع حقيبتها فوق 
ساقيها قبل أن ينتقل للجهة الأخرى 
ليركب مكان السائق بدأ في القيادة و سرب 
من السيارات السوداء الصفحة إنطلق وراءه 
ليتبعه نظر نحو سيلين التي كانت تتأمل الطريق 
من وراء شباك السيارة ليتحدث قائلا 
دلوقتي حنروح اللفيلا بتاعتي انا عادة 
عايش في قصر جدي لكن مش حقدر آخذك هناك دلوقتي 
سيلين بارتباك ليهسيف بتفسير عشان
مش حابب اقعد 
أجمع العيلة و افسرلهم إنت مين و جيتي 
هنا ليه و الكلام داه كله عشان مش فاضي
حاليا النهاردة حترتاحي عشان بكرة 
حنسافر لطنط هدى و لما تعمل العملية
و نطمن عليها حنبقى نتكلم في الموضوع 
داه أومأت له سيلين دون إهتمام بمعرفة التفاصيل
فحاليا لا تريد شيئا من الدنيا سوى شفاء والدتها 
هي اصلا لم تكن تريد المجيئ إلى هنا أو التعرف 
على أفراد عائلة والدتها و لذلك لم تهتم كثيرا 
بقراره بل شعرت بالراحة فلماذا تشغل نفسها بمعرفة أشخاص لا تريد معرفتهم من الأساس 
و كأنه قرأ أفكارها ليقول على فكرة داه أحسن 
ليكي إنت كمان عشان تريحي دماغك من الدوشة كانت تلك آخر كلمة يقولها بقية الطريق ليعم 
الصمت السيارة بعد دقائق كثيرة توقفت 
السيارة أمام فيلا فخمة بطراز عصري باللونين 
الأبيض و يتخللها بعض الرمادي من الأعلى تحيط
بها حديقة شاسعة تسر الناظر 
نزلت سيلين بعد أن فتح لها سيف الباب لتبتسم بخجل و هو يمسك يدها الرقيقة بين كفه ليسير 
بها إلى الداخل صعدا عدة درجات قبل أن يدلفا
الفيلا و ينادي على إحدى العاملات التي حضرت 
أمامه بسرعة اوامرك يا سيف باشا 
نظر نحو سيلين ليسألها تحبي تاكلي إيهأجابته بارتباك و خجل عادي أي حاجة سيف بتفكير طيب زينات لو سمحتي 
حضري أكل خفيف بسرعة عشان جعان 
جدا و لو مفيش خلي كلاوس يطلب لينا 
سمك من مطعم 
زينات بطاعة حاضر يا باشا دقائق و الأكل يكون جاهز 
أكملت كلامها ثم غادرت 
سيف أصلي مش باجي هنا كثير عشان كده 
مش عارف إذا كان طبخوا سمك النهاردة او لا 
طنط هدى زمان كانت بتحب السمك اوي 
ففكرت إنك

زيها 
سيلين بابتسامة صح مامي بيحب سمك جدا 
سيف بحماس و كأنه عاد طفلا صغيرا تمام 
دلوقتي تذوقي و قوليلي سمك ألمانيا أحلى 
و إلا سمك مصر 
سار بها نحو الداخل لتتأمل سيلين الفيلا 
بانبهار كانت فخمة جدا رغم أنها لاحظت 
أنها ذات تصميم رجالي من خلال الأثاث 
و الديكور
صعد بها الدرج ثم فتح باب غرفة في أول الرواق
ليحثها على الدخول 
لم تستطع إخفاء إعجابها من جمال الغرفة فهي
في حياتها كاملة لم تدخل مكانا بمثل هذه الفخامة
من قبل كانت الغرفة بناتية لديكور ابيض و بنفسجي 
مع أحمر حقا مزيج رائع و مريح للعين 
إبتسم سيف للمرة العشرون هذا اليوم و هو يتأمل
وجهها بتمعن و كأنه لازال غير مصدق لوجودها حتى الآن قائلا بحنو أتمنى الأوضة تعجبك دي
حتكون بتاعتك من النهاردة بس للاسف الدولاب
فاضي دقائق و حبعثلك شنطتك عشان تغيري
هدومك و اوعدك لما نرجع من ألمانيا حملالك الدولاب
هدوم على ذوقك 
حركت رأسها بالايجاب دون أن تجادله فهي
حقا آخر ما تريده حاليا التحدث خاصة
بعد رؤية السرير فهي حاليا لاتريد سوى الاستلقاء 
عليه و النوم لمدة سنة من شدة تعبها 
سيف و هو يغلق الباب وراءهاغيري هدومك و إنزلي
بسرعة مشت سيلين نحو السرير لتجلس عليه و هي مازالت 
تتأمل الغرفة حتى دق الباب لتدخل الخادمة و معها
حقيبتها وضعتها بجانبها قائلة تأمري بحاجة 
ثانية يا هانم سيلين و هي تنظر نحوها باستغراب انا مش 
إسمي هاني إسمي سيلين 
كتمت الخادمة ضحكتها خوفا من ڠضبها 
فهي مازالت لاتعرفها و لا تعرف طبيعة شخصيتها
لتومئ لها بالايجاب و تغادر الغرفة رواية بقلمي ياسمين عزيز أخذت سيلين شاور سريع و جففت شعرها ثم غيرت ملابسها لفستان صوفي قصير باللون الأزرق الداكن و إرتدت معه حذاء أبيض مسطح 
ثم نزلت للأسفل وجدت خادمة أخرى تنتظرها 
في أسفل الدرج لتخبرها ان سيف ينتظرها على طاولة الطعام 
قادتها نحو غرفة واسعة لتجده يجلس على 
طاولة كبيرة تكفى لعشرون شخصا ما إن رآها 
حتى وقف من مكانه يتأملها باعجاب إستطاع 
إخفاءه
ببراعة ليقول تعالي اقعدي انا خليتهم 
يجيبوا كذا نوع من السمك 
بعدها جلسا يأكلان بهدوء حتى أنهت طعامها 
لكن سيف في كل مرة يصر على أن تأكل المزيد 
حتى شعرت بالتخمة خلاص مش قادر ياكل اكثر من كده تحدثت بأعتراض و هي تضع كفها على ثغرها 
سيف بضحك و هو يقرب كوب العصير من 
خلاص إشربي العصير داه و إطلعي عشان تنامي 
إرتشفت قليلا ثم دفعت الكأس بيدها قائلة بمزاح حاضر يا بابي 
سيف خلاص إتفقنا انا بابي و إنت بنتي الصغيرة 
عشان كده لازم تسمعي كلامي 
سيلين حاضر بس مش في الأكل بليز 
سيف بضحك و هو ينادي الخادمة حتى أتت
زينات خذي الهانم لأوضتها 
صعدت الدرج بسرعة ثم دخلت غرفتها لترتمي 
على الفراش بعد أن نزعت حذاءها لتغط في نوم عميق 
أما سيف فقد دخل مكتبه لينهي بعض الأعمال 
المتعلقة به قبل موعد السفر 
في قصر صالح عزالدين 
إنتهت أروى من تغيير ملابس الصغيرة و تسريح 
شعرها القصير الناعم ثم قبلتها ووضعتها على 
السجادة حتى تستطيع اللعب بحرية لتدخل 
هي إلى الحمام 
نظرت لجين حولها لتجد نفسها وحيدة 
في الغرفة رمت لعبتها من يدها ثم خرجت من 
الغرفة لتتجه نحو غرفة والدها 
حاولت الوصول لمقبض الباب لكنها لم تستطع
لقصر قامتها فجأة فتح الباب ليظهر من وراءه 
فريد إبتسم عندما وجد صغيرته وراء الباب 
ليحملها و يدخل بها للداخل 
المرحة فريد مممم إيه
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 69 صفحات