رواية هوس من أول نظرة(كاملة)ج الاول بقلم ياسمين عزيز
الخدود الطعمة دي انا حاكلها
كلها دلوقتي اصلا داه وقت الغدا
وضعت الصغيرة يديها على خديها المكتنزتين
رافضة ان يأكلهما و هي تصرخ بمرح دو بتو
مامي دول بتوع مامي
فريد بمزاحطيب إديني انا داه عض خدها الأيمن
و أشار للثاني و داه خليه لمامي
حركت لجين رأسها برفض و هي تنبس ببراءة لا
خدو مامي خدود مامي
إنت بتحبي مامي أكثر مني بقى
أجابته الصغيرة و هي تفتح ذراعيها بحب مامي أوى أوي أوي
بحب ماما أروى اوي أوي
فريد و هو يخفي إنزعاجه طب و أنا
الطفلة ببراءة يا يا يا مامي أوى
نفخ فريد بضيق ثم إستقام تاركا الصغيرة
ممدة فوق الأريكة سار نحو احد الرفوف ليفتحه
و جلس بجانب لجين نظر إليها قائلا يعني
حبيتيها في أربعة أيام
لم تفهمه الصغيرة و ظلت تلعب بأطراف فستانها
حتى طرق باب الجناح فتحه فريد ليتفاجئ
بأروى تدخل بدون إستئذان تبحث عن لجين
هاتفة هي لوجي مجاتش هنا
أنهت جملتها لتهرول الصغيرة نحوها إنحنت أروى
سبتك خمس دقائق عشان أستحمى اطلع
ملاقيكيش على الاقل كنتي قلتيلي
إستند فريد على باب الغرفة يتأملها باعجاب
واضح بدءا من شعرها الأشقر المبلل و قطرات الماء
تتساقط على رقبتها ثم تختفي تحت برنس
الحمام الذي كانت ترتديه و كم وجد
صعوبة في التفريق بين بشرتها الوردية
خفض بصره نحو أقدامها الوردية الصغيرة التي
ذكرته بقدمي صغيرته لجين نفث دخان
سيجارته بضيق و هو يطرد تلك الأفكار من
مخيلته ليجدها تحمل الصغيرة متجهة نحوه تريد الخروج
وقف أمامه بعد أن تحولت نظراته المعجبة
إلى أخرى مستهزءة خاصة بعد أن تذكر كلام
طفلته منذ قليل البنت متعلقة بيكي اوي
مرتبك مسبقا قبل نهاية الشهر
صرت أروى أسنانها پغضب مكبوت لتتشبث
بالصغيرة التي كانت تحملها و كأنها مصدر حمايتها
اومأت له بالايجاب دون أن تتكلم و هي تتسمر في
مكانها أمامه تنتظره حتى يبتعد عن الباب
رفعت عيناها نحوه لتجده يمد لها ببطاقة
بنكية و هو يقول بغرور خدي الكارت دي
ثم نفثه على وجهها مكملا باستهزاء داه
طبعا لو فضلتي هنا
حركت
يدها أمامها لتزيح عنها الدخان و هي تجيبه
بحدة مينفعش تشرب سجاير لما تكون لجين
في الاوضة دي لسه طفلة و داه خطړ عليها
فريد بسخرية حتخافي على بنتي اكثر مني
و إلا إنت نسيتي نفسك متعيشيش الدور أحسنلك
رفعت أروى رأسها بتحدي لتأخذ الكارت من
يده و هي تجيبه لا عارفة إني هنا مجرد مربية
و صحة لوجي من أولى اهتماماتي
بهت فريد من جرأتها فهو لم يتعود عليها هكذا
لذلك أراد إھانتها عشان كده ضيعتيها من شوية
و جيتي هنا عشان تدوري عليها رغم إني نبهت
عليكي إنك معتبيش باب اوضتي
أروى رغم شعورها بالإهانة من كلامه إلا أنها
قررت مواجهته انا دخلت آخذ شاور و سبت
لوجي تلعب مكنتش عارفة إنها حتطلع و بعدين
انا لما ملاقيتهاش عرفت إنها جات هنا عشان
هي متعودة تيجي لوحدها
فريد و هو يطفئ سېجاره بس داه إهمال منك هي كان ممكن تنزل السلم وحدها و توقع
أروى و هي تشدد من إحتضانها بعد الشړ ربنا
ستر المرة دي بس انا حبقى اقفل باب الأوضة
بعد كدة و دلوقتي انا حنزل عشان اغديها اكيد
جاعت فريد بسخرية حنشوف بس ثاني مرة
لو حصلت غلطة منك انا مش حعديهالك
إنت لسه مشفتيش وشي الثاني
تنهدت أروى بصوت عال و هي ترمقه بنظرات
حادة تعلم أنه يتعمد إھانتها و يحاول بكل جهده
خلق
غيرت ملابسها ثم قررت النزول للأسفل وجدت بعض أفراد العائلة مجتمعين حول طاولة الطعام التي بترأسها الجد صالح عزالدين في العادة
لايسمح لهم بالتخلف عن موعد الغداء لكن بسبب
الأعمال أصبح حضور وجبات الطعام إجباريا فقط
وقت الفطور و العشاء بالطبع سيف ليس ضمن
القائمة فهو لا يحترم كلام جده أو أي فرد من عائلته سوى والدته
جلست أروى في مكانها على طاولة الطعام و أجلست
لجين في كرسيها الخاص بجانبها بعد دقائق من الانتظار أتى فريد ليجلس بجانبها في مكانه المعتاد
ليشير لهم الجد ببدأ تناول الطعام بعد أن حضر
جميع الموجودين فقط سيف و صالح هما من كانا مختفيان
في تلك الفيلا البعيدة عن العمران
مسحت يارا دموعها پقهر للمرة العشرون في
تلك الساعات الطويلة التي أمضتها تنظف و ترتب
غرف الفيلا المليئة بالاتربة و الغبار
لعنت صالح في سرها لأنها متأكدة جيدا
انه تعمد إحضارها لهذه الفيلا المهجورة حتى يعذبها بتنظيفها
جلست على أحد الكراسي تمسد ساقيها
المتعبتين و هي تتأوه پألم ربنا ينتقم منك
يا وا يا حقېر بقى انا يارا عزمي بنت المستشار
ماجد عزمي البس هدوم الخدامات و أنظف و أكنس
و الله لنتقم منك و أخليك
قاطعها دخوله المفاجئ من باب الغرفة لتكز على
أسنانها بقوة من شدة ڠضبها و كرهها له و كأنها
ترى شيطانا أمامها
تجاهلته و هي تكمل تمسيد ساقيها لتستمع
لضحكاته المستهزءة و هو يقول سلامتك ياقطة
إيه تعبتي تؤ تؤ داه لسه وراكي شغل كثير
و كمان من بكرة حتبقي تقومي بشغل الفيلا
لوحدك رفعت يارا بصرها نحوه متحدثة بنبرة
ساخرةإنت اكيد بتهزر انا مش عاوزة
اشوف وشك من النهاردة كفاية اللي إنت
عملته فيا لحد دلوقتي أظن حققت إنتقامك
بزيادة هز صالح حاجبه بتعجب منها قائلا إنتقامي
لسه مبدأش صدقيني لسه المشوار طويل قدامك و يلا قومي عندك شغل كثير
في المطبخ يارا بنبرة لينة محاولة التخلص منه بجميع
الطرق صالح لو سمحت كفاية انا و الله
تعبت و مش قادرة استحمل اكثر من كده
لو عاوز انا حعتذرلك
قدام الدنيا كلها بس كفاية إنتقا صالح بصړاخ و قد إحمرت عيناه من شدة
الڠضب صالح بيه متنسيش نفسك يا
ژبالة و آخر مرة تتجرئي و تتكلمي معايا
بالشكل داه إنت هنا شغالة و انا صاحب البيت
و دلوقتي غوري على المطبخ و إياكي
ثاني مرة الاقيكي قاعدة و مهملة شغلك إختفى فجأة مثلما ظهر لتقف يارا من مكانها
و هي تنظر في أثره و عقلها لايكف عن البحث
عن طريقة للتخلص من هذه المصېبة التي
قلبت حياتها و سلبتها الراحة و الأمان
مساء في فيلا سيف
نظر سيف لساعته الفاخرة التي كانت تزين
معصم يده
ليبتسم دون شعور منه عندما وجدها
الساعة السادسة مساء حسنا لازال الوقت
مبكرا قليلا لكنه سيقدم وقت العشاء حتى
يتسنى له رؤيتها
قفز من كرسي مكتبه الذي كان يجلس عليه
منذ ساعات ليفتح باب مكتبه متجها نحو الأعلى وقف أمام باب غرفتها ليطرق الباب عدة مرات
لكنها لم تجبه لكنه إستمر في طرق الباب و مناداتها
رغم تردده مخافة إزعاجها لكن نداء قلبه الذي
يرغب بشدة في رؤيتها و إشباع حواسه منها سيلين يلا يا حبيبتي قومي الساعة بقت
ستة كفاية نوم بقالك أربع ساعات نايمة في الداخل حركت الأميرة النائمة رأسها بتعب
دون أن تفتح عينيها كانت تستمع بأصوات
نداء باسمها لكنها كانت بعيدة جدا
بعدها شعرت بيدين تحركان كتفها بلطف
حتى إستطاعت و أخيرا فتح عيناها لتجد
أمامه
سيلين و ايوا انا كويس
زينات أصل الباشا ميتنيكي برا عاوز
يدخل يطمن عليكي عشان بقاله ساعة
بينادي عليكي من برا عشان تصحى
سيلين
و هي تعدل ملابسها خليه يدخل
فتحت زينات الباب ليدخل سيف دون
أن يستمع لكلامها جلس على حافة السرير
ثم مد يده ليتلمس وجنتها و جبينها قائلا بلهفة
إنت كويسة وشك أحمر أجيبلك الدكتورة
ضحكت سيلين و هي تضع يدها على كفه لتزيحها
بلطف قائلةانا كويسة إهدي
سيف و هو يتنفس الصعداءكنت حموت
برا و انا بنادي عليكي و إنت مش بتردي
دقيت الباب كثير بس مجاوبتيش مقدرتش
ادخل حسيت نفسي عاجز خفت تكوني
تعبانة و مش قادرة توقفي من مكانك
سيلين بتعجب من خوفه المبالغ عليها لا
انا كويس و الله اغمضت عيناها بخجل
قبل أن تكمل انا نوم بتاعي ثقيل
رمقها بنظرات عاشقة لم تفهمها قبل أن يرفع
يدها التي مازلت على يده
برقة ثم وقف من مكانه قائلا طيب إغسلي
وشك و إنزلي عشان نتعشى سوى
سيلين و هي ترفع رأسها للأعلى حتى تراه
حاضر
بعد نصف ساعة نزلت للأسفل لتجده يقف أسفل
الدرج يتحدث في الهاتف وقفت مكانها لتستند
خضراوتان و شعر اسود جميل
جعدت وجهها بتفكير تحاول تذكر أين رأت هذه
الملامح من قبل لكنها فشلت لتنفخ وجنتيها
بضيق و يأس
حولت بصرها نحو الفيلا
بتصاميمها الفاخرة التي وقعت في عشقها
منذ اول لحظة وطئت قدميها هذا المكان
تنهدت بحزن و هي تتذكر والدتها المسكينة
التي ټصارع المړض الآن كيف إستطاعت في
الماضي ترك هذه الحياة الرغيدة و هربت مع
والدها لتبدأ ايام شقائها
لم تكن سيلين إنسانة مادية و تقدس المال لكن صعوبة الحياة التي كانت تعيشها في ألمانيا
وحيدة مع والدتها جعلتها تع
يد حساباتها
تجاه إمكانية عودتها لمصر
افافت من شرودها بعد أن سمعت سيف يناديها
سرحانة في إيه قوليلي
نزلت بقية الدرجات و هي تجيبه و لا حاجة
كنت بفكر في مامي
مد يده نحوها لتمسكها فيجذبها نحو الاريكة
ثم يجلسها بجانبه متحدثا بصوت مطمئن
طنط
هدى إنسانة قوية و إن شاء الله حتقوم بالسلامة
و حنيجي كلنا نعيش هنا انا و إنت و هي و ماما
سيلين بطفولية إنت عندك مامي
سيف بضحك انا النهاردة ضحكت اوي
مش عوايدي اكون مبسوط بالشكل داه
سيلين بعبوس بتضحك عشان انا بتكلم
مصري وحش و بتقلي هاني إنت و البنت
اللي صحتني من شوية
قهقه عاليا لتبتسم سيلين تلقائيا على جمال
ضحكته التي زادته وسامة
توقف بصعوبة قائلا لا هي بتقلك يا هانم
بالميم مش هاني لازم تناديكي كده عشان
إنت صاحبة البيت هنا و هي بتشتغل عندك
سيلين بجهل مش فاهم
سيف باللغة الألمانية أقصد انها تعمل هنا و من
واجبها إحترام أصحاب المنزل و لذلك تناديكي
هانم فهمتي
اومأت له و هي تتمتم بتفكير يعني إنت
كمان تناديكي هانم
سيف ضاحكا يا نهار اسود داه إنت المصري
بتاعك بايز خالص خاصة المؤنث و المذكر إنت
بهدلتي الدنيا لا إنت تناديكي هانم عشان
آنسة حلوة و قمر بس انا راجل فهي تناديني
باشا
سيلين بضحك بعد أن فهمت مقصده فهمت
يا باشا
حاوط كتفيها بذراعه و هو يحثها على الوقوف
قائلا يا روح قلب الباشا إنت يلا خلينا نقوم
عشان العشا جهز من بدري
سار بها نحو طاولة الطعام و هو مازال يهز رأسه
و يضحك بخفوت لا يعلم مالذي حصل له هذا
اليوم حتى يصبح بهذه الحالة الغريبة
لا يريد أن يفكر في أي شيئ سوى أن وجودها
بجانبه هذا اليوم جعل يومه مختلف جدا جدا
يتبع
الفصل السادس
صعدت سيلين درج الطائرة بخطوات بطيئة
و هي تلتفت يمينا و يسارا و عيناها اللامعتان
تكشفان حليا إنبهارها بما تراه حولها كانت حرفيا
كطفلة صغيرة دخلت لمتجر حلوى تراها لأول مرة
منذ أن وطئت قدماها ارض مصر و هذا السيف
لايكف عن مفاجأتها افاقت على صوته يناديها بقلق
سيلين مالك في حاجة
حركت رأسها بنفي و هي تتحرك للداخل
لكنه اوقفها ممسكا بيديها قائلا بعتاب مش قلتلك
من شوية بلاش حركاتك دي بتقلقيني عليكي ليه
ها سيلين بخجل منه فهو لا ينفك يعاملها برقة شديدة و كأنها مصنوعة من الزجاج اصلي بيشوف الحاجات دي اول مرة انا اول مرة