رواية "احفاد الچارحي" الجزء الخامس من الفصل الأول حتي الثالث
أساسا ذوقك مش بيعجبني.
رفع وجهها مقابله وأصابعه ملفوفة حول رقبتها تعمقت بالتطلع بعينيه الغاضبة فوجدت ذاتها تغفو عما يصيبها من قلق وخوف حيال خناقتهما التافهة كل صباح رفعت أصابعه لتحيط بيده التي ټفت دقات باب الغرفة الصاخب على ما يبدو بأن الطارق يحمل مصير الكون الآخير ابتعد عنها عدي وهو يهمس من بين أنفاسه المتسارعة
وجذب الحلى الذي انتقاها ثم ارتداها على عجلة من أمره وخرج ليفتح باب غرفته فتفاجأ بابنه يقف مقابله وعينيه تتخلل الغرفة من خلفه وكأنه يبحث عن شيئا ما فأتاه صوته الشرس يتساءل
_في حد يخبط على حد بالطريقة الھمجية دي!
انتقلت نظراته لوالدته حينما طلت من الخلف تشير له بيدها بحذر دون أن يرأها زوجها بأنها على ما يرام فسحب الصغير نظراته بثبات عجيب ثم قال وعينيه أرضا
وكاد بالمغادرة فاوقفه قائلا
_كنت عايز حاجة
استدار تجاهه وهو يجيبه بابتسامة صغيرة
_كنت بحسب رحمة مع ماما.. بس شكلها تحت.
أشار له بخبث
_طب استنى عايزك..
وخرج عدي من غرفته ثم أغلقها خلفه وهو يشير لابنه بالاقتراب حك أرنبة أنفه بتوتر لهيبته التي لم ترضخ لرغباته قط فقال باسلوب ظنه ماكر أمام حفيد ياسين الچارحي
ضيق الصغير بنية عينيه وهو يحدجه بثبات عجيب اتبع قوله الأدهى مكرا
_آه هو فعلا قالي إنهم طلعوا رحلة باليخت.. وأكيد انهم في عرض البحر لكن مكانهم جدو نفسه صعب يحدده وسط المية وحضرتك عارف كده!
_روح يا خليفة جدك كمل دراستك.
منحه ابتسامة اتبعت سؤالا زاد من غيظه
_بجد حضرتك شايفني خليفة لياسين الچارحي!!
انتصب بوقفته وهو يشير له بحدة
_على أوضتك.
هز رأسه بخبث
_زي ما تحب.
تعمد التطلع لها مطولا بنظرة أربكتها وخاصة حينما قال
_أنا فخور بذكائك أنت وابنك.
قطبت جبينها باستفهام فجذب حقيبته ثم وضع بداخلها حاسوبه وهاتفه الخاص وقبل أن يخرج من الباب المنصاع ليده قال
_ابنك بيطمن عليك مني..متصور اني ممكن أرفع ايدي عليك!!!
ومنحها نظرة عدوانية مشټعلة وقولا مشكك
_يا هو اللي بيبالغ بتخيلاته يا أنت اللي بتخوفيه مني!
دنت منه خطوتين وهي تردد
_لا آآ...
انقطعت كلماتها حينما صفق الباب بقوة من خلفه فابتلعت باقي جملتها ببسمة اتسعت وهي تتخيل موقفها الاحمق منذ الصباح حتى تلك اللحظة.
مررت يدها على بطنها المنتفخ
ونهضت عن الفراش ثم جذبتها لتشير لها بابتسامة واسعة
_يلا نأخد شاور محترم وننزل بسرعة ننضم للحزب.
وحملتها بين ذراعيها ثم هرعت بها لحمام الغرفة دون أن تعي بصحبة من بالداخل وضعت نور الصغيرة على حوض المياه الخشبي ثم فتحت الصنوبر وأخذت تلامس المياه وحينما تأكدت من حصولها على دفء بسيط أخذت تخلع ملابس الصغيرة التي تبتسم وهي تتطلع لمن يشير لها من خلف الستار الزجاجي الذي يعزل الدوش عن باقي الحمام فأخبرتها بمرح
_تغير بسيط مش هقدر أقف عشان تاخدي الدوش على الواقف ببطني دي فنمشيها بالحوض وأهو الحوض صغنونة حينما تعلقت بأصبعها مثلما كانت تفعل فلذة كبدها جذب عمر ملابسه المعلقة ثم ارتداءها وهو يغمز لابنته التي تتلهف لرؤياه وترفع ذراعها عدة مرات عله يحملها بين ذراعيه انتهى من ارتداء قميصه
وهو يتابعها بدهشة لعدم شعورها به فاقترب منها خلسة ثم مال على رقبتها وضمھا لتتراجع للخلف ظن بأنها ستفزع وستبدأ بنوبة مشاكستها اليومية ولكنه تفاجأ بدموعها المنسدلة ببطء تراجعت نور للخلف پخوف وكأنه كمشها تفعل چريمة شنيعةفكادت الصغيرة بالسقوط من يدها لولا أن أمسك عمر بحلا بين يديه ارتخت تعابيرها وهي تتطلع لابنتها التي لا يتعد عمرها
عاما واحدفوجدتها آمنة بين يده ومازالت نظراته قلقه تطاردها الى أن سألها پخوف
_فيك أيه يا نور!
تلعثمت وهي تشير له بالنفي
_لا... لا مفيش حاجة.
وتركت الصغيرة إليه ثم هرولت لخارج غرفتها باكية حزينة فبات هو بصحبتها لا يعرف ماذا ينبغي عليه فعله ولكنه حاول أن يتعامل معها قدر المستطاع فانتقى لها فستانا بني صغير وحذاء بنفس لونه وما أن انتهى حتى صفف خصلات شعرها الصغيرة فصفر باعجاب شديد
_شوفتي لما بابي اللي أشرف على الأوت فيت بتاعك طلعتي شبه الملكات ازاي.. عشان تعرفي اني عبقري طالات.. لا وهطقم معاك.. ثواني.
وجذب جاكيت باللون البني الداكن ثم ارتدائه وهو يشير لها ببسمة جعلت الصغيرة تبتسم
_ها أيه رأيك..
همست بعدة كلمات متقطعة مازال عمر يجهل كنايتها... فابتسم رغم ان عينيه مازالت تبكي عادت كلمة اعتاد سماعها على ذبابنة مجددا أصر أن يمنحها نفس الأسم مجددا وكلما شعر بأن قواه ستنهار حصونها صبر ذاته بأن الله عز وجل يحبه هو وزوجته لذا أراد أن يختبرهما باختبار عظيم وإن اختبر نبي الله وأعظم خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم ألن يكن من المنصف أن يختبر المؤمنين في قوة ايمانهم وقوة تحملهم وصبرهم على البلاء بلى كان عمر صابرا على قضاء الله ولم يكن بالضعيف.
أبعدظ به بغرفته والأبشع من ذلك انه كان يصوب بعشوائية وهو يهدده بانفعال
_والله لاقټلك يا كلب..
ركض حازم تجاه ابنه فارتطم كلا منهما بالاخر فحمله حازم بكره وردد ساخطا وهو يكاد ېخنقه
_انت اللي بلغت عني يا قصير يابو عين مدورة.... انت طلعتلي منين يا أخي من يوم ما شوفت خلقتك والمصاېب نازلة ترف فوق قفايا.
صړخ حازم حينما تفادى طلقة كادت باختراق كتفيه فحمل ابنه كشوال البطاطا وركض خلف الاريكة ومن خلفه حمزة الذي يصيح به بټهديد صريح
_سيب حفيدي بدل ما أخلص عليك..
رفع حازم يد ابنه من خلف الاريكة وكأنه يلوح برأية بيضاء تستهدف السلام وسط حربا غارمة وهو يهتف بتريث
_يعني عايز تشرد حفيدك من بعدي يرضيك يا حاج!..
وحينما لم يستمع للطلق الڼاري نهض بالصغير الذي يكبت انفاسه بين يديه
_ متخليش الواد ده يدمر العلاقة الطيبة اللي بينا... ده احنا ملناش الا بعض.
تدخل عمر على الفور وهو يمد ابنته لرحمة التي كادت بأن تلحق بعدي فحاول التقاط السلاح منه وهو يشير له بضحكة فشل باخفائها
_والله يا عمي أنا مش بدافع عن الحيوان ده ان كان عليا كنت قولتلك اتكل على الله وخلص عليه بس حرام الطفل خالد البريء.
وهمس بانزعاج
_استغفر الله ربنا يسامحنا على الكدب ده..
وعلت نبرته مجددا
_الولد مالوش ذنب يدفع تمن اخطاء ابوه.. رصاصة طايشة كده ولا كده تجي في الولد..
مال حمزة بالبندقية على الأريكة وكأنه يعقل حديثه جيدا وقال بعد نقاش طويل
_معاك حق يا ابني...
ابتسم عمر براحة كبيرة تلاشت حينما وجد حمزة يقدم له السلاح وهو يشير بها
_خلاص انت نظرك هيبقى اقوى مني... استهدف المغفل اللي هيجبلي سكتة قلبية ده وسيب الولد اهو ينفعني لما اكبر وأشيب وملقاش دار مسنين تعجبني..
رفع عمر حاجبيه باستهزاء
_انت هتخرج من مسلسلات العمر الضائع دي أمته يا عمي!! .. دار مسنين ايه اللي هتروحها!
أشار له بجدية تامة
_انا مبثقش في الحيوان ده اول ما هيجيني دور تعب شديد حبتين هياخد اللي حيلتي وهيرميني في أي دار مسنين..
دنا منه حازم ثم قال بابتسامة واسعة
_عيب يا حاج اوديك دار مسنين ليه بس.. ما أنا ارميك في أي مستشفى حكومي أوفر!
رمش عمر بعينيه وهو يحاول تحمل الأمر ولكن كان أقصى من طاقته فاتاته النجدة الآلهية حينما كان يتجه أحمد بصحبة معتز للأسفل فجذبه ودفعه تجاه أبيه وهو يشير له
_عايزينك هناك... حل بقى براحتك.
وهرع عمر لغرفة ابنته التي تبعد عن غرفتهما الخاصة باحثا عن زوجته..
انتهى رائد من الملف أخيرا بعد ساعة كاملة قضاها لينهي أخر خطوة أضافها لحسبته الخاصة ففرقع يديه
ثم رسم بسمة زائفة وهو يشاكسه بمحبة لا تمت لواقعه بصلة
_صباحو الفل يا آسر يا حبيبي.. أيه منزلتش النادي ليه مع يحيى ابن انكل ياسين
أتاه رده لاذعا
_مبحبش اروح معاه في حتة.
ثم جذب احد الاوراق يعبس بها
_ده أيه!
جذب رائد منه الاوراق ثم فتح الحقيبة وهو يحاول يلملم ما تتلقفه يده ولم يمانع بتحذيره
_متلعبش في حاجة يا حبيبي.
ضم الصغير حاجبيه بخبث وقد اتته فكرة خبيثة فجذب احد الاوراق ثم هرول وهو يصيح بمشاكسة
_لو عايزها امسكني.
صعق رائد وهو يواجه تلك المفاجآة الصاډمة التي لم تكن بالحسبان فهرع خلفه وهو يترجاه بابتسامة صفراء
_آسر بلاش قلة أدب يا حبيبي.. الاوراق دي مهمة وممكن يتعمل من أبوك صباع كفتة محشية بالرز والفريك ترضهالي يا آسورة
رفع الصغير يده واسند ذقنه إليه وكأنه يفكر قليلا فعالت ابتسامته الشيطانية وهو يركض
_أرضهالك يا كبير.
ركض رائد خلفه حتى انقطعت انفاسه فصړخ به پعنف
_ورحمة جدي لو موقفت مكانك لاقټلك انت وامك في ساعة واحدة.
لم ينصاع اليه فركض بسرعة لم يقدر ابيه على محاذاتها فاستند على أحد الاشجار وهو يلتقط انفاسه بصعوبة بالغة وحانت منه نظرة جانبية لمن يتابع المشهد العريق لاحد أحفاد آل الچارحي يطيح بعنجهية ذاك المغرور فاڼفجر بهم رائد كالبركان
_انتوا بتتفرجوا عليا... اعتقلوا ابني بسرعة!
وما أن انهى امره حتى هرع جميع الحرس ركضا خلف الصغير الذي هرول لداخل القصر وبالاعلى انضم اليهم خالد المحمول فوق رأس حازم الذي يحمله كوسيلة نجاة من رصاص أبيه ويهرول لاي تجاه تسوقه قدميه.
بالأعلى..
بحث عمر عنها
فظنها بغرفة ابنته وما أن فتح بابها حتى تفاجأ بها فارغة فخرج ليبحث عنها على التراس فوجدها تجلس على حافته وبين يدها علبة من العصير ترتشفه على مهل خبأ عينيها بيده فقالت بشراهة
_يا دوك ده مكان تغميني فيه.. عايز تتخلص مني من غير ما حد ياخد باله ولا أيه
جلس لجواره وهو يمنحها نظرة متفحصة تود استكشاف ما تود فعله فوجدها تتهرب بعيدا عن الحديث بموضوع ابنتها الذي سيزيد من چراحها... فربما ببعض الاوقات لا نود خوض تلك التجربة المريرة عن الحديث عن أمرا لا نود النبش به مجددا ريثما وقتا أخر يكون مناسبا للنبش به ولكنها الآن تحاول الابتعاد عن أي شيء يذكرها به هكذا شعر عمر فلم يرغب بسحبها لألم تتهرب هي منه لذا