رواية "احفاد الچارحي" الجزء الخامس من الفصل الأول حتي الثالث
ابتسم وهو يناطحها بعند
_اكيد ميهنيش لانك بتشربي العصير من غيري... ده انتي حتى مفكرتيش تقوليلي أعملك فطار بصوت كله انوثة زي الستات.
ضحكت حتى ادمعت عينيها وبصعوبة قالت
_زي أيه يعنيا!
وانتهت من ارتشاف العصير والقته ارضا ثم تحملت على ذراعيه وهي تشير له بارهاق
_قومني بس الله يسترك عشان أعرف اسمعك الكلمتين بتوع كل صبح.. حكم انت متتكيفش الا لما تسمعهم..
_لا وحياة مامتك مش طالبة معايا على الصبح... لسه لما هروح المقر هأخد التغفيلة التمام من عدي وياسين كفايا دول عليا النهاردة.
أشارت له بإيماءة خفيفة فابتعد عنها وهو يشير لها پخوف
_بصي الدرس الاخلاقي بتاعك مش لازم يكون ليا بس ممكن توسعي نشاطك وتديه لرحمة مثلا أو ممكن حد من البنات أو اقولك الواد معتز مش مظبوط بقاله كام يوم قافش مع شروق استحضري روح المصلحة الاجتماعية اللي جواك وحيلي اللي بينهم..
_في حاجات كتيرة هنا محتاجة ترجع زي الأول لما أولد بس وأنا هفوق ليهم.
صاح بفرحة لنجاته المحتومة من محاضراتها الاخلاقية
_هو ده الكلام..يالا عشان نلحق الفطار.
الصدمة لم تكن صدمة الا حينما تفهم ذاك الأحمق مدلولها حيث كان يظن بأن الجميع يتكاتف للفصل بينه وبين أبيه ولكن المفجع بالأمر حينما وجدهم يخلصون الصغير عن يديه حتى إن انطلق من فوه سلاح ابيه الړصاص لا يتأذى الصغير ولكن لا بأس ان أصابته الطلقة وكأنه سيريحهم من چحيم يحتبسهم جميعا فرفع خالد للاعلى ثم صاح قائلا
والقاه على أحمد الذي تلقفه وكأنه ينجح في صد ركلة الكرة لشباك العدو وفجأة هرع للمصعد وعبث بازرره وهو يهمس لهم بابتسامة حمقاء
_بالسلامة أنا..
صعد به المصعد للطابق الرابع فخرج منه ثم ركض للمصعد الخارجي فولج وأغلق بابه ليستعد للهرب من الخارجي وحينما استدار الخلف لاختيار الطابق الارضي من لوحة مفاتيحه صعق حينما وجد ياسين يحول المصعد لعربة خاصة بملابسه ومتعلقاته الشخصية فارتدى القميص فوق البنطال وعلى ما يبدو بأن الوقت قد سرقه وتناسى أمر الاجتماع الهام افغر فاهه وهو يتابعه وهو يرتب خصلات شعره فاتجهت نظراته اليه فقال الاخير
تجاهله ياسين وجذب البلطو الخاص به ليرتديه فوق قميصه الابيض ثم جذب البرفنيوم الأسود من الحقيبة المفرودة من أمامه فقال دون ان يستدير اليه
_هربان من مين يا زفت
همس بخيبة امل
_من البشر كله... ولاد عمك الاندال متفقين مع ابويا عليا.. حتى اخويا الواطي واقف في اول صف وبيسلمني تسليم اهالي.
_ابن حلال وتستاهل يا حازم والله..
وانتصب بوقفته بعدما انتهى من الاستعداد ليبدو أوسم من الحلى الذي ارتداها بالصباح وقال قبل ان يصغط على الزر
_هتنزل انهي دور.
على الفور قال
_ممكن التاني... لان كلهم في اول دور.
ضغط اصبع ياسين على الطابق الاول بابتسامة خبيثة فذم الاخير شفتيه وهو يردد ساخطا
نجح رائد بكمش ابنه من تلباب ملابسه وكأنه يقبض على مچرم
هارب من العدالة وفجأة صاح باندفاع
_يا راااانيا
ظهرت من امامه وبيدها طبقين من الخبز الصغير وضعتهم على المائدة ودنت منه تتساءل بقلق
_ايه يا رائد بتزعق كده ليه
سلمها ابنها من تلباب ملابسه وهو يشير لها بضجر
_ربي ابنك السڤاح اللي شبه حرمي الغسيل ده أحسن ما وربي اشردهولك.. انا خلاص مبقتش باقي على حاااجة انا جبت اخري منه.
وتركها وصعد للاعلى فانحنت تعدل من ملابس الصغير وهي تعاتبه بضيق
_عملت أيه تاني في بابي يا آسر
بابتسامة واس
ما أن دقت الساعة العاشرة صباحا حتى اجتمع الجميع على طاولة الطعام باستثناء رعد أدهم عز لتوالى امور الشركات بايطاليا اضافة لياسين وآية فالجميع يعلم بأن ياسين الچارحي يود قضاء بعض الوقو الخاص مع زوجته برحلة تفاجأ بها الجميع بعدما كانت بصحبة عدي لتنقية بعض المتعلقات الخاصة بولادة نور ومنذ ذلك الحين لم تعود للمنزل..
انضم يحيى لمجلسهم فجلس على رأس الطاولة محل ياسين ثم قال باستغراب حينما لم يجد أحدا تناول طعامه
_محدش بيأكل ليه
قال معتز بابتسامة صغيرة
_مستنين حضرتك.
منحه ابتسامة لطيفة وشرع بتناول طعامه وهو يوجه حديثه لعدي
_عملت أيه يا عدي في الموضوع اللي كلمتك عنه... هناخد الصفقة ولا هنسبها
رفع عينيه اليه ثم قال بهدوء
_لو الصفقة دي مكنتش مهمة لشركاتنا مكنش حضرتك فتحت موضوعها أكتر من مرة يا عمي.. فبالتالي أنا مش هقبل إنها تضيع من ايدينا.
ابتسم لدهائه رغم انه كان يدور خلف غايته الاساسية فقال
_تمام اتفق انت وياسين على التفاصيل ونشوف الدنيا هترسى على أيه.
اكتفى بايماءة بسيطة من رأسه ثم عاد الجميع للسكون مجددا فكسرت نور بلور الصمت حينما قالت
_على معادنا بليل ولا غيرتوا رأيكم كالعادة..
تطلع الشباب لبعضهم البعض بحيرة فاضافت داليا
_سيبك منهم يا نور... كل يوم بيدونا مواعيد وفي الاخر هيقولولك معلش اناخرنا النهاردة بالشغل!
قالت شروق بتذمر
_احنا ملينا من الاسطوانة دي... بجد اتخنقنا ومحتاجين نخرج.. صح ولا ايه يا بنات
اكدت آسيل على الامر وهي تضع احد اللقمات الصغيرة بفم ابنها آويس
_لو مش هيقدرونا يبقى احنا كمان مش هنقدرهم وهنخرج من غيرهم..
منحها احمد نظرة جعلتها تبتلع باقي كلماتها وهي تشير پخوف
_خلاص نديهم النهاردة فرصة اخيرة.
تعالت ضحكات ملك وهي تشاكسها
_رجعتي ورا من نظرة يا آسيل!
رد عليها يحيى بابتسامة هادئة
_متسخنيش الامور بينهم يا ملك.
ثم تطلع للجانب الايسر حيث يجلس الشباب كلا منهم جوار بعضهم فقال
_ هما معاهم حق.. لازم تخصصوا ليهم وقت على الاقل بالخروجة بتاعت النهاردة.. اخرجوا واتعشوا باي مكان... وان كان على الشغل مش انا هنزل معاكم المقر النهاردة انا وحمزة وهنحاول نشيل عنكم شوية... مش كده ولا ايه يا حمزة
استدار بوجهه لاتجاه الاخر وهو يردد
_لا مش كده... انا مشغول طول اليوم.
تجعد وجهه بذهول
_ليه وراك ايه
قال بغرور وهو يعدل من قميصه
_عندي جلسة مساج على شوية مسكات وآآ.
بترت كلماته حينما صاحت تالين پغضب
_وراك ايه يا حبيبي.
ضحك حازم پشماتة
_البس عشان خارجين.
تبدلت قسمات وجهه للخوف الشديد فاسرع بنفي تلك التهمة الباطلة عنه
_لا كنت بقوله هروح الصيدلية
اجبلي رباط صليبي أصل العضمة قفشة شوية بس دلوقتي بقيت احسن الحمد لله.
وترك الطعام ثم نهض وهو يشير اليه پخوف
_يالا يا يحيى نروح نشوف المقر.
مسح يده بالمنشفة واتبعه وصوت ضحكاته يعلو فيزيد من حنكه انسحب الشباب خلفهم تباعا وكلا يعتلي سيارته الخاصة ولم يتبقى سوى الفتيات على الطاولة فتوقفن كلا منهن عن تناول الطعام بحزن يسيطر عليهن فقالت مليكة
_صدقتوا ان بابا كان معاه حق... مبقوش يشوفونا غير ستات بيوت متنفعش غير لتربية الاولاد وحتى مبقوش يهتموا لخروجتنا ولا لينا زي الاول!
اكدت رحمة على حديثها
_فعلا عمي كان معاه حق... حقيقي انا ندمانة اني موفقتش على اقتراحه من الاول..
قالت نور
_وندمانه ليه هو ادانا وقت نفكر عما يرجع من الرحلة ونقدر بكل بساطة نقوله قرارنا..
اضافت رانيا
_نور معاها حق احنا نبلغه اننا كلنا موافقين وهنعمل كل اللي هيطلبه مننا.
رددت شروق پخوف
_بس يا بنات لو عرفوا هيحصل ايه
اجابتها داليا بسخط
_ما يعرفوا يا شروق... انتي عاجبك حالنا اوي.. من يوم ما انكل ياسين شال ايده من عمايلهم وهما زادوا فيها..
قالت نسرين
_معاكي حق يا بت يا داليا... احنا هنعمل اللي هيقولنا عليه... هو عارف مصلحتنا فين واكيد مش هيضرنا..
قالت مليكة
_خلاص انا هطلع واكلمه واقوله على اتفقنا ده..
بنبرة مشتركة رددوا
_ربنا يستر.
بالمقر...
العمل يقام على قدم وساق وكأنها دائرة تدور بنقطة لا نهاية لها الجميع يعمل بجد واجتهاد فلن يرضى ياسين الچارحي بأي موظف بامبراطوريته المهيبة وبالرغم من الجدية التامة بالخارج الا ان الغرفة التي تشمل مكاتب الشباب كانت تضم حازم والشباب باكملهم باستثناء عدي وياسين فقد ذهبوا لمعاينة المكينات منذ الصباح قرر حازم أن يهون عن نفسه بطريقته التي قد يجدها البعض مختلة كحاله فوضع احد السماعات باذنيه ثم اخذ يميل لعالمه الفوضوي الذي صنعه لنفسه وبعد دقائق ساد الصمت به بين الشباب باكملهم.. والجميع منهمك بعمله الجاد اذ يستمعون لصوته المزعج وهو يعلو ويردد
_من اجل أيه خسرتيني... خاتم ودبلة بعتيني... حبتها غدرت بياااااا فرجت الناااس عليااااااااااا
تطلع الشباب لبعضهم البعض بريبة من امره فقال جاسم بتأفف
_قولتلكم الواد ده ملبوس محدش صدقني.. اتفضلوا..
اشار رائد لاحمد پغضب
_ما تلم اخوك يا احمد لو عدي جيه هيشعلقنا كلنا..
تجاهله احمد واخذ يدون بعض الملاحظات على الحاسوب وحينما عاد رائد بتكرر حديثه قال بنفاذ صبر
_انا معنديش اخوات.. اطلعوا من دماغي بقا..
ضحك معتز وهو يؤيده
_معاه حق والله انا لو مكانه كنت قټلته وقټلت نفسي من كتر المصاېب اللي بتتحدف عليا بسببه..
اشار لهم جاسم بغرور وهو يدنو منه
_خلاص يا رجالة انا اللي هحل الموضوع
ودنا منه ثم جذب السماعات بعيد عن اذنيه ليفزع من صوته الذي يشبه انشودة انثى البغبغاء فما ان توقفت الموسيقى الشعبية حتى اخرج من اسفل قميصه الريموت المتحكم بالسماعات الاسياسية وهو يغمز بمكر
_كنت حاسس بخيانه..
نهض رائد عن مكتبه وهو يحذره بجدية تامة
_حازم اووووعاااااا
ما ان انتهى من حديثه حتى انطلقت الموسيقى الشعبية بالارجاء وكأن هناك حفل زفاف بين زقاق الحارة الشعبية والاپشع من ذلك حينما صعد حازم على سطح المكتب والقى بالورق وهو يغني عاليا ويردد
_مشينا صح مش عااااااجب والغلط مش سكتنا..
ردد عمر من اسفله ديه واجبره على الرقص معه وللعجب انسجم جاسم خلفه واخذ يرقص بصحبته ضحك معتز وجذب عمر ورائد اللذان استجابا سريعا لتلك الاجواء الدرامية...
انهمك عدي وياسين بتفحص المكينات المستوردة حديثا من الصين وحينما انتهوا توجهوا للغرفة المشتركة بالشباب معا لتوقيع العقود الجماعية استعدادا لتلك الصفقة الهامة التي ستهدم الاحطبة فوق عراق متناسيا وجود هولاء الحمقى وكأنه بعالم منعزل لا يسمع... لا يرى... لا يتحدث..
توقف الجميع عن الرقص حينما تحرك ياسين المصعوق وفصل الفيشة عن السماعات العملاقة فاتجهت النظرات المصعوقة اليه فسيطر الخۏف والقلق عليهم حيال امر تواجده المرهون بتواجد الأكثر خطۏرة لذا اتجهت جميع الانظار تجاه باب المكتب وخاصة تجاه الۏحش الشرس الذي قابلهم بابتسامة شيطانية وجملة تعبيرية لا تخلو من جمال النص
الفصل_الثاني...
إهداء الفصل للقارئة الجميلة أمنية تيماتين من الجزائر الحبيب شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة
لم تكن اليقظة بمثابة حلم شاق بل واقع ملموس انسحبت حالة الفوضى تدريجيا وكلا منهم يعود لموقعه الطبيعي هبط جاسم للأسفل واتبعه حازم ببطء حتى رائد أسرع لمكتبه فجذب نظارته الطبية وارتدائها وهو يسرع بالعبث بأزرر الحاسوب أما عمر فوزع نظراته مطولا بين أخيه ويده المرفوعة بوضعية تشبه الكارتيه وأسرع