الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية ست البنات بقلم نهى مجدي

انت في الصفحة 13 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز


ان الاجابه النموذجيه للسؤال السابق انه بلا اسباب نحبهم لاننا نحبهم حتى لو ملئوا الارض عيوبا وحتى لو كان الجميع افضل منهم انه قلبك من رفع رايته عندما وجدهم ونبتت داخلك زهورا وتفتحت البذور فصرت اجمل بكثير من قبل اصبحت تضحك من قلبك على كل شئ اصبحت ترى الوجود جميلا اصبحت تحب من حولك وتتشوق للحياه ولكن إن انت زرعت نفسك فى غير موضعك ذبلت فانتقوا القلوب التى تسكنوها فإن ألم الفراق ممېت كنت اعلم هذا وبالرغم من ذلك أحببته ليس الان ولكن من سنوات طويله عندما أخبرنى اخى طه عن ذلك الرجل الذى توفى وترك ابنائه يطمع بهم الكثير فكنت اشفق عليهم من ذلك الزمان حتى اخبرنى ان ابنه ترك تعليمه وتصدى للجميع وحمل مسؤليه والدته واخوته على عاتقيه فصرت اتخيل ذلك الابن وكأنه بطل كأبطال الافلام ذو عضل قوى وجسد ضخم وصوت اذا تحدث به اړتعبت الطيور ولكنه عندما مر يوما امام بيتنا فى وقت كنت جالسه فيه على عتبته وكنت صغيره وقتها ارى العالم ورديا اكثر اشار لى طه ان ذلك الشاب الذى القي السلام وذهب ماهو الا ابن الرجل الى حدثتك عنه نظرت له كثيرا وتابعته بعينى حتى اختى كان شابا عاديا وسيما ومنهدما ذو

عينان بنيتان اذا نظر اليك بهم تملكك التيه وابتسامه عذبه تجعلك ترى العالم الافضل تسائلت فى نفسي كيف فعل ذلك الوسيم كل هذا وحده ومنيت نفسي ان اسئله يوما هل كان يشعر بالخۏف من وقتها والتصق حبه بقلبى وأبى ان يتركه فكنت اخرج لعتبه بيتنا انتظر ان يمر كعادته كل يوم فكان لبيتنا موقعا جغرافيا عظيما فقد كان يتوسط المكان بين بيته وأرض والده التى يذهب لها يوميا فكنت اذا سمعت أذان الظهر اعلم انه سيمر بعد نصف ساعه واظل جالسه فى الشمس المحترقه انتظر مروره حتى اراه وتشبع عينى برؤيته فكان لى ارتواء الروح وكنت له لاشئ حتى انه عندما كان يمر عابد معه لم اكن ألحظه نهائيا وكأن خيالا يسير فكيف للنجوم ان تلاحظ بجوار الشمس ولكن شمسى لم يكن لى يوما وحتى بعد ان اصبحت زوجته مازال بعيدا عنى
بت ليلتى افكر فيما فعله عمر معى وكيف لرجل مثله عانى الكثير ان يكون بهذه الرقه وهذا اللطف الشديد فكنت انظر لتلك المعلقه التى أكل بها
على انها كنز ثمين لا يضاهيه شي اخر فتلك القطعه التى كانت لا قيمه لها اصبحت ذو قيمه عظيمه بعد ان لمستها يده وذلك الكون المقفر تغير كليا عندما ابتسم عمر اطعمت تميم وقمت بإزاله بقايا الطعام واتجهت نحو مرأتة اريد ان ارى ظهرى فحاولت ان ارفع العبائه او ان ازيحها قليلا لأرى كيف هوا الحړق ولكن كانت الضمادات تخفيه فعدت لفراشي بخطى بطيئه وجلست فيه واشعلت تلفازى ليطوى الوقت عنى ولكنى مللته فأحضرت كتبى لأذاكر بها تميهدا لبدء الترم الثانى كان يومى عاديا لا جديد فيه فكنت ارعى تميم وانزل للاسفل أساعد من فيه واقضى معظم الوقت معهم واتحدث لأمى على الهاتف واذاكر ثم انام فلا جديد ولا معنى لمسته الا عندما اصبح عمر يزورنى كل ليله ليغير لى ضماداتى فكنت استيقظ وارتدى ملابسي وأتهيأ جيدا واحدث والدته اخبرها اننى لن انزل اليوم فلدى مذاكره كثيره واحيانا كنت اطلب من وفاء ان تأتى لأخذ تميم لجدته فهيا لا تستطيع طلوع السلم بسهوله وكنت احاول ان انتصب امامها بكل قوتى حتى لا تكتشف شيئا وبعد اذان المغرب كان يأتى عمر حاملا معه طعاما لى ولتميم ومحتويات للمنزل يملأ بها الثلاجه وعلى مدار اسبوعا كاملا كان يتناول عشائه معى ليحثنى على تناوله فكتت اشعر ان ذلك الوقت سرقته من الزمن فمن المستحيل ان يكون هذا وقتا عاديا فكان تاره يسئلنى عن اخبار مذاكرتى ويسئلنى عن طموحى واهدافى وتاره اخرى يلعب مع تميم ويساعدنى فى تغيير ملابسه واحيانا عن اهلى وعائلتى واصدقائي
فنا قد تحدثنا عن كل شئ عام ولم نتطرق ليوم أصابتى فكنت كل يوم اتحسن تدريجيا ويرتد الى عافيتى اكثر فكنا نطيل الحديث والضحك والتسامر وانا ادعى الا ينتهى هذا اليوم وذات يوم سئلته سؤالى الى ابقيته بداخلى كثيرا
كنت عايزه اسئلك سؤال غريب شويه
اتفضلى
لما والدك توفى ووقفت قصاد الناس اللى كانوا طمعانين فيكم وقررت تحتفظ بورث والدك بنفسك وتدافع عنه كنت خاېف 
تقصدى كنت خاېف الارض تضيع
لا اقصد جواك كان عامل ازاى
انا فاهم قصدك كويس والغريب انى وقتها اتمنيت ان حد يسئلنى سؤال زى دا علشان اقوله انى مړعوپ تقريبا كنت كل يوم بصحى مڤزوع على حلم شوفت بيه امى واخواتى بيترموا برا البيت فكنت بخاف انام وبرفض انام الا لو وقعت من التعب كنت لما بشوف امى واخواتى قد ايه خايفين من بكره كنت بصمم اكتر انى اموت نفسى علشانهم وكانت الناس شيفانى متماسك بس من جوايا كنت بترعش خاېف افشل وخاېف من مصير الناس اللى فى رقابتى وخاېف من بكره كنت خاېف من حاجات كتير اوى وكان نفسي الاقى حد يطمنى لحد مااتعلمت اطمن نفسي بنفسي بس غريب السؤال بتاعك 
لا مش غريب ولا حاجه بس سؤال جه فى بالى دلوقتى
وانتى عمرك حسيتى بالخۏف قبل كدا 
كتير اوى كنت بخاف من ابويا ليضربنى وبخاف من طه ليخلى ابويا يضربنى وبخاف من امى لتقعدنى فى البيت ومكملش تعليمى
وامتى اكتر مره حسينى فيها بالخۏف
اوشكت ان اخبره انها تلك المره التى تقدم فيها لخطبتى وعلمت انه يخطبنى لأخيه فتملك الخۏف من قلبى وكنت ابكى بلا انقطاع اريد ان اكض اليه واشكو مما حدث لى ولكن كان نفسه جلادى الذى حكم عليا بالمۏت بعيدا عنه
يوم ماتعب تميم اكيد دى اكتر مره خۏفت فيها مش هتقولى بقى معنى اسمى
ضحك عمر كثيرا وتحدث بابتسامه
المراس هوا المراد والمنتهى اللى بيسعى ليه الجميع هوا القصد والهدف وهوا المرسي والسكن انك تكونى ميراس لشخص هوا دا قمه الوصول للهدف وانك تكونى ميراس الجميع دا اعظم شئ
سرحت فى كلماته التى اشعر انها تقول الكثير حتى دول ان تفسر ذلك فسئلته
طيب ليه قولتلى انى ست البنات
ضايقتك 
بالعكس
لما تكونى انتى الهدف والمبتغى والبدايه والمنتهى تبقى ست البنات
كيف تقال مثل تلك الكلمات التى تروى ظمأ الروح التى عندما تسمعها اذناك تشنف وتتمايل وكأنها ترقص فى سعاده غامره
ظللت انظر اليه ولم اتحدث فأكمل
كان فيه جميله قالها محمد ابراهيم كنت بحبها بيقول فيها
انتى الامل والمحتمل والمستحيله الممكنه انا
انتى وانتى كمان انا 
جلست منتصبه ونظرت له فى هيام حقيقي وصحت
أنا
ارتبك وتعرق وحاول تغيير مجرى الحديث ولكنى كنت سئمت الصمت كنت اتمنى ان يشعر بما فى داخلى حتى وان هجرنى بعدها ولكنه غير مجرى الحديث واشاح بنظره حتى لا ېتصدم بنظراتى المتوسله
الحمد لله الچرح خف ومسابش اى اثر والنهارده بس هحطلك مرهم مرطب وان
شاء الله مش هتحتاجى حاجه تانى تنهدا ونكست رأسى للأسفل اقاوم دمعات ترقرقت فى
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 45 صفحات