الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية حكاية ليله (كاملة حتى الفصل الاخير) بقلم ملك منصور

انت في الصفحة 18 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز


يترجم أو حتى يجمع الأحجية بل والمضحك إنه مش لاقي حتى أحجية يقدر يجمعها كل اللي يقدر يعمله هو الدهشة ودي بتبقى أقصى حاجة قدر يوصلها وهي إنه يدهش يقف ميقدرش يترجم 
وكانت كلمة من ثلاث حروف قادرة إنها تهد قدرته وتوقفه قدامها ك الأبله مش مستوعب أو قادر يفهم كل ما يقدر عليه هو إنه يذهل.
وبعد خمس دقائق من دخولي البلكونة سمعت صوت قفل باب الشقة منتبهتش غير ل صوت كان قريب عرفت منه إنه نزل...

فضلت في حالة الشرود مع السما والتأمل النهاري لفترة معرفش كانت قد إيه بس الأكيد إنها مكانتش قليلة 
قطع شرودي صوت ندى وهي بتندهلي عشان الغداء ساعتها اخدت بالي إن الغروب جه ومن هنا فهمت إني بقالي كتير في البلكونة..
خرجت وساعدت معاهم في السفرة دقائق وكان باب الشقة بيتفتح ب طلته 
مضايق أول كلمة ترن في بالك لما تشوفه ملامحه مشدوده حاجه شاغلاه أو مضايقاه أيهما أقرب 
رمى ابتسامه باردة واتجه لكرسيه في السفرة 
مش ملامحه هو بس اللي كانت مشدوده بل للسخرية إني كنت بشاركه الملامح اللي اتطبعت على وشي بدون إرادة مني اتفقنا هنمثل إننا متضايقين والغريب إننا مش محتاجين تمثيل بعد الفترة اللي قضيناها سوا أقدر أكد إنه مش بيمثل وإنه فعلا مضايق وللصدفة الغريبة إنها كانت ليله متوترة السفرة مشحونه بما فيه الكفاية نظرات أونكل الڼارية ندى اللي مش على طبيعتها والواضح إن في حاجه مزعلاها الصمت اللي كان مغيم على الغدا شيء غريب.
عائلتك قرروا يشاركوك زعلك يا يونس! 
أظنه سبب كافي عشان تفرد وشك اللي معرفش سبب كرمشته إيه..
_ لازم نتقابل انهارده.. ضروري يا بليغ هستناك على القهوة.
خليها بكرا يا طلال مش هعرف انهارده كنت مواعد الحجه إني هقعد معاها انهارده مش هنزل.
رجعنا البيت هدوء تام لازالت علامة الضيق مرسومة على وشه بس اللي دهشني أكتر ليه أنا مضايقه! 
اللي عايزاه من أول يوم بيتحقق وكلها كام يوم وخلاص ترجعي ليله الحره 
ليه دلوقتي قراري مبقاش على هوايا..
متكلمناش صمت كان بينا لحد ما كل واحد خد مكان نومه بهدوء اتجه للكنبة من غير أسئلة انهارده دور مين وما اصريتش إننا نتناقش اكتفينا باللاشيء..
عدى الليل بهدوء ينافي حقيقة المعركة اللي جوا كل واحد فينا..
....
صحيت بدري بمعنى تاني منمتش..
قومت وقت الفجر روحت اتوضيت بهدوء وصليت دعيت ربنا كتير إني اهدأ نفسي تهدأ جوايت حرب معرفش مين فيها الطيب ومين الشرير مش حاسه غير بصوت المدافع وضړب الطبول بيخبط في عقلي مع كل ثانية إحساس التوهان وكأني كسرت بوصلتي خلصت صلاة وخرجت الصالة خضني خيال قاعد ډافن راسه بين ايديه صوتت بصوت مكتوم فاتنفض وقاملي بسرعة..
_ إنت كويسه
_ إن.. إن ت صحيت امتى لسه معاد صاحيانك فاضل عليه ساعتين ونص.
_ ااا.. أنا منمتش.
اتفاجئت بس مش أوي إحساس متضارب ما بين كنت عارفه ومكنتش أعرف بادلته الرد بصمت ولم
يضف هو المزيد فضلنا على الوضع ده حبه اتسرسب ضوء الشمس من الشباك بشكل لطيف مع صوت العصافير الهادي اللي بيحسسك إنك في عالم تاني ولو للحظات لمعت الشمس في عينيه كانت أول مرة أشوفه أول مرة أقدر أشوف يونس ك شخص جميل ملامحه هادية مليانه حنيه مبتظهرش لحد عينين بتلمع في الشمس فتدي شكل مختلف بإحساس مختلف أول مرة أشوف يونس ك يونس مش مجرد ابن اونكل طلال صاحب عمر بابا اللي أصر إني اتجوزه فضلنا على الوضع ده حبه لحد ما كسر الصمت فجأه...
_ بقولك إيه... أنا عايز أتكلم معاك.
اتنفض قلبي بشدة وكأني عارفه هيقول إيه وفي نفس الوقت لأ إحساس التوهان بكل أشكاله بمر بيها..
قعدت على كرف الكنبة وحواسي كلها مستعدة للكلمة اللي هتخرج منه واللي واضح من ملامحه إنها هتهد حاجات مش هتبني.
_ سامعاك.
قعد على طرف الكنبة المواجه ليه وملامح التوتر مبخلتش إنها تتفرش على وشه بحرية مع هزة رجله اللي موقفتش ثانية..
_ أنا فكرت... أحنا مش هينفع نيجيلهم فجأة ونقولهم أحنا هنتطلق قولتلك طبعا إمبارح هنبدأ نفكر في حاجات نعملها وأنا قولت نضرب الحديد وهو سخن أحنا منتأخرش ونبدأ من انهارده..
كلامه كان زي المطرقة كل كلمة بتنزل ضړب على قلبي پعنف للدرجة عايز يخلص! 
للدرجة عايز يروحلها اتضايقت بل وبشدة مش فاهمه سبب ضيقتي ولا عارفه اتعصبت ليه وليه عيني ابتدت تلمع بالدموع 
إيه اللي بيحصل لي مش ده اللي كنت عايزاه من أول يوم 
قومت بسرعة ولفيت مسحت عيني قبل ما ياخد بالي والتفتله 
_ أيوة معاك حق إنت في حاجة في دماغك 
_ أيوة بصي.....
فهمتي 
بصيتله بدهشة ذهول حقيقي المرة دي أقدر أوصف أنا حاسه ب إيه حاسه بذهول عايزني أقول عليه كده لمجرد إننا نثبت فشل جوازنا!
_ سكتي ليه 
_ إنت...إنت...إنت متأكد 
_ أيوة ده أنسب حل ومستحيل حد يعرف الكلام ده ويجبرك تكملي في الجوازه.
_ بس..بس إنت مش كده! 
_ وإنت عرفتي منين 
يمكن أكون محدش عارف بكرا مخبي إيه..
المهم هتعملي كده انهارده وتروحي عند باباك هتفضلي قاعدة هناك عشان الخلاف اللي بينا وأنا هاخدك بعد أسبوع اتفقنا 
مديتلوش رد ومستناش هو..
_ اتفقنا كده تمام يلا البسي عشان أوصلك.
إلتفتله بسخرية قبل ما يدخل التويليت.
_ وأنا هروح لبابا الفجر واقوله متخانقة مع جوزي.
جوزي! كان صدى الكلمة غريب رن جوايا بطريقة رعبتني تجاهلت الفكرة أول ما رجع من الطرقة وكمل..
_ معاك حق خلاص أنا هتأخر على الشغل انهارده وأوصلك على الضهر كده...
........
_ ليله! 
حبيبتي وحشاني.
مستنتش ماما تخلص جملتها واترميت في حضنها وعيطت كنت زعلانه زعل تقيل على قلبي معرفش إيه سببه أو إيه مصدره وكأني فعلا متخانقة مع يونس وجايه اشكيلها حكيتلها إني متخانقة معاه بعد إصرار طويل منها حسيت إني تقمصت الدور بدون حاجتي لتمثيل دقيقة لأني فعلا كنت حزينه! 
سبتها بعد قعدة فضلت ساعتين ودخلت اوضتي اشتقتلها 
بشدة اتفردت على سرير وحضنت مخدتي وكأني بستمد القوة منها وكأني بقولها احضنيني احتوي حزني اللي معرفش إيه سببه وبمجرد ما عدت دقيقة وأنا افتكرت بيتي إيه بيتي! 
افتكرت نفس قعدتي وحضني للمخده كل مرة كنت بخاف فيها وأنا لوحدي وابتديت أحس إني بقى ليا بيت أنتمي ليه وإن الأوضه دي بقت بتعبر عن فترة قبل يونس ودلوقتي بتعبر عن فترة جديدة كل شيء مختلف رغم إنها هي هي بنفس الترتيب ونفس رصتي...
قطع حبل أفكاري صوت الموبايل كانت نادين! 
وكأنها بتحس بيا وحزني بېلمس نقطة في قلبها...
_ قابليني دلوقتي.
_ الناس بتقول صباح الخير مساء النور فاضيه ولا لأ.
_ خلصي يا ليله هستناكي في مكاننا معاكي نص ساعة سلام.
كلامها كان متلهوج سريع والفرحة باينه فيه قومت بسرعة وأنا بنفض غيمة الحزن اللي خيمت عليا بقالها يومين ولبست عشان اقابلها.
........
_ خير يا بليغ في إيه نزلتني على ملا وشي.
_ خير إن شاء الله في مشكلة كبيرة حصلت في الشركة ويونس مجاش لحد دلوقتي.
_ تعالى بس فهمني حصل إيه وهتتحل بإذن الله.
.........
_ هنتجوز الشهر الجاي.
أول كلمة خرجت من فم نادين أول لمحتني قربت لترابيزتها 
معرفتش أسيطر على ملامح وشي اللي بقت يتنبض سعادة حقيقة على قد ما حسيت بۏجعها لما حكيتلي عن عمار وإنه بيحب غيرها على قد سعادتي دلوقتي لما عرفت إنها هتتجوزه الشهر الجاي ويمكن أكتر..
_ بتهزري.
_ اهزر إيه بس بقالنا مخطوبين من ساعة ما اتجوزتي هو أنا هنسى لما ضحك عليا وخلاني أسح عياط وقالي إنه بيحب واحدة.
_ شربتها يا كروديا أديكي لقيتي نفسك الواحدة اللي بيحبها.
_ هطلعه عليه كله يتقل بس أنا هوريه إزاي يقولي الصبح بحب واحده وبليل الاقيه متقدملي.
_ متبقيش مفترية بقى ده الراجل كان عايز يفاجئك.
_ يموتك أصدك يموتني.
كانت قعدة لطيفة مع صديقتي الحبيبة نادين قعدة اشتقتلها مليانه ضحك حقيقي ضحك لا يشوبه قسۏة الحياة قدرت أفصل دماغي شوية من التفكير اللي فتتها لدرجة إني كنت حاسه بكل فتاه تنغز في دماغي مسببه صداع مبيروحش ومسافة ما رجلي خطت اوضتي والصداع رجع تاني مع إحساس الضيقة اللي ملأ صدري بدون سبب ملموس قطع وصلة أفكاري إيد كريم اللي خدتني في حضنه اول ما شافني.
_ مالك 
عملك حاجه مد إيده عليك 
قوليلي بس لو اتجرأ وعملها ده أنا ه...
_ حيلك حيلك هي ماما لحقت تقولك ده أنت لسه مبدلتش هدومك.
_ متعصبنيش بقولك عملك حاج..
_ يبني معملش حاجه أحنا بس شدينا مع بعض شوية وأنا زعلت وخدت بعضي وجيت هنا أغضب.
رفعت رأسي وبصتله بابتسامه باردة وكملت..
_ بقيت زوجة غضبانه في بيت أهلها.
_ حتى في الموقف ده وبتسخفي.
_ خليك فريش كده أحنا في رحلة.
_ اټخانقتوا ليه
_ يبني مفيش مشاكل عاديه بس كبرت.
كمل بنبرة سخرية 
_ آه قولتيلي بقى كده مش عايزه تحكيلي ده أنا كيمو حبيبك.
_ خليك كده ظالمني.
_يا مسكينه.
نقاش خفيف كان بيني وبين كريم مقولتلوش السبب لإني معرفوش! 
مكانش ضمن الخطة التركيز كله كان على السبب اللي قاله يونس اللي أنا رافضاه ومجاش في بالي حاجه تانية غير..
_ يووه يا كريم على الزن.
_ هتقولي ب التي هي أحسن ولا اخليك تقولي بالعافية آه ما أنا مش خارج من الاوضة دي غير لما تقولي جايه هنا ليه.
_ يعم مفيش مش عايزني أنزل شغلي.
_ صدقت أنا بقى.
_ الله بقى يعني أقول ميعجبش اسكت تتقمص.
_ إذا كان هو اللي أقنع أبوك تنزلي الشغل.
_ ما هو بعد كده بقى راح قالي أنا شكلي بدفع عواقب أفعالي أبوك كان معاه حق.
بصلي بشك نظرة ثاقبة خلتني كنت هقوله كل حاجه بس مسكت نفسي في آخر لحظة واستجمعت قوتي.
_ ده اللي حصل ولما رفضت قعد يزعق وبتاع وإنت عارف إني مبحبش الصوت العالي.
_ ماشي يا ليله أما البيه يجي ونشوف صرفه.
_ لأ متكلموش أنا عايزه أستريح أسبوع ولا حاجه.
_ ماشي يا هانم أوامر تانية.
ضحكت 
_ أقفل الباب وراك.
معرفش إيه السبب اللي قولته ده بس هو اللي كان أقرب حاجه نطت في بالي كريم خرج ورجعت تاني لنفس النقطة وكأن مفعول قعدتي مع نادين وهزاري مع كريم اتبخروا أول ما بقيت أنا وعقلي بس علامة استفهام بتكبر جواه مع كل قعدة وكل تجاهل بهرب بيه من سؤال إجابته فارغة أنا حاسه بإيه ساعتها قررت إني هحسم الموضوع الأسبوع ده هستغل البريك وأخرج من حالة الضيق الغير مبررة اللي أنا فيها من وقت رنة ال notification..
........
_ يبنتي متتعبيش قلبي معاك إنت كل يوم هترجعي من شغلك وتقعدي في أوضتك منشوفكيش ده أنا كنت بشوفك أكتر وإنت في بيتك.
رفعت المخدو على راسي وجاوبتها بملل 
_ يا ماما سيبيني
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 22 صفحات