الإثنين 06 يناير 2025

الجزء الأول رواية جديدة بقلم زينب سمير

انت في الصفحة 2 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز


معا فهي لا تترك حفلة ولا تترك أي شئ أو اي جديد في حياه ابناءها يفوتها 
هتفت فيروز وهي تراقب دخولها
_فري حبيبة مامي اخيرا جيتي
فريدة بتوجس
_مامي انا مش مطمنالك
فيروز ضاحكة
_لية يعني في
أية وبعدين ما دام خاېفة يبقي عاملة مصېبة أو کاړثة كمان
فريدة بلامبالاة وهي تشير بيدها بلا
_لا والله معملتش حاجة خاالص
جاء صوت والدها الغاضب من الخلف وهو يدخل أيضا للغرفة ويبدو أنه اتي في تلك اللحظة

_والله اومال مين دي اللي كسفتني قدام كل الناس اللي هناك دي
فيروز بتعجب
_عملت ايه بإحسان
حسان بغيظ
_الهانم هي وماشيه بتقولهم هتوحشوني والله 
فريدة
_الله يابابي دي مشاعر فياضه مني وحبيت اعبر عنها ليهم
حسان وهو يحرك يده علي وجهه محاولا التحكم في عصبيته من ردودها
_وراحة تعبري عن حبك في وجود الشيطان يافريدة الشيطان مرة واحدة
خرجت شهقة مرتفعة من فيروز وهي تضع يدها علي فمها بينما قالت فريدة بتعجب أشد
_شيطان شيطان كل ما اكلم حد انهاردة مورهوش سيرة غيره ايوا مين يعني الشيطان دا وبعدين في حد يلقب نفسه بالاسم المخيف والمقرف دا
حسان موضحا
_يابنتي افهمي بلال بية مش اي حد
فريدة باستهزاء
_فهمني ازاي مش اي حد
حسان
_يعني لو البلد كل اقتصادها عبارة عن عشرين مليار
هو هيكون ملكه النص أو التلت هو مالك معظم المشاريع اللي بتعملها الدولة انتي مش فاهمة أنه بنظره أو بإشارة يقدر ينسف اي حد أو حتي يدمر اقتصاد بلد اسم بلال پيترعب منه الاجانب قبلنا سكوته دا اكبر عڈاب للشخص اللي قدامه انتي فعلا مش فاهمة يعني أية شيطان يافريدة لان اللقب دا قليل اووي عليه لما يغضب من حد
فريدة بدهشة
_وكلمتي دي هتاثر قوي عليه
حسان
_طبعا تأثر كفاية انك اتكلمتي وهو بيتكلم وكمان حاجة ازاي اصلا مخلتيش السكرتيرة هي اللي تيجي تبلغني بوجودك
فريدة بضحكة غباء
_اصلي مشفتهاش
حسان
_خلاص دا مش موضوعنا مادام عدي علي خير الحمد لله المهم مقررتيش تنزلي تشتغلي
فريدة بتأفف
_لا يادادي مش ليا مزاج
هتفت فيروز متعجبة من حديث ابنتها
_فريدة انا قربت اټجنن منك انتي ولا دلوعة بطريقة اوفر زي الوسط بتاعنا ولا بتشتغلي وعايزة تبني كيان زي معظم ما الناس بتفكر ولا ليكي مخططات ماشيه عليها وبتقولي عندك طموح هتحققيها حقيقي انا مش فهماكي ياديدا
فريدة بلمعة غموض خفيفة
_انا بحب اني اكون كدا يامامي محدش يفهمني خالص
حسان هاتفا فجأة
_اية رأيك تشتغلي مع الشيطان او بمعني اصح عنده
فريدة
_هي هتكون تجربة شيقة لكن sorry dad انا مش عايزة اشتغل Now
فيروز
_طيب اطلعي خدي شور بسرعة وانت كمان ياحسان قبل ما يوصل فارس علشان ناكل
فريدة
_اوك تشاو مؤقت
وتركتهم وذهبت
هتف حسان بقلق
_انا مبقتش فاهم فريدة خالص يافيروز الاول كانت شفافة لكن دلوقتي لا حالة غموض سيطرت عليها جامد
فيروز بهدوء
_مفيش داعي للخوف دا ياحسان انا عارفة كويس حبك لفريدة وتعلقك بيها وخۏفك عليها لكن متخفش بنتك قوية ومفيش جديد ظهر عليها فريدة زي ما هي
حسان
_انتي شايفه كدا
_مفيش غير كدا اصلا
لكنها همست بداخلها في سر انتي شيلاه جواكي يافريدة ومخبياه عننا وانا لازم أعرفه كفايه اختفائك طول الليل وانشغالك عننا 
بالطابق العلوي 
بنفس ذات الوقت كانت تقف هي في شرفتها تنظر لحديقه القصر بشرود ولمحة تحدي غريبة واصرار يظهر في عيونها وهدوء يسيطر علي المكان حولها كأنها لا تسمع لاي شئ خلفها أو امامها والبرود يغلف ملامح وجهها برود سقيعي كأنها تعترف أن حياتها بلا فائدة أن ضاعت وسط تلك الكوارث التي تفعلها أو تجهز لها دون معرفة أحد من اهلها 
تنهدت بعمق وهي تقول
_قرب يحصل اللي انا عايزاه ووقتها هيعرفوا اني بعمل ويشتغل في حاجة اقوي من اني اشتغل مع الشيطان دا علي الأقل دي مفيدة ليا انا مفيدة بدرجة مخلياني دايما حاسه
اني في امان
قالت اخر كلماتها وهي تنظر للحديقة النظرة الأخيرة قبل أن تتجه نحو غرفة ملابسها لتخرج ثياب لها ثم تتجه للباب المجاور لتأخذ حمام بارد لعله يهدي من أفكارها الثائرة دوما 
وصلت السيارة أمام قصره الذي يقبع في مكان نائي بعيد عن البشر قليلا يشبه قصر الرئيس ولكنه افخم ولا أحد يستطيع أن يقول غير ذلك 
تصميمه الذي صممه اشهر مهندسي الديكور والالوان المتناسقة وكل شى به يخطف الانظار فكل جزء به تم الاهتمام به وكأنه الجزء الوحيد الذي سيمكث به هو
وبسبب ذلك الاهتمام والتفاني في العمل خرج قصر شاهق مرعب من شكله كصاحبه فشكله الخارجي يدعوك للدخول به بكل سرور ولكن هناك تجد عكس ذلك تماما بالداخل تجد هدوء مخيف وبرود يسيطر عليه تشعر وكأن لا حياه فيه
هناك لا تستطيع حتي أن تهمس بأي كلمه سوي بأمره فأحذر هو يكره الثرثرة والحديث دون فائدة
دخل للقصر سريعا بعد أن فتحت أبواب القصر الداخلية إلكترونيا وصعد درجات السلم الكثيرة وهو يتحدث بهاتفه بكلمات مقتضبة يلقي بها أوامر علي أحد الأشخاص ثم أشار بيده للخلف ليتقدم حارس هاتفا بخنوع
_تأمر بحاجة يابيه
هتف وهو يصعد
_خليهم يجهزوا طيارة خاصة هنسافر اسبانيا كمان ساعة
صمت ثواني ثم اكمل
_ونرجع بالكتير بكره جهزلي الموضوع بسرعة علشان مفيش وقت
الحارس
_خلال ساعة كل حاجة هتكون جاهزة يابية
اشار برأسه ب اوك عده مرات بلامبالاة وصعد للأعلي 
في جناحه 
كان عبارة عن غرفة نوم ذو مساحة كبيرة يتميز اثاثها باللون الرمادي الغامق ممزوج بالازرق وكان عباره عن فراش دائري الشكل ويوجد أمام الفراش مقعد مسطح بينما علي أحد الجوانب يوجد مقعدين متقابلين أحدهم بالازرق والآخر بالرمادي وطاولة تفصل بينهم وعلي جانب آخر يوجد مقعد اسود به بعض النقوش الذهبية من الذهب الحقيقي
يشرف منه علي الفراش والمكان عموما وكان هذا مكانه المفضل 
بينما بجوار المقعدين يوجد حامل للكتب دائري الشكل عبارة عن ارفف وجدت عليه كل انواع الكتب وكان يوجد باب لغرفة الملابس واخر خاص للحمام بينما يوجد غرفة اخري بالجناح يوجد بها مكتب و أريكة للراحة وجهاز لصنع القهوة وثلاجة صغيرة تشبه الثلاجة التي توجد بالغرفة المجاورة والتي ما كنت الا غرفة مطبخ صغير فقط يوجد به بعض الأطعمة الجاهزة والمقرمشات وعصائر ويتوسط كل تلك الغرف صالة وجد بها انترية صغير كان باللونين الرمادي والأزرق أيضا فكان كأنه منزل منعزل عن القصر 
كان هو قد خرج بعد أن أخذ حمام سريع وتوجه لغرفة الملابس ليرتدي بعد دقائق قليلة بنطال اسود اللون وقميص بنفس اللون وساعة ويضع من عطره الفخم ويرتدي حذاء باللون الاسود به لون زيتي غامق يشبه الجاكت الذي امسكه بطرف إصبعه واسنده علي كتفه من الخلف ثم أمسك هاتفه وهبط للأسفل لينهي بعض الأعمال سريعا والأوراق قبل أن يذهب باتجاة المطار والذي منه سيغادر أرض مصر متجها لأسبانيا 
في منزل حسان ابو عوف 
تجمعت أفراد الأسرة حول طاولة الطعام حيث جلس الاب علي المقعد الذي يرأس الطاولة وبجواره من جهه اليمين زوجته مجاورا لها فريدة وعلي يساره جلس فارس الذي يبلغ من العمر السادس عشر عاما 
هتف حسان وهو ينظر لفارس
_اخبار الدراسة معاك أية يافارس
اجابه بهدوء وهو يترك الطعام الذي بيده
_كويسة يابابا بس الحقيقة أنا عايز حضرتك في موضوع بخصوص المدرسة
حسان بأنتباة
_خير في حد بيضايقك فيها
فارس بنفي
_لا مش كدا
فيروز
_اومال في ايه ياحبيبي
فارس
_انا عايز اسيبها
هتف حسان بتعجب
_تسيبها ! اوك يعني تقصد في مدرسة غيرها عايز تروحها
فارس
_اهاا
فيروز
_مدرسة أية دي ياحبيبي وخاصة ولا لغات ولا اي الحال ومستواها التعليمي حلو يعني هتستفاد ولا
فارس بصوت قاطع
_انا عايز اروح مدرسة حكومي
حسان
_اية !! انت عارف انت بتقول أية انت مش هتعرف تتأقلم علي الوضع
فارس
_بابا معلش احترم رغبتي وانقل لي الورق هناك
تطلع حسان لفيروز بحيرة قاطعتها هي قائلة
_بص ياحبيبي احنا مش معترضين نهائي علي المدرسة انا وبباك اتخرجنا من المدارس دي واي حد من الوسط دا هتلاقي أهله كدا لكن احنا نقصد علشان انت متعود علي اصدقائك ونظام معين وهدوء وكدا دا مش هتلاقيه هناك اعتقد
فارس
_ماما انا عارف دا كله ومصر اني اروح هناك
هتف حسان بهدوء
_طيب تكمل السنه دي في مدرستك وبعدين نحولك
فارس برفض شديد
_لا طبعا احنا لسة في بداية السنة يابابا حرام اكمل دا كله في المدرسة دا غير أن المنهج لسة في أوله ومحدش امتحن اي امتحانات نهائي 
حسان
_خلاص هشوف الموضوع دا وهرد عليك بكره بس انت في مدرسة معينة عايز تروحها ولا اقدملك في اي واحدة
فارس
_لا انا معنديش فكرة قدملي حضرتك في اي مدرسة
قالت فريدة اخيرا متدخله في ذلك الحوار
_والله ياواد يافارس انت دماغ كنت ھموت واعمل زيك كدا لكن علشان مسبش أميرة وسالي وريما قعدت
فارس بابتسامة مرحة
_معندكيش شخصية
رمقته بقرف ولم ترد 
بينما هو كان سعيد بشدة فأخيراا سيذهب للطبقة المتوسطة والفقيرة فهو يريد أن يتعامل معهم يريد أن يري معاناتهم تلك فربما يستطيع يوما ما أن يساعدهم 
في احد المطاعم 
كانت تجلس علي طاولة تجمعها مع اصدقائها أمام الكافي في الهواء الطلق والجو كان رائع مع بعض نسمات الهواء التي تهب من حين لأخر كانت تنتظر أن يأتي النادل بطلبها وهي تتأفف فقد جاعت لدرجة لا تستطيع أن تتحملها 
هتفت ريما ضاحكة عليها
_فريدة مش فريدة وهي جعانة
فريدة بغيظ
_وريما مش هتبقي ريما لو فضلت تستظرف علي اهلي كتير
هتفت أميرة وهي تنظر حولها بترقب
_بنات الجو مش مطمن خالص
فريدة بتعجب
_ازاي يعني ! ما كل حاجة حلوة اهي وزي الفل
أميرة
_يابنتي اقصد الناس اللي قاعدة جنبنا دي
وأشارت للطاولة المجاورة ويجلس عليها مجموعة من الشباب 
سالي متدخله
_مالهم يعني الناس دي
تنهدت أميرة قائلة
_بيبصوا لفريدة بطريقة غريبة اووي و بتركيز عجيب خاصة ابو عيون بني دي
ريما مؤيدة حديثها
_تصدقي معاكي حق
فريدة بلامبالاة
_سيبكوا منهم يابنات
وهي تهز رأسها علامه اللامبالاة لمحت ذلك التي تقصده أميرة لتضيق عيونها محاولة أن تتذكر فلاحظتها ريما فتسائلت
_في أية يابنتي انتي تعرفيهم
فريدة
_اللي بتقولوا عليه دا انا شفته الصبح
سالي
_والله !! طيب حصل أية
فريدة
_مفيش كل الحكاية أن 
وبدأت تقص مقابلتها معه صباحا وهي تحاول الا تنظر لهم وخاصة له هو
بينما علي الطاولة المجاورة 
هتف أحدهم وهو ينظر لها
_البت ام عيون خضراء دي صاروخ
قال آخر
_معاك حق البت حلوة اوي
ثم اكمل موجها حديثه ل اسر
_مش كدا يااسر
اسر بأنتباة
_اية بتقول أية
هتف الاول بسخرية
_دا انت مش معانا خالص ياعم
اسر
_لا معاكوا معاكوا
ثم عاد ينظر لها مرة أخري ليلاحظه الشباب
فهتف الثاني
_وقعت ولا ايه يااسوره
قال الاول
_نظرته ليها نظره عاشق ولهان
همس اسر بخفة لذاته
عاشق !! دي فريدة دي هتشوف مننا اللي عمرها ما اتخيلته
هتف الاول
_روحت فين ياباشا
اسر وهو يرمقها بنظرة أخيرة
_معاكوا اهو يابني
ثم نظر لهم قائلا
_في بس حوار شاغل عقلي الايام دي مش اكتر
هتف الثاني
_واية دا بقي اللي شاغل الرائد اسر 
اسر بشرود
_قضية قضية صعبة اووي
عودة ل طاولة الفتيات 
ريما وهي تقف بغيظ
_لا دا عايز يتأدب والله
أميرة وهي تجذبها
 

انت في الصفحة 2 من 10 صفحات