رواية "ترويض ملوك العشق" الجزء الثاني (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم لادو غنيم
غلط والله العظيم
أنا دخلت أوضته عشان
قاطعها ب قوله الجاف
مفيش داعي إنك تبرري أنا مسألتكيش ياله روحي نامى
بس يا جبران لازم تعرف إنى
رؤيه من فضلك روحى نامى أنا دماغى مصدعة و مش عايز أسمع حاجة تاني النهارده
رفضه لسماعها جعلها تبتعد عنه قليلا تفكر بحيلة ل تجعله يستمع لها ف راوضتها فكرة صغيره ف نهضت من جواره و جلست على فراشها ثم نظرت له و أمسكت معدتها تتأوه پألما
فتح عينيه ب لهفة ممزوجة ب الخۏف و فزع من ف وق الأريكه و أسرع بالجلوس بجوارها يحتضن بيده اليسار وجنتها
مالك يا حبيبتي حسه ب إيه
الخۏف الذي تشاهده بعينيه جعلت الدموع تعرف طريق عينيها تحتويه نبضاتها المغرمة ب رچلا علمها معني العشق كم كانت تشتاق بكيانها لعناق يداوي چروح أجبرتها عليها الأيام و وسط أحساسها الدافئه شعرت بيده لكيانها الذي سجنه ف ى سجن العاشقين
عينى ايه اللي تعبك
هتفت بصوتا باكى ضئيل
قلب ى وجعنى أوي
رتب علي شعرها بعطف عاشق لها
سلامة قلبك يا قلبى
لكل مظلوم يوم بتختفى فيه سواد الليل و تشرق شمس يوم جديد تنور حياته لباقي العمر
شدته من عناقه بغراما
جبران أقسملك بالله إنى من يوم ما تكتبت على إسمك و أنا محافظة علي شرفك و صاينه كرامتك و مفكرتش حتى إنى أبص لراجل غيرك و الله العظيم أنا دخلت أوضة جاسم لأنى كنت متاكده إنه بره القصر
خرجت من عناقه تسأله
طب مش هتسألنى كنت بعمل ايه في أوضته
لاء مش هسالك لإنى مش عاوز أعرف ياله نامى و إرتاحى و بكرا نبقي نتكلم تصبحى علي خير
قبل رأسها و ذهب ليغفوا علي فراشه ف فقدت الأمل من إخراج الحديث منه و قررت النوم مثله
كان لازم أعمل كدا عشان محدش يشك فينا ل و كنا عارضنا كلام جبران كان هيطردنا و مكنش هيبقى قدامنا أي فرصه عشان نرجع تانى
هتف بزمجرة إنت ه تستهبلى ماإنت عارفه إن ليا في القصر زي ما ليه ب الظبط و مكنش هيقدر يعملنا حاجة
عارضته بجدية
شغل العيال دا ماليش فيه أنا مش عيل صغير عشان أخاف منه أنا برضه جاسم تربية سالم الشداد يعنى دارس المكر علي أصوله و الأيام هتثبتلك مين فينا الأذكي أنا و لا البعبوع بتاعهم
غبي و هضيع كل اللي بنخططله لازم خالد ياخد فكرة عن الهبل اللي ناوي عليه الزفت التاني
أجرت إتصالا ع لى خالد الذي أجاب أثناء جلوسه فوق الفراش
خير يا حبي
مش خير خالص الزفت جاسم ناوي يبخرب كل حاجة بنخطط لها بسبب عصبيته
عمل ايه الزفت دا
الأستاذ ناوي يعارض أي كلام يقوله جبران عاوز يعمل رأسه ب راسه ناويله علي الشړ و بكده هيبوظ كل مخططتنا
متقلقيش أوي كده أنا هعرف إزاي أظبطه و أخليه يمشي زي ماحنا عايزين
ماشي يا خالد سلام
أغلقت الجوال و جلست علي الفراش تفكر بأمره
مر الليل و أشرقت شمس يوما جديد كإنه هذا اليوم خاص جدا ب القصر ف اليوم سيأتى السيد بوراك و إبنته سيليهان ليتناولا الغداء برفقة عائلة المغازي بأمرا من السيد رياض أصبح الخبر يملئ القصر و بداخل حجرة نوم ه لال كانت تقف بجوار عمران الذي يستعد و يرتدي ملابسه
عمران إيه وضع البنت سليهان
عمران مستفهم
مش فاهم
أنا عرفت ب المساچ اللي عملته ل جبران و بصراحه كدا مرتحتلهاش خالص
ياقلب عمران ماتشغليش بالك بيها و ركزي ف ى الحمل شويه أمى قالتلى إنك مبتكليش كويس
ضيقت عيناها بزمجرة
واضح أوي إنك بتغير الموضوع و إنت عارفنى كويس مبحبش الإسلوب دا نهائي يا عمران
إرتدي سترته الرماديه قائلا بجديه
مش بغير الموضوع ولا حاجه أنا بس مش عاوزك تشغلي بالك علي الفاضي مفيش حاجة تستاهل الإنشغال دا
عمران إنت مفكرنى طفله صغيره ه تضحك عليها بكلمتين بقولك عرفت بحوار المساچ إيه عايزنى أشغل بالي لما الهانم تعملك إنت كمان
تنهد بإمتصاص للملل
أنا مبحبش المساچ نهائي ف متقلقيش مش هتقدر تعملي حتى لو إتشقلبت ف ى المكتب خلاص إرتاحتى هنزل بقي عشان أشوف الدنيا تحت بقت تمام والا ايه
ذهب من أمامها فضيقت عيناها بتوعد
ماشي يا عمران المح بس نظرة بينكم النهارده و أنا هخليها ليلة سودا
جلست علي مقعدها بزمجره محاوله التغاضي عن حنقها
بعد مرور عدت ساعات اتى السيد بوراك و إبنته سليهان الى القصر و إستقبله السيد رياض و باقي الأفراد بإحترام و جلسوا جميعا يتناولون الغداء بحديقة القصر كما أمره السيد رياض
نورت مصر و قصر المغازيه يا سيد بوراك أنا سعدت جدا لما عرفت إنك بتتكلم مصري كويس و ذادت دهشتى لما ش وفت قد ايه سنك مش باين عليك نهائي إن عندك خمسين سنه اللي يشوفك يقول شاب ف ى نهاية التلاتينات
تبسم الآخر الذي لم يتعدي الخمسون عاما
دا شرف ليا رايي شخصية عظيمة زيك ف ى أنسان زيه اما ب النسبه للسن يا باشا ف داه حصاد الرياضه و الأكل الصحى معا إن واضح إن كل الأصناف المتواجده حاليا قدامنه مش صحية نهائي
تدخلت فريحة الجالسه علي الناحية الأخري بفظاظه
إحنا هنا بنحب الأكل المتغذي الواحد مش ناقص يجيله هبوط من الأكل الصحى دأنا لما كنت عامله رچيم كنت بهمد زي البطة العطشانه بسبب الأكل بتاعكم
تبسم لها بقولا
الرچيم مش حلو لكل الناس يعنى إنت مثلا لايق عليكي الكيرفي
تبسمت بإمتنان
ميرسي أوي والله الوحيد اللي قالى كلمة حلوة توحد ربنا من يوم ما بطلت رچيم
هتف بإعجاب
إنت تستهلى و علي فكرة الكلام دا مش مجمله دا حقيقتك فعلا
داعبت شعرها لوراء أذنها بذات الضحكه الهادئه
ربنا يخليك دا من ذوقك
تبسمت سليهان لوالدها
جراإيه يا بابا البنت اتحرجت مش كدا
نظر بتلك اللحظة عامري ل فريحة بخشونه فضيقت عيناها ببسمه خاطفه و قالت بصوتا غير مسموع
واضح إن الغيره بدأت تشعلل في قلبه أيوة بقي كدا يا فروحه طلع بيحس دا مش بعيد ل و ذودت الجرعة يطلب إيدي كمان
لم يروق لأحدا من الرجال النقاش الذي دار بين الثنائي مما جعلا جبران يراقب بعينيه نظرات بوراك قلقا من أن يختش حبيبته بنظره مغازله وظله هكذا حتى أنتهوا من الطعام و ظلوا يتبادلوا الحديث بالعمل و الحياة و من بينهم فريحة التى كانت تحاول بكل جهدها أن تثير غيرت عامري إتجاهها فكانت تتدخل ب الحديث و تتبادل الضحكات معا هذا الغريب
اما جبران فكان يجلس بجوار رؤيه الجالسه بثوبها الأبيض الرقيق و حجابها الأوف وايت فكانت ك الملاك بعينيه المغمغمه ب الغزل كلما نظرت اليه مما يجعلها تخفضهما بخجلا لكى لا يلاحظ أحد الحاضرين نظراته إليها
و أثتاء غزل العيون قالت سليهان ببسمه
جبران من فضلك تيجى معايا على إنفراد عشان عاوزه أنقشك ف ى حاجة هامه جدا دا ل و مش هيضايقك
أسرعت عينيه ب النظر ل زوجته التى إعتلت الغيره وجهها فقال برسميه
خلي كلام الشغل في الشركة أفضل
الموضوع مش هياخد أكتر من عشر دقايق و أستاذ عمران كمان ياريت يتفضل معانا لإن حضراتكم المسئولين عن المشروع معايا
لم تعطيهم فرصه للنقاش و نهضت تتحرك بعيدا عن الجميع ف نهضوا يذهبن خلفها ليناقشه معاها العمل أما زوجتهما ف تجحظت عيونهما ب الغيرة القاټلة
اما عامري فنظر إلى نسرين التى تخبئ شئ خلف ظهرها ف ور أن رئت هذا التجمع
و تحركت مسرعة ب الذهاب للحديقه الخلفيه ف نهضا عامري خلفها ليرا ما كانت تخبئ
و بتلك الحظة نهضا السيد بوراك قائلا ببسمه
ممكن فريحة هانم تورينى مكان التواليت
نهضت ببسمه
اه أكيد إتفضل
ذهبت برفقته للداخل أثناء الحديث معه
واضح إن حضرتك بتقدر الضحك أوي
طبعا بقدر الضحك و بقدر أكتر اللي بيسببه الضحك
مش بقولك حضرتك ظريف بس ق ولى حضرتك مش صغير علي إن يبقالك بنت شحطه زي سليهان أسفه قصدي زي الأنسه سليهان
تبسم بغرورا
دا نتيجة اللي يتجوز و ه و صغير بيفضل شباب
تبسمت بمراوغه
حضرتك كدا هتخلينى أفكر في الموضوع
فكري التفكير فيه لطيف اوي
وقفت أمام الحمام قائلة
والله محد لطيف غيرك إتفضل الحمام أهو
فتح الباب ثم نظرلها بمكرا
ممكن تدخلى تشغليلي المياه السخنه عشان مبقدرش أستخدم المياه العاديه
قالت بعفوية
اه أكيد ثوانى
دخلت و شغلت الماء الساخنه و ستدارت لتتحرك ف وجدته يقف أمام الباب بعدما قفله عليهما ب المفتاح فدب الخۏف بقلبها و حاولت الهدؤ و قالت
ممكن تفتح الباب عشان اخرج مينفعش أقف مع حضرتك ف ى مكان زي دا
أقتربا منها حتى اصبح أمامها بلاش كسوف أنا ملاحظ نظراتك ليا و كلامك معايا طول ما إحنا قعدين واضح أوي إنك معجبه بيا و بصراحه عجبتينى و على فكرة أنا مكنتش عاوز ادخل الحمام أنا قولت كدا عشان نبقي لوحدينا و نقرب من بعض شويه
أرتجفت مبتعده للوراء پخوفا ملئ كيانها و باحت بصوتا مهزوز
أنت أكيد مچنون مين دي اللي معجبه بيك أفتح الزفت دا بدل ما هصرخ و الم عليك القصر كله
أقترب منها أكثر بثقة أعلي
متقدريش تعملي كده عارفه ليه عشان الكل كان ملاحظ طريقتك معايا و ل و انكرتى محدش هيصدق إنك دخلتى الحد هنا غصبن عنك بلاش تنشيف دماغ و قربي مني
وهي تحرك عنقها يمينا و يسارا و ه ى تنادي لكى يلحقها أحدا
يتبع
13
أنسه فريحة ممكن تخدينى للحمام
كرر سؤله لتلك الشاردة بخيالها تتخيل ما يمكن أن يحدث إذا تمادت معه ب الحديث و الذهاب معه إلي الحمام
تدخلت السيدة كريمان بالحديث عندما و جدتها شاردة و يبدو علي وجهها الزعر
إتفضل يا سيد بوراك معايا ه وري حضرتك الحمام
نهضا برفقتها اما الأخري ف أمسكت ب كأس الماء تتناوله ب هلع من خ وفها من
هذا التخيل الذي راوضها ثم نهضت لتتعافي روحها بعيدا عن الجالسين
اما رؤيه و ه لال فكانه يبدو عليهما الضيق بسبب غياب زوجهما مما جعلهم ينظران لبعضهما و قالتا بنفس الوقت
لاء مش قادرة أستحمل أنا ئايمة
نهضتا و ذهبت إلي حيث يتوجدان ب الجانب الأخر من الحديقة ف وجداتا سليهان تقف و على يمينها جبران و على يسارها عمران يتبادلون الحديث